دراسة ضخمة تربط حالات الصدفية الشديدة بانخفاض فيتامين D

دراسة ضخمة تربط حالات الصدفية الشديدة بانخفاض فيتامين D
TT

دراسة ضخمة تربط حالات الصدفية الشديدة بانخفاض فيتامين D

دراسة ضخمة تربط حالات الصدفية الشديدة بانخفاض فيتامين D

أظهرت دراسة أميركية جديدة استهدفت ما يقرب من 500 حالة؛ وهي واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن، ارتباطا بين نقص فيتامين (د) وشدة حالات الصدفية.

وفي هذا يقول الدكتور إيونيونغ تشو طبيب الأمراض الجلدية بجامعة براون وزملاؤه «إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المزعجة التي تؤثر على أكثر من 8 ملايين شخص في الولايات المتحدة قد يستفيدون من الأطعمة الغنية بفيتامين (د) أو المكملات الغذائية».

وتعد الصدفية مرضا مناعيا يتسم بتحول سريع غير طبيعي لخلايا الجلد، وسببه الدقيق غير واضح. فيما يُعتقد أنه ينشأ من استعداد وراثي ناتج عن عوامل بيئية.

وأن أي شخص يعاني من تراكم الخلايا الميتة المزمن، والذي يسبب بقعًا متقشرة وحكة يعرف أن الصدفية يمكن أن تكون مؤلمة وتنطوي على أكثر من مجرد الصحة البدنية. حتى أن بعض الناس يفترضون خطأً أنه معد.

ومن أجل المزيد من التوضيح، تقول طالبة الطب راشيل ليم من جامعة براون التي قدمت البحث يوم أمس (الثلاثاء) بـ NUTRITION في بوسطن «تظهر كريمات فيتامين (د) الاصطناعية الموضعية كعلاجات جديدة لمرض الصدفية، لكن هذه عادة ما تتطلب وصفة طبية من الطبيب»، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.

ويعتقد العلماء أن فيتامين (د) يلعب دورًا في منع تطور الأمراض الجلدية عن طريق تعديل الاستجابة المناعية والعمل مباشرة على خلايا إصلاح الجلد.

ويضيف تشو «مع تزايد الاهتمام العام بمكملات الفيتامينات، أردنا إجراء مزيد من الدراسة للعلاقة بين مستويات فيتامين (د) وشدة الصدفية».

من أجل ذلك، قام تشو وليم وباحثون آخرون بالجامعة وكلية ماساتشوستس بفحص بيانات أكثر من 40 ألف شخص تم جمعها بواسطة المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) بين عامي 2003 و 2014. وتم تقييم مستويات فيتامين (د) لدى الأفراد وشدة مرض الصدفية لديهم في مجموعة تمثل سكان الولايات المتحدة. ويبين تشو «لقد بحثت دراسات قليلة عن هذا الارتباط في مجموعات من الناس، خاصة في عدد كبير من سكان الولايات المتحدة، أو فحصت هذه العلاقة من خلال عدسة التغذية السريرية. فيما كشفت بيانات من NHANES عن 491 حالة من حالات الصدفية مع 162 حالة تم الإبلاغ عنها بين عامي 2003 و 2006 و 329 حالة تم الإبلاغ عنها بين عامي 2011 و 2014».

وفي هذا الاطار، استخدم الباحثون مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية المبلغ عنها ذاتيًا لقياس شدة المرض في كل فرد. كما قاموا بجمع بيانات عن مستويات فيتامين (د) من عينