أكثر 3 طرق فعّالة للإقلاع عن التدخين

سيدة تدخن سيجارة إلكترونية في مدينة فانكوفر في كندا (أرشيفية - أ.ب)
سيدة تدخن سيجارة إلكترونية في مدينة فانكوفر في كندا (أرشيفية - أ.ب)
TT

أكثر 3 طرق فعّالة للإقلاع عن التدخين

سيدة تدخن سيجارة إلكترونية في مدينة فانكوفر في كندا (أرشيفية - أ.ب)
سيدة تدخن سيجارة إلكترونية في مدينة فانكوفر في كندا (أرشيفية - أ.ب)

لم يكن هناك وقت أفضل من الآن للإقلاع عن تدخين التبغ، ويوجد اليوم المزيد من المنتجات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تلك العادة للأبد، ولكن مع وجود كثير من الخيارات المتاحة، فإن تحديد الأكثر فعالية ليس بالأمر السهل دائماً.

ومع ذلك، كشفت مراجعة شاملة جديدة نُشرت هذا الشهر في دورية «سوسيتي فور ذا ستدي أوف أديكشن ترستد سورس» عن أفضل ثلاث وسائل فعالة للإقلاع عن التدخين.

أجرت مجموعة كوكرين لإدمان التبغ (سي تي إيه جي) هذا البحث، الذي شمل أكثر من 300 دراسة سابقة حول منتجات الإقلاع عن التبغ و157179 مشاركاً.

وقال الدكتور جوناثان ليفينغستون بانكس، وهو محاضر وباحث أول في الرعاية الصحية القائمة على الأدلة في جامعة أكسفورد، والمؤلف الأول للمراجعة، لموقع «هيلث لاين»: «باستخدام أكثر الأساليب صرامة ودقة، تمثل مراجعات الدراسات السابقة المعيار المهم في الأدلة الطبية، ولهذا السبب يتم استخدام عمل مجموعة كوكرين لإدمان التبغ باستمرار لإبلاغ المبادئ التوجيهية والسياسات في جميع أنحاء العالم».

وينتمي كل من الفارينيكلين والسيتيزين إلى فئة من العقاقير تُعرف باسم ناهضات مستقبلات النيكوتين الجزئية.

وفي هذا السياق، يقول ليفينغستون بانكس: «من خلال التفاعل مع جزء الدماغ الذي يؤثر عليه النيكوتين عادةً، يساعدان في تقليل أعراض الانسحاب التي يعاني منها الأشخاص عند الإقلاع عن التدخين، مثل الرغبة الشديدة وتغيرات المزاج غير السارة».

وتجعل تلك العقاقير التدخين أقل متعة، ما يثبط عزيمة المدخنين عن استخدام السجائر، كما أن العلاج ببدائل النيكوتين (إن آر تي)، والذي يشمل منتجات مثل علكة النيكوتين، والبقع، والحبوب، والأكياس، فعال أيضاً. وجد الباحثون أن العلاج ببدائل النيكوتين كان أكثر فعالية عندما تم إقران منتج طويل الأمد، مثل البقع، بمنتج سريع المفعول، مثل العلكة.

كما تمت الموافقة على مضاد الاكتئاب الفموي بوبروبيون للإقلاع عن التدخين. وجدت مراجعة كوكرين أن هذا الدواء كان مفيداً للإقلاع عن التدخين، لكن الأدلة لم تكن قوية مثل تلك الخاصة بالفارينيكلين والسيتيزين، وفق موقع «هيلث لاين».

ما أفضل ثلاث طرق فعالة للإقلاع عن التدخين؟

من بين جميع الخيارات المتاحة حالياً، حدد الباحثون ثلاثة تدخلات ظهرت كأكثر العلاجات فعالية. وهي:

1. فارينيكلين (شانتيكس) - دواء موصوف عن طريق الفم يستخدم جنباً إلى جنب مع الاستشارة للإقلاع عن التدخين.

2. سيتيزين - مساعد للإقلاع عن التدخين مشتق من النباتات تم استخدامه لعقود من الزمان في كثير من البلدان الأوروبية. لا يتوفر سيتيزين حالياً في الولايات المتحدة، ولم تتم الموافقة عليه من قِبل إدارة الغذاء والدواء.

