كيف تساعد التغذية الصحيحة في الوقاية من الأمراض؟

جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)
جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)
TT

كيف تساعد التغذية الصحيحة في الوقاية من الأمراض؟

جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)
جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

تفيد أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية بأن الأمراض غير المعدية هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم، وهي مسؤولة عن 74 في المائة أو نحو 41 مليون حالة وفاة سنوياً حول العالم.

مع الزيادة السريعة في معدلات الأمراض غير المعدية بين الشباب في جميع أنحاء العالم، هناك حاجة متزايدة لتعزيز النظم الصحية من أجل الإدارة الفعّالة لهذه الأمراض المزمنة، إلى جانب تحسين الوعي بدور العادات الصحية في مكافحة هذه الأمراض، وفقاً لموقع «ذا هيلث سايت».

الوقاية من خلال التغذية

فترة المراهقة هي فترة حرجة من النمو البدني والعقلي والاجتماعي، وتحتاج إلى تغذية كافية للنمو وصحة العظام والتكيف الهرموني. التغذية السليمة من خلال نظام غذائي متوازن يتكون من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون، والدهون الصحية، أمر ضروري لصحة جيدة.

وعلى العكس، فإن النظام الغذائي السيئ الذي يحتوي على نسبة عالية من الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والملح قد يؤدي إلى نقص التغذية وضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، التي تعد محركاً رئيسياً للأمراض غير المعدية.

صحة القلب

يرفع تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة والمتحولة من نسبة الكوليسترول في الدم، ما يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب.

إن حثّ المراهقين على تضمين الفاكهة والخضراوات في وجباتهم الغذائية إلى جانب مصادر الدهون الصحية مثل المكسرات، مع التقليل من الوجبات السريعة فائقة المعالجة ذات السعرات الحرارية الفارغة، والحفاظ على نمط حياة نشط يقلل من قضاء الوقت أمام الشاشات، يمكن أن يؤهلهم لرحلة صحية للقلب مدى الحياة.

الوقاية من مرض السكري

يعد نمط الحياة الخاطئ والنظام الغذائي غير الصحي الذي تهيمن عليه الأطعمة الغنية بالسكر، والنشاط البدني دون المستوى، من العوامل الحاسمة التي تؤدي إلى ارتفاع عدد المصابين بالسكري.

التشجيع على تناول الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات، والتي لا تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم ومنع مقاومة الأنسولين.

الحد من خطر الإصابة بالسرطان

يمكن أن يكون تشجيع المراهقين على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية إجراءً وقائياً قوياً. وذلك لأن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات يوفر مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف، ما قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

صحة العظام

خلال فترة المراهقة، من المهم بناء العظام بكثافة. ويضمن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين «د» بشكل جيد صحة العظام، ويمنع هشاشة العظام في الكبر. وتتوفر جميع هذه العناصر الغذائية في أطعمة مثل الألبان والخضراوات الورقية.

اتباع عادات صحية

على الرغم من أهمية النظام الغذائي، فإن نمط الحياة الصحي يتضمن أكثر من مجرد تناول الطعام الصحي.

النشاط البدني ضروري للحفاظ على وزن صحي وقوة العظام والعضلات وصحة القلب والأوعية الدموية. وحثّ المراهقين على ممارسة الرياضة ما لا يقل عن 60 دقيقة يمكن أن يقلل إلى حد كبير من خطر الإصابة بالأمراض غير السارية.


مقالات ذات صلة

علاج مركَّب لعلاج المراهقين مرضى السكري

صحتك علاج مركَّب لعلاج المراهقين مرضى السكري

علاج مركَّب لعلاج المراهقين مرضى السكري

أسهم في الحفاظ على وظائف الكلى بحالة جيدة

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة تزداد مع تقدم النساء في السن (جامعة أريزونا)

دراسة جديدة تحذّر من الحمل بعد 45 عاماً

حذّر باحثون من جامعة أوبسالا في السويد من أن الأطفال الذين يُولدون لأمهات تجاوزن سن الـ45 معرضون بشكل أكبر لمخاطر صحية عند الولادة مقارنة بأبناء الأمهات الأصغر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أُطلق على فصيلة الدم الجديدة «غوادا سالب» (رويترز)

علماء يكتشفون فصيلة دم جديدة

أعلنت مؤسسة الدم الفرنسية (EFS) أن مجموعة من العلماء الفرنسيين اكتشفوا فصيلة دم جديدة «فائقة الندرة» لدى امرأة من جزيرة غوادلوب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق ترتبط الكوابيس المتكررة بالشيخوخة المبكرة (أ.ب)

«الكوابيس» تجعل الإنسان يتقدم في العمر أسرع... ويموت مبكراً

أشار بحث جديد إلى أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس أسبوعية أكثر عرضة للموت المبكر بمقدار ثلاثة أمثال. وترتبط الكوابيس المتكررة بالشيخوخة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم هل يمكن لعلاج استبدال البلازما إطالة عمر الإنسان؟

هل يمكن لعلاج استبدال البلازما إطالة عمر الإنسان؟

عادة ما تحتاج السيارات إلى تغيير الزيت بانتظام، للحفاظ على سلاسة عمل المحرك. ويعتقد بعض المؤثرين في مجال مقاومة الشيخوخة، إلى جانب حفنة من العلماء،

