استشارات: علاج نقص فيتامين «دي»

استشارات: علاج نقص فيتامين «دي»
TT

استشارات: علاج نقص فيتامين «دي»

استشارات: علاج نقص فيتامين «دي»

علاج نقص فيتامين «دي»

• أسكن في أوروبا الشمالية وعمري يقترب من 80 سنة. قبل 10 أعوام تقريباً شعرت بوهن فظهر أن لدي نقصاً حاداً في فيتامين دي. ووصفت الطبيبة لي منه جرعات عالية. ومع الزمن أخذت أتناول حبة واحدة منه بجرعة 1000 وحدة دولية يومياً أثناء الشتاء. ولكن بعد وباء كوفيد أخذت أتناول حبة منه يومياً. هل هناك فائدة من ذلك؟

- هذا ملخص سؤالك الوارد ضمن التعليق على مقال سابق بملحق «صحتك» في «الشرق الأوسط» بعنوان «هل يجب قياس مستويات فيتامين دي وتناول مكملاته» بتاريخ 15 أغسطس (آب) الماضي.

وبداية لاحظ معي النقاط التالية بتسلسلها:

1. فيتامين دي له دور أساسي، حيث يستخدمه جسمك لنمو العظام وصيانتها بشكل طبيعي. ويلعب فيتامين دي أيضاً دوراً في الجهاز العصبي والجهاز العضلي الهيكلي والجهاز المناعي. وبشكل أكثر تحديداً، تحتاج إلى فيتامين دي حتى يتمكن جسمك من استخدام الكالسيوم والفوسفور لبناء العظام ودعم صحة الأنسجة.

2. يمكنك الحصول على فيتامين دي بعدة طرق، منها تعرض بشرتك لأشعة الشمس (قبل 10 صباحاً وبعد 4 عصراً بشكل يومي لمدة لا تتجاوز بالضرورة أكثر من 15 دقيقة). ومع ذلك، قد لا يحصل الأشخاص ذوو البشرة الداكنة وكبار السن وسكان المناطق الشمالية الباردة، على ما يكفي من فيتامين دي من خلال أشعة الشمس.

ويمكنك الحصول عليه من خلال الطعام الذي تتناوله، أو من خلال المكملات الغذائية الدوائية. ولكن بالإضافة إلى عدم التعرّض لأشعة الشمس، وعدم تناول ما يكفي من فيتامين دي من الأطعمة الغنية به، قد يحصل نقص فيتامين دي في حالات طبية معينة (مشاكل في الأمعاء أو الكلى أو الكبد أو السمنة وغيرها)، وما بعد جراحة إنقاص الوزن، ومع تناول أنواع معينة من الأدوية.

3. نقص فيتامين دي مشكلة شائعة في جميع أنحاء العالم. ويعني نقص فيتامين دي أنك لا تحصل على ما يكفي منه في جسمك. وفي حالة نقص فيتامين دي المزمن و/ أو الشديد، يؤدي انخفاض امتصاص الكالسيوم والفوسفور بواسطة الأمعاء، إلى انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.

وهذا يؤدي إلى زيادة نشاط الغدة جار الدرقية في الرقبة، في محاولة منها للحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم طبيعية. وذلك عبر أخذ الكالسيوم من عظامك، ما يؤدي إلى تسريع إزالة المعادن من العظام. ولذا فإن لين العظام وهشاشة العظام تجعلك معرضاً لخطر متزايد للإصابة بكسور العظام، وضعف العضلات وتشنجاتها، والتعب، والاكتئاب.

4. إجراء تحليل الدم لمعرفة مستويات فيتامين دي يجب أن يتم فقط للمرضى الذين هم معرضون بشكل أعلى لاحتمال حصول نقص فيتامين دي لديهم، أو المرضى الذين لديهم أعراض قد تكون ناجمة عن نقص فيتامين دي، أو كبار السن (فوق 65 سنة) عندما يعانون من شكاوى غير محددة (مثل التعب المزمن أو تدني الحالة المزاجية). أما إجراء تحليل الدم لمجرد معرفة مستويات فيتامين دي بشكل روتيني، أو دون داعٍ طبي، أو لمجرد أن المريض يود الاطمئنان فقط، هو ليس سلوكاً طبياً صحيحاً.

