قد تُساعد المواد الكيميائية المتطايرة التي يُطلقها الجسم - عبر البول والبراز والعرق - يوماً ما في الكشف المبكر عن السرطان.
ففي تجربة أجريت على 40 فأراً، وجد باحثون في معهد هيفي للعلوم الفيزيائية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم أن المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) يمكن أن تُقدم أدلةً مفيدةً في فحص أنواع متعددة من السرطان في آنٍ واحد، حسبما نقلت مجلة «نيوزويك» الأميركية.
وفي الدراسة، قام الفريق بتحفيز الأورام كيميائياً في أعضاء نصف الفئران، بما في ذلك الرئتان والمعدة والكبد والمريء، في حين ترك النصف الآخر سليماً للمقارنة.
وعلى مدار 21 أسبوعاً، جمع الباحثون عينات من البول والبراز والعرق من كلٍّ من الفئران المصابة بالأورام والفئران السليمة في أوقات مختلفة.
واستخدم الباحثون تقنية فحص تحليلية تُسمى «استخلاص الطور الصلب الدقيق باستخدام كروماتوغرافيا الغاز-مطياف الكتلة» (HS-SPME-GC-MS) لفصل وتحليل المركبات العضوية المتطايرة من العينات.
وكشفت النتائج عن ثلاث مجموعات من المركبات العضوية المتطايرة المرتبطة بالأورام، والتي عكست التغيرات الأيضية أثناء تطور السرطان، وميزت الفئران المصابة بالأورام عن الفئران غير المصابة بها.
ووفقاً للباحثين، كانت إشارات الورم المبكرة قابلة للكشف في البول في الأسبوع الخامس، وفي العرق في الأسبوع الـ13 وفي البراز في الأسبوع الـ17، أي قبل وقت طويل من تطور الورم المتقدم.
وكتب الفريق: «يُعد الكشف المبكر عن السرطان أمراً بالغ الأهمية لتحسين معدلات الشفاء والبقاء على قيد الحياة. تتيح هذه الطريقة الكشف عن أنواع متعددة من السرطان، مما يمثل تقدماً كبيراً في تشخيص المرض».
ولفتوا إلى أن أكثر ما يميز هذه الطريقة هو سهولتها، كونَها طريقة غير جراحية للكشف المبكر عن المرض.
