نصف سكان العالم مهددون بالسمنة بحلول 2050

السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)
السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)
TT

نصف سكان العالم مهددون بالسمنة بحلول 2050

السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)
السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

حذّرت دراسة عالمية من أن أكثر من نصف سكان العالم، بواقع (3.8 مليار شخص بالغ)، وثلث الأطفال والمراهقين (746 مليون شخص)؛ مهددون بخطر زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2050، ما لم تُتخذ إصلاحات سياسية عاجلة وإجراءات فعّالة.

وقاد الدراسة باحثون في معهد القياسات الصحية والتقييم بواشنطن، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «ذا لانسيت»، وسلطت الضوء على التهديد المتزايد للسمنة محلياً وعالمياً.

وأظهرت أن الإخفاق في التصدي لهذه الأزمة على مدار العقود الثلاثة الماضية أدى إلى ارتفاع حاد في أعداد المصابين، إذ ارتفع العدد من 731 مليون بالغ و198 مليون طفل عام 1990 إلى 2.11 مليار بالغ و493 مليون طفل عام 2021.

واعتمد التحليل على بيانات من 204 دول لتقدير معدلات زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال (5-14 عاماً)، والمراهقين (15-24 عاماً)، والبالغين، مع توقعات حتى 2050.

وتوقعت الدراسة ارتفاع السمنة بين الشباب عالمياً بنسبة 121 في المائة، ليصل العدد إلى 360 مليوناً بحلول 2050. وفي 2021، كان مليار رجل و1.11 مليار امرأة فوق 25 عاماً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث تضاعفت السمنة بين الرجال عالمياً من 5.8 في المائة عام 1990 إلى 14.8 في المائة عام 2021، في حين ارتفعت بين النساء من 10.2 إلى 20.8 في المائة.

وسجلت أوقيانوسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط أعلى معدلات السمنة عالمياً، حيث يعاني منها أكثر من 62 في المائة من الرجال في دول مثل ناورو وجزر كوك، وأكثر من 71 في المائة من النساء في تونغا وناورو. وفي الولايات المتحدة، بلغت نسبة السمنة 42 في المائة لدى الرجال، و46 في المائة لدى النساء، وهي الأعلى بين الدول مرتفعة الدخل.

وإذا استمرّت الاتجاهات الحالية فمن المتوقع أن ترتفع معدلات زيادة الوزن والسمنة بين البالغين عالمياً من 43.4 في المائة عام 2021 إلى 57.4 في المائة لدى الرجال، و60.3 في المائة لدى النساء في 2050، مع تسجيل أعلى الزيادات في آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء بسبب النمو السكاني. وهذا يعني أن 1.69 مليار شخص إضافي سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ليصل العدد الإجمالي إلى 3.8 مليار شخص.

وبينما ستظل الصين (627 مليون شخص)، والهند (450 مليون شخص)، والولايات المتحدة (214 مليون شخص) من أكثر الدول التي تضم مصابين بزيادة الوزن والسمنة، سيشهد العدد في أفريقيا جنوب الصحراء ارتفاعاً بنسبة 250 في المائة ليصل إلى 522 مليون شخص.

وبحلول 2050، سيعاني 1 من كل 3 بالغين عالمياً من السمنة، وسيكون نحو 25 في المائة منهم ممن تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر. وستصل السمنة إلى أكثر من 80 في المائة بين الرجال في الإمارات وناورو، وأكثر من 87 في المائة بين النساء في مصر وتونغا.

وأشار الباحثون إلى أن الأجيال الحديثة تكتسب الوزن بسرعة أكبر، مما يزيد من مخاطر السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسرطان في سن صغيرة.


مقالات ذات صلة

8 عوامل تنقذ مرضى ضغط الدم من الوفاة المبكرة

صحتك ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً عالمياً (جامعة نبراسكا الأميركية)

8 عوامل تنقذ مرضى ضغط الدم من الوفاة المبكرة

رصدت دراسة صينية أهمية التحكم في 8 عوامل رئيسية، للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، وعلى رأسها خطر الوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مركبات «الفثالات» تدخل في صناعة عبوات الطعام (جامعة كاليفورنيا)

مادة بلاستيكية مسؤولة عن وفاة 365 ألف شخص في العالم

كشفت دراسة أميركية عن أن التعرّض اليومي لمادة كيميائية تُستخدم على نطاق واسع في صناعة البلاستيك قد يكون مرتبطاً بأكثر من 365 ألف حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا «شركات الريادة» تمثل نموذجاً جديداً في بيئة الأعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية لتحقيق كفاءة وابتكار غير مسبوقين (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تكشف عن الجيل الجديد من المؤسسات الذكية في تقريرها لعام 2025