5. الأساس أيضاً أنه لا يلزم مراقبة مستويات فيتامين دي لعموم الناس الأصحاء، بل يجدر نصحهم بالحرص على تلقيه من المصادر الطبيعية، أي تناول فيتامين دي من الأطعمة الطبيعية أو المُعززة بفيتامين دي، والحرص على التعرض للشمس.

والحاجة اليومية هي 600 وحدة من فيتامين دي للبالغين، ويحتاج منْ هم فوق 70 عاماً 800 وحدة يومياً. وبعض المصادر الطبية في الولايات المتحدة تؤكد على أن منْ هم فوق عمر 70 سنة يحتاجون تلقي 1000 وحدة من فيتامين دي يومياً، من الغذاء أو المكملات الدوائية التعويضية. وللتقريب، فإن ملعقة طعام من زيت كبد سمك القد تقدم نحو 1400 وحدة دولية من فيتامين دي، وقطعة بوزن 3 أونصات (87 غراماً) من سمك السلمون تقدم نحو 700 وحدة دولية، ونصف كوب من الفطر الأبيض يُقدم نحو 400 وحدة دولية، وكوب من الحليب (الطبيعي وغير المعزز) يُقدم 120 وحدة دولية، وبيضة واحدة تقدم نحو 50 وحدة دولية.

ويجب على جميع البالغين تناول الكميات الموصى بها من فيتامين دي والكالسيوم، من الأطعمة أولاً، والمكملات الغذائية إذا لزم الأمر. ويجب على النساء والرجال الأكبر سناً استشارة مقدمي الرعاية الصحية حول احتياجاتهم من كلا العنصرين كجزء من خطة شاملة للحفاظ على صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام أو علاجها.

6. نتائج تحليل الدم لمستويات فيتامين دي يجب قراءتها بتأنٍّ وهدوء، وضمها مع الحالة الإكلينيكية للشخص. والهدف أن تكون النتيجة تقريباً ما بين 50 إلى 100 نانومول/ لتر. والنتيجة التي تفيد بمستويات شديدة من النقص، أي أقل من 30 نانومول/ لتر، قد تجعل الشخص عُرضة لهشاشة العظام وأعراض أخرى عند البالغين. أما نتيجة ما بين 30 إلى 50 نانومول/ لتر فإنها بشكل عام من المحتمل أن تكون غير مناسبة للعظام والصحة العامة لدى الأفراد الأصحاء البالغين. ونتيجة أعلى من 125 نانومول/ لتر قد ترتبط بآثار جانبية سلبية لتراكم فيتامين دي بالجسم.

7. قرار الطبيب بتعويض انخفاض مستويات فيتامين دي يجب أن يكون مصمماً وفقاً للحاجة الإكلينيكية للشخص. والأساس، أنه ليس كل شخص لديه انخفاض في مستويات فيتامين دي يحتاج إلى تعويض ذلك النقص بتلقي جرعات عالية من فيتامين دي. وخاصة عند ملاحظة الطبيب أن الشخص لا يحصل على هذا الفيتامين بالطرق الطبيعية، أو تم إجراء الفحص في فصل الشتاء والخريف في المناطق الشمالية من الأرض. وقبل وصف العلاج التعويضي، يجدر التأكد من أن تحليل مستوى فيتامين دي حديث (في غضون 3 أشهر مضت). كما يجدر تكرار الاختبار، خاصةً إذا كانت المستويات المنخفضة في الشتاء. ويجدر ثالثاً ملاحظة أن المستويات المنخفضة بشكل طفيف قد ترتفع خلال فصلي الربيع والصيف.

