«تلطُّخ صورته» يطارده... كيفين سبيسي يواجه معركة هوليوودية صعبة

«ورطة حقيقية» توقفه عند -1 على المقياس من 0 إلى 10!

أدوار هوليوود النجومية قد لا تعود في أي وقت قريب، إنْ لم يكن على الإطلاق (أ.ف.ب)
أدوار هوليوود النجومية قد لا تعود في أي وقت قريب، إنْ لم يكن على الإطلاق (أ.ف.ب)
TT

«تلطُّخ صورته» يطارده... كيفين سبيسي يواجه معركة هوليوودية صعبة

أدوار هوليوود النجومية قد لا تعود في أي وقت قريب، إنْ لم يكن على الإطلاق (أ.ف.ب)
أدوار هوليوود النجومية قد لا تعود في أي وقت قريب، إنْ لم يكن على الإطلاق (أ.ف.ب)

الشهر الماضي، أعلن كيفين سبيسي، الحائز على جائزة «أوسكار» مرتين، أنه مستعدّ للعودة إلى التمثيل بعد سنوات قضاها بعيداً جراء اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية، قائلاً لمجلة ألمانية: «أعرف أن ثمة أشخاصاً مستعدّين لتوظيفي بمجرّد تبرئتي من هذه الاتهامات في لندن. في اللحظة التي يحدث فيها ذلك، فإنهم على استعداد للمضي قدماً».

كان سبيسي محقاً من نواحٍ عدّة. وجدت هيئة محلّفين بريطانية أنه غير مذنب بتسع تهم بالاعتداء الجنسي هذا الأسبوع، بعد نحو عام من تبرئة هيئة محلّفين فيدرالية في مانهاتن، نيويورك، من تهمة الضرب في قضية مدنيّة رفعها الممثل أنتوني راب. ولديه مشروعان فنّيان صغيران في انتظار إطلاق سراحه، مع مخرجين لا يستطيعون المجاهرة بالدعم الكلّي العلني له.

سبيسي خلال وصوله في وقت سابق إلى المحاكمة في لندن (أ.ف.ب)

لكن أدوار هوليوود النجومية، مثل دور السياسي المتواطئ لسبيسي في مسلسل «هاوس أوف كاردس»، والمدير التنفيذي للإعلانات الرخيصة في فيلم «أميركان بيوتي»، قد لا تعود في أي وقت قريب، إنْ لم يكن على الإطلاق.

في هذا السياق، يقول عميد «كلية دودج للأفلام والفنون الإعلامية» بجامعة تشابمان، ستيفن غالواي: «رغم النجاحات القانونية التي يحققها سبيسي، فإنّ صورته العامة ملطّخة، مما يؤدّي لإحجام الاستوديوهات وخدمات البثّ المباشر عن التعامل معه لسعيها الدؤوب إلى تجنب القضايا المثيرة للجدل».

يتابع غالواي، الذي شغل سابقاً منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «هوليوود ريبورتر»: «إنه (سبيسي) في ورطة حقيقية. على المقياس من 0 إلى 10، فإنه يقف عند -1».

كيفين سبيسي مستعدّ للعودة إلى التمثيل بعد سنوات قضاها بعيداً (أ.ف.ب)

خلال محاكمة سبيسي في بريطانيا، أدلى بشهادته حول الضرر الذي لحق بمسيرته المهنية، بعدما بدأت الاتهامات العلنية بالظهور عام 2017. «كان هناك تسرّع في الحكم، وقبل طرح السؤال الأول أو الإجابة عنه، خسرتُ عملي وفقدتُ سمعتي. خسرتُ كل شيء»، يقول.

في غضون أشهر من الادّعاء الأولي، قُتلت شخصية سبيسي في الموسم الأخير من مسلسل «هاوس أوف كاردس»، وكانت مشاهده لشخصية «بول غيتي» في فيلم «كل المال في العالم» قد أُعيد تصويرها بالاستعانة بممثل مختلف، كما ألغت «نتفليكس» فيلم «غور» الذي لعب فيه دور الكاتب «غور فيدال».

