بين الخرافات والحقائق... كيف تتغلب على دور البرد بفاعلية؟

تزداد في فصل الشتاء فرص الإصابة بنزلات البرد (د.ب.أ)
تزداد في فصل الشتاء فرص الإصابة بنزلات البرد (د.ب.أ)
TT

بين الخرافات والحقائق... كيف تتغلب على دور البرد بفاعلية؟

تزداد في فصل الشتاء فرص الإصابة بنزلات البرد (د.ب.أ)
تزداد في فصل الشتاء فرص الإصابة بنزلات البرد (د.ب.أ)

عندما يتعلق الأمر بصحتنا، فإن الجميع يُحب الحلول السريعة. فيلجأ الكثيرون لقرص من فيتامين سي أو كوب من عصير البرتقال لتعزيز جهاز المناعة لديهم، أو ربما لملعقة من العسل لعلاج التهاب الحلق.

وعلى الرغم من الفوائد الصحية لفيتامين سي والعسل، فإن بعض خبراء الصحة يقولون إن الحقيقة المؤسفة هي أن حماية أنفسنا من فيروسات وأمراض الشتاء ليست بهذه البساطة.

وقال البروفسور دانيال ديفيس، رئيس قسم علوم الحياة وأستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن إنه درس جهاز المناعة على مدار الخمسة والعشرين عاماً الماضية، ومن واقع خبرته فإنه يدرك مدى تعقيده.

وذكر ديفيس لصحيفة «التلغراف» البريطانية أبرز الخرافات المنتشرة بشأن الوقاية من أدوار البرد، والطرق الفعالة لتعزيز المناعة وتجنب أدوار البرد.

*الخرافة: كثرة فيتامين سي وعصير البرتقال تقي من نزلات البرد

يوضح ديفيس أن فيتامين سي لا يُحدِث فرقاً في الإصابة بنزلة البرد. ومن المثير للاهتمام أن شهرة فيتامين سي معززاً للمناعة تعود إلى رجل واحد، كما يوضح، وهو لينوس بولينغ.

كان بولينغ عالماً مشهوراً حائزاً جائزة نوبل، وكان يحظى بتقدير واسع وثقة الجمهور، وعندما أصدر كتاباً عام 1970 بعنوان «فيتامين سي ونزلات البرد»، حقق نجاحاً فورياً.

وبعد ذلك، بُنيت مصانع جديدة لمواكبة الطلب المتزايد على فيتامين سي، الذي ادعى أنه قادر على الوقاية من نزلات البرد، بل وعلاج السرطان بجرعات عالية.

ومع ذلك، يقول ديفيس: «تُظهر البيانات في الواقع أن الأشخاص الذين يتناولون بانتظام جرعة عالية من فيتامين سي يتغلبون على نزلات البرد أسرع بنسبة 8 في المائة فقط. هذه النسبة ضئيلة للغاية، بالإضافة إلى أن الارتباط ضعيف، حيث من المرجح أن يتبع معظم المشاركين عادات صحية أخرى في حياتهم يصعب تفسيرها تؤثر على سرعة تعافيهم من الفيروسات وأدوار البرد».

البديل الأكثر فاعلية: فيتامين د وفيتامين أ

يقول ديفيس: «هناك فيتامينان آخران تشير أدلة قوية إلى دعمهما الجهاز المناعي أكثر من فيتامين سي، وهما فيتامين د وفيتامين أ».

وأكد ديفيس أن هناك دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة «المغذيات» خلصت إلى وجود «علاقة لا جدال فيها» بين فيتامين د والجهاز المناعي، حيث قد يؤدي نقصه إلى عدوى أو مرض من أمراض المناعة الذاتية.

ويوجد فيتامين د في شكلين رئيسيين: فيتامين د2، الذي يُستخرج من النباتات والحبوب النباتية، وفيتامين د3، الذي يُنتج في جلد الإنسان ويوجد في الأطعمة الحيوانية مثل الأسماك وصفار البيض.

