الطفل المولود هذا العام قد يخسر مليون دولار على مدى حياته

الطفل الذي يولد هذا العام في أميركا سيبلغ الثمانين من عمره في عام 2104. وبحلول تلك السنة، ربما تكون درجات الحرارة في الولايات المتحدة قد ارتفعت بمقدار 10 درجات فهرنهايت (أكثر من 5 درجات مئوية)، حتى أكثر من المتوسط العالمي.

أعاصير وحرائق

طوال حياته، ستستمر الأعاصير وحرائق الغابات والفيضانات في أن تصبح أكثر تدميراً، وسيؤثر ذلك في حسابات الناس المصرفية. بالنسبة للأميركي العادي المولود في عام 2024، قد يعني تغير المناخ أن يصبح أكثر فقراً بنحو 500 ألف دولار على مدار حياته، وفقاً لتقرير جديد صادر عن «كونسيومر ريبورتس (Consumer Reports)» (تقارير المستهلكين) وشركة الاستشارات العالمية «ICF».

وإذا تضمن التحليل مزيداً من العوامل غير المؤكدة، فقد تكون التكلفة أقرب إلى مليون دولار. يقول كريس هارتو، أحد كبار محللي السياسات في «كونسيومر ريبورتس»: «كثيراً ما يتمحور كثيرٌ من المناقشات حول تغير المناخ حول البيئة... أردنا حقاً أن نلقي نظرة فاحصة على كيفية تأثير ذلك في الناس». من المحتمل أنك تخسر المال بالفعل بسبب تغير المناخ.

الحرارة الشديدة

الحرارة الشديدة تدفع فواتير الطاقة إلى الارتفاع. قد تكون الفيضانات أو حرائق الغابات دمرت منزلك. ربما تدفع مزيداً مقابل التأمين (وقد تنخفض قيمة منزلك إذا أصبح غير قابل للتأمين). أنت تدفع أكثر مقابل الأطعمة مثل الشوكولاته، حيث تزداد صعوبة نمو المحاصيل.

ومع تقدم تغير المناخ، سوف تستمر التكاليف في الارتفاع. يقول بيتر شولتز، نائب رئيس «ICF»: «إن آثار تغير المناخ تضرب المستهلكين بالفعل... نتوقع مع زيادة تغير المناخ في المستقبل أن تزداد هذه التأثيرات شدة بمرور الوقت».

تكاليف المناخ الفردية

كيف تتراكم التكاليف الفردية للمناخ؟ ستؤدي الفيضانات والحرائق وغيرها من الأحوال الجوية القاسية التي يغذيها المناخ إلى زيادة تكلفة إصلاح المنازل وتأمينها. قد يدفع الشخص المولود هذا العام 125 ألف دولار إضافية للسكن طوال حياته. كما سترتفع تكلفة تبريد المنازل. وقد تقوم مرافق الكهرباء أيضاً برفع الأسعار لتغطية تكلفة إصلاح البنية التحتية التي تضررت بسبب الأحوال الجوية القاسية. وقد يرتفع إجمالي فواتير الطاقة بمقدار 88 ألف دولار.

وبما أن الطقس القاسي يعطّل الزراعة، فقد تزيد تكلفة الغذاء بمقدار 33 ألف دولار على مدار عمره.

المشكلات الصحية الناجمة عن الحرارة الشديدة يمكن أن تكلف 5 آلاف دولار. من المرجح أن ترتفع تكاليف التأمين على السيارات لأن الطقس القاسي يزيد من احتمالية وقوع حوادث. وفي الوقت نفسه، ستزداد الضرائب، بمتوسط 200 ألف دولار على مدى العمر، حيث يتعين على الحكومة أن تدفع تكاليف إصلاح الطرق التي تذوب بسبب الحرارة، على سبيل المثال، أو تغطية تكاليف الرعاية الصحية المتزايدة لأن الحرارة الشديدة تؤثر في أمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة.

انخفاض دخول العاملين

ويمكن أن تنخفض الدخول أيضاً. وتناول التقرير التأثير الأكثر وضوحاً على الوظائف: فالأشخاص الذين يعملون في الخارج في البناء أو الزراعة سيفقدون ساعات العمل؛ بسبب الحرارة الشديدة. لكن رواتب العاملين في المكاتب يمكن أن تكون أقل أيضاً لأن الشركات المتضررة من تغير المناخ ستبحث عن طرق أخرى لتوفير التكاليف. وهذا مثال واحد على التأثير المحتمل الذي لم يتم تضمينه في التحليل.

