القرفة والسكر البني من الإضافات الشائعة في الحلويات، لكن تأثيرهما على الصحة يختلف. وتشير بعض الأبحاث إلى أن كلاً من القرفة أو السكر البني قد يقدّم فوائد في حالات صحية معينة، إلا أنه لا توجد استخدامات طبية معتمدة أو مثبتة علمياً لأي منهما حتى الآن.
ما مصدر القرفة والسكر البني؟
يُستخدم السكر البني والقرفة لإضافة النكهة واللون والرائحة والقوام إلى الأطعمة والمشروبات. وكثيراً ما تُضاف إلى المشروبات والحلويات والحساء، إضافةً إلى الكثير من الوصفات الأخرى. وتعود مصادرهما إلى ما يلي:
القرفة المطحونة تُستخرج من لحاء أشجار «Cinnamomum».
السكر البني يُصنع من خلال مزج السكر الأبيض مع الدبس (المولاس). ويُستخرج الدبس من قصب السكر أو من الشمندر السكري.
ويتمّ في الجسم تكسير جميع أنواع السكر، بما في ذلك السكر البني، إلى الغلوكوز الذي يُستخدم مصدراً للطاقة.
السعرات الحرارية
يحتوي كلّ من السكر والقرفة على سعرات حرارية وبعض العناصر الغذائية. ويحوّل الجسم هذه السعرات طاقة، إلا أن تناول كميات تفوق احتياجات الجسم يؤدي إلى زيادة الوزن. الكثير من منتجات القرفة أو السكر البني ليست مكوّنة من القرفة أو السكر البني فقط، بل قد تحتوي أيضاً على مكوّنات أخرى. لذلك تختلف السعرات الحرارية والعناصر الغذائية في خلطات التوابل حسب تركيبها. وإذا كانت السعرات والقيمة الغذائية مهمة بالنسبة لك، فتأكد دائماً من قراءة الملصق الغذائي.
كم يوفر كل منهما من الطاقة؟
يمنح السكر البني طاقة أكثر بكثير من القرفة، وهذا يعني أن الإفراط في تناوله يزيد احتمال اكتساب الوزن مقارنة بالإفراط في القرفة:
تعود السعرات الحرارية في السكر البني إلى الكربوهيدرات التي تتحول غلوكوزاً، والذي يستخدمه الجسم إما للحصول على الطاقة أو يخزّنه على شكل دهون.
أما السعرات الحرارية في القرفة فتتضمن بعض الغلوكوز، لكنها تحتوي أيضاً على كمية من الألياف غير القابلة للهضم، والتي لا توفر القدر نفسه من الطاقة ولا تؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن.
كيف يؤثر السكر البني والقرفة في مرض السكري؟
يعدّ السكري حالة طبية تؤثر في توازن الغلوكوز في الدم، ويتطلّب التعامل معها مراقبة دقيقة لاستهلاك الكربوهيدرات، وتناول الأدوية الموصوفة أو استخدام الأنسولين.
ولا يقدّم استبدال السكر البني بالسكر الأبيض أي فائدة صحية لمرضى السكري.
أما القرفة، فقد درستها أبحاث عدة لدى أشخاص مصابين بالسكري أو ما قبل السكري، وجاءت النتائج غير متسقة:
قد تساعد القرفة على تحسين مستويات الغلوكوز الصيامي لدى المصابين بما قبل السكري، حسب بعض الدراسات.
لكنها لا تؤثر في مستوى الهيموغلوبين الغليكوزي (HbA1c)، وهو الفحص الأهم لتقييم السيطرة على السكري خلال الأشهر الماضية.
كما لا يبدو أن القرفة تؤثر في مستويات الكولسترول.
وتوصلت مراجعة علمية إلى نتائج مشابهة لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري أو ما قبل السكري: فقد حسّنت القرفة مستوى الغلوكوز الصيامي، لكنها لم تؤثر في «HbA1c».
وبشكل عام، فإن إدارة النظام الغذائي تبقى حجر الأساس لمرضى السكري، وما زال من غير الواضح ما إذا كانت القرفة تقدّم أي فائدة ملموسة - حتى على المدى القصير.
الآثار الصحية للسكر البني والقرفة
تجرى أبحاث عدة حول الفوائد الصحية المحتملة للسكر البني والقرفة. وقد أظهرت هذه المكوّنات بعض النتائج الواعدة في التجارب المخبرية، لكن هذه النتائج لم تُثبت بعد في أبحاث موسّعة أو تُترجم إلى استخدامات عملية:
- تأثيرات مضادة للبكتيريا: تشير بعض الدراسات إلى أن القرفة قد تمتلك خصائص مضادة للجراثيم.
- مضادة للالتهاب: قد تتمتع القرفة بخصائص مضادة للالتهاب؛ ما قد يساعد في التحكم ببعض اضطرابات المناعة.
- الفلورا المعوية: قد يؤثر السكر البني في بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم)، وهي عنصر مهم في الهضم والمناعة.
- السرطان: هناك ارتباط محتمل بين استهلاك السكر البني وانخفاض معدّل بعض أنواع السرطان، حسب بعض الدراسات الأولية.
- مضادات الأكسدة: قد يمتلك السكر البني نشاطاً مضاداً للأكسدة، وهي مواد تسهم في حماية الجسم من الأمراض المزمنة.
خطر التلوّث بالمعادن: القرفة
ظهرت في الفترة الأخيرة تقارير عن تلوّث بعض منتجات القرفة بالرصاص. ويُعتقد أن هذا التلوّث مرتبط بعمليات الإنتاج، وقد جرى سحب عدد من المنتجات من الأسواق. ومع ذلك، فإن تلوّث القرفة بالرصاص ليس مشكلة متأصلة في هذا النوع من المنتجات، بل يتعلق بحالات محدودة مرتبطة بسلاسل تصنيع معيّنة.
