سلَّطت دراسة حديثة لباحثين من قسم جراحة العظام بجامعة نوفيلد بالمملكة المتحدة، ونُشرت مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في «مجلة العظام والمفاصل» (The Bone & Joint Journal)، الضوء على فوائد الجراحة متعددة المستويات في وقت واحد (SEMLS)، للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، في تقويم الساقين بشكل خاص، وتحسين القدرة على المشي. وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها على مستوى المملكة المتحدة.
جراحة متعددة المستويات
الجراحة متعددة المستويات تعني إجراء عمليات جراحية لتصحيح كثير من المشكلات الموجودة في أجزاء الجهاز الحركي؛ حيث يتم علاج عظام ومفاصل وعضلات كلا الساقين في جلسة واحدة. وهذه الجراحة على الرغم من أنها تستغرق وقتاً أطول في أثناء الجراحة الوحيدة المستوى، فإنها توفر على المريض إجراء كثير من العمليات لكل جزء على حدة.
الشلل الدماغي
من المعروف أن الشلل الدماغي (CP) يُعد أكثر الإعاقات الجسدية الخطيرة شيوعاً في مرحلة الطفولة؛ حيث يُصيب نحو طفلين إلى 3 أطفال من كل ألف ولادة، ويؤدي إلى شلل الأطراف التي يصيبها، ويسبب تشوهات في العظام تتفاقم مع النمو، مما يؤثر على القدرة على الحركة لاحقاً.
وتابع الباحثون 188 طفلاً من مرضى الشلل الدماغي، في 20 مستشفى بجميع أنحاء المملكة المتحدة، وكانت أعمارهم تتراوح بين 5 و18 عاماً، لمدة عامين، لتقييم فوائد إجراء الجراحة متعددة المستويات، مقارنة بالأطفال الآخرين الذين لم تُجرى لهم؛ حيث خضع 139 من هؤلاء الأطفال للجراحة التي شملت في المتوسط خمس عمليات جراحية لكل طفل.
تصحيح مشكلات إعاقة الحركة
وتابع الباحثون التقنيات الجراحية التي استُخدمت مع الأطفال، وكذلك تمت متابعة المضاعفات التي حدثت؛ سواء أكانت خلال إجراء العملية أم بعدها مباشرة، وقَيَّموا النتيجة النهائية للجراحة في كل حالة، بما في ذلك القدرة على المشي، وحالة الساق.
وأوضح الباحثون أن الجراحة متعددة المستويات تساعد الجرَّاحين في تصحيح كثير من مشكلات إعاقة الحركة في عملية واحدة، تليها فترة إعادة تأهيل، ما يساعد على تحسين القدرة على الحركة، وتقليل الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة وفترات نقاهة طويلة طوال مرحلة الطفولة.
وعلى الرغم من أن تقنيات هذه الجراحة تطورت على مدار 30 عاماً، فإن معدل إجرائها لا يزال قليلاً جداً.
وتم قياس نتائج الدراسة من خلال استبيانات المرضى؛ حيث أبلغ الآباء والأطفال عن مدى تحسن حالتهم بعد العلاج.
تحسن في القدرة على المشي
وأظهر الأطفال الذين خضعوا للجراحة تحسناً ملحوظاً في القدرة على المشي، ومعظمهم تجاوز الحد الأدنى المتوقع في التحسن، كما أفاد الآباء بتحسن في الوظائف الحركية والقدرة على الحركة اليومية، في استبيان معين مُعد خصيصاً لتقييم المشي.
وفي المقابل، أظهرت المجموعة الصغيرة من الأطفال الذين لم يخضعوا للجراحة تراجعاً في قدرتهم على المشي خلال الفترة نفسها.
وكان هناك طفل واحد من كل خمسة حدثت له مضاعفات، معظمها مؤقتة. وكانت هذه المضاعفات متوقعة بالنسبة لهؤلاء الأطفال بعد خضوعهم لعمليات تقويم عظام معقدة. ولكن النتائج الإجمالية تشير إلى تحسن ملحوظ في القدرة على المشي، وعلى الرغم من أن التغيرات في سرعة المشي ومسافته كانت طفيفة، فإن نمط المشي في الأطفال كان أفضل.
تأهيل المستشفيات والطواقم الطبية للجراحة
ووجدت الدراسة اختلافاً كبيراً بين المراكز في كيفية إجراء الجراحة، ما يشير إلى ضرورة توفير مستشفيات مجهزة لمثل هذه العمليات، مع وجود طاقم جراحي مؤهل، حتى يمكن تعميم الاستفادة من هذه التقنية؛ خصوصاً في ظل وجود مؤشرات واضحة على فائدة الجراحة في استعادة القدرة على المشي.
حقائق
2- 3
أطفال من كل ألف ولادة يصابون بشلل دماغي يؤدي إلى شلل الأطراف