3. السجائر الإلكترونية (مع النيكوتين) - لا تزال الأدلة حول السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين مثيرة للجدل إلى حد ما. ولم توافق إدارة الغذاء والدواء أبداً على السيجارة الإلكترونية لهذا الغرض. ومع ذلك، وجدت المراجعة الحالية أن السجائر الإلكترونية فعالة في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين.

هل السجائر الإلكترونية مفيدة أم ضارة؟

ازدهرت شعبية السجائر الإلكترونية على مدى العقد الماضي. ومع ذلك، لا تزال هناك عدّة أسئلة حول سلامتها ودورها في الإقلاع عن التدخين وجاذبيتها للمراهقين والشباب. لم توافق إدارة الغذاء والدواء على أي جهاز سجائر إلكترونية للإقلاع عن التدخين. وعلى الرغم من ذلك، أشارت تقارير وبعض الأبحاث إلى أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين قد تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين.

ومع ذلك، فإن الأبحاث حول السجائر الإلكترونية مثيرة للجدل، وقد وجدت دراسات أخرى العكس صحيحاً.

كما دق الآباء وصناع السياسات ناقوس الخطر بشأن جاذبية السجائر الإلكترونية، وخاصة المنتجات المنكهة، للأطفال والمراهقين. وقد دفعت هذه المعضلة الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت هذه الأجهزة تسبب ضرراً أكثر من نفعها.

ولكن، دون الخوض في الآثار الاجتماعية والصحية العامة الواسعة النطاق لاستخدام السجائر الإلكترونية، فإن الأدلة على السجائر الإلكترونية كأجهزة للإقلاع عن التبغ قوية، وفقاً للمراجعة.

وفي هذا السياق، يقول ليفينغستون بانكس: «لقد وجد بحثنا أن هناك أدلة قوية جداً على أن السجائر الإلكترونية هي وسيلة فعالة لمساعدة الناس على الإقلاع عن تدخين التبغ. في حين من غير المرجح أن تكون السجائر الإلكترونية آمنة تماماً، يمكننا أن نكون على ثقة من أنها أكثر أماناً من تدخين التبغ».

وعدت هيلاري تيندل، دكتوراه في الطب، والمديرة المؤسسة لمركز فيتال، مركز فاندربيلت للتبغ والإدمان وأسلوب الحياة في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت، لموقع «هيلث لاين»، «إن السلامة طويلة الأمد للسجائر الإلكترونية غير معروفة. علاوة على ذلك، يتم تسويق السجائر الإلكترونية بقوة لإغراء الشباب للبدء في استخدام المنتجات التي تحتوي على النيكوتين، لذلك إلى جانب مساعدة البالغين على الإقلاع عن التدخين، هناك اعتبارات صحية عامة رئيسية».


مقالات ذات صلة

16 ألف طعم ولون... السيجارة الإلكترونية تهدد أدمغة ملايين الأطفال والمراهقين

يوميات الشرق 37 مليون مراهق حول العالم تتراوح سنهم ما بين 13 و15 يستهلكون التبغ (رويترز)

16 ألف طعم ولون... السيجارة الإلكترونية تهدد أدمغة ملايين الأطفال والمراهقين

السيجارة الإلكترونية أو الـ«فيب» موضة تجتاح الأطفال والمراهقين حول العالم. إلا أنّ خلف النكهات والألوان الجذّابة، مخاطر صحية كثيرة.