بخلاف اثنين من الأجزاء المصوَّرة مؤخراً، والمُدرجة على موقع (IMDB - قاعدة بيانات الأفلام العالمية)، من غير الواضح ما إذا كان سبيسي مرتبطاً بأي مشاريع جديدة. لم يستجب فريقه لطلب التعليق، ولم يقدّم هو أي معلومات مهنية بعد تبرئته هذا الأسبوع. قال من على درج مبنى المحكمة: «أتصوّر أنّ العديد منكم يستطيع فهم أنّ ثمة الكثير الذي يتعيّن عليَّ معالجته».

يقول سبيسي: «أعرف أن ثمة أشخاصاً مستعدّين لتوظيفي بمجرّد تبرئتي» (أ.ف.ب)

أما خبير العلاقات العامة المتخصِّص في السمعة وإدارة الأزمات مايك بول، فيقول إنه بالنظر إلى طبيعة الاتهامات التي واجهها سبيسي، يجب عليه تجنُّب «إعادة صبّ البنزين على القضايا التي لا تحتمل المزيد من هذه المادة المشتعلة»، مضيفاً أنّ هوليوود تريد أخْذَ وقتها للتفكير والتحليل الهادئ.

بدوره، يقول غالواي إنّ أفضل رهان هو أن يطوّر سبيسي مشاريع لشركة الإنتاج الخاصة به، أو أن يسعى إلى مشاريع فردية تُقدر براعته في التمثيل وتأخذ في الاعتبار مهاراته التسويقية.

إن الدورين المقبلين المعروفين لسبيسي هما في أفلام صغيرة: «كونترول»، وهو بريطاني يلعب فيه دور قرصان إنترنت يستولي على سيارة سياسية ذكية لأحد السياسيين (دوره بالتأدية الصوتية فقط)، و«بيتر فايف إيت»، وهو كوميدي يؤدّي فيه دور شخص غريب غامض يصل إلى مجتمع جبلي صغير.

«رغم تبرئة هيئة المحلفين سبيسي مرتين، فإن استوديوهات هوليوود قد تستمر في تجنُّبه، بدلاً من الاعتراف بأنها كانت على خطأ»

المخرج الكرواتي دومينيك سيلار

يعلّق كاتب «بيتر فايف إيت» ومخرجه مايكل زايكو هول، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أنّ الفيلم الذي لا يحمل تاريخاً رسمياً للإصدار، يمثّل عودة سبيسي إلى الأفلام المستقلّة الأصغر حجماً التي بدأ مسيرته المهنية بها.

يضيف: «لدينا هنا فائز مزدوج بجائزة (الأوسكار) مع وجود أسطوري على الشاشة جرى مسح اسمه للتو. أتصور أن تكون هناك فترة ذوبان للجليد، تعقبها عودة إلى الجمهور».

من جهته، يكشف كاتب «كونترول» ومخرجه جين فاليز، عن أنه اقترب من سبيسي بسبب الدور الصوتي الذي لعبه في الخريف الماضي، والحكم الأخير أظهر «أنّ رهاننا قد أتى بثماره». قبل قرار هيئة المحلّفين، كانت لفيلمه صفقات توزيع في ألمانيا وروسيا والشرق الأوسط. الآن، وفق فاليز، يجري التفاوض مع موزّعين أميركيين وبريطانيين.

يضيف أنّ سبيسي قد يحتاج إلى إنتاج أفلام مستقلّة لعام أو عامين، تعكس قدرته على تحقيق عائدات تجارية، قبل أن تستعد الاستوديوهات الكبرى للعمل معه، مشيراً إلى أنّ تلك الأفلام قد تكون في بلدان تتمتع بنظرة «متساهلة» أكثر تجاه الادعاءات الموجّهة ضدّ النجوم.

