كيف تتسبب الجينات في الإصابة بالوسواس القهري؟ دراسة تجيب

يعاني مرضى الوسواس القهري مستويات عالية من القلق (رويترز)
يعاني مرضى الوسواس القهري مستويات عالية من القلق (رويترز)
TT

كيف تتسبب الجينات في الإصابة بالوسواس القهري؟ دراسة تجيب

يعاني مرضى الوسواس القهري مستويات عالية من القلق (رويترز)
يعاني مرضى الوسواس القهري مستويات عالية من القلق (رويترز)

يكتنف اضطراب الوسواس القهري الكثير من الغموض، بما في ذلك أسبابه، واختلاف أعراضه بشكل كبير بين الأشخاص، وكيفية عمل الأدوية والعلاجات الخاصة به، ولماذا يكون العلاج فعالاً لدى بعض الأشخاص دون غيرهم.

ويعاني المصاب بهذا الاضطراب مستويات عالية من القلق والهواجس، ومن أفكار ومخاوف غير منطقية لا يستطيع الفكاك منها أو من نمط سلوكي معين نتيجة اعتقاد معين لا يستطيع تغييره.

على سبيل المثال، قد يغسل شخص يديه عشرات المرات أو بطريقة محددة للتخلص من الجراثيم، حتى لو كان يعلم أن ذلك مُفرط أو غير منطقي.

كما أنه قد يتجنب أماكن أو مواقف معينة بشكل غير منطقي لتقليل مشاعر القلق والهواجس لديه.

وفي حين أن الأسباب الدقيقة لاضطراب الوسواس القهري غير واضحة، فإن فريق الدراسة الجديدة أشار إلى أن الاضطراب قد ينتج عن مئات الجينات التي يلعب كل منها دوراً صغيراً في خطر الإصابة به، بحسب ما نقله موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وحلل فريق الدراسة الحمض النووي لأكثر من 53 ألف شخص مصاب باضطراب الوسواس القهري، وأكثر من مليوني شخص غير مصاب به، لتكون دراساتهم أكبر دراسة من نوعها لهذه الحالة.

واكتشف الباحثون مئات الجينات التي يُحتمل ارتباطها باضطراب الوسواس القهري.

وكتبوا في الدراسة: «حددنا 30 منطقة في الجينوم مرتبطة باضطراب الوسواس القهري، تحتوي على 249 جيناً ذا أهمية».

وأضافوا: «من المهم الإشارة إلى أنه لا يمكن لأي جين واحد التنبؤ باضطراب الوسواس القهري أو التسبب فيه بمفرده، بل يلعب كل جين دوراً صغيراً في خطر الإصابة به».

حقائق

واحد من كل 50 شخصاً

يعانون الوسواس القهري

ولفت الفريق إلى أنهم يأملون في أن تساعد نتائجهم في تحسين طرق تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري، وبالتالي إلى علاجات أفضل.

ويصيب اضطراب الوسواس القهري واحداً من كل 50 شخصاً حول العالم. وقد أشارت الدراسات إلى أن احتمالية الوفاة المبكرة لدى الشخص المصاب بهذا الاضطراب، لأسباب طبيعية مثل العدوى أو الإصابة بمرض ما، أعلى بنسبة 30 في المائة، واحتمالية الوفاة المبكرة لأسباب غير طبيعية، مثل الحوادث أو الانتحار، أعلى بنسبة 300 في المائة.


