مخاطر على القلب لا يجري رصدها

منها أمراض اللثة والشرايين الطرفية وضعف الانتصاب

مخاطر على القلب لا يجري رصدها
TT

مخاطر على القلب لا يجري رصدها

مخاطر على القلب لا يجري رصدها

لدى معظم الرجال دراية بالقضايا الطبية الشائعة، التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والسمنة.

أمراض لها مخاطر على القلب

ومع ذلك، كشفت أبحاث أن مشكلات صحية أخرى تشترك مع أمراض القلب في الكثير من عوامل الخطر، ترتبط كذلك بزيادة فرصة الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وتتضمن هذه المشكلات أمراض اللثة، وضعف الانتصاب، ومرض الشرايين الطرفية، والتهابات المسالك البولية.

في هذا الإطار، شرح د. مايكل غافين، طبيب أمراض القلب في «مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي» التابع لجامعة هارفارد، أنه: «ربما لا ينظر الرجال إلى هذه المشكلات باعتبارها تهديداً لصحة القلب لديهم، رغم أنها يمكن أن تمثل علامات تحذيرية محتملة».

وفيما يلي نظرة على هذه الحالات وارتباطاتها بأمراض القلب:

أمراض اللثة

حسب الأكاديمية الأميركية لطب دواعم السن، فإن الأشخاص المصابين بأمراض اللثة (التهاب دواعم السن periodontitis)، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات، وهنا، أوضح د. غافين أن: «التهاب دواعم الأسنان يشكل حالة التهابية، والالتهاب المزمن أحد الأسباب الرئيسية للعديد من المشكلات الصحية، خاصة أمراض القلب».

لذا، وإلى جانب ممارسة نظافة الأسنان جيداً - تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل يومياً لمدة دقيقتين في كل مرة، واستخدام خيط تنظيف الأسنان يومياً - ينبغي إجراء فحص للأسنان كل ستة أشهر، للتحقق من أمراض اللثة والحماية من فقدان الأسنان.

ضعف الانتصاب

إذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب Erectile dysfunction (ED)، ثمة احتمال كبير أن تكون معرضاً لخطر الإصابة بأمراض القلب. في الواقع، خلصت أبحاث إلى أن ضعف الانتصاب يمكن أن يحدث في وقت مبكر يصل إلى خمس سنوات، قبل الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية كبيرة.

في هذا الصدد، قال د. غافين: «يشترك كل من ضعف الانتصاب وأمراض القلب في العديد من عوامل الخطر نفسها، مثل التقدم في السن والتدخين والسمنة والسكري».

بجانب ذلك، غالباً ما يكون ضعف الانتصاب مؤشراً مبكراً على مشكلات الأوعية الدموية، الناجمة عن تراكم الرواسب الدهنية (اللويحات) بالشرايين، والتي يمكن أن تعيق تدفق الدم إلى القلب، وكذلك القضيب.

وعليه، ينبغي لك مراجعة طبيبك إذا عانيت مشكلات في الانتصاب، وفقاً لدكتور غافين، الذي أضاف: «إن الوعي بضعف الانتصاب، يساعد الأطباء على التعامل بشكل أفضل مع أي عوامل خطر قلبية وعائية، يمكن أن تساهم في ضعف الانتصاب».

مرض الشرايين المحيطية

يحدث مرض الشرايين المحيطية Peripheral artery disease (PAD) عندما تضيق الشرايين، التي تحمل الدم إلى عضلات الساق، وغالباً ما يكون ذلك جراء تراكم اللويحات الدهنية. ويسبب انخفاض تدفق الدم ألماً في إحدى الساقين أو كلتيهما في أثناء المشي؛ ويختفي الألم عند التباطؤ في السير أو التوقف.

عن ذلك، قال د. غافين: «إذا كنت تعاني من انسداد في شرايين ساقك، فمن المحتمل أنك تعاني كذلك من انسداد في الشرايين المؤدية إلى قلبك ودماغك، مما يزيد من خطر إصابتك بنوبة قلبية أو سكتة دماغية».

وللأسف، من المتعذر علاج مرض الشرايين المحيطية، وكل ما يسعى إليه الأطباء التحكم في تطوره، عبر معالجة عوامل الخطر الرئيسة، والتي بدورها يمكن أن تساعد في تقليص خطر الإصابة بأمراض القلب.

ويعني اتباع نظام غذائي صحي للقلب، والامتناع عن التدخين، وبدء برنامج مشي منتظم. (إذا كان ألم المشي شديداً، ربما تحتاج إلى قسطرة أو جراحة لاستعادة تدفق الدم عبر شريان الساق المسدود). وربما تحتاج كذلك إلى تناول جرعة منخفضة من الإسبرين يومياً لمنع تجلط الدم، ودواء يحتوي على ستاتين لخفض الكوليسترول الضار.

المعانون من أمراض اللثة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مرتين إلى ثلاث مرات

عدوى المسالك البولية

تربط إحدى النظريات بين زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية من جهة، والالتهابات الناجمة عن التهابات المسالك البولية، من جهة أخرى. واستجابة لالتهابات المسالك البولية Urinary tract infection (UTI)، ينتج الجسم خلايا بيضاء لمكافحة العدوى. إلا أن هذه العملية تزيد، في الوقت ذاته، من كمية ونشاط الصفائح الدموية (الخلايا التي تساعد في تكوين الجلطات لوقف النزيف). ويمكن أن تؤدي الكميات الأكبر من الصفائح الدموية النشطة إلى جلطات غير مرغوب فيها داخل الشرايين، والتي يمكن أن تمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ.

