ليلى علوي لـ«الشرق الأوسط»: المخرجون الشباب يمنحونني رؤية جديدة

تتمسّك بعادة شراء ملابس العيد وروح الطفولة لا تفارقها

ليلى علوي تقول إن روح الطفولة لا تفارقها  (حسابها غلى فيسبوك)
ليلى علوي تقول إن روح الطفولة لا تفارقها (حسابها غلى فيسبوك)
TT

ليلى علوي لـ«الشرق الأوسط»: المخرجون الشباب يمنحونني رؤية جديدة

ليلى علوي تقول إن روح الطفولة لا تفارقها  (حسابها غلى فيسبوك)
ليلى علوي تقول إن روح الطفولة لا تفارقها (حسابها غلى فيسبوك)

العيد بالنسبة إلى الفنانة المصرية ليلى علوي هو الأسرة المجتمعة في بيتها بعدما صارت تحمل لقب «كبيرة العائلة». تُخبر «الشرق الأوسط» أنها تحب قضاء إجازتها على البحر بعد استراحة قصيرة من تصوير أحدث الأفلام من بطولتها «آل شلبي»، للمخرجة أيتن أمين، مع لبلبة وسوسن بدر.

تبدأ ليلى علوي حديثها بالتأكيد على أنّ عائلتها هي رقم واحد بالنسبة إليها، فالعيد كان يتميز باللقاءات في بيت الأسرة، إلى أن أصبحت هي كبيرتها، فانتقلت التجمّعات إلى منزلها. تضيف: «إحساسي بالمناسبة لا يكتمل إلا بعائلتي، وهو يبدأ من يوم وقفة عرفات، فالصيام والدعاء وتناول الإفطار معاً، حتى أول أيام العيد».

ليلى علوي تحب قضاء إجازتها على البحر (حسابها على فيسبوك)

«لا يكتمل العيد سوى بالملابس الجديدة والعيدية»... هذا ما تؤكد عليه ليلى علوي، وتتابع: «أذكر فرحتي بالفستان الجديد والحذاء، وذهابي مع أمي لاختيارهما. هذه أجمل ذكريات طفولتي التي يجب ألا يسرقها الزمان منا. أحرص حتى الآن على شراء أي ملابس جديدة في العيد. لا تزال تسكنني طفلة صغيرة تفرح في كل المناسبات الحلوة، وأحبّ الاحتفال بها. ليس هناك أجمل من أعيادنا المباركة. العيدية من الطقوس الأساسية، وفي الماضي فرحتُ بها جداً. الآن صرتُ أنا مَن يعطي العيدية، وهذا إحساس جميل أيضاً».

تعيش ليلى علوي فرحة نجاح أحدث الأفلام من بطولتها «شوجر دادي»، وهو من نوعية «اللايت كوميدي» التي تحمّست لها وقدّمتها في فيلم «ماما حامل» مع فريق العمل عينه.

لعلوي تاريخ تعتزّ به من الأفلام مع كبار المخرجين وأيضاً الشباب، فهي ترحّب بالعمل مع مخرجين صاعدين، وترى أنهم يضيفون إليها من رؤيتهم الجديدة. عن «شوجر دادي»، تقول: «حضر الضحك في الكواليس وسيطرت روح الكوميديا. لم أشعر بغربة، وقدّمتُ الكوميديا لإحساسي بأنّ الجمهور يحتاج إلى طرح المشكلات الاجتماعية بسلاسة».

التنوّع هو أكثر ما تحرص عليه منذ بداية مسيرتها، فأعمالها تؤكد قدرتها على أداء مختلف الشخصيات والأنماط، فتتطرّق إلى فيلم «آل شلبي»، وهو يولي أهمية للبطولة النسائية، فتقول: «أقدّم نوعاً آخر من الأداء الذي يتضمّن نفحة كوميديا ومعالجة درامية مختلفة. تصنيف الفيلم أيضاً مختلف، وجمعني بفريق عمل يضمّ ممثلين أحبهم جداً، من بينهم لبلبة وسوسن بدر. هذا العام، صببتُ تركيزي الأكبر على السينما وعدم تقديم أعمال متشابهة. كما أحضّر لفيلم ثالث سيكون أيضاً مختلفاً».

