نظام غذائي يُحسِّن صحة مرضى الكلى

النظام الغذائي النباتي يُبطئ تطوّر مرض الكلى المزمن (جامعة ستانفورد)
النظام الغذائي النباتي يُبطئ تطوّر مرض الكلى المزمن (جامعة ستانفورد)
TT
20

نظام غذائي يُحسِّن صحة مرضى الكلى

النظام الغذائي النباتي يُبطئ تطوّر مرض الكلى المزمن (جامعة ستانفورد)
النظام الغذائي النباتي يُبطئ تطوّر مرض الكلى المزمن (جامعة ستانفورد)

أظهرت دراسة أسترالية أنّ اتّباع نظام غذائي غني بالأطعمة النباتية المتنوّعة يمكن أن يحقّق فوائد صحية كبيرة للأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن.

وأوضح الباحثون من جامعة ولونغونغ أنّ هذه الدراسة تُعد الأولى عالمياً التي تثبت فاعلية النظام الغذائي النباتي في تحسين صحة مرضى الكلى المزمن؛ ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Clinical Journal of the American Society of Nephrology».

ويُعرف مرض الكلى المزمن بأنه حالة تتدهور فيها وظائف الكلى تدريجياً، مما يؤدّي إلى صعوبة في تصفية الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم. وقد يكون سببه أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والتهابات الكلى المزمنة. في المراحل المبكرة، قد لا تظهر أعراض واضحة، لكن مع تقدُّم المرض، قد يعاني المريض التعب، وتورم الأطراف، واضطرابات في التبوّل؛ وقد يصل الأمر إلى الحاجة لغسيل الكلى في المراحل المتقدّمة.

وأجرى الباحثون دراستهم لرصد تأثير النظام الغذائي النباتي على مرض الكلى المزمن، إذ شملت التجربة تناول المصابين أكثر من 30 نوعاً مختلفاً من الأطعمة النباتية أسبوعياً، بما فيها الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور. ووجدوا أنّ المرضى الذين التزموا بهذا النظام شهدوا تحسّناً ملحوظاً في تنوّع البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما عزَّز صحة الجهاز الهضمي وحسُن امتصاص العناصر الغذائية.

كما لوحظ انخفاض مستويات السموم الضارّة المتراكمة في الدم والبول بسبب ضعف وظائف الكلى لدى المرضى الذين اتبعوا النظام الغذائي النباتي، مما قلّل من مخاطر المضاعفات الصحية. وأظهرت البيانات أنّ المرضى في المراحل المتقدّمة من المرض كانوا الأكثر استفادة من هذه التغييرات الغذائية.

وأشار الباحثون إلى أنّ تحسين صحة الأمعاء وتقليل السموم قد يُسهم في إبطاء تقدُّم مرض الكلى المزمن، مما يمنح المرضى فرصة لحياة أطول وأكثر صحة. كما تحدَّت الدراسة الأفكار التقليدية بشأن القيود الغذائية المفروضة على مرضى الكلى، فبينما كانت التوصيات القديمة تقضي بتقييد تناول بعض الفاكهة والخضراوات بسبب مخاوف تتعلّق بمستويات المعادن مثل البوتاسيوم، تشير هذه الدراسة إلى أنّ اتّباع نظام غذائي أكثر شمولية قد يكون أكثر أماناً وفاعلية.

تأثير عميق

وقالت الدكتورة كيلي لامبرت، الباحثة المُشارِكة بالدراسة من جامعة ولونغونغ: «كان من المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن لهذا التدخّل الغذائي البسيط أن يُحدث تأثيراً عميقاً».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «لسنوات، كان النظام الغذائي الموصى به لمرضى الكلى يعتمد على تقييد تناول الفاكهة والخضراوات، مما قد تكون له آثار ضارّة غير مقصودة. لكن دراستنا تُثبت أنّ النهج القائم على الأطعمة النباتية ليس آمناً فحسب؛ وإنما قد يكون أيضاً أكثر فائدة».

وتابعت: «نأمل أن تُطمئن هذه الدراسة مرضى الكلى بأنه من الآمن توسيع نطاق نظامهم الغذائي ليشمل كميات كافية من الفاكهة والخضراوات، وأن تُسهم هذه النتائج في تغيير الممارسات السريرية عالمياً».