تشير الدلائل إلى أن فيتامين د3 أكثر فاعلية بشكل عام من فيتامين د2 في رفع مستويات الفيتامينات في الدم والحفاظ عليها.

علاوة على ذلك، هناك أدلة وفيرة تشير إلى أن فيتامين أ يساعد الجهاز المناعي على العمل بشكل صحيح.

ويوجد فيتامين أ في الجبن والبيض والأسماك الزيتية والحليب وكبد البقر.

ويحتاج الرجال إلى 700 ميكروغرام من فيتامين أ، والنساء إلى 600 ميكروغرام يومياً. وتحتوي بيضة مسلوقة كبيرة واحدة على نحو 75 ميكروغرام، ويحتوي 100 غرام من سمك السلمون المطبوخ على نحو 69 ميكروغراماً.

هناك طرق فعالة لتعزيز المناعة وتجنب أدوار البرد (رويترز)

الخرافة: تناول الزبادي يحافظ على الصحة خلال فصل الشتاء

يُعدّ الزبادي من أبرز الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، وهي بكتيريا تشير الأبحاث إلى أنها تدعم صحة الأمعاء والمناعة.

ويقول ديفيس: «لكن، بكل بساطة، لم يُثبت هذا الأمر بشكل قاطع بعد. ففي حين أن التجارب السابقة أكدت أن البكتيريا الموجودة في أمعائك تؤثر بالتأكيد على جهازك المناعي، فإننا نفتقر للمعرفة العلمية الخاصة بالآلية والكيفية التي يحدث بها ذلك».

البديل الأكثر فاعلية: التحكم طويل الأمد في التوتر

يتفق معظم العلماء على أن من أفضل ما يمكنك فعله هو التحكم طويل الأمد في التوتر.

ويقول ديفيس إن التوتر يقلل المناعة ويجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

ويوضح قائلاً: «عندما تكون متوتراً ويستشعر جسمك تهديداً، فإنه يُهيئ نفسه للرد باستجابة (القتال أو الهروب) الشهيرة. تفرز الغدة الكظرية - التي تقع فوق كليتيك - الكورتيزول والأدرينالين، وهذه الهرمونات بالغة الأهمية تُهيئك للنشاط. وجزءاً من هذا التهيئة، يُهدئ جسمك جهازك المناعي؛ ظناً منه أنك على سبيل المثال إذا كنت تهرب من أسد أو تُقاتل من أجل حياتك، فلن يحتاج جهازك المناعي إلى محاربة العدوى في تلك اللحظة تحديداً».

ويضيف: «هذا أمر طبيعي ومنطقي تماماً إذا انتهت استجابتك للتوتر بعد ساعة أو ساعتين. ومع ذلك، إذا كنت متوتراً وارتفعت مستويات الكورتيزول لديك لفترة طويلة، فإن هذا يُضعف جهازك المناعي وقد يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى».

وفي دراسة نُشرت عام 2024 في مجلة الطب السريري، وُجد أن التوتر المزمن يُعطل وظيفة المناعة بشكل كبير؛ ما يزيد من قابليتنا للإصابة بالعدوى ويمكن أن يُفاقم أمراض المناعة الذاتية، ويؤثر أيضاً على تطور أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من المشاكل الصحية.

لذلك؛ فإن التحكم طويل الأمد في التوتر هو أمر شديد الأهمية للحفاظ على جهاز مناعي قوي خاصة خلال أشهر الشتاء، حسب ديفيس.

الخرافة: شرب الكثير من الأعشاب والعسل

قد تسمع أحياناً أن كوباً من الأعشاب يُهدئ التهاب الحلق، أو وأن إضافة ملعقة من العسل له تسهم في تعزيز المناعة.

وفي حين يُوضح ديفيس أنه لن يُنصح أحداً أبداً بعدم تناول طعام يُشعره بالراحة، فإنه يُحذر من عدم وجود إجماع علمي على هذه العلاجات.

