التعب الناجم عن الاجتماعات عبر الفيديو مرتبط بالخلفية المُختارة على الشاشة

أحدثت أدوات التواصل الجديدة التي زاد استخدامها منذ «كوفيد-19» ظاهرة تُعرف باسم «التعب الناجم عن الاجتماعات بالفيديو» (أ.ب)
أحدثت أدوات التواصل الجديدة التي زاد استخدامها منذ «كوفيد-19» ظاهرة تُعرف باسم «التعب الناجم عن الاجتماعات بالفيديو» (أ.ب)
TT
20

التعب الناجم عن الاجتماعات عبر الفيديو مرتبط بالخلفية المُختارة على الشاشة

أحدثت أدوات التواصل الجديدة التي زاد استخدامها منذ «كوفيد-19» ظاهرة تُعرف باسم «التعب الناجم عن الاجتماعات بالفيديو» (أ.ب)
أحدثت أدوات التواصل الجديدة التي زاد استخدامها منذ «كوفيد-19» ظاهرة تُعرف باسم «التعب الناجم عن الاجتماعات بالفيديو» (أ.ب)

قد يكون التعب، الذي يشعر به الشخص بعد المشاركة في اجتماع عبر الفيديو، مرتبطاً بشكل جزئي بالصور المُختارة للخلفية، خلال الظهور على الشاشة، وفق دراسة نُشرت، اليوم الخميس، توصي باعتماد صور للطبيعة.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، باتت اللقاءات، عبر الفيديو، جزءاً من حياتنا اليومية، فإما نشارك بها في العمل أو الجامعة، أو للتحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة افتراضياً.

وأحدثت أدوات التواصل الجديدة هذه التي زاد استخدامها بشكل كبير منذ جائحة «كوفيد-19»، ظاهرة تُعرَف باسم «التعب الناجم عن الاجتماعات بالفيديو»، والذي ينعكس جسدياً وعاطفياً ومعرفياً واجتماعياً.

وسبق أن حُددت عوامل كثيرة تسهم في «التعب الناجم عن الاجتماعات بالفيديو»، بينها مثلاً القلق المرتبط برؤية الذات على الشاشة، أو أداء مهام أخرى في الوقت نفسه، أو المشاكل المتعلقة بالاتصال بشبكة الإنترنت.

وركز باحثون من إحدى الجامعات في سنغافورة اهتمامهم على الخلفية التي يختارها المستخدم لإخفاء موقعه الحقيقي، وتأثير ذلك على التعب الذي يشعر به.

ويقول هينغ تشانغ، الباحث بجامعة نانيانغ التكنولوجية والمشارك في إعداد الدراسة التي نُشرت بمجلة «فرونتييرز سايكولوجي»، إن «الأبحاث الحالية بشأن التواصل عبر جهاز الكومبيوتر (CMC) تشير إلى أنه خلال الاجتماعات بالفيديو، يُمضي المستخدمون غالبية وقتهم في التركيز على أنفسهم، بدل التركيز على الآخرين»، مضيفاً: «أبرز مَن يشاهد الشخص هو الشخص نفسه».

ويقارن الباحث اختيار الخلفية باختيار الملابس. ويقول: «إنها ليست مجرد ديكور، بل تؤثر على كيفية رؤية المستخدمين أنفسهم، وكيف يراهم الآخرون».

وفي ربيع 2023، أجرى الباحثون استطلاعاً عبر الإنترنت لـ610 مستخدمين سنغافوريين لتطبيق «زوم»؛ أحد أشهر تطبيقات الاجتماعات عبر الفيديو في العالم.

ويقترح «زوم» حلولاً كثيرة للمستخدمين، الذين يريدون إخفاء مكان وجودهم، فإما جعل الخلفية غير واضحة، أو استبدال خلفية ثابتة بها (مثل صور مكاتب أو طبيعة أو لقطات من مدن...) أو استخدام مقاطع فيديو (شاطئ تتلاطم عليه الأمواج وتتمايل فيه أشجار النخيل).

وطُلب من المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و76 عاماً ويعملون من المنزل نحو ثلاثة أيام في الأسبوع، تحديد الصيغة والمحتوى لخلفيتهم.

وكان عليهم الإجابة عن سلسلة من الأسئلة بشأن حالة التعب العام والبصري والاجتماعي والتحفيزي والعاطفي التي شعروا بها: «هل وجدتم صعوبة في إنجاز مهامّ بعد الاجتماع عبر الفيديو؟»، «هل كنتم تتجنبون التواصل الاجتماعي بعد لقاءات مماثلة؟».

جبل وغابات

ليس من المستغرب أن تكون الخلفية المتمثلة بمقاطع الفيديو مرتبطة بأكبر قدر من التعب. ويشير الباحثون إلى أن ذلك يرجع إلى أن هذه الخلفيات «تتغير باستمرار وتقدم معلومات جديدة للمستخدمين، وتستهلك موارد معرفية، وتزيد العبء المعرفي».

لا يتلقى المستخدمون، الذين لديهم خلفية غير واضحة أو صورة ثابتة، معلومات جديدة، خلال الاجتماع بالفيديو، لكنّ مَن يستخدمون صوراً غير واضحة لتكون خلفية يشعرون بإرهاق أكبر.

ويفترض الباحثون أن الخلفية غير الواضحة «قد تتسبب بمشاعر سلبية لدى المستخدمين»، إذ أظهرت دراسات سابقة أن هذا يحدث في حال اعتماد خلفية رمادية، وهو تأثير مماثل لما ينجم عن استخدام خلفية غير واضحة.

