باميلا الكيك لـ«الشرق الأوسط»: نجوميتي هي وصول صوتي

الممثلة اللبنانية تقول إنّ واجبها إشعال الأمل... وستفعل

باميلا الكيك في «كريستال»
باميلا الكيك في «كريستال»
TT

باميلا الكيك لـ«الشرق الأوسط»: نجوميتي هي وصول صوتي

باميلا الكيك في «كريستال»
باميلا الكيك في «كريستال»

المَهمَّة التي تأملها باميلا الكيك تتجاوز الفني إلى ما هو أبعد. أوصلها دور «عليا» في «كريستال» إلى القلب والشعور، ويُسعدها أنّ الإطراء لم يقتصر على أزياء الشخصية التي نالت نصيباً من الإشادة. تُخبر «الشرق الأوسط» أنّ الموهبة، وهي جمال عطاء الله، حين تصبح قابلة للتشارُك فيلمسها الآخرون، تُسمّى النتيجة نجاحاً. تفضّل، عوض الاستلقاء على القمة؛ وهي رغبةٌ يولّدها الانتشار الصاخب، أن تقول «إنها البداية». ذلك منطلقُه إحساسها الثابت بالمسؤولية: «لا يتغيّر شكلُها بعد كلّ دور. المسؤولية الكبرى تلازمني منذ الخطوة الأولى».

ليست شخصية «عليا» في المسلسل المُتصدِّر الأرقام، أعمق ما قدّمت الممثلة اللبنانية خلال سنواتها. في «جذور» علَّم الأداء أكثر، وفي «مدام كارمن» و«عصر الحريم» وأدوار أخرى، تفوّقت على «عليا» في البُعد والوَقْع. لكنّ «كريستال» حوّلها سيرة الألسن ورفيقة الأمسيات. تقول: «هذه المرة لمستُ الاعتراف بموهبتي».

باميلا الكيك في «كريستال»

تذكُر ظَرف التصوير القاسي: «كانت فترة الوباء، وخشيتُ إن الْتَقَطُّه التسبُّب بضرر صحّي لوالدي. صوّرنا لأشهر في إسطنبول وتحمّلتُ كثيراً. العرق المتساقط مني وسط الصقيع يجعلني اليوم أنظر إلى السماء وأقول: (كم أنت كريم يا الله!). العطاء يعود إليَّ بأروع أشكاله».

ما سرّ باميلا الكيك، وما وراء لمعانها الخاص؟ ردُّها: «سرّي أنني لا أفكر في الـ(قبل) والـ(بعد). إن أُسنِد إليَّ دورٌ عاشر ووجدتُ فيه نفسي، لأدّيته. لا أفكر من منطلق (باميلا بعد كريستال) أو (باميلا بعد جذور)... أصبحتُ أتفرّغ لعمل سنوياً، عوض الاهتمام بالكميّة، وأستقطبُ العروض لأختار المناسب».

الأثر الأكبر يتركه مارّون في الشارع، حين يستوقفونها. «باميلا؛ ابنتي تُحبّك»، أو «باميلا؛ أنتِ رائعة، ونحن نتابعكِ». تقرأ الحب على هذا النحو: «إن غيّرتُ شيئاً في حياة أحد، وحققتُ دفعاً إلى الأمام، أو أجبتُ عن سؤال ومنحتُ أملاً، فهذا دوري وسعادتي. بعضٌ يقول: (باميلا تسير عكس التيار). ما المقصود بالعكس؟ ماذا لو كان التيار مُضلِّلاً، وبحُكم العادة يسير الآخرون في اتجاهه؟ النجومية بالنسبة إليّ هي وصول صوتي. شبعتُ (الترند) وأغلفة المجلات. الضوء الحقيقي في تَرْك الأثر».

«كريستال» حوّل باميلا الكيك سيرة الألسن ورفيقة الأمسيات (صور الفنانة)

تُشبّه حياتها بـ«حقل ألغام تتوسّطه زهور»: «ثمة سببٌ خلف كل ما نستقطبه. إننا مغناطيس يجذب الزهرة واللغم. لم أمانع بأن تنفجر الألغام بي. لو لم تفعل، لما تعلّمتُ. أحبّ مثلاً إنجليزياً يقول: (It’s blessing or lesson). ما يؤلم يجعلنا أقوى، فلا أندم على شيء».