مقالات ذات صلة

لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

صحتك نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)

لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

كشفت دراسة جديدة عن أن نسيان أي وجبة قد يتسبب في الشعور بالجوع المفرط، الأمر الذي قد يفسر ميل الأشخاص المصابين بالخرف إلى تناول كميات كبيرة من الطعام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استخدام النساء حبوب «ديزوغيسترل» لمنع الحمل قد يزيد من خطر إصابتهن بأورام بالمخ (رويترز)

حبوب لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بأورام بالمخ

حذَّرت دراسة جديدة من أن استخدام النساء حبوب «ديزوغيسترل» لمنع الحمل، لأكثر من 5 سنوات قد يزيد من خطر إصابتهن بأورام بالمخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تشمل العلاجات الحالية لسرطان الثدي الثلاثي السلبي العلاج الكيميائي المساعد قبل الجراحة وحصار نقاط التفتيش المناعية (الشرق الأوسط)

نتائج أولية إيجابية في علاج «الثلاثي السلبي»

يتميز سرطان الثدي الثلاثي السلبي بأنه سرطان عدواني ينتشر بسرعة، وغالباً ما يطور مقاومة لأدوية العلاج الكيميائي المتعددة. ويصعب علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك حقن من عقار «ويغوفي» (رويترز)

أوزمبيك وويغوفي ومونجارو... من يحب أن يتناول أدوية إنقاص الوزن؟

تستمر شعبية أدوية إنقاص الوزن في الازدياد؛ حيث يتوقع باحثو السوق أن يصل الطلب العالمي على هذه الأدوية إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2035.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عقار «أوزمبيك» الذي يستخدم لخسارة الوزن (رويترز)

مستخدمو «أوزمبيك» عرضة للإصابة بمرض خطير في العين

وجدت دراسة جديدة أن كبار السن المصابين بداء السكري والذين يتناولون GLP-1s كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر (nAMD).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)
نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)
TT

لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)
نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن أن نسيان أي وجبة قد يتسبب في الشعور بالجوع المفرط، الأمر الذي قد يفسر ميل الأشخاص المصابين بالخرف ومشكلات الذاكرة الأخرى إلى تناول كميات كبيرة من الطعام.

ولفتت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا ونقلتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى أن هذا الأمر يتعلق بخلايا في الدماغ تُنشئ ذكريات عن الوجبات، وقد يُؤدي نسيان الوجبة إلى تحفيز هذه الخلايا للجوع المفرط.

وقالت ليا ديكاري-سبين، باحثة ما بعد الدكتوراه في كلية دورنسيف للآداب والفنون والعلوم بجامعة جنوب كاليفورنيا، والتي قادت فريق الدراسة، إن الخلايا العصبية في منطقة الحُصين بالدماغ (الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة والتعلم) تنشط في أثناء تناول الطعام، مكونةً ما تُعرف بـ«إنغرامات الوجبات»، وهذه الإنغرامات تعمل مثل قواعد بيانات بيولوجية معقدة تخزِّن أنواعاً متعددة من المعلومات مثل مكان ووقت تناول الطعام».

وللوصول إلى هذه الاستنتاجات ومعرفة كيفية تشكل ذكريات الوجبات، استخدم الباحثون تقنيات متقدمة في علم الأعصاب، حيث راقبوا نشاط أدمغة فئران التجارب في أثناء تناولها الطعام.

ووجد الفريق أن نسيان الفئران إحدى الوجبات تَسبَّب في تضرر الخلايا التي تنشِّط إنغرامات الوجبات، مما أدى إلى شعورها بالجوع المفرط وتناولها كمية كبيرة من الطعام بعد ذلك.

كما أظهرت النتائج أن تناول الوجبات الخفيفة دون وعي قد يُضعف أيضاً إنغرامات الوجبات ويُسهم في الإفراط في تناول الطعام.

ولفت الباحثون إلى أن هذا الأمر قد يفسر ميل الأشخاص المصابين بالخرف ومشكلات الذاكرة الأخرى إلى تناول كميات كبيرة من الطعام.

وأوضحوا أن نتائجهم قد تُسهم في نهاية المطاف في تطوير مناهج سريرية جديدة لعلاج السمنة وإدارة الوزن، مؤكدين أن «تذكر ما تناولته، وموعد تناوله، لا يقل أهمية عن اختياراتك الغذائية ونمط حياتك الصحي».