ومن بين الخيارات الشائعة الأخرى للخلفية صور للأماكن العامة، أو تلك التي تُظهر ديكوراً داخلياً، وهو ما يؤشر إلى رغبة المستخدم في ترك انطباع بالمهنية لدى المشاركين الآخرين.

وتشير الدراسة إلى أن «الجهد الكبير الذي يبذله الشخص في الطريقة التي سيظهر فيها خلال الاجتماعات بالفيديو، قد يتسبب بتعب إضافي».

وترتبط الخلفيات المسلّية وتلك المتعلقة بالطبيعة بأدنى مستويات للاجتماعات عبر الفيديو، وفق ما يلاحظ الباحثون، الذين يوصون باختيار الجبال والغابات والشواطئ البحرية خلفيةً لاجتماعات العمل.

ويقول تشانغ: «لا تساعد هذه الخلفيات على تقليل التعب فحسب، بل تتيح أيضاً للمستخدمين تقديم أنفسهم بشكل أكثر احترافية وإظهار احترام للاجتماع. ويساعد هذا الاختيار على تحقيق التوازن بين الراحة النفسية والالتزام بالمعايير الاجتماعية وآداب السلوك المناسبة».


مقالات ذات صلة

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

صحتك البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

يُطلق على وجبة الفطور غالباً «الوجبة الأهم في اليوم»، إذ تساعد على تنشيط الأيض بعد صيام الليل. لكنَّ التخلي المتكرر عن الإفطار قد يخلُّ بإيقاع الجسم الطبيعي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك طالب يستخدم هاتفه الذكي في الولايات المتحدة (أ.ب)

هواتف ذكية للكشف عن سرطان الجلد... كيف تعمل التقنية؟

قررت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطاينا أن تبدأ بإجراء فحوصات سرطان الجلد باستخدام الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)

الصحة النفسية مرتع جديد للمعالجين المزيفين في فرنسا

يغزو أشخاص يدّعون أنهم «مدربون نفسيون» أو «مستشارون نفسيون» أو غير ذلك قطاع الصحة النفسية في فرنسا، مستغلين الطلب المتزايد وغياب التنظيم، ما ينذر بمخاطر كبيرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك 6 معلومات حول تناول البروتينات لبناء العضلات

6 معلومات حول تناول البروتينات لبناء العضلات

عضلات جسمك إما أن تستخدمها، فتحافظ على وجودها، أو تهمل استخدامها، فتفقدها.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

على الرغم من الشهرة الكبيرة التي تتمتع بها أدوية إنقاص الوزن، فإن المخاوف من استخدامها والتشكك في فاعليتها ما زالت كبيرة بين المراهقين الأميركيين

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)
البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)
TT
20

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)
البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)

يلعب الأيض دوراً أساسيّاً في تحويل الطعام إلى طاقة داخل الجسم، وما نأكله أو نتجنَّبه يؤثر بشكل كبير علينا.

يُطلق على وجبة الفطور غالباً «الوجبة الأهم في اليوم»، إذ تساعد على تنشيط الأيض بعد صيام طوال الليل. لكنَّ التخلي المتكرر عن الفطور قد يخلُّ بإيقاع الجسم الطبيعي، مما يؤدي إلى إحراق سعرات أقل على المدى الطويل، وزيادة الشعور بالجوع لاحقاً، وضعف تنظيم مستوى السكر في الدم.

تُبيِّن خبيرة التغذية آشلي كوف في حديثها عن تأثيرات التخلي عن الفطور يوميّاً على الصحة الأيضية، أن النتائج تختلف من شخص لآخر، لكن هناك خطوطاً عامة يمكن الانطلاق منها، وفق ما نقله موقع «شي فايندز».

«ما دمت تتناول سعرات في نهاية المطاف، فأنت تكسر صيامك خلال اليوم»، تقول كوف. إلا أنَّ توقيت ونوعية ما تتناوله بعد ذلك «لهما دور كبير في تحقيق أهدافك الصحية».

تشير كوف إلى أنَّ البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة، لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات، فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب. وتعتمد الاستراتيجية إلى حدٍّ كبير على قدرتك على تأجيل تناول السعرات إلى ما بعد وقت مبكر جداً، لكن «غالباً ما تفشل هذه الخطة على المدى الطويل»، خصوصاً في تحقيق أهداف السيطرة على الوزن وتحسين حساسية الإنسولين.

يستفيد بعض الناس - خصوصاً الرجال الذين يتبعون صياماً متقطعاً - من تأخير الوجبة الأولى، إذ يساعدهم ذلك على تحسين حساسية الإنسولين، وضبط الوزن، وزيادة التركيز نتيجة تقليل تقلبات السكر. كما يُقلِّل استهلاكهم الإجمالي للسعرات، خصوصاً إذا كان ميلهم الأصيل هو الإفراط في الأكل ليلاً. بينما يعاني آخرون - لا سيما النساء - من اضطراب مستويات هرمونات مثل الكورتيزول والإنسولين عند تفويت الفطور، ما يترجم إلى تعب مبكر، ونوبات جوع قوية، وتقلبات مزاجية، وربما اختلال هرموني.

الحل الأمثل

إذا كنت لا تشعر بالجوع صباحاً، تنصح كوف بتحليل أسباب ذلك، مثل اضطرابات النوم أو نقص المغذيات. وتوصي باستخدام أجهزة مراقبة الغلوكوز؛ لتقييم استجابة الجسم، وتحديد النافذة الزمنية المثالية لتناول الطعام، مع مرونة التعديل حسب الظروف.

في النهاية، يعتمد تأثير تخطي الفطور على الفرد وأهدافه الصحية. استشر طبيباً قبل إجراء تغييرات غذائية جذرية، واختر الاستراتيجية المناسبة لجسمك دون تجاهل إشاراته.