3 أيام فقط من هذه العادة السيئة تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

الحرمان من النوم لثلاث ليالٍ فقط يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)
الحرمان من النوم لثلاث ليالٍ فقط يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)
TT

3 أيام فقط من هذه العادة السيئة تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

الحرمان من النوم لثلاث ليالٍ فقط يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)
الحرمان من النوم لثلاث ليالٍ فقط يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)

تُعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، إذ تودي بحياة حوالي 700 ألف أميركي سنوياً. تتأثر صحة القلب بعدة عوامل تتعلق بنمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والوزن، والتوتر، وجودة النوم.

وجدت دراسة جديدة أن الحرمان من النوم لثلاث ليالٍ فقط يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، حتى لدى الشباب والبالغين الأصحاء، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

قال الدكتور جوناثان سيدرنايس، قائد الدراسة والمحاضر في جامعة أوبسالا في السويد: «ركزت العديد من الدراسات الأكبر حجماً التي أجريت حول العلاقة بين الحرمان من النوم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام على الأفراد الأكبر سناً قليلاً والذين لديهم بالفعل خطر متزايد للإصابة بمثل هذه الأمراض».

أجرى فريق سيدرنايس زيارة إلى مختبر النوم حيث وجد 16 شاباً يتمتعون بصحة جيدة وبعادات نوم سليمة، حيث تم التحكم بشكل صارم في وجباتهم ومستويات نشاطهم.

في إحدى الجلسات، حصل المشاركون على قسطٍ كافٍ من النوم لثلاث ليالٍ متتالية. أما في الجلسة الأخرى، فلم يناموا سوى أربع ساعاتٍ تقريباً كل ليلة.

يوصي الخبراء عموماً بأن يحصل البالغون على سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلاً. وقد ارتبط الحرمان من النوم بضعف الوظائف الإدراكية، وضعف جهاز المناعة، وتدهور الصحة العقلية، وزيادة خطر الحوادث، ومرض السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم.

تم سحب عينات دم صباحية ومسائية خلال الجلستين التجريبيتين، وكذلك بعد 30 دقيقة من ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة.

قام الباحثون بقياس حوالي 90 بروتيناً في الدم. ارتفعت مستويات العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهاب بعد الليالي التي قضاها الأفراد بلا نوم.

قد يكون الالتهاب مفيداً أو سيئاً، حيث إن الالتهاب هو استجابة الجسم الكيميائية الطبيعية لإصابة معينة.

يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى تلف الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

قال سيدرنايس: «كان من المثير للاهتمام أن مستويات هذه البروتينات ارتفعت... لدى الأفراد الأصغر سناً والذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة سابقاً بعد بضع ليالٍ فقط من الحرمان من النوم».

يؤكد ذلك على أهمية النوم لصحة القلب والأوعية الدموية حتى في المراحل المبكرة من الحياة.

والخبر السار هو أن البروتينات المرتبطة بالآثار الإيجابية للتمارين الرياضية زادت لدى المشاركين، حتى مع قلة نومهم.

وأفاد سيدرنايس: «بفضل هذه الدراسة، حسّنا فهمنا لدور كمية النوم التي نحصل عليها في صحة القلب والأوعية الدموية... من المهم الإشارة إلى أن الدراسات أظهرت أيضاً أن التمارين الرياضية يمكن أن تعوض، على الأقل، بعض الآثار السلبية التي قد تسببها قلة النوم. ولكن من المهم أيضاً ملاحظة أن التمارين الرياضية لا يمكن أن تحل محل الوظائف الأساسية للنوم».


مقالات ذات صلة

الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

صحتك جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)

الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

أظهر تحليلٌ علمي لأدلة التجارب السريرية أن حِميات الصيام المتقطع الغذائية تُقدم فوائد مُماثلة للحِميات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك نبات الماريغوانا (أ.ب)

تعاطي الماريغوانا يُضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة واسعة النطاق أن تعاطي الماريغوانا يُضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مارسَ المشاركون ركوب الدراجات الثابتة 3 - 4 مرات أسبوعياً (جامعة أوريغون)

أضرار محتملة للإفراط في تناول أدوية الحساسية

عادةً ما تُثير كلمة «هيستامين» خيال البعض عن الحساسية الموسمية: سيلان الأنف، وحكة في الحلق، وحكة في العينين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تناول القهوة من دون إضافات له فوائد صحية (جامعة ساوثهامبتون)

القهوة من دون إضافات أفضل لصحة القلب

كشفت دراسة أميركية عن أن تناول القهوة السوداء من دون إضافات مثل السكر أو الكريمة قد يعود بفوائد صحية ملموسة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

الالتهابات المزمنة في الفم ترتبط بوضوح بأمراض جهازية كبرى مثل أمراض القلب التاجية، والسكري من النوع الثاني، والسرطان.