يتفق في الرأي دومينيك سيلار، المخرج الكرواتي صديق سبيسي، الذي صنع والده فيلماً هذا العام لعب فيه الممثل دور أول رئيس للبلاد؛ بأنه «من المرجح أن تكون أوروبا متقبّلة». ويقول إنه رغم تبرئة هيئة المحلفين سبيسي مرتين، فإن استوديوهات هوليوود قد تستمر في تجنُّبه، «بدلاً من الاعتراف بأنها كانت على خطأ».

 

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«يوتيوب» يُهدد هوليوود: «سنأكلكم»

تكنولوجيا «يوتيوب» يُهدد هوليوود: «سنأكلكم»

«يوتيوب» يُهدد هوليوود: «سنأكلكم»

يستحوذ الآن على 12.4 % من وقت مشاهدة التلفزيون اليومي في الولايات المتحدة، وتجاوز «نتفليكس».

أحمد الشيخ (واشنطن)
رياضة عالمية براد بيت خلال أحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)

فورمولا 1: براد بيت أمام فرصة للوصول إلى 200 ميل في الساعة

يتصدر فيلم براد بيت عن سباقات فورمولا 1 إيرادات شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم لكن نجم هوليوود عُرض عليه فرصة ثانية للقيادة بسرعة 200 ميل في الساعة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق الممثلان الأميركيان أنجلينا جولي وبراد بيت (رويترز)

بعد 8 سنوات... براد بيت يكسر صمته بشأن معركة الطلاق مع أنجلينا جولي

بعد أكثر من 8 سنوات من معركة قانونية محتدمة، تطرق الممثل الأميركي براد بيت إلى إتمام إجراءات طلاقه من أنجلينا جولي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تأخذ الأفلام المشاهدين في رحلة عميقة إلى الجانب الإنساني لشخصيات «هوليوود» بعيداً عن الأضواء (الشرق الوثائقية)

«أسبوع هوليوود»... أبرز وجوه السينما العالمية على «الشرق الوثائقية»

تطلق قناة «الشرق الوثائقية»، «أسبوع هوليوود»، بالتزامن مع مهرجان كان السينمائي، مُقدمة سلسلة أفلام تروي قصص نخبة من أبرز الشخصيات السينمائية العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق وداعاً سارق الأضواء (أ.ب)

التمساح «موريس» يودّع هوليوود بعد مسيرة سينمائية لامعة

نفق التمساح «موريس» الذي ظهر في برامج تلفزيونية وأفلام عدّة على مدار 3 عقود أبرزها الفيلم الكوميدي «هابي غيلمور» من بطولة آدم ساندلر عام 1996

«الشرق الأوسط» (لندن)

شراكة «صندوق الاستثمارات» و«فورمولا إي» تُعزز مستقبل النقل المستدام

جانب من ورشة العمل التي عُقدت في مدينة جدة غرب السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من ورشة العمل التي عُقدت في مدينة جدة غرب السعودية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة «صندوق الاستثمارات» و«فورمولا إي» تُعزز مستقبل النقل المستدام

جانب من ورشة العمل التي عُقدت في مدينة جدة غرب السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من ورشة العمل التي عُقدت في مدينة جدة غرب السعودية (الشرق الأوسط)

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، بالشراكة مع بطولة «فورمولا إي»، عن تجاوز البرنامج التعليمي الناتج عن الشراكة مستهدفه العالمي، بعد أن وصل إلى أكثر من 50 ألف طالب من مختلف دول العالم، قبل نهاية عام 2025، وهو الموعد الذي كان محدداً سابقاً لتحقيق هذا الإنجاز.

وجاء الإعلان خلال ورشة العمل المدرسية الأخيرة التي أقيمت في أكاديمية «هامرسميث» في العاصمة البريطانية لندن، أمس، لتختتم مرحلة أولى ناجحة من البرنامج، واستهدف تمكين الطلاب من الفئة العمرية بين 8 و18 عاماً في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، مع التركيز على مفاهيم الاستدامة ومجالات التنقل الكهربائي المستقبلي.