لم تعد ليلى علوي تتحمّس لتقديم مسلسلات من 30 حلقة، مشيرة إلى أنّ أياً من العروض التي تتلقاها لم يعجبها درامياً. تقول: «أرحّب بالدراما التلفزيونية في حال وجدتُ عملاً يروقني، يتألف من 10 إلى 15 حلقة، وقد كنت أول من كرَّس مسلسلات الـ15 حلقة بين عامي 2009 و2010».

وهي تصدّرت «الترند» في مصر قبل أيام، بحلولها ضيفة على برنامج «كلمة أخيرة» من تقديم الإعلامية لميس الحديدي، كما ظهر نجلها خالد في مداخلة مفاجئة لها، ولم تتمالك دموعها عند تذكر والدتها الراحلة.

الفنانة المصرية ليلى علوي (حسابها على فيسبوك)

تستعيد تلك اللحظات: «دموعي سخيّة، لكنها عزيزة عليّ أيضاً. تأثرت وأنا أتذكر أمي التي كانت لا تنام طوال وجودي خارج البيت، وحين أسافر تلاحقني للاطمئنان عليّ، وهو ما صرتُ أفعله مع خالد، وبعدما كبر، حرصتُ على عدم إيصال إحساسي بالقلق الدائم عليه».

ذكاء الفنان لا ينصبّ على خياراته الفنية فحسب، بل أيضاً على ظهوره الإعلامي. تعلّق علوي: «قلّما أظهر في الصحافة، فظهوري لا بد أن يقترن بعمل جديد. وبسبب فيلم (شوجر دادي) المعروض في الصالات، وجدتُ التوقيت مناسباً. علاقتي مع معظم الإعلاميين جيدة، وأنا دائماً صادقة في حواراتي».


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)
أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)
TT

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)
أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

تُعد دراما السيرة الذاتية للمشاهير والشخصيات العامة من أهم أنواع الدراما التي يُقبل عليها المشاهد عالمياً، لكن الأزمة الأساسية التي تواجه هذا النوع الدرامي تتعلق بالصراع مع الورثة حول أحقية تقديم العمل من عدمه، وفق متابعين ونقاد.

وفي الآونة الأخيرة، طالعتنا وسائل إعلام بتصريحات على لسان الممثل كريم نجل النجم الراحل محمود عبد العزيز أنه «يرفض تحويل حياة والده إلى عمل درامي».

في حين أن محمود عبد العزيز قدم أحد أشهر مسلسلات السيرة الذاتية وهو «رأفت الهجان» عن قصة عميل المخابرات المصرية الذي عاش في إسرائيل رفعت الجمال، وحقّق العمل الذي بُث الجزء الأول منه لأول مرة عام 1988 نجاحاً ساحقاً في أجزائه الثلاثة.

مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

وعلى الرغم من أن الفنان الراحل أحمد زكي قدم 3 أفلام سيرة ذاتية عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر «ناصر 56» عام 1996، والرئيس الراحل أنور السادات «أيام السادات» عام 2001، والمطرب الراحل عبد الحليم حافظ «حليم» عام 2006، بيد أن شقيقته إيمان زكي رفضت رفضاً قاطعاً تقديم قصة حياته في مسلسل.

حق عام بضوابط

قال حسن حافظ الباحث في تاريخ مصر لـ«الشرق الأوسط»: إن «سيرة أي شخصية مشهورة هي ملكية عامة، ومن حق أي مبدع تقديمها في عمل فني». وتابع: «بيد أن هناك بعض المعايير، أهمها الاحتفاظ بالسياق التاريخي للأحداث دون تزييف، مع حق المبدع أن يتعمّق في دوافع الشخصية لفهم القرارات التي اتخذتها، وهنا يكون الورثة أحد مكونات عملية البحث، مع التدقيق في ما يقولونه».

أمر آخر لا بد من أخذه في عين الاعتبار حسب حافظ، وهو أن العمل الدرامي لا يحكي قصة الشخصية العامة كما جرت بالضبط، بل هو مبني في جزء منه على الخيال، بعكس العمل الوثائقي.

ويتفق معه الناقد الفني أمجد مصطفى، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يحق للورثة حتى طلب أموال مقابل السماح بتناول القصة، ولكن من حقهم الاطمئنان لخروج العمل الدرامي دون تشويه للشخصية، فهناك بعض كتاب الأعمال الدرامية الذين يتعمدون إضافة أشياء قد تكون غير حقيقية وربما جارحة من أجل التشويق والإثارة».

ولفت إلى أن ذلك لا يعني أن العمل الدرامي يجب أن يُركّز فقط على الجوانب الإيجابية في حياة الشخصية، فهناك أمور قد لا تفيد في رصد حياة الشخصية، وفق مصطفى.

تخليد للشخصية وشركائها

من أهم السير التي قّدّمت وخلقت حالة في مصر، مسلسل «أم كلثوم» (إنتاج 1999)، وحقق نجاحاً كبيراً، وفق نقاد، ومع ذلك يقول حسن حافظ إن «هذا المسلسل قدم سيرة بيضاء لأم كلثوم، ولم ينخرط مثلاً في صراعاتها مع نجوم عصرها».

في حين يرى أمجد مصطفى أن «مسلسل (أم كلثوم) إلى جانب أنه يخلّد سيرتها، فإنه كذلك يرصد حياة جميع من شاركوا في قصة نجاحها من ملحنين وشعراء، ولكن هذا المسلسل مثلاً تجاهل دور الموسيقار محمد الموجي في حياة أم كلثوم، ومن هنا يجب على كاتب دراما السيرة الذاتية أن يكون أميناً في الرصد».

سيرة أم كلثوم في مسلسل من بطولة صابرين (يوتيوب)

الجدية شرط النجاح

على المستوى العالمي هناك انفتاح لتقديم دراما السيرة الذاتية سواء في أميركا أو أوروبا، مثل مسلسل «كليوباترا» الذي عرضته منصة «نتفليكس» الأميركية في مايو (أيار) 2023 وأثار الجدل لأنه قدم الملكة المصرية الفرعونية ذات بشرة سمراء، وهو ما عدّته السلطات المصرية «تزييفاً للتاريخ»؛ لأن المصادر تؤكد أن كليوباترا كانت بشرتها فاتحة اللون.

في حين أن مسلسل «التاج» (The Crown)، الذي يتناول سيرة الملكة إليزابيث الثانية، حقق نجاحاً كبيراً.

ويُرجع حافظ سبب نجاحه إلى «ما لمسه المشاهد من جدية القائمين عليه لتقديمه في أحسن صورة وأدق تفاصيل».

وشدّد على أن «غياب الجدّية والدقة تسبب في فشل مسلسلات عن سير المشاهير في مصر خلال السنوات الأخيرة، مثل مسلسلات (العندليب) عن سيرة عبد الحليم حافظ، و(السندريلا) عن سيرة سعاد حسني، و(الضاحك الباكي) عن سيرة نجيب الريحاني».

ويرى أمجد مصطفى كذلك أن «فيلم حليم لأنه كان في آخر أيام أحمد زكي وقت مرضه أُنجز بسرعة ولم يكن متّقناً بالقدر اللازم لنجاحه».

تصبح المهمة أسهل حينما تكون للشخصية المشهورة مذكرات كتبتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت، الذي يقول نجله الشاعر محمد بهجت لـ«الشرق الأوسط»: «لم يواجه والدي مشكلات مع الورثة عند كتابة الفيلم لأنه اعتمد على كتاب البحث عن الذات للرئيس السادات، وكذلك بعض كتب الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وأيضاً مذكرات جيهان السادات التي كانت على قيد الحياة وقتها وأثنت على سيناريو الفيلم قبل تصويره حينما عرضه عليها والدي والفنان أحمد زكي».

أحمد زكي في فيلم «أيام السادات» (فيسبوك)

موقف القانون

وعن موقف القانون من دراما السيرة الذاتية يقول المحامي بالنقض محمد إصلاح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «وفق المبادئ القانونية المستقرة في القانون المدني المصري فإن مجرد التجسيد لا يرتب حقاً قانونياً للورثة في الاعتراض، ولكن لهم رفع دعوى تعويض إذا أثبتوا أن النشر والتجسيد قد أضرّ بسمعة المتوفى، ولا يستطيعون رفع دعوى منع ما لم يتمكنوا من إثبات تحقّق هذا الضرر للمحكمة من واقع العمل الفني».