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)

الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
TT

الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)

أظهر تحليلٌ علمي لأدلة التجارب السريرية نشرته «المجلة الطبية البريطانية» (BMJ))، الأربعاء، أن حِميات الصيام المتقطع الغذائية تُقدم فوائد مُماثلة للحميات الغذائية التقليدية المُقيدة بالسعرات الحرارية لإنقاص الوزن. كما ارتبط الصيام المتقطع بانخفاض مستويات الكولسترول الكلي والكولسترول «الضار» مقارنةً بالنظام الغذائي المقيد زمنياً.

وكشف التحليل الذي قام به فريق من الباحثين من عدد من الجامعات في كل من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، عن أن للصيام المتقطع يوماً بعد يوم، فوائد أكبر مُقارنةً بكلٍّ من أنظمة تقييد السعرات الحرارية وأساليب الصيام المتقطع الأخرى.

وخلص الباحثون في بيان نُشر الأربعاء، إلى أن «الأدلة الحالية تُشير إلى أن حميات الصيام المتقطع لها فوائد مماثلة لتقييد الطاقة المستمر لفقدان الوزن، وتقليل عوامل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية»، قائلين إن «هناك حاجة إلى تجارب أطول مدةً لإثبات هذه النتائج بشكل أكبر».

ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى تقليل عوامل الخطر القلبية والأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول والسكر في الدم، وبالتالي تقليل عبء الأمراض المزمنة الخطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ففي عام 2022 كان نحو 2.5 مليار بالغ؛ أي 43 في المائة من سكان العالم البالغين، يعانون من زيادة الوزن، وكان نحو 890 مليون شخص (16 في المائة) يعيشون مع السمنة.

وتعتبر هذه الدراسة، والتي قام باحثوها بتحليل نتائج 99 تجربة سريرية عشوائية شملت 6582 بالغاً، لمقارنة تأثير أنظمة الصيام المتقطع مع أنظمة تقييد الطاقة المستمر أو الأنظمة الغذائية غير المقيدة على وزن الجسم وعوامل الخطر القلبية والأيضية، من أوائل المراجعات المنهجية التي تجمع بين المقارنات المباشرة وغير المباشرة لجميع الاستراتيجيات الغذائية، مما يمنحنا تقديرات أكثر دقة.

وأظهرت نتائج الدراسة أن جميع استراتيجيات الصيام المتقطع وأنظمة تقييد الطاقة المستمر قد تؤدي إلى انخفاض طفيف في وزن الجسم مقارنةً بنظام غذائي غير مقيد. ولكن الصيام المتقطع يوماً بعد يوم كان الاستراتيجية الوحيدة لنظام الصيام المتقطع التي أظهرت فائدة طفيفة أكبر في خفض وزن الجسم مقارنةً بنظام تقييد الطاقة المستمر.

وكما ذكر باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية، في مقال افتتاحي للمجلة تعليقاً على نتائج هذا التحليل العلمي، فإنه «تكمن قيمة هذه الدراسة في إدراج الصيام المتقطع كخيار إضافي ضمن الخيارات العلاجية»، مشددين على أن «جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع».

فوائد عديدة

كما أكدوا على ضرورة التركيز على تعزيز التغييرات المستدامة بمرور الوقت، قائلين إن «الصيام المتقطع لا يهدف إلى استبدال الاستراتيجيات الغذائية الأخرى، بل إلى دمجها واستكمالها ضمن نموذج رعاية غذائية شامل يركز على المريض».

وقال البروفسور نافيد ستار، أستاذ طب القلب الأيضي بجامعة غلاسكو في اسكوتلندا: «يساعد هذا التحليل على إعطاء فكرة عامة عن فوائد الصيام المتقطع».

وأضاف في بيان نُشر الأربعاء: «بشكل عام، النتائج ليست مفاجئة؛ فالصيام المتقطع وسيلة أخرى تُمكّن الناس من الحفاظ على إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولونها أقل مما هو عليه في الظروف العادية - وهذا يساعد الناس على الحفاظ على وزن أقل من المعدل الطبيعي»، مشدداً على أن «الصيام المتقطع أصبح خياراً آخر لأسلوب الحياة لإدارة الوزن. ومن الضروري دراسة مدى استدامته على المدى الطويل».