ويُجادل بأنه يكاد يكون من المستحيل اختبار فاعلية ما يُسمى بالعلاجات «المُعززة للمناعة»، دون حقن الأشخاص بعدوى (وهو أمرٌ غير لائق أخلاقياً على الإطلاق، كما يُشير ديفيس) ثم اختبار تأثير أنواع العسل المختلفة والأعشاب في درء هذه العدوى.

ويُوضح قائلاً: «حتى في هذه الحالة، لكي يُقبل شيء كهذا على نطاق واسع، نحتاج إلى تتبع مسار جزيئي مُفصل لإثبات كيف يُمكن أن تكون هذه المنتجات مفيدة لجهاز المناعة».

ويضيف ديفيس: «هذا لا يعني أنه لا يجب عليك استخدام الأعشاب والعسل إذا كانت تُساعد على تنشيط طاقتك في أشهر الشتاء، أو إذا وجدتها مُهدئة.

البديل الأكثر فاعلية: النوم المتواصل وممارسة الرياضة المعتدلة

تلعب تدخلات نمط الحياة دوراً مهماً في دعم المناعة، خاصة النوم.

ويستشهد ديفيس بدراسة قارنت بين المشاركين الذين ناموا بشكل طبيعي طوال الليل، وأولئك الذين ناموا بشكل متقطع أو قصير. وقد أُعطي جميعهم لقاحاً، ثم استُخدمت كمية الأجسام المضادة التي أنتجوها استجابةً لذلك مقياساً لمدى كفاءة جهازهم المناعي.

ووجد الباحثون أن أولئك الذين ناموا طوال الليل أنتجوا أجساماً مضادة أكثر، بينما أنتج أولئك الذين ناموا بشكل متقطع كمية أقل.

بمعنى آخر، فإن النوم المتواصل مهم لمناعتنا.

إلى جانب ذلك، يعتقد ديفيس أن ممارسة الرياضة بانتظام - وإن لم تكن مفرطة – تدعم المناعة بشكل كبير.

وأوضح قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بنزلات البرد والإنفلونزا، نعلم أن التمارين الرياضية لا تمنع الجراثيم والعدوى من دخول الجسم؛ لذا فإن السؤال هو: هل تساعدنا على مكافحتها وتخفيف حدتها؟ تشير كثيرٌ من الدراسات إلى أن الإجابة هي نعم - إما عن طريق منع تطور الجراثيم إلى عدوى كاملة أو من خلال خفض احتمالية ظهور أعراض حادة».

وأضاف: «على سبيل المثال، وجدت دراسة واسعة النطاق في الصين أن ممارسة الرياضة باعتدال لثلاثة أيام أو أكثر أسبوعياً ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بنزلة برد واحدة على الأقل سنوياً بنسبة 26 في المائة. ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن التمارين الرياضية تعزز تدفق الدم؛ ما يحسن بدوره الدورة الدموية للخلايا المناعية، ويمكن أن تقلل أيضاً من الالتهابات».


مقالات ذات صلة

3 أمور عليك تجنبها بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا

صحتك رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)

3 أمور عليك تجنبها بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا

يمكن لمعظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر أو أكثر الحصول على لقاح الإنفلونزا سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)

ما أسوأ الأطعمة للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

يُعدُّ تناول الطعام وتأثيره على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) مجالاً بحثياً متنامياً ومثيراً للاهتمام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المخللات تتمتع بفوائد صحية جمة بما في ذلك توفير الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية (بيكسيلز)

مفيدة للأمعاء وتساعد على الترطيب... ما أهمية تناول المخللات؟

تعتبر المخللات وجبة خفيفة، ولذيذة، ومالحة، ومتعددة الاستخدامات، ومحبوبة من قبل العديد من الثقافات حول العالم منذ عهد كليوباترا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الاستهلاك العالي للأطعمة فائقة المعالجة ارتبط بمعدلات للإصابة بسرطان القولون (بكسلز)