ولا يتضمن التقرير أيضاً كيفية تأثير تغير المناخ في التضخم، على سبيل المثال. ومن المرجح أيضاً أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة انعدام الأمن العالمي، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الضرائب. ومن المرجح أن يكون انخفاض أرباح التقاعد ضمن أكبر التكاليف، ولكنه أيضاً غير مدرج في التقدير المحافظ هنا.

ستتحمل الشركات مزيداً من النفقات، حيث يؤدي الطقس القاسي إلى إتلاف الأصول وتعطيل سلاسل التوريد. سيتعين عليها الاستثمار في تقليل الانبعاثات. سوف تنخفض إنتاجية العمل في موجات الحر.

كل هذا يعني أن قيمة الأسهم من المرجح أن تنخفض. قد يكسب الشخص المولود هذا العام ما متوسطه 400 ألف دولار أقل في حساب التقاعد الخاص به على مدار حياته.

الحفاظ على البيئة يغير المعادلة

العمل من أجل الحد من التغيرات المناخية يغير المعادلة. يأخذ التحليل في الاعتبار سيناريو «العمل كالمعتاد» مع استمرار الانبعاثات في مسارها الحالي. ولكن من شأن اتخاذ إجراءات أقوى، وتحقيق أهداف «اتفاق باريس للمناخ» تخفيض التكاليف الإجمالية التي يتحملها الأفراد على مدى حياتهم بما يصل إلى الثلثين.

يقول هارتو: «هناك تأثيرات مناخية ظهرت بالفعل بسبب الانبعاثات التي أطلقناها في الغلاف الجوي، لكن هذه التكاليف أقل بكثير». وفي دليل جديد، توصي «تقارير المستهلكين» بتغييرات يمكن للمستهلكين إجراؤها لخفض الانبعاثات في حياتهم، بما في ذلك إضافة مضخات حرارية أو ألواح شمسية في المنزل. وتدعو المنظمة أيضاً إلى سياسة مناخية أقوى، مع إدراك أن هناك حدوداً لما يمكن أن يحققه الأفراد بمفردهم.

يقول هارتو: «إن كثيراً من هذه الحلول مفيدة حقاً للمستهلكين والمناخ... يمكنهم توفير المال على المدى القصير مع تقليل الانبعاثات على المدى الطويل».

* «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا».

السعودية تبرم اتفاقيتين مع «المنتدى الاقتصادي» لمواجهة التحديات المناخية 

عززت السعودية ومنصة الابتكار «UpLink» التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي شراكتهما لابتكار الحلول للتحديات المناخية الراهنة من خلال توقيع اتفاقيتين، بهدف تحفيز الاقتصاد الدائري للكربون والاقتصاد الأزرق، وتعزيز نظم الابتكار وإدارة الموارد الطبيعية مع رواد الأعمال المؤثرين في صناعة الاستثمارات التحويلية وتحفيزها.

ووقّع الاتفاقيتين وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، الخميس، على هامش أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2024 المنعقد في مدينة دافوس السويسرية.

وقال الإبراهيم «سنعمل مع المنصة على تفعيل الابتكار في الاقتصاد الدائري للكربون والاقتصاد الأزرق الجديد»، وذلك من أجل تفعيل حلول إيجابية للمناخ، وبناء مقومات مرونة اقتصادية دولية خضراء.

وأضاف أن السعودية عازمة على مواجهة هذه اللحظة التي تتفاقم فيها تحديات المناخ والتنمية المستدامة من خلال تعزيز الالتزام باللوائح البيئية والممارسات المسؤولة بيئيّاً، وقيادة الاستثمارات التحويلية في الحلول التقنية المتقدمة والمبتكرة والقابلة للتطوير.

وتركز الاتفاقيتان على «تحفيز الابتكار من أجل اقتصادات تحمي المحيطات»، و«تحفيز الابتكار من أجل فرص الاقتصاد الدائري للكربون»، ويبني تمديد تعاون المملكة والمنصة على الشراكة الموقعة مع وزارة الاقتصاد والتخطيط عام 2022، التي أصدرت تحدياً عالمياً للمبتكرين والرواد للتصدي للتحديات العالمية في الأنظمة الغذائية.