ويُعد برنامج «قوة الدفع» ثمرة التعاون بين «صندوق الاستثمارات العامة» و«فورمولا إي»، في إطار شراكة «E360» التي تجمع كذلك «إكستريم إي» و«إي 1»، بهدف دعم الابتكار في رياضة المحركات الكهربائية وتعزيز دورها في بناء مستقبل أكثر استدامة لقطاع النقل.

وشمل البرنامج ورش عمل حضورية وتجارب تفاعلية أُقيمت في مدارس السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، إلى جانب محتوى رقمي متقدم يتيح للطلاب والمعلمين التفاعل عن بُعد، من خلال منصة تعليمية رقمية تحتوي على نماذج عملية لموضوعات مثل الاقتصاد الدائري، وتلوث الهواء، وحماية المحيطات، والفرص المهنية في رياضة المحركات الكهربائية.

ويأتي تحقيق البرنامج هدفه الطموح بتعليم أكثر من 50 ألف طالب حول العالم، ليعكس التزام الصندوق بتطوير الكفاءات الوطنية ونقل وتوطين

الطلاب المشاركون في أكاديمية «هامرسميث» في العاصمة البريطانية لندن (الشرق الأوسط)

المعرفة في المملكة، من خلال الاستثمار في المهارات المستقبلية والقطاعات الواعدة، وعلى رأسها التنقل المستدام والطاقة المتجددة.

وكان محمد الصياد، مدير إدارة الهوية المؤسسية في «صندوق الاستثمارات العامة»، قال في وقت سابق إن «البرنامج يعكس رؤية الصندوق في تمكين الجيل الجديد وتحفيزه نحو الابتكار، عبر توفير بيئة تعليمية تفاعلية تصقل المهارات الفنية في مجالات مستقبلية حيوية». وأضاف: «نحن ملتزمون عبر شراكتنا مع (E360) بتحقيق أثر مستدام، يعزز ريادة المملكة في مجالات التنقل النظيف، ويواكب التحول العالمي نحو حلول ذكية ومستدامة».

من جهته، قال أليخاندرو أجاج، المؤسس ورئيس مجلس إدارة «فورمولا إي» و«إكستريم إي» و«إي 1»: «نجح البرنامج في تجسيد دور الشراكة بين (فورمولا إي) و(صندوق الاستثمارات العامة) في دعم التحول نحو مستقبل مستدام. ويسعدنا أن نرى هذا التأثير الإيجابي الملموس على مستوى آلاف الطلاب حول العالم».

ويعتمد البرنامج على منهجيات تعليمية حديثة تناسب مختلف الأعمار، بدءاً من إعداد العروض والأبحاث العلمية، وصولاً إلى تصميم حلول عملية للتحديات التي تواجه قطاع التنقل المستدام. ويركز على تطوير مهارات التفكير النقدي، والعمل الجماعي، والابتكار التكنولوجي، بما يدعم توجهات الصندوق في تحفيز اقتصاد قائم على المعرفة.

وبحسب المعلومات الصادرة، فإن البرنامج يعد مثالاً على كيفية دمج التعليم بالترفيه والتقنية؛ إذ تم استثمار رياضة السيارات الكهربائية كمنصة لاختبار وتطوير تقنيات المحركات النظيفة، وتعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الجديدة، في وقت تتصدر فيه هذه الرياضة مشهد الابتكار العالمي في أنظمة النقل المستقبلية.

ويمثل تجاوز البرنامج مستهدفه العالمي الموعد المحدد، مؤشراً على نجاحه وتأثيره الواسع، وسط توقعات باستمرار توسعه ليشمل فئات جديدة ومناطق إضافية، مما يعزز مكانة المملكة بوصفها محوراً عالمياً لرياضات المستقبل، ووجهة رائدة في تطوير حلول التنقل المستدام.