دراسة تحذِّر: أطعمة تزيد خطر سرطان القولون المبكر بنسبة 45 %

ربطت دراسة جديدة في «Mass General Brigham» بين الاستهلاك العالي للأطعمة فائقة المعالجة وبين معدلات أعلى لحدوث سرطان القولون والمستقيم المبكر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة قدمتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة لأنثى قراد النجمة الوحيدة التي على الرغم من اسمها الذي يوحي بتكساس تنتشر بشكل رئيسي في الجنوب الشرقي (أ.ب)

وفاة أول شخص بسبب حساسية اللحوم بعد لسعة قراد في أميركا

أفاد باحثون بما يعتقدون أنه أول حالة وفاة موثقة ناجمة عن حساسية اللحوم التي يمكن أن تسببها لدغات القراد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

3 أمور عليك تجنبها بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا

رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)
رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)
TT

3 أمور عليك تجنبها بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا

رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)
رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)

يمكن لمعظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر أو أكثر الحصول على لقاح الإنفلونزا سنوياً. يساعد هذا اللقاح في الوقاية من أعراض الإنفلونزا أو تخفيفها. ومع أن لقاح الإنفلونزا آمن، فإن هناك بعض الأمور التي يُنصح بتجنبها بعد الحصول على اللقاح، لتعزيز فاعليته وتقليل آثاره الجانبية، وفقاً لموقع «هيلث».

1- الكحول

تتفاوت البحوث حول تأثير الكحول على لقاح الإنفلونزا. هناك بعض الأدلة على أن الإفراط في تناول الكحول قد يُضعف جهاز المناعة، مما يؤثر على فاعلية اللقاح، ويزيد من خطر الآثار الجانبية بعد تلقيه. تشمل بعض الآثار الجانبية المحتملة التعب وصعوبة الحركة والصداع.

يمكن أن يُفاقم الكحول أيضاً الجفاف. قد يزيد ذلك من احتمالية التعرض لآثار جانبية، مثل الصداع أو آلام العضلات، بعد تلقي لقاح الإنفلونزا.

2- التمارين الرياضية الشاقة

يوصي بعض الأطباء بتجنب التمارين الرياضية الشاقة مباشرة بعد تلقي لقاح الإنفلونزا مباشرة. هذا لأن الدراسات أظهرت أن التمارين الرياضية المكثفة يوم التطعيم يمكن أن تزيد من خطر الآثار الجانبية، مثل التعب، وألم أعلى الذراع، والصداع. ومع ذلك، أظهرت دراسات أخرى أن التمارين الرياضية المعتدلة يمكن أن تساعد في الواقع على تعزيز تأثيرات لقاح الإنفلونزا، مما قد يزيد من فاعليته.

في النهاية، من المهم مراعاة جسمك قبل ممارسة التمارين الرياضية المكثفة بعد لقاح الإنفلونزا.

3- الإفراط في استخدام مسكنات الألم

في حين يلجأ كثيرون إلى الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل «أدفيل» (إيبوبروفين) لتخفيف الانزعاج الناتج عن الآثار الجانبية للقاح، مثل ألم الذراع، فإن بعض الدراسات المبكرة تشير إلى أن تناول هذه الأدوية المضادة للالتهابات قبل أو بعد الحقنة مباشرة قد يُضعف استجابة جهازك المناعي؛ لأن الالتهاب يساعد جسمك على تكوين أجسام مضادة.

ومع ذلك، تشير الأدلة الحالية إلى أن هذا التأثير ضئيل على الأرجح، وأن لقاحات الإنفلونزا تظل فعالة حتى مع استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا

يُعتبر لقاح الإنفلونزا آمنًا. ومع ذلك، قد يُسبب آثاراً جانبية. عادة ما تكون الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا خفيفة، وتزول من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام.

قد تشمل الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:

- ألم، أو احمرار، أو تورم، في مكان الحقنة.

- صداع.

- حمى.

- غثيان.

- آلام عضلية.

- إرهاق.

