ترمب: ويتكوف سيواصل العمل للتأكد من غزة خالية من التهديد

صورة من اجتماع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض (بلومبرغ/غيتي)
صورة من اجتماع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض (بلومبرغ/غيتي)
TT
20

ترمب: ويتكوف سيواصل العمل للتأكد من غزة خالية من التهديد

صورة من اجتماع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض (بلومبرغ/غيتي)
صورة من اجتماع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض (بلومبرغ/غيتي)

يشير تاريخ العلاقة الطويلة التي جمعت بين دونالد ترمب وستيف ويتكوف، إلى الثقة العميقة والولاء الذي سيعطي ويتكوف حرية أكبر للمناورة في ملف السلام في الشرق الأوسط؛ إذ، بالإضافة إلى أسلوبه في التعامل التجاري ومصالحه الشخصية في الشرق الأوسط، بوصفها خلفية يمكن أن تجعله «وسيطاً فعالاً»، يتشارك ويتكوف مع ترمب بشخصيتيهما الفجتين.

ووفق صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإنّ ويتكوف (اليهودي الديانة)، بينما كان المفاوضون يقتربون من التوصل إلى اتفاق، تواصل مع مكتب نتنياهو لإتمام الصفقة، لكن مساعديه أخبروه أنه لا يمكن إزعاجه خلال يوم السبت، وهو يوم عطلة مقدسة عند اليهود. لكنه رد بتعابير إنجليزية لاذعة، قائلاً إنه «لا يعير اهتماماً لليوم الذي هو فيه». وفي وقت لاحق، قال ويتكوف للصحافيين عن الصفقة: «أعتقد أنهم سمعوه بصوت عالٍ وواضح: من الأفضل إنجاز الأمر بحلول يوم التنصيب»، مشيداً بترمب قائلاً: «إنه يمنحنا الكثير من السلطة». بينما قال ترمب عنه: «لدينا أشخاص يعرفون كل شيء عن الشرق الأوسط، لكنهم لا يستطيعون التكلّم بشكل صحيح... ويتكوف مفاوض عظيم». وبعد الإعلان عن الصفقة، قال ترمب إن ويتكوف سيواصل «العمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تكون مرة أخرى ملاذاً آمناً للإرهابيين».

وبالفعل، وجد ويتكوف نفسه في دائرة الضوء، مدافعاً عن اقتراح ترمب الصادم نقل مليونَي فلسطيني من سكان قطاع غزة إلى مكان آخر. وقال ويتكوف للصحافيين، الأسبوع الماضي، أمام البيت الأبيض قبيل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء ترمب، إنّه «ليس من الإنصاف القول للفلسطينيين إنّهم قد يعودون في غضون 5 سنوات... هذا أمر سخيف». وردّاً على سؤال بشأن اقتراح ترمب «تنظيف» القطاع، عبر نقل الفلسطينيين منه، قال: «عندما يتكلّم الرئيس عن تنظيفه فهو يتكلّم عن جعله صالحاً للسكن». وهنا علّق مستشار الأمن القومي مايك والتز، الذي كان واقفاً إلى جانب ويتكوف، مبتسماً: «هذا الرجل يفهم في مجال العقارات».

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، واصل ويتكوف، في تصريح على قناة «فوكس نيوز»، عرض «مبرّرات الإدارة لفكرة إعادة توطين الفلسطينيين على نطاق واسع من غزة». وغنيّ عن القول أن فكرة ترمب أثارت موجة انتقادات في المنطقة اعتبرتها ترقى إلى «التطهير العرقي»، وقد تعرّض التغييرات الإقليمية الأخيرة رأساً على عقب، جرّاء الضغوط التي تُمارس على دول عربية أساسية للقبول بتنفيذ «مشروعه العقاري». وفي محاولة لتجاهل تعقيدات الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني المستمر منذ عقود، قال ويتكوف: «الحياة الأفضل لا ترتبط بالضرورة بالمساحة المادية التي تعيش فيها اليوم».