وتهدف المملكة من خلال هذه الشراكة، التي تقودها وزارة الاقتصاد والتخطيط بالشراكة مع وزارة الطاقة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ومبادرة السعودية الخضراء ومبادرة «ويڤ»، إلى تعزيز الاستثمارات المؤثرة والابتكارات التقنية لمواجهة تحديات التنمية المستدامة ودعم رواد الأعمال ذوي التأثير المبكر.

من جانبه، أفاد رئيس منصة «UpLink» جون داتون بأن العالم يواجه أزمة مناخية تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة ومشتركة، مشيراً إلى إسهام حلول التقنية المبتكرة التي أنشأها رواد الأعمال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، في حال حصولهم على الدعم اللازم لدعم مشاريعهم.

وأشار داتون إلى أن المنصة تعمل بالتعاون مع شركائها، على بناء نظام للابتكار، كما تستثمر في تقنية أنظمة متمكنة من خلال دعم رواد الأعمال الذين سيعملون بجد لمواجهة التحديات العالمية، ويعد هذا التعاون مع السعودية بمثابة شهادة على قوة الابتكار والتعاون ودورها الرئيس في دفع عجلة التغيير التحويلي للجميع.

وتهدف الاتفاقية الثانية إلى تشجيع ودعم الابتكارات التي تسرّع نمو الاقتصاد الدائري وتسهم في خفض المخلّفات وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون للحفاظ على صحة الكوكب.

كما توفر المنصة أرضية مثالية للعديد من مشاريع التعاون بين القطاعين العام والخاص والمبتكرين والمستثمرين لإيجاد حلول عالمية للتحديات البيئية يمكن تطبيقها على نطاقات أوسع.

الكوارث المناخية أدت إلى نزوح عشرات ملايين الأطفال

تسببت الفيضانات والعواصف والجفاف والحرائق التي تغذيها ظاهرة الاحترار المناخي في 43,1 عملية نزوح لأطفال بين عامي 2016 و2021 حسبما حذرت منظمة يونيسف في تقرير نشرته الخميس، قائلة إن هذه ليست سوى البداية.

في هذا التقرير الذي نشر الخميس، تروي الوكالة التابعة للأمم المتحدة الصدمة التي تعرضت لها خوانا التي كانت تبلغ 9 سنوات عام 2020 عندما غمرت المياه المدينة حيث كانت تعيش في غواتيمالا بعد إعصاري إيتا وأيوتا، وقصة الأختين الصغيرتين ميا ومايا اللتين شاهدتا منزلهما المتنقل تدمره النيران في كاليفورنيا. من جهته روى عبد العظيم، وهو طفل سوداني غمرت المياه قريته في أغسطس (آب) 2022 ولم يكن ممكنا الوصول إليها إلا في قوارب "أخذنا أمتعتنا إلى الطريق العام حيث عشنا لأسابيع".

بين عامي 2016 و2021، أدت أربعة أنواع من الكوارث المناخية (فيضانات، عواصف، جفاف وحرائق) يزداد تواترها وشدتها مع ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى حصول 43,1 عملية نزوح لأطفال داخل 44 دولة، 95% منها مرتبطة بالفيضانات والعواصف حسب التقرير. وقالت لورا هيلي إحدى معدي التقرير لوكالة الصحافة الفرنسية "هذا يعادل حوالى 20 ألف عملية نزوح لأطفال يوميا"، مؤكدة أن هؤلاء القاصرين يتعرضون بعد ذلك لمخاطر متعددة، من احتمال انفصال عائلاتهم إلى شبكات الاتجار بالأطفال.

وتحصي هذه الارقام رسميا عدد عمليات نزوح الأطفال، وليس عدد الأطفال النازحين، إذ يمكن لطفل واحد أن ينزح اكثر من مرة. وذكر التقرير أن التوقعات الجزئية تظهر أن فيضانات الأنهار يمكن أن تتسبب وحدها في 96 مليون عملية نزوح لأطفال في السنوات الثلاثين المقبلة، بينما قد تتسبب الرياح المُصاحبة للأعاصير بـ10,3 ملايين عملية نزوح.