إذا لم تكن تشعر بتحسن بعد تلقي لقاح الإنفلونزا، فقد تُفيدك الرعاية المنزلية المماثلة عند الإصابة بالإنفلونزا، مثل: الراحة، وشرب السوائل، ومسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية.


ما أسوأ الأطعمة للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)
لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)
TT

ما أسوأ الأطعمة للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)
لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)

يُعدُّ تناول الطعام وتأثيره على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) مجالاً بحثياً متنامياً ومثيراً للاهتمام. ورغم عدم وجود نظام غذائي قائم على الأدلة، يُوصى به خصيصاً لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن الدراسات الحديثة تُشير إلى وجود صلة قوية بين صحة الأمعاء وأعراض هذه الحالة، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

يُعدُّ الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة لمشكلات صحية في الأمعاء، مثل: الإمساك، ومتلازمة القولون العصبي، والإسهال، وآلام البطن. ويُعد هذا الأمر بالغ الأهمية نظراً لارتباط الأمعاء والدماغ ارتباطاً وثيقاً من خلال محور الدماغ والأمعاء، وهو مسار تواصل يؤثر على الصحة البدنية والنفسية.

يؤدي ضعف صحة الأمعاء إلى التهاب جهازي، والذي غالباً ما يزداد لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. قد يُسهم هذا الالتهاب في التهاب الأعصاب (التهاب الدماغ)، مما يؤثر على المزاج والقلق والوظائف الإدراكية.

وكشف الدكتور جيمس كوستو، وهو طبيب نفسي متخصص في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: «مع مرور الوقت، أتوقع مجموعة من العلاجات القائمة على الأدلة للاضطراب، والتي تستهدف تحسين صحة الأمعاء، باستخدام أنظمة غذائية معدلة ومكملات غذائية».

والأطعمة التي يجب تجنبها أو التقليل منها:

1- الأطعمة فائقة المعالجة

تُشكل الأطعمة فائقة المعالجة 56.8 في المائة من متوسط ​​النظام الغذائي في المملكة المتحدة. وهي أطعمة مُعبأة، وتحتوي على قوائم مكونات طويلة مع إضافات صناعية، مثل المُستحلبات والمُثبتات. وتشمل هذه الأطعمة الحبوب المُحلَّاة، والدجاج الجاهز للقلي، والمشروبات الغازية، وحتى خيارات تبدو صحية، مثل الخبز الأسمر المُعبأ.

وترتبط الأطعمة فائقة المعالجة بكثير من المخاطر الصحية، بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب، والسمنة، والاكتئاب، على الرغم من أن العلماء لا يعرفون ما إذا كانت غير صحية بسبب طريقة تصنيعها، أو لأنها عادة ما تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون والسكر.

بالنسبة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تُظهر البحوث أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة بنسبة 51 في المائة.

كما تضر هذه الأطعمة بصحة الأمعاء، من خلال تعزيز الالتهاب وتقليل ميكروبات الأمعاء المفيدة. وقد كشفت الدراسة التي أجرتها شركة التغذية «ZOE» أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة بكتيريا الأمعاء الضارة المحتملة.

وقالت أنغريد كيتزينغ، وهي اختصاصية تغذية معتمدة: «أنت لا تحصل على العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي تحتاج إليها من المنتجات المصنعة... أنصح دائماً بقراءة ملصقات الطعام. إذا لم تتعرف على المكونات، فمن المرجح أنها فائقة المعالجة».

2- الوجبات الخفيفة السكرية مثل البسكويت

مع أن السكر لا يسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإنه قد يزيد من تفاقم أعراض مثل فرط النشاط ومشكلات التركيز. يمكن أن تسبب الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية ارتفاعاً مفاجئاً في الطاقة يتبعه انهيار، مما يؤثر على المزاج والانتباه.

وأوضح كوستو: «الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة لتناول الطعام بشكل غير منتظم. قد يفوتون وجبات الطعام ثم ينهمكون في تناول الوجبات الخفيفة السكرية، مما يؤدي إلى ارتفاعات وانخفاضات في الطاقة».