8. إذا كانت مستويات فيتامين دي منخفضة جداً، أي أقل من 30 نانومول/ لتر وتظهر لدى الشخص أعراض، فإن الشخص يحتاج إلى الجرعة الإجمالية للحمل تبلغ نحو 300000 وحدة دولية. وهي تُعطى إما كجرعات مقسمة أسبوعياً أو يومياً، وهناك عدة بروتوكولات طبية لهذا الأمر، وكمثال:

- إما 50000 وحدة دولية مرة واحدة في الأسبوع لمدة 6 أسابيع.

- أو 4000 وحدة دولية يومياً لمدة 10 أسابيع.

ثم يتبع ذلك «جرعة الصيانة للمحافظة»، أي من 800 إلى 1600 وحدة يومياً (أحياناً تصل إلى 4000 وحدة دولية يومياً) للمرضى المعرضين لخطر مرتفع أو لديهم الأعراض.

ويضع المريض في اعتباره تناول فيتامين دي لمدة 3 أشهر على الأقل من بدء العلاج. ثم تتم إعادة إجراء التحليل.

9. إذا كانت مستويات فيتامين دي منخفضة ً بشكل متوسط، أي ما بين 30 - 50 نانومول/ لتر، والشخص يُعاني من أعراض ذلك النقص، فتتم المعالجة التعويضية باستخدام جرعات من 800 إلى 1600 وحدة دولية يومياً. ثم استخدم مستحضرات فيتامين دي مع الكالسيوم لمدة 8 أسابيع. ثم تتم إعادة إجراء التحليل. وإذا أظهرت النتائج مستويات أقل عن 50 نانومول/ لتر، يضع الطبيب في اعتباره الأسباب (عدم الامتثال في تناول العلاج) ويستمر في وصف العلاج. ويكرر مرة أخرى التحليل بعد 3 - 6 أشهر. وإذا استمر النقص والأعراض، عليه التفكير في أسباب أخرى لهذا النقص.


مقالات ذات صلة

ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان في كل مرحلة عمرية؟

صحتك سيدة لديها أرق (رويترز)

ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان في كل مرحلة عمرية؟

يُعد النوم أمراً أساسياً وحيوياً في حياة كل إنسان، ومع الانتقال من مرحلة عمرية لأخرى يختلف عدد ساعات النوم التي يحصل عليها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك للقهوة فوائد كبيرة على بكتيريا الأمعاء المفيدة (إ.ب.أ)

القهوة قد تساعد في حماية العضلات مع التقدم في العمر

قد يؤدي تناول القهوة إلى حماية العضلات مع التقدم في العمر، وتقليل احتمالات التعرض لإصابات من السقوط، وقد يُبقي الإنسان قادراً على الحركة لفترة أطول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 7 حقائق عن صيوان الأذن الخارجي

7 حقائق عن صيوان الأذن الخارجي

الأذن البشرية سمة مميزة للوجه. وعند وصف الجزء المنحني بالطيات والظاهر للعيان من الأذن، فإننا نتحدث عن «صيوان الأذن» Auricula أو Pinna.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا

المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا

رغم المخاوف التي تجتاح الأوساط الطبية في العالم كله بسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، لكن لا يوجد جدال حول أهميتها الطبية في إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك صورة لقلب مصاب باعتلال عضلته (إلى اليمين) وقلب سليم

أمراض القلب والأوعية الدموية للصغار والكبار

تقام خلال شهر سبتمبر (أيلول) احتفالات مختلفة لعدد من المناسبات الصحية، هدفها رفع مستوى الوعي حول مواضيع تلك المناسبات، ومنها الرجفان الأذيني

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

مدة بسيطة جداً من التمارين اليومية قد تقلل خطر إصابتك بالسرطان

ممارسة التمارين الرياضية يومياً لمدة بسيطة جداً يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان (رويترز)
ممارسة التمارين الرياضية يومياً لمدة بسيطة جداً يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان (رويترز)
TT

