المتحوّرات تهدّد العالم و«الاتجاهات مُقلِقة»... اللقاحات تُسابق الشتاء

سلالة «FL.1.5.1» ستصبح الأكثر انتشاراً في الأشهر المقبلة

المتحوّرة الفرعية من «أوميكرون» «EG.5» تزداد انتشاراً واللقاحات تترصّد (أ.ف.ب)
المتحوّرة الفرعية من «أوميكرون» «EG.5» تزداد انتشاراً واللقاحات تترصّد (أ.ف.ب)
TT

المتحوّرات تهدّد العالم و«الاتجاهات مُقلِقة»... اللقاحات تُسابق الشتاء

المتحوّرة الفرعية من «أوميكرون» «EG.5» تزداد انتشاراً واللقاحات تترصّد (أ.ف.ب)
المتحوّرة الفرعية من «أوميكرون» «EG.5» تزداد انتشاراً واللقاحات تترصّد (أ.ف.ب)

يشغل سؤال: هل ثمة داعٍ للقلق من «كوفيد» مجدداً؟ المختبرات ومعه ملايين البشر حول العالم. ولكن وفق بيانات مصدرها علماء وشركات «موديرنا» و«فايزر» و«بيونتك» المُصنِّعة للقاحات، فإنّ السلالة الجديدة شديدة التحوّر من فيروس «كورونا» المسبِّب لمرض «كوفيد-19» غير مثيرة للقلق كما خشي بعض الخبراء عندما رُصدت للمرة الأولى قبل أسابيع. وترصد «منظمة الصحة العالمية» والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها السلالة الجديدة المنتشرة على مواقع التواصل باسم «بيرولا» وتحمل الاسم العلمي «BA.2.86»، وهي سلالة متحوّرة من السلالة «أوميكرون».

«اتجاهات مثيرة للقلق» لمرض «كوفيد-19» قبل حلول فصل الشتاء (وكالة الأنباء الألمانية)

ووفق وكالة «رويترز»، ترتفع معدلات الإصابة ودخول المستشفيات جراء الإصابة بالوباء في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، لكنها أقل بكثير عن ذروات سابقة. وتباطأ المعدل الأسبوعي لدخول المستشفيات في الولايات المتحدة لثلاثة أسابيع متتالية في أغسطس (آب) الماضي، وفق بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس. وحتى 30 أغسطس، أعلنت المراكز الأميركية رصد السلالة «BA.2.86» في 4 ولايات على الأقل، إما في مصابين أو في مياه الصرف. وأعلنت ولاية ديلاوير رصدها إصابة بالسلالة في مستشفى. كما أعلنت «منظمة الصحة» رصدها في 6 دول على الأقل. وذكرت البيانات أنّ السلالة المتحوّرة الفرعية «EG.5» المتحدرة من «أوميكرون» المنتشرة باسم «إيريس»، وظهرت للمرة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، تمثل نحو 20 في المائة من الإصابات الحالية بـ«كوفيد-19» في الولايات المتحدة.

السلالة «FL.1.5.1» ستصبح الأكثر انتشاراً في الأشهر المقبلة (رويترز)