قد تكون مستويات الدوبامين -وهو ناقل عصبي مرتبط بالمكافأة- في أدمغة المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أقل. يزيد السكر من مستوى الدوبامين، مما قد يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناوله والدخول في دوامة من الإدمان عليه.

3- الأطعمة ذات الملونات الصناعية

إذا كنت تتناول كثيراً من الأطعمة فائقة المعالجة، فستستهلك أيضاً كميات كبيرة من الملونات الغذائية الصناعية. في الواقع، تضاعف استهلاكنا اليومي من الملونات الغذائية الصناعية 4 مرات خلال الخمسين عاماً الماضية، وقد ربط عدد متزايد من الدراسات الملونات الغذائية الصناعية بزيادة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال.

4- الدهون المشبعة في الأطعمة المقلية

الأطعمة المقلية -مثل رقائق البطاطس والدجاج- غنية بالدهون المشبعة، مما قد يؤدي إلى الالتهاب. ويمثل هذا مشكلة؛ خصوصاً للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين غالباً ما يعانون مستويات أعلى من الالتهاب الجهازي.

وتوضح الدكتورة سامي جيل، اختصاصية التغذية: «ترفع الدهون المشبعة مستوى الكوليسترول السيئ (LDL) وتحفز التهاب الأنسجة الدهنية، مما يحفز الخلايا المناعية لإطلاق مركبات مسببة للالتهابات».

5- الكربوهيدرات البسيطة مثل المعكرونة البيضاء والأرز الأبيض والخبز الأبيض

يمكن أن تسبب الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض المكرر، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والمعجنات، تقلبات في نسبة السكر في الدم، مماثلة لتلك التي تسببها الوجبات الخفيفة السكرية. ويمكن أن تؤدي هذه الارتفاعات والانخفاضات السريعة إلى تفاقم ضعف التركيز وتنظيم الطاقة لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

الجمع بين الكربوهيدرات البسيطة والبروتين -وهو ضروري لصحة الدماغ- يمكن أن يساعد في استقرار مستوى السكر في الدم.

6- الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الهيستامين مثل اللحوم المصنعة أو الجبن القديم

يرى الدكتور كوستو عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعانون عدم تحمل الهيستامين في عيادته، ويكونون عادة مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، على الرغم من عدم وجود بحوث تؤكد النتائج حتى الآن.

يعرف معظم الناس الهيستامين بأنه المادة التي تُفرز عندما يُبالغ جهاز المناعة في رد فعله تجاه الحساسية، مثل حبوب اللقاح.

وتختلف حالة عدم تحمل الهيستامين، وتحدث عندما لا يستطيع الجسم تكسير الهيستامين بكفاءة.


مفيدة للأمعاء وتساعد على الترطيب... ما أهمية تناول المخللات؟

المخللات تتمتع بفوائد صحية جمة بما في ذلك توفير الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية (بيكسيلز)
المخللات تتمتع بفوائد صحية جمة بما في ذلك توفير الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية (بيكسيلز)
TT

مفيدة للأمعاء وتساعد على الترطيب... ما أهمية تناول المخللات؟

المخللات تتمتع بفوائد صحية جمة بما في ذلك توفير الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية (بيكسيلز)
المخللات تتمتع بفوائد صحية جمة بما في ذلك توفير الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية (بيكسيلز)

تعتبر المخللات وجبة خفيفة، ولذيذة، ومالحة متعددة الاستخدامات، ومحبوبة من قبل العديد من الثقافات حول العالم منذ عهد كليوباترا.

تناولت ملكة مصر القديمة الخيار المخلل كجزء من روتينها الجمالي قبل ألفي عام، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

الآن، يتناول نحو 67 في المائة من الأسر الأميركية المخللات، حيث يتناولون ما مجموعه 5.2 مليون حبة مخلل سنوياً، وفقاً لشركة «Great Lakes Pickling Company»، أو نحو 4.5 كيلوغرام للشخص الواحد.