يطلق تقرير «مايكروسوفت» 2025 مصطلح «شركات الريادة» على الشركات التي توظف الذكاء الاصطناعي بذكاء لتعزيز الإنتاجية، وتعيد تشكيل الهياكل والمهارات في بيئة العمل.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك تصوير شبكية العين يُساعد في اكتشاف المشاكل الصحية المُحتملة مُبكراً مما يُتيح اتخاذ إجراءات وقائية (أرشيفية - رويترز)

دراسة: عوامل وراثية لمرض الفصام ترتبط بانخفاض سمك شبكية العين

توصل فريق بحثي في سويسرا إلى أن مخاطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية (شيزوفرينيا) بسبب عوامل وراثية ترتبط بانخفاض سمك شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول المضادات الحيوية في الصغر يزيد من مخاطر الإصابة بالربو بنسبة 24 % (رويترز)

الإفراط في المضادات الحيوية يزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال

كشفت دراسة حديثة أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو مع تقدمهم في العمر.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو )

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)
يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)
TT

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)
يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)

المغنسيوم معدن أساسي يؤدي دوراً محورياً في وظائف متعددة بالجسم، أبرزها تعزيز صحة العظام وتنظيم ضغط الدم ودعم عمل العضلات. يُنصح بزيادة مستوياته عبر تناول الأطعمة الغنية به، مثل المكسرات والحبوب الكاملة أو من خلال المكملات الغذائية وفق توجيهات الطبيب، وفق موقع «هيلث» الطبي.

امتصاص المغنسيوم وفاعليته الزمنية

يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله، ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية. غير أن هذه النسبة تتأثر بنوع المركّب المستخدم، والجرعة المتناولة، وكفاءة الجهاز الهضمي في امتصاصه. تناول جرعة مفردة من المغنسيوم لا يكفي لرفع مستوياته بشكل دائم؛ بل يتطلب الأمر انتظاماً في التناول لبناء مخزون داخلي يكفي حاجات الجسم.

كيف يمتص الجسم المغنسيوم ويتخلص من فائضه؟

يسير المغنسيوم في الجهاز الهضمي من الفم مروراً بالمريء والمعدة إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص الكمية اللازمة وإرسالها عبر الدم إلى العظام والعضلات والأنسجة اللينة. يخزن الجسم أكثر من نصف المغنسيوم في العظام، فيما يتوزع الباقي في الأنسجة الطرية. يُطرح الزائد منه عبر البراز والبول، وتطرح الكلى يومياً نحو 120 ملغ من المغنسيوم، لكنها تقلّل من هذا الطرح عندما تنخفض مخزونات الجسم من المغنسيوم لتحافظ على حاجات الجسم.

العوامل المؤثرة على مدة بقاء المغنسيوم بالجسم

نوع المركب: تُمتص أشكال المغنسيوم القابلة للذوبان في الماء مثل السيترات والأسبارتات واللاكتات والكبريتات بشكل أفضل من الأشكال الأخرى كالأوكسيد. بعض الأشكال الخاصة، كـ«ل-ثيرونات»، قادرة على الوصول إلى الدماغ لدعم النوم والوظائف العقلية.

الحالة الصحية: أمراض الكلى المزمنة أو الخضوع لغسيل الكلى قد يؤديان إلى ارتفاع مستويات المغنسيوم لضعف طرحه؛ بينما أمراض الجهاز الهضمي كالكرون أو السيلياك تقلل من امتصاصه. كذلك السكري من النوع الثاني وتعاطي الكحول وكبر السن تضعف الكفاءة الامتصاصية للمغنسيوم.

طريقة التناول: يُؤخذ المغنسيوم عادة عبر الفم، لكن يمكن امتصاصه عبر الجلد باستخدام الكريمات والبخاخات واللصقات، ما قد يسرّع الامتصاص ويخفف من الآثار الجانبية المعوية.

التوصيات والجرعات

تراوح الجرعة اليومية الموصى بها من المغنسيوم للبالغين بين 310 و420 ملغ، مع حد أقصى للمكملات عند 350 ملغ لتجنّب الآثار الجانبية مثل الإسهال والغثيان. يتراوح مستوى المغنسيوم الطبيعي في الدم بين 0.75 و0.95 مليمول/لتر؛ وإذا تجاوز 1.75 مليمول/لتر قد تظهر أعراض خطرة تشمل انخفاض ضغط الدم وضعف العضلات وصعوبات في التنفس.

في الختام، يُنصَح بمراجعة الطبيب قبل البدء بمكملات المغنسيوم لتحديد الجرعة المناسبة بناءً على العمر والحالة الصحية وضمان الاستخدام الآمن والفعّال.