مدة بسيطة جداً من التمارين اليومية قد تقلل خطر إصابتك بالسرطان

ممارسة التمارين الرياضية يومياً لمدة بسيطة جداً يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان (رويترز)
ممارسة التمارين الرياضية يومياً لمدة بسيطة جداً يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان (رويترز)

أكد خبير تغذية ولياقة بدنية أن ممارسة التمارين الرياضية يومياً لمدة بسيطة جداً يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن الدكتور لين نورتون قوله: «إن (4 دقائق من النشاط القوي يومياً) كافية لخفض خطر الإصابة بالسرطان لدى الفرد بشكل كبير».

وأضاف: «التمارين الرياضية من الأشياء القليلة التي يمكنها تحسين صحتك من جميع الجوانب، إذ لا تقتصر فوائدها فقط على فقدان الوزن».

واستشهد نورتون بدراسة نشرت العام الماضي في مجلة «جاما لعلم الأورام»، وقال إن الباحثين وجدوا أن «النشاط البدني القوي» الذي يقوم به الشخص بشكل تدريجي طوال اليوم، لمدة قصيرة لا تتعدى الـ4 دقائق، يمكن أن يُخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 20 في المائة.

رجل مريض بالسرطان (رويترز)

ولفت نورتون أيضاً إلى أن الدراسة وجدت أن ممارسة الرياضة لمدة «10 دقائق» يومياً تزيد هذه النسبة الخاصة بتقليل خطر السرطان، إذ تصل حينها إلى 30 في المائة.

ووجدت الدراسة أيضاً أن 3 دفعات قصيرة فقط من التمارين الرياضية يومياً، تتراوح مدتها من 4 إلى 10 دقائق، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالسرطان والوفاة بسببه بنسبة 40 في المائة، وانخفاض في الوفاة بأمراض القلب بنسبة 50 في المائة.

ولفت نورتون إلى أن «المشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً قد يقيك من المرض تماماً».

وفي حين قد يشكك البعض في نتائج هذه الدراسة، أشار نورتون إلى أنه أجرى عدداً من «التجارب العشوائية» التي وجدت مؤشرات مماثلة لفوائد ممارسة الرياضة على تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

وقال: «لقد أجرينا تجارب عشوائية لتحديد تأثير ممارسة التمارين الرياضية لفترات قصيرة جداً، ورأينا تحسناً في التمثيل الغذائي للغلوكوز، والدهون في الدم، والالتهابات، والوقاية من السرطان، وتحسين القدرات المعرفية أيضاً».

وأوضح أن «التجربة العشوائية» وجدت أن الرجال الذين يعانون الاكتئاب الشديد، والذين قاموا بجلستين من تدريب المقاومة أسبوعياً، مدة كل منهما 25 دقيقة، وذلك لمدة 8 أسابيع شهدوا «تحسناً كبيراً في الأعراض».

وأشار نورتون إلى أنه يدرك أن البدء في ممارسة التمارين الرياضية الروتينية قد يكون أمراً صعباً بالنسبة لكثير من الأشخاص، لكنه اقترح على الأشخاص أن ينظروا إلى الأمر مثل «تنظيف الأسنان بالفرشاة».

وأوضح قائلاً: «هل تشعر بأن لديك حافزاً لتنظيف أسنانك بالفرشاة؟ لا، أنت تفعل ذلك لأنك تعلم أنه إذا لم تنظف أسنانك بالفرشاة، فسوف تتلف. ويحدث الشيء نفسه لجسمك إذا لم تمارس الرياضة».

وإضافة للوقاية من السرطان، أظهرت دراسة بريطانية نشرت في مايو (أيار) الماضي، أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة إلى القوية يمكن أن تُحسّن فاعلية علاجات سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وهو نوع من أنواع السرطان يبدأ في الخلايا المناعية التي تُسمى الخلايا الليمفاوية، ويتميز بنمو غير طبيعي للخلايا الليمفاوية في الجسم.