موهانا رافيندراناث (نيويورك)

علاج مركَّب لعلاج المراهقين مرضى السكري

علاج مركَّب لعلاج المراهقين مرضى السكري
TT

علاج مركَّب لعلاج المراهقين مرضى السكري

علاج مركَّب لعلاج المراهقين مرضى السكري

كشفت دراسة حديثة نُشرت في منتصف شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي في «مجلة الطب الطبيعي» (Nature Medicine)، عن احتمالية أن يساعد العلاج المدمج في حماية المراهقين مرضى السكري من النوع الأول T1D، من المضاعفات الخطيرة التي تحدث مع الوقت جراء مضاعفات المرض والعلاج الذي يستمر مع الطفل لبقية حياته.

ومن المعروف أن النوع الأول من مرض السكري يُعدّ نوعاً من أمراض المناعة الذاتية المزمنة التي تُسبب توقف إفراز الإنسولين من البنكرياس، ولذلك يعتمد العلاج بشكل أساسي على إعطاء الإنسولين للمصاب لبقية حياته، ما قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل زيادة الوزن وأمراض الكلى المزمنة.

علاج مركب من دواءين

الدراسة التي قام بها فريق بحثي من جامعة تورنتو ومستشفى الأطفال المرضى (SickKids) في كندا، بقيادة الدكتور فريد محمود الطبيب في قسم الغدد الصماء بالمستشفى، أجرت تقييماً لعلاج مركب يجمع بين العلاج الرئيسي للمرض بالإنسولين، ودواء آخر تجريبي في الأطفال داباغليفلوزين (dapagliflozin). وأظهرت نتائج هذا العلاج المركب تحسناً ملحوظاً في التحكم بنسبة السكر في الدم، والحفاظ على وظائف الكلى بحالة جيدة، وانخفاضاً في زيادة الوزن في المراهقين المصابين بالمرض.

التركيز على حالات المراهقين

أوضح الباحثون أن الدراسة الحالية ركزت بشكل أساسي على المراهقين، لأن معظم الدراسات السابقة كانت تستهدف الأطفال أو البالغين. وعلى الرغم من أن الأبحاث السابقة أظهرت نتائج جيدة بالفعل، فإن الفريق البحثي أجرى التجربة السريرية لمعرفة لأي مدى يمكن للعلاج المدمج أن يناسب المراهقين.

فترة المراهقة في الأغلب لا تكون ممثلة بشكل كافٍ في التجارب السريرية، وربما يكون ذلك راجعاً لكثير من الأسباب؛ منها طبيعة المرحلة العمرية نفسها والتغيرات الهرمونية المستمرة التي تحدث فيها، بجانب التقلبات النفسية الحادة التي تؤثر بالضرورة على أعضاء الجسم الداخلية، بالإضافة إلى صعوبة التوصل إلى رأي موحد يتفق عليه الآباء والأبناء بخصوص التجارب السريرية نفسها، لأن المراهقين في معظم الأحيان موقفهم يكون عكس موقف الآباء، سواء في القبول أو الرفض.

جرعات علاجية فردية

وفي الدراسة الحالية، أجرى الباحثون التجارب على ما يقرب من مائة مراهق تراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، وتم تصميم علاج مخصص لكل حالة يتم فيه وضع كثير من العوامل الفردية التي يمكن أن تؤثر في نجاح التجربة في الحسبان، من خلال فهم الاختلافات بين المرضى، بحيث يتناول الجميع بشكل أساسي الأدوية التي تتحكم في معدلات الغلوكوز في الدم (خليط الإنسولين وداباغليفلوزين)، ولكن بشكل يناسب كل مراهق.

وكانت حساسية الإنسولين من أهم العوامل التي تم وضعها في الحسبان من أجل الوصول إلى جرعة مناسبة لكل مراهق على حدة، وذلك لأن الخلل الذي يصيب خلايا البنكرياس يختلف من طفل إلى آخر، وعلى سبيل المثال هناك بعض الخلايا تحتفظ بجزء ضئيل من إنتاجها من الإنسولين، وبالتالي يحتاج المصاب إلى جرعة أقل للحفاظ على مستوى ثابت للغلوكوز في الدم. وهناك بعض الخلايا التي تصاب بالعطب تماماً، وبالتالي يحتاج المصاب إلى كمية أكبر للحفاظ على النسبة نفسها.

العوامل الجينية والاستجابة المناعية

شملت العوامل الأخرى الفارقة في العلاج العامل الجيني لكل مراهق، إذ تزيد حدة الإصابة أو تقل تبعاً للعوامل الجينية. وشملت أيضاً الاستجابة المناعية للعلاج والتمثيل الغذائي والعوامل النفسية والاجتماعية والبيئية المحيطة بكل مريض. وعلى سبيل المثال، فإن المراهقين الذين ينحدرون من بيئات اجتماعية مرتفعة، وبها نسبة تعليم عالية في الأغلب تتحسن حالتهم بشكل واضح، بسبب الانتظام في تناول العلاج والالتزام بالغذاء الصحي والمواظبة على النشاط البدني، مما يجعل صحتهم أفضل.