صرحت الدكتورة ماريلي أوبيزو، عالمة السلوكيات في كلية الطب بجامعة ستانفورد، في بيان: «المخللات ممتعة، ولاذعة، وقد تكون طريقة مفيدة لتناول الخيار».

كما أنها تتمتع بفوائد صحية جمة، بما في ذلك توفير الفيتامينات، والعناصر الغذائية الأساسية. ولكن ليست كل أنواع المخللات متساوية.

ما أهمية المخللات للصحة؟

المخللات التي تُباع في المتاجر، وتحفظ في الخل تختلف عن المخللات المخمرة في قسم الأطعمة المبردة.

أفادت أوبيزو: «رغم أن الخل طريقة شائعة، فإن التخمير الحقيقي في محلول ملحي يُثريها بالبروبيوتيك المفيد للأمعاء».

البروبيوتيك هي كائنات دقيقة حية تُساهم في توازن صحي لملايين البكتيريا التي تعيش في أمعائنا، مما يحمي الأمعاء من البكتيريا غير الصحية المرتبطة بالقلق، والاكتئاب، والأمراض العصبية التنكسية، وفقاً لكلية الطب بجامعة هارفارد.

أوضح ديفون بيرت، اختصاصي التغذية المُسجل في «كليفلاند كلينك»: «البروبيوتيك مفيد لصحة الدماغ، والأمعاء. وجود بكتيريا معوية صحية يُمكن أن يُقلل من أعراض القولون العصبي، ويُساعدنا على هضم الطعام، وامتصاص العناصر الغذائية».

وهذا ليس كل ما يُقدمه هذا الطعام الخارق.

المخللات مُرطبة بشكل لا يُصدق. ورغم أن عملية التمليح تُسرّب بعض الماء من الخيار، فإنه يحتوي على أكثر من 90 في المائة من الماء.

كما أن المخلل مصدر ممتاز لعنصر البوتاسيوم، حيث تحتوي كل مخللة متوسطة الحجم على 165 مليغراماً. يُعدّ البوتاسيوم إلكتروليتا يُساعد على ترطيب الجسم، ويُنظّم وظائف العضلات، والأعصاب.

لهذا السبب، يستخدم الرياضيون المحترفون عصير المخلل بكثرة.

شخص يسكب الماء أثناء عملية تحضير الخيار المخلل (بيكسيلز)

أوضحت بيث تشيروني، اختصاصية التغذية المعتمدة: «لاحظنا أن بعض الأشخاص يعالجون تقلصات أرجلهم بجرعة من عصير المخلل. كما يستخدم الرياضيون عصير المخلل على أنه بديل للإلكتروليتات».

أثبتت الدراسات أن 26 ميكروغراماً من فيتامين ك في المخللات تقلل من تقلصات الساق أيضاً، وهو فيتامين مهم للمساعدة على تخثر الدم، والحفاظ على قوة العظام.

المخللات غنية أيضاً بفيتامين أ، وهو مضاد أكسدة قوي معروف بقدرته على الحفاظ على وضوح الرؤية، وتعزيز صحة الخلايا.

غذاء خارق - ولكن الحذر ضروري

في حين أن الخيار يحتوي على 45 سعرة حرارية فقط، ويُعتبر خضاراً جيداً لإنقاص الوزن بمفرده، إلا أن المخللات شديدة الملوحة.

وأشار بيرت إلى أن «حبة مخلل كبيرة تحتوي على أكثر من ثلثي الكمية المثالية من الصوديوم التي يجب أن يتناولها الشخص البالغ يومياً».

مع ذلك، تتوفر بعض خيارات المخللات منخفضة الصوديوم -بكمية ملح أقل من الموجودة في برطمانات وأوعية المخللات التقليدية- إذا كنت تشتهي الطعم اللاذع، وتعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو مشكلات في القلب. يرتبط الإفراط في استهلاك الملح بتفاقم هاتين الحالتين.