كريستين حبيب (بيروت)
صحتك فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)

السجائر «الإلكترونية» تضر رئات الشباب مثل التدخين العادي

أظهرت دراسة جديدة أن تدخين السجائر الإلكترونية يضر رئات الشباب بمقدار الضرر نفسه الذي يتسبب فيه تدخين السجائر العادية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتمتع كل من مدخني السجائر وغير المدخنين بملفات شخصية مميزة (جامعة فلوريدا أتلانتيك)

3 طرق فعّالة للإقلاع عن التدخين

كشفت مراجعة بحثية جديدة للأدلة العلمية التي تدعم الطرق المختلفة للإقلاع عن التدخين أفضل 3 استراتيجيات يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك الغرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية (رويترز)

بوتين يحذر الطلاب: التدخين الإلكتروني يهدد خصوبتكم ومستقبل أطفالكم

حذر بوتين من المخاطر الصحية للتدخين الإلكتروني (الفيب)، مشدداً على تأثيره السلبي في القدرة التناسلية للشباب واحتمالية تسببه بالعقم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

بريطانيا تريد فرض قواعد أشد صرامة للتدخين في الأماكن المفتوحة

أعلن رئيس وزراء بريطانيا، الخميس، تأييده فكرة حظر التدخين في بعض الأماكن المفتوحة، كوسيلة لتقليل الضغط على هيئة الخدمات الصحية وتخفيف العبء على دافعي الضرائب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تجنّب الأطعمة المعالجة يقلّل خطر السكري

الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

تجنّب الأطعمة المعالجة يقلّل خطر السكري

الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

أفادت دراسة بريطانية بأن تجنّب الأطعمة فائقة المعالجة يقلّل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ونصح الباحثون بجامعة «إمبريال كوليدج لندن»، بضرورة استبدال الأطعمة الأقل معالجة بالأخرى فائقة المعالجة، للحماية من السكري، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «لانسيت ريجونال هيلث».

يُذكر أن السكري من النوع الثاني حالة مزمنة تتسم بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة الأنسولين، أو عدم إنتاج الجسم كمية كافية منه. ويتطور المرض غالباً بسبب نمط حياة غير صحي، بما في ذلك التغذية غير المتوازنة والسمنة وقلة النشاط البدني. ويمكن إدارة المرض من خلال تحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام، وفقدان الوزن.

وأجرى الفريق دراسته للتحقق من العلاقة بين مستوى معالجة الأطعمة وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، مع تحديد أنواع الأطعمة فائقة المعالجة الأكثر خطورة.

ويجري تقييم درجة معالجة الأطعمة باستخدام تصنيف يقسّمها لأربع مجموعات هي: الأطعمة غير المعالجة، مثل: البيض والحليب والفواكه، والأطعمة المعالجة بشكل خفيف، مثل: الملح والزبدة والزيت، والأطعمة المعالجة مثل الأسماك المعلبة والجبن، والأطعمة فائقة المعالجة، مثل: الأطباق الجاهزة والوجبات الخفيفة المالحة والحلويات.

وشملت الدراسة تحليل النظام الغذائي والصحي لأكثر من 311 ألف شخص من ثماني دول أوروبية على مدى متوسط قدره 10.9 سنة، إذ أُصيب خلالها 14236 شخصاً بمرض السكري من النوع الثاني.

وأظهرت النتائج أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في تناول الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري بنسبة 17 في المائة، إلا أن استبدال الأطعمة الأقل معالجة بفائقة المعالجة، قد يقلل من هذا الخطر.

وأشار الباحثون إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة الأكثر خطورة تشمل الوجبات الخفيفة المالحة، واللحوم المصنعة، والوجبات الجاهزة، والمشروبات المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً.

وشكّلت هذه الأطعمة غير الصحية نحو 23.5 في المائة من إجمالي النظام الغذائي لمن يتناولونها، وكانت المشروبات المحلاة وحدها تشكّل ما يقرب من 40 في المائة من استهلاكهم للأطعمة فائقة المعالجة، و9 في المائة من إجمالي نظامهم الغذائي.

بينما أظهرت أطعمة أخرى، مثل: الخبز والبسكويت وحبوب الإفطار البديلة النباتية، تأثيراً أقل في زيادة خطر السكري.

وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لارتباط الأطعمة فائقة المعالجة بالسكري لم تُحدد بعد، فإن الباحثين يعتقدون أن عوامل مثل الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن تلعب دوراً.

وأشارت دراسة سابقة إلى أن زيادة الدهون شكّلت نحو نصف هذا الارتباط. كما أكدت الأبحاث أن زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر السمنة والأمراض المزمنة، مثل: السكري والاكتئاب.