كانت على عتبة العشرين عندما أدّت أدواراً تسكن في الذاكرة. تستعيد تلك الأيام للإجابة عن سؤال يتعلّق بالغرور. تقول إنّ بداياتها لم تترافق مع إطراء خشية الاعتداد بالنفس؛ بل إنها هوجمت، فكبُرت على تحجيم الشعور بالاختيال. ذهابُها أبعد من آثار الشهرة المُستهلَكة، يجعلها تقول: «أريد التأثير. فتيات كثيرات يرين بي محاكاةً لدواخلهنّ. هذه الشهرة».

هل تنتزع فرصها أم تأتيها من تلقائها؟ تؤمن باميلا الكيك بقانون الجاذبية، وبأنّ الكون يُسهّل ما نُصرُّ عليه: «لا أطرق أبواباً، لكنني مغناطيس للأشياء التي أريدها. ما يحدث لنا يكمن في رأسنا. القلب أيضاً مسألة مهمّة. بعضٌ يفاخر: (لقد دستُ على قلبي). أرفض ذلك. القلب هو الحكمة والمحبة. والطيبة أحلى ما أملكُ وسط البشاعة».

ترى باميلا الكيك أنّ الضوء الحقيقي في تَرْك الأثر (صور الفنانة)

تبلغ الخامسة والثلاثين، ولا تقيس الحياة بعدد السنوات. فإنْ لا بدّ من ذلك؛ فستجد أنّ نجاحها يفوق سنّها، لحصولها على فرص وأضواء لا ينالها بالضرورة مَن هم أكبر منها. يهمّها إدراكُ المرءِ ذاتَه، فيعلم بالنجاح إنْ حصل، ويشعر بالنجومية إنْ تحقّقت، بشرط أن تتجاوز مجدها الباطل لِما هو مؤثّر في الآخرين ومسار الحياة.

بعد «كريستال»، هل تحتاج باميلا الكيك إلى المنتج أم هو مَن يحتاج إليها؟ ردُّها: «الحاجة متبادلة لتقديم فنّ يدخل المنازل والعقول والأفكار». يُفرحها انتشارها في الخليج ومصر، حتى باتت تتلقّى دعوات انطلاقاً من هويتها اللبنانية، فتمثّل بلدها حين تُطلب لذلك، آخرها دعوة إلى السعودية التي زارتها بحُب وتتكلّم عن تطوّرها بإعجاب. تتابع: «أصرُّ على تقديم الوجه الحضاري للمرأة اللبنانية. أرفض تأطيرها بأحكام مسبقة، وأشعر بمسؤولية الحرص على الصورة (Image) أينما حللتُ».

ترافقها شقيقتها أماندا الكيك، وتودّ التوقّف عند دفء هذه العلاقة. تكبرُها بثلاث سنوات، وتشعر بالاطمئنان كلما لمحتها إلى جانبها: «تزيدني بركة، ومعاً نُحدث عدوى فكرية تطال وجهات النظر وأهداف الحياة. من المهم أن نُحاط بشخص مُتفهّم. هؤلاء الذين من دونهم لأُصبنا بخلل. أماندا منهم».

تشعر بالاطمئنان كلما لمحت شقيقتها أماندا إلى جانبها (صور الفنانة)

وسط النجاح وعَبَق الامتنان، تُنغّص مآسي غزة اكتمال الفرحة. تقول إنها تحتفظ بقصة شخصية عن فلسطين ستُفرج عنها في الوقت المناسب، ليفهم الجميع ما وراء تبنّيها هذه القضية والمجاهرة بمناصرتها. لا تعمل باميلا الكيك لتكون «نجمة صف أول»، فالشخصيات ليست بمراتبها بالنسبة إليها. تعمل من أجل الدور الإنساني الأوسع: «أحلامي كبيرة وأشعر بأنني أمام مَهمّة تذكير اللبنانيين بجمال بلدهم. الناس يثقون بي ويجدونني بجانبهم على أرض الواقع. واجبي إشعال الأمل، وسأفعل».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».