من جهة ثانية، عَدّ البعض تحويل غزة إلى «ريفييرا» المنطقة مجرّد خدعة تخفي نية توسيع مساحة إسرائيل، وتصفية القضية الفلسطينية، عبر تنفيذ أكبر «عملية عقارية» وتطهير سكاني في الشرق الأوسط منذ «النكبة» الفلسطينية الأولى في أربعينات القرن الماضي.

وعلى الرغم من «التغيير» الطفيف في لغة ترمب، بعد زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني، ومنه قوله إنه استمع لاقتراحاته عن تفضيله بقاء الفلسطينيين في أماكنهم مع تخصيص أراضٍ إضافية لاستخدامها في مشاريع تنموية جديدة. غير أنه أعاد التأكيد بأنه «يشعر أن هناك حلولاً أكثر شمولية، بما في ذلك إمكانية نقل الفلسطينيين إلى مواقع أخرى».

ولقد قال بيان البيت الأبيض إن الزعيمين بحثا «هدف الرئيس (ترمب) المتمثل في إعادة إعمار غزة بشكل جميل بعد انتهاء الصراع، وتوفير خيارات لسكان غزة تضمن لهم العيش بأمان وكرامة، بعيداً عن استبداد (حماس)».

كذلك جدد ترمب مطالبته لحركة «حماس» بالإفراج عن جميع الرهائن، بمن فيهم الأميركيون، بحلول (اليوم) السبت، كما «طلب من الملك المساعدة في ضمان إدراك (حماس) وقادة المنطقة خطورةَ الوضع».


مقالات ذات صلة

​بوتين يعلن هدنة في أوكرانيا وروبيو يرى أسبوعاً «حرجاً للغاية»

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ف.ب)

​بوتين يعلن هدنة في أوكرانيا وروبيو يرى أسبوعاً «حرجاً للغاية»

أكدت واشنطن أن الأسبوع الحالي «حرج للغاية» لوساطتها فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة لـ3 أيام في حرب أوكرانيا لمناسبة ذكرى الانتصار على النازية.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لافتات على طول الطريق داخل حديقة البيت الأبيض تحمل صور مهاجرين غير نظاميين قُبض عليهم (أ.ب)

البيت الأبيض يروّج لنجاحات ترمب في ترحيل المهاجرين غير النظاميين

وضع البيت الأبيض صوراً للمهاجرين غير النظاميين الذين أوقفوا على طول الطريق من البوابة الرئيسية للبيت الأبيض إلى الجناح الشرقي ومكتب الرئيس دونالد ترمب.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «آي بي إم» (رويترز)

«آي بي إم» تستثمر 150 مليار دولار في أميركا خلال 5 سنوات

أعلنت شركة «آي بي إم» أنها ستستثمر 150 مليار دولار بالولايات المتحدة بما في ذلك منشآت إنتاج الحوسبة الكمية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فريدريش ميرتس (د.ب.أ)

ميرتس: أوروبا «مهددة» من روسيا واليمين المتطرف

حذّر المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس الاثنين من أن أوروبا «مهددة» بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا و«تزعزع ثقة» المواطنين في الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم لافتات انتخابية قرب مركز اقتراع في أوتاوا الاثنين (أ.ف.ب)

بالتزامن مع انتخاباتها... ترمب: كندا قد تصبح «الولاية الأميركية الـ51»

تشهد كندا، الاثنين، انتخابات حاسمة لاختيار رئيس حكومة قادر على معالجة أزمة غير مسبوقة مع الولايات المتحدة والتفاوض مع رئيسها دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

كندا أمام امتحان انتخابي مهم وسط متغيّرات خطرة

بولييف
بولييف
TT
20

كندا أمام امتحان انتخابي مهم وسط متغيّرات خطرة

بولييف
بولييف

جاغميت سينغ
جاغميت سينغ

> يتولى مارك كارني قيادة الدفة في كندا على أبواب تحديين صعبين، الأول داخلي ويتمثل بالانتخابات الاتحادية العامة المقبلة المقرّرة يوم بعد غد 28 أبريل (نيسان) الحالي، أما الآخر فخارجي ويتمثل بتوتر العلاقات الكندية - الأميركية في أعقاب إعراب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رغبته في جعل كندا «الولاية الأميركية الـ51».