وفي الرجال، تتطور التهابات المسالك البولية داخل مجرى البول (الأنبوب الممتد من المثانة إلى الفتحة الموجودة في طرف القضيب)، إلى المثانة، أو البروستاتا، أو الكلى.

أما الأعراض الأكثر شيوعاً، فهي التبول المتكرر، والرغبة الشديدة في التبول، والحرقان أو الوخز في أثناء التبول أو بعده مباشرة، والبول العكر ذو الرائحة القوية، والدم في البول، أو صعوبة التبول. ومع ذلك، في بعض الرجال الأكبر سناً، قد تكون الأعراض الوحيدة هي الحمى أو الشعور بالارتباك.

ويمكن لطبيبك أن يصف مضادات حيوية لعلاج التهابات المسالك البولية. ويمكنك حماية نفسك من الإصابة بالعدوى المتكررة، عبر تناول كميات كبيرة من الماء، واستخدام الحمام عندما تشعر بالحاجة إلى التبول، بدلاً من محاولة حبسه، وممارسة الجنس الآمن.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

المخاطر أضعاف الرجال... 8 عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب

صحتك جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)

المخاطر أضعاف الرجال... 8 عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب

وجد الباحثون التابعون لمركز سانيبروك للعلوم الصحية في تورونتو أن هناك 8 عوامل محددة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

اختبار منزلي لحاسة الشم قد يكشف عن الإصابة بألزهايمر

طوّر باحثون أميركيون اختبار شم منزلياً مبتكراً للكشف عن مرض ألزهايمر، قبل سنوات من ظهور الأعراض التقليدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك اتباع الأطفال نظاماً غذائياً صحياً يمكن أن يجعلهم أقل عنفاً (رويترز)

نظام غذائي يجعل الأطفال أقل عنفاً... تعرَّف عليه

أظهرت دراسة جديدة أن اتباع الأطفال نظاماً غذائياً صحياً، يشمل تناول كميات أكبر من الأسماك والخضراوات واللحوم الحمراء والبقوليات والمكسرات، يجعلهم أقل عنفاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)

«فوائد مبالغ فيها»... مُكمِّل غذائي شائع للرياضيين قد يكون بلا قيمة

كشفت دراسة جديدة أن مكملاً غذائياً شائعاً في الصالات الرياضية لبناء العضلات قد لا يكون ذا قيمة فعلية.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
علوم في كل مرة تمضغ فيها علكة… تملأ فمك بالبلاستيك

في كل مرة تمضغ فيها علكة… تملأ فمك بالبلاستيك

رصدت في المياه المعبأة والتربة وحتى الهواء

كريستن توسين (واشنطن)

المخاطر أضعاف الرجال... 8 عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب

جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)
جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)
TT

المخاطر أضعاف الرجال... 8 عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب

جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)
جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)

من المعروف منذ زمن طويل أن بعض عوامل نمط الحياة والصحة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أن هناك دراسة جديدة أكدت أن هذه العوامل قد تؤثر على النساء أكثر من الرجال.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد وجد الباحثون التابعون لمركز سانيبروك للعلوم الصحية في تورونتو أن هناك 8 عوامل محددة يبدو أن لها تأثيراً مضاعفاً على مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء مقارنةً بالرجال.

وهذه العوامل هي النظام الغذائي، وجودة النوم، والنشاط البدني، والتدخين، ومؤشر كتلة الجسم، ونسبة السكر في الدم، والدهون، وضغط الدم.

وشملت الدراسة بيانات أكثر من 175 ألف بالغ كندي لا يعانون من أمراض قلبية، تمت متابعتهم منذ عام 2009، حيث حلل الباحثون مدى وجود عوامل الخطر الثمانية لديهم، قبل البحث فيما إذا كانوا قد أصيبوا بأمراض القلب بعد 11 عاماً من بدء الدراسة.

وشملت هذه الأمراض النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والذبحة الصدرية غير المستقرة (ألم في الصدر ناتج عن نقص تدفق الدم إلى القلب)، وأمراض الشرايين الطرفية (تضيق الأوعية الدموية في الذراعين أو الساقين)، وقصور القلب.

هناك 8 عوامل محددة تزيد من مخاطر إصابة النساء بأمراض القلب (رويترز)

وبشكل عام، وجد الفريق أن عدد النساء اللواتي يتمتعن بصحة مثالية أكبر من الرجال الذين يتمتعون بصحة مثالية (9.1 في المائة مقابل بـ4.8 في المائة).

كما أنهن أقل عرضة لتدهور صحتهن (21.9 في المائة مقارنة بـ30.5 في المائة من الرجال).

ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من سوء الحالة الصحية نتيجة وجود أي من عوامل الخطر الثمانية لديهم كن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بخمسة أضعاف تقريباً من النساء اللواتي يتمتعن بصحة مثالية.

وفي المقابل، كان الرجال الذين يعانون من سوء الحالة الصحية أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بـ2.5 ضعف مقارنة بالرجال الذين يتمتعون بصحة مثالية.

وقال مانيش سود، الباحث الرئيس في الدراسة: «تظهر دراستنا أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب المتعلقة بكل عامل من العوامل الثمانية كانت أعلى لدى النساء منها لدى الرجال».

وأضاف: «وجدنا أن النساء يتمتعن بصحة أفضل عادةً من الرجال، إلا أن هذه العوامل تعكس هذا الأمر تماماً».

وخلص الباحثون إلى أن «أساليب الفحص أو تقييم المخاطر حسب الجنس» يمكن أن تتنبأ بدقة أكبر بخطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص.