هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

لم تُرصد سوى مخاطر صغيرة لحدوثها

هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟
TT

هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

ما القاسم المشترك بين أمراض القلب والأوعية الدموية والصداع النصفي؟

تغيرات الأوعية الدموية

أولاً - إن كلتا الحالتين تنطويان على حدوث تغييرات في الأوعية الدموية وتدفق الدم والالتهاب. وثانياً - هناك رابط آخر: قد يواجه مرضى الصداع النصفي الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً، والذين يعانون من أحاسيس بصرية أو جسدية غريبة قبل الصداع، خطراً متزايداً للإصابة بالسكتة الدماغية. وأخيراً، ارتبطت الفئة الأكثر شيوعاً والأكثر فعالية من الأدوية لعلاج الصداع النصفي «التريبتان»، بارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية لدى الأشخاص المعرضين لمخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

ولكن إذا كنت من بين واحد من كل ستة أشخاص يتعايشون مع هذا الصداع الموهن والمؤلم، فهناك أخبار مطمئنة، وهي: أن كل هذه المخاطر صغيرة للغاية.

وإليك المزيد من وجهات النظر حول الموضوع، إضافة إلى نصائح لمرضى الصداع النصفي.

ما هالة الصداع النصفي؟

يُعاني نحو ثُلث الأشخاص المصابين بالصداع النصفي من الهالة: اضطراب بصري أو حسي آخر يحدث في غضون ساعة قبل أن يسيطر الصداع على المصاب (ولكن بعض الأشخاص يعانون من هالات من دون صداع لاحق). يمكن أن تشمل تغييرات الرؤية البقع العمياء (العُتمات الحلقية)، والبقع المتلألئة، والخطوط المتعرجة التي تطفو عبر مجال رؤيتك، وومضات من الضوء.

تشريح الصداع النصفي

«أثناء الصداع النصفي، تتمدد الأوعية الدموية المبطنة للدماغ استجابة لنشاط غير طبيعي في خلايا القشرة الدماغية، وهي أكبر منطقة في الدماغ. وهذا ما يؤدي إلى سلسلة من الالتهاب والعمليات الأخرى التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء الدماغ»، كما تقول الدكتورة ناتاليا روست، أستاذة علم الأعصاب بكلية الطب جامعة هارفارد ورئيسة قسم السكتة الدماغية في مستشفى ماساتشوستس العام.

لهذا السبب يمكن أن يسبب الصداع النصفي مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك الغثيان، أو الإرهاق، أو الحساسية للضوء. ويميل الناس إلى المرور بتجربة مجموعتهم الخاصة من الأعراض التي تتطور تدريجياً خلال الصداع النصفي، وغالباً ما يكون ذلك في نمط يمكن التنبؤ به.

على النقيض من ذلك، تظهر أعراض السكتة الدماغية فجأة. وتقول الدكتورة روست: «إذا شعرت بالخدر أو الضعف في جانب واحد من وجهك أو جسمك، أو كنت غير قادر على التحدث بشكل طبيعي، أو فقدت البصر، فهذا هو موقف يستدعي الذهاب إلى الطوارئ».

ولدى الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي، قد تكون هذه الأعراض نفسها مرتبطة بهالة. لذا التزم الأمان وأطلب العناية الطبية على الفور، كما تنصح الدكتورة روست.

حالة أكثر شيوعاً لدى النساء

الصداع النصفي أكثر شيوعاً لدى النساء بنحو ثلاثة أضعاف من الرجال، ولأسباب غير واضحة تماماً. وتتعرض ما يصل إلى 30 في المائة من النساء بين سن العشرين والأربعين للصداع النصفي، لكن السكتات الدماغية نادرة للغاية بين النساء الشابات.

وحتى إذا تضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية (كما وجدت إحدى الدراسات بشأن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي مع الهالة)، فإن الانتشار الإجمالي لها لا يزال منخفضاً للغاية. ومع ذلك، يجب على النساء المصابات بالصداع النصفي مع الهالة التأكد من إخبار طبيب الرعاية الأولية أو طبيب النساء عن الصداع.

قد يؤدي تناول حبوب منع الحمل المحتوية على الإستروجين أو العلاج الهرموني إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى هؤلاء النساء. نتيجة لذلك، فإنهن قد يرغبن في التفكير في خيارات العلاج غير الهرمونية أو الخالية من الإستروجين.

أعراض السكتة الدماغية قد تظهر لدى المصابين بالصداع النصفي المصحوب بهالة

علاج الصداع النصفي

في العام الماضي، صنفت دراسة تستند إلى بيانات واقعية من المرضى، فئة الدواء المعروفة باسم «التريبتان» كأكثر الخيارات العلاجية فائدة لقمع أعراض الصداع النصفي. ولكن لا يُنصح باستخدام هذه الأدوية - التي تشمل «إليتريبتان» eletriptan (ريلباكس Relpax)، و«زولميتريبتان» zolmitriptan (زوميغ Zomig) - للأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، بناء على الأدلة التي تشير إلى أن هذه الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية.

في وقت سابق من العام الحالي، أكدت نتائج دراسة أجريت على أكثر من 400 ألف شخص تلقوا وصفة طبية من «التريبتان» هذه الملاحظة. ومع ذلك، كان الخطر المطلق لمشكلة القلب والأوعية الدموية منخفضاً للغاية - نحو واحد من كل 30 ألف. إذ حدثت معظم السكتات الدماغية والنوبات القلبية لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول المرتفع، والسكري.

تقول الدكتورة روست: «ما أذهلني هو مدى ندرة هذه الأحداث بين هذا العدد الهائل من السكان». ومع ذلك، فإنها توصي باتباع نهج شخصي عند اختيار الأدوية لمرضى الصداع النصفي الذين يعانون من مشاكل القلب والأوعية الدموية، أو الذين هم معرضون للإصابة بها. لا يبدو أن الأدوية الأحدث للصداع النصفي المعروفة باسم «مثبطات الببتيد» المرتبطة بجين الكالسيتونين «سي جي أر بي»calcitonin gene - related peptide (CGRP) inhibitors لها أي آثار جانبية مهمة مرتبطة بالأوعية الدموية، ولكن الآثار طويلة المدى لا تزال غير معروفة.

وتشمل مثبطات «سي جي أر بي» المعتمدة لعلاج الصداع النصفي الحاد «ريميجيبانت» rimegepant عن طريق الفم (نوريتك Nurtec)، و«يوبروجبانت» ubrogepant (أوبريلفي Ubrelvy) و«زافيجبانت» zavegepant الأنفي (زافزبرت Zavzpret).

* رسالة «هارفارد للقلب»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
TT

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

وأفاد الباحثون في معهد جورج للصحة العالمية في أستراليا بأن هذه النتائج تمثل تطوراً مهماً في علاج هذه الحالات المزمنة، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية (The Lancet Diabetes & Endocrinology).

ومرض الكلى المزمن حالة تؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الكلى، مما يعوق تصفية الفضلات والسوائل من الدم، وغالباً ما ينتج عن السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ويُقدَّر أن المرض يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم، أي نحو 850 مليون شخص، وهو السبب العاشر للوفاة عالمياً، ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الخامسة بحلول عام 2050.

وركزت الدراسة على «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» (GLP-1)، وهي أدوية طُورت في الأصل لعلاج السكري من النوع الثاني، وتعمل على محاكاة هرمون طبيعي يُفرَز بعد تناول الطعام لتحفيز إنتاج الإنسولين في البنكرياس، مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. كما أنها تُبطئ الهضم، وتزيد من الشعور بالشبع، وتقلل الشهية، مما يجعلها فعّالة في علاج السمنة.

وأجرى الفريق تحليلاً لنتائج 11 تجربة سريرية شملت أكثر من 85 ألف شخص، منهم 67 ألف مصاب بالسكري من النوع الثاني، و18 ألفاً يعانون من السمنة أو أمراض القلب. وتضمّنت التجارب أدوية «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» مثل «سيماغلوتايد» و«دولاغلوتايد».

وأظهرت النتائج أن هذه الأدوية تقلّل خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة وتحدُّ من تدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة. كما انخفض الخطر المشترك للفشل الكلوي، وتدهور الوظائف الكلوية، والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة. وأثبتت الدراسة فوائد تلك الأدوية أيضاً لصحة القلب، مع انخفاض خطر الوفاة بالأمراض القلبية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 14 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت معدلات الوفاة لأي سبب بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين تلقوا العلاج.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج ستُحدِث نقلة نوعية في الإرشادات الطبية لعلاج أمراض الكلى، والقلب، والسكري، مشدّدين على أهمية توسيع نطاق استخدام هذه الأدوية لمعالجة مجموعة واسعة من الحالات المزمنة.