بالنسبة للانتخابات العامة، فهي ستجرى لاختيار البرلمان الـ45 في تاريخ البلاد، والمكوَّن من 343 مقعداً. وهي تأتي مبكرة عن موعدها الأصلي في الخريف المقبل؛ وذلك بناءً على طلب رئيس الوزراء الجديد. أما بالنسبة للعلاقات مع واشنطن، فقد كان لافتاً أن أول زيارتين قام بهما الزعيم الكندي الجديد كانتا إلى بريطانيا وفرنسا خلال مارس (آذار) الماضي؛ الأمر الذي يربطه كثيرون بموقف «البيت الأبيض» من الموضوع الكندي، وكون حزب الأحرار أقرب فكرياً سياسياً إلى الحزب الديمقراطي الأميركي منه إلى الحزب الجمهوري، وبالأخص، من قيادته اليمينية الحالية.

تخوض الانتخابات هذا العام ستة أحزاب بينها الحزبان الكبيران اللذان هيمنا على الحكم في كندا منذ ولادتها دولةً مستقلة، وهما: حزب المحافظين (عبر تطوّره وتطوّر أسمائه الرسمية تبعاً لذلك) ومنافسه حزب الأحرار. أما الأحزاب الأخرى التي تتمتع بحضور سياسي من دون أن تأمل بالسلطة مباشرةً فهي: حزب الكتلة الكيبيكية، والحزب الديمقراطي الجديد، وحزب «الخضر»، وحزب الشعب في كندا.

آيديولوجياً، يمثل حزب المحافظين طيفاً محافظاً واسعاً يشمل اليمينَين المعتدل والمتشدد، وفي المقابل يمثل الأحرار التيارات الليبرالية من الوسط إلى يسار الوسط. مقابل هذين الحزبين، تشكّل مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية المعقل الرئيس للكتلة الكيبيكية، ويرفع الديمقراطيون الجدد لواء اليسار المتدرّج من يسار الوسط (على يسار الأحرار) إلى اليسار المتشدد، ويجسّد حزب «الخضر» قاعدة مناصري حماية البيئة، أما حزب الشعب فيمثل أقصى اليمين الشعبوي، وكان قد أسّسه قيادي منشق عن المحافظين.

بلانشيه
بلانشيه

اللون الرسمي لحزب الأحرار الحاكم هو الأحمر، وعدد مقاعده الحالية هو 152 مقعداً (من أصل 338 حالياً). وسيقوده في هذه المعركة رئيس الوزراء الجديد مارك كارني. (ترأس الأحرار الحكومات الكندية 11 مرة).

في مواجهة الأحرار وحكومتهم يقف حزب المحافظين، بلونه الرسمي الأزرق الغامق (الكحلي)، ويقوده القيادي الشاب بيار بولييف (تكتب بواييفير). ولديه في البرلمان راهناً 120 مقعداً. (ترأس المحافظون الحكومات الكندية 13 مرة).

في المرتبة الثالثة من حيث حجم تمثيله البرلماني اليوم يأتي حزب الكتلة الكيبيكية بزعامة جان فرنسوا بلانشيه، الذي لديه 33 مقعداً، وأما لونه الرسمي فهو الأزرق الفاتح.

وفي المرتبة الرابعة يأتي الديمقراطيون الجدد بعدد نواب يبلغ حالياً 24 نائباً، وعلى رأسه السياسي اليساري السيخي جاغميت سينغ. أما لونه الرسمي فهو اللون البرتقالي.

وخامساً يأتي حزب «الخضر» البيئي، تحت قيادة إليزابيث ماي وجوناثان بيدنو. وهو راهناً لا يتمثل إلا بمقعدين اثنين، وأما لونه رسمياً فهو الأخضر... طبعاً.

وأخيراً، يقف حزب الشعب اليميني المتشدد، بزعامة مكسيم بيرنييه، وليس لهذا الحزب اليوم أي مقعد برلماني. واللون الرسمي لهذا الحزب هو البنفسجي الغامق.