مقالات ذات صلة

ما مخاطر الإفراط في تناول البروتين على صحتك؟

صحتك يُنصح بالاعتماد على مصادر البروتين الطبيعية مثل الفول والمكسرات بدلاً من المكملات المصنعة لضمان تناول متوازن للألياف والعناصر الغذائية (رويترز)

ما مخاطر الإفراط في تناول البروتين على صحتك؟

الإفراط في تناول البروتين يمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، كزيادة العبء على الكلى، وزيادة الوزن.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك مرضى الفشل الكلوي المزمن يعتمدون على الغسل الكلوي للبقاء على قيد الحياة (جامعة ستانفورد)

علاج نفسي يخفف آلام مرضى الغسل الكلوي

أفادت دراسة أميركية بأن تدريب مهارات التكيف مع الألم، وهو نوع من العلاج النفسي، ساعد مرضى الفشل الكلوي الذين يعتمدون على الغسل الكلوي في تقليل تأثير الألم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق مرض الكلى المزمن قد يؤدي إلى الفشل الكلوي (جامعة ماريلاند)

ما أسباب تضاعف مرض الكلى المزمن بين النساء عالمياً؟

كشفت دراسة تحليلية أن عدد حالات الإصابة بمرض الكلى المزمن بين النساء حول العالم، ازداد بقرابة ثلاثة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه قد يقلل من ضغط الدم (رويترز)

نظام غذائي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى... تعرَّف عليه

أكدت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه قد يقلل من ضغط الدم، ويخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم اختبار الدم يساعد في اكتشاف إصابة الكلى الحادة (جامعة روكفلر)

الاختبارات الجينية... هل من الضروري إجراؤها لمرضى الكلى المزمن؟

شدّدت مجموعة العمل، التي شكّلتها «المؤسسة الوطنية للكلى» في الولايات المتحدة، على أهمية الاختبارات الجينية في إدارة أمراض الكلى وتشخيصها.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)

خبراء يؤكدون: النوم معها مفيد للبالغين... الدمى المحشوة ليست للأطفال فقط!

زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق (متداولة)
زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق (متداولة)
TT
20

خبراء يؤكدون: النوم معها مفيد للبالغين... الدمى المحشوة ليست للأطفال فقط!

زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق (متداولة)
زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق (متداولة)

الدمى المحشوة ليست حكراً على الأطفال. فالكثير من البالغين يجدون فيها عزاءً وراحة. ماكس جينيكوف، مرشح دكتوراه في علم النفس السريري، لا يزال ينام مع دمية من طفولته، مؤكداً أن هذه الألعاب توفر الحنين والدعم العاطفي.

زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا، حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق. حتى أن متجراً أميركياً كبيراً خصص قسماً من هذه الدمى للبالغين، وأظهرت استطلاعات أن الكثيرين يحتفظون بدماهم القديمة و40 في المائة (منهم) ينامون معها، وفق ما نقله تقرير لشبكة «سي إن إن» الأميركية.

يرى الخبراء، مثل د. جيد وو، اختصاصية النوم، أن الدمى تخفف القلق، خاصةً لمن يعيشون بمفردهم. وتستخدم د. جيسيكا لامار، معالجة نفسية، الدمى في علاج الصدمات، لمساعدة المرضى على التعافي. حتى من دون صدمات، توفر هذه الألعاب ليونة، وتهدئة، وذكريات جميلة.

قد يعتبر البعض الأمر «طفولياً»، لكن المعالجين يؤكدون أن التمسك بذكريات الطفولة صحي. المشكلة فقط إذا سببت إدماناً أو ضيقاً. بل إن احتضان الدمى قد يعلّم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم.

من منظور صحي، ينام البشر بشكل أفضل عند الشعور بالأمان، وقد تحل الدمى مكان الرفقة. بعض هذه الدمى مُصمم بوزن إضافي لمحاكاة البطانيات الثقيلة، مما يعزز الاسترخاء. كما أنها تساعد العقل على الاستعداد للنوم.

الخلاصة؟ إذا كانت الدمى تحسن نومك أو تقلل توترك، فهي عادة غير ضارة، بل مفيدة. كما تقول الطبيبة باربرا غرينبيرغ: «إن الدمى لا تؤذي أحداً».