وتأتي في المرتبة الثانية سلالة متحوّرة باسم «فورناكس»، والاسم العلمي «FL.1.5.1» بنسبة 14.5 في المائة من الإصابات في الولايات المتحدة، وتمثل نسبة متنامية من الإصابات بـ«كوفيد-19» على الساحل الشرقي الأميركي. كما تمثل مجموعة واسعة من السلالات الأخرى نسباً أقل من مجمل الإصابات، منها السلالة «BA.2.86» التي تمثل في الوقت الراهن أقل من واحد في المائة.من جهته، يرى الدكتور ديفيد داودي، خبير الأمراض المُعدية في «كلية جونز هوبكز بلومبرغ للصحة العامة» أنّ السلالة «FL.1.5.1» ستصبح الأكثر انتشاراً في الأشهر المقبلة، لكنه يتوقّع ألا تكون موجة العدوى مماثلة لتلك التي نتجت عن «أوميكرون». السلالة «BA.2.86» يراقب العلماء هذه السلالة لأنها تحمل أكثر من 35 متحوّراً في أجزاء رئيسية من الفيروس، مقارنة بالسلالة «XBB.1.5» التي كانت الأكثر انتشاراً لمعظم عام 2023. وأثارت التغيرات الواضحة، المماثلة للتحوّل الجيني الذي ظهر في سلالة «أوميكرون»، مقارنة بالسلالة السابقة «دلتا»، مخاوف من أنّ السلالة الجديدة قد تُسبّب زيادة كبيرة في الإصابات. من هنا، لا بدّ من التوقّف عند فعالية اللقاحات، ومدى وقايتها من المتحوّرات الجديدة؟ تؤكد دراسات مدير بحوث الفيروسات واللقاحات في مركز «بيث إسرائيل ديكونيس الطبي» ببوسطن، الدكتور دان باروتش، أنّ اللقاحات التي حُدِّثت ستثير استجابات الأجسام المضادة «إلى حد ما» ضد كل السلالات المنتشرة في الوقت الراهن، منها «BA.2.86». أما شركة «موديرنا»، فقالت إنّ بيانات سريرية أظهرت أنّ لقاحها المعدَّل المضاد لمرض «كوفيد-19» تسبّب في توليد ما يقرب من 9 أمثال الأجسام المضادة في أجساد البشر، وهي نسبة يمكنها تحييد السلالة «BA.2.86». بينما أعلنت شركة «فايزر» أنّ نسختها المحدَّثة من اللقاح نجحت في تحييد السلالتين «BA.2.86» و«EG.5» في دراسات أُجريت على الفئران. وتدرس إدارة «الأغذية والعقاقير» الأميركية جرعات اللقاح المعدَّلة ومن المتوقّع أن تُتاح قريباً.

ترتفع معدلات الإصابة ودخول المستشفيات جراء الإصابة بالوباء (أ.ب)

اتجاهات «مقلقة» قبل الشتاء

لم يفت «منظمة الصحة» التنبيه من «اتجاهات مثيرة للقلق» لمرض «كوفيد-19» قبل حلول فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، داعية إلى زيادة عمليات التطعيم والمراقبة. وقال مديرها تيدروس أدهانوم غيبريسوس: «لا نزال نرى اتجاهات مُقلِقة لـ(كوفيد-19) قبل موسم الشتاء... الوفيات تتزايد في بعض أجزاء الشرق الأوسط وآسيا، كما أنّ حالات دخول وحدات العناية المركزة تتزايد في أوروبا، وتتزايد حالات دخول المستشفيات في مناطق عدّة».وأوضح أنّ 43 دولة فقط، تُبلّغ المنظمة عن الوفيات الناجمة عن «كوفيد» و20 دولة فقط ترسل إليها معلومات بشأن حالات تستدعي دخول المستشفيات. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن تيدروس تأكيده أنه رغم عدم وجود متحوّرة واحدة مهيمنة للفيروس في جميع أنحاء العالم حالياً، فإنّ المتحوّرة الفرعية من «أوميكرون»، «EG.5» تزداد انتشاراً، مضيفاً: «اكتُشفت أعداد صغيرة من المتحوّرة الفرعية «BA.2.86» الشديدة التحوّر في 11 دولة، ومنظمة الصحة تراقبها لتقييم مدى قابليتها للانتقال وتأثيرها المُحتمل».

نشر المختبر الأميركي «موديرنا» ما وصفها بـ«النتائج المشجِّعة» للقاحه المحدَّث ضد السلالة الجديدة (أ.ف.ب)

وعن اللقاحات، نشر المختبر الأميركي «موديرنا» ما وصفها بـ«النتائج المشجِّعة» للقاحه المحدَّث ضد السلالة الجديدة. وأظهرت التجارب السريرية على البشر أنّ حقن لقاح «موديرنا» أدى إلى زيادة الأجسام المضادة المعادلة ضد المتحورة «أوميكرون» الجديدة «BA.2.86»، قدرها 8,7 أضعاف، وفق الشركة. وقدّم المختبر هذه البيانات إلى وكالة الأدوية الأميركية (FDA) بانتظار الحصول على موافقة لموسم التطعيم المقبل. ووفق دراسات حديثة أجرتها جامعة بكين في الصين ومعهد كارولينسكا في السويد وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، فإنّ اللقاحات الحالية فضلاً عن التلوث السابق بـ«كوفيد-19»، توفر درجة معينة من الحماية ضد السلالة الجديدة.

بدورها، قالت الهيئة المنظمة للأدوية في بريطانيا إنها وافقت على لقاح محدَّث من إنتاج شركة «فايزر» وشريكتها الألمانية «بيونتيك» يهدف فقط إلى مكافحة المتحوّر الجديد من «كوفيد-19» (أوميكرون إكس بي بي.5.1).وأضافت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية أنّ اللقاح الذي سيطرح للبيع باسم «كوميرناتي»، مصرَّح باستخدامه للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر فأكثر.وتأتي موافقة الوكالة البريطانية على اللقاح بعد اعتماده من الوكالة الأوروبية للأدوية الأسبوع الماضي. وعلى غرار «موديرنا» و«فايزر» و«بيونتيك»، أعلنت شركات أخرى عاملة في تصنيع اللقاحات، مثل «نوفافاكس»، طرح جرعات أحادية التكافؤ من لقاحاتها لمكافحة المتحور «إكس.بي.بي.5.1» فقط.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)
TT

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)

توفي أكبر رجل معمر في العالم عن عمر ناهز 112 عاماً.

وُلد جون تينيسوود في ليفربول في 26 أغسطس (آب) 1912، وأصبح أكبر رجل معمر في العالم في أبريل (نيسان)، وفق ما أعلنت عائلته وموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، الثلاثاء.

قالت عائلته في بيان نقلته صحيفة «الإندبندنت»، إن جون تُوفي يوم الاثنين في دار رعايته في ساوثبورت، ميرسيسايد، «محاطاً بالموسيقى والحب».

وقالت العائلة: «كان جون يحب دائماً أن يقول شكراً. لذا، نيابة عنه، شكراً لجميع أولئك الذين اعتنوا به على مر السنين، بمن في ذلك مقدمو الرعاية له في دار رعاية هوليز، وأطباء الأسرة، وممرضات المنطقة، والمعالج المهني، وغيرهم من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية».

وعاش تينيسوود، الذي ترك وراءه ابنته سوزان وأربعة أحفاد وثلاثة من أبناء الأحفاد، ليكون رابع أكبر رجل بريطاني في التاريخ المسجل.

وقالت عائلته: «كان لدى جون العديد من الصفات الجميلة. كان ذكياً وحاسماً وشجاعاً وهادئاً في أي أزمة، وموهوباً في الرياضيات ومحادثاً رائعاً».

وأضافوا: «انتقل جون إلى دار رعاية هوليز قبل عيد ميلاده المائة بقليل، وكان لطفه وحماسه للحياة مصدر إلهام لموظفي دار الرعاية وزملائه المقيمين».

في وقت سابق من هذا العام، أخبر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية أنه لا يشعر «باختلاف» لبلوغه 112 عاماً.

وقال: «لا أشعر بهذا العمر، ولا أشعر بالإثارة تجاهه. ربما لهذا السبب وصلت إلى هذا العمر. أنا فقط أتعامل مع الأمر بصدر رحب مثل أي شيء آخر، لا أعرف على الإطلاق لماذا عشت كل هذه المدة».

وأضاف: «لا أستطيع التفكير في أي أسرار خاصة لدي. كنت نشيطاً للغاية عندما كنت صغيراً، كنت أمشي كثيراً. لا أعرف ما إذا كان ذلك له علاقة بذلك. لكن بالنسبة لي، أنا لا أختلف عن أي شخص. لا أختلف على الإطلاق».

بخلاف تناول السمك والبطاطا المقلية كل يوم جمعة، لم يكن جون يتبع أي نظام غذائي معين، وقال: «أنا آكل ما يقدمونه لي وكذلك يفعل الجميع».

جون تينيسوود، الذي ولد في العام الذي غرقت فيه السفينة «تيتانيك»، عاش الحربين العالميتين، وكان أكبر رجل في العالم من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية. عمل في منصب إداري في هيئة رواتب الجيش.

بالإضافة إلى الحسابات والتدقيق، كان عمله يتضمن مهام لوجيستية مثل تحديد مكان الجنود العالقين وتنظيم الإمدادات الغذائية، ثم عمل محاسباً في «شل وبي بي» قبل تقاعده في عام 1972.

وكان تينيسوود من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم طيلة حياته، وقد وُلد بعد 20 عاماً فقط من تأسيس النادي في عام 1892 وشهد جميع انتصارات ناديه الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي و17 من أصل 19 فوزاً بالدوري.

التقى تينيسوود بزوجته بلودوين في حفل رقص في ليفربول، واستمتع الزوجان معاً لمدة 44 عاماً قبل وفاة بلودوين في عام 1986.

وأصبح أكبر رجل على قيد الحياة في أبريل (نيسان) عن عمر 111 عاماً، بعد وفاة خوان فيسينتي بيريز عن عمر 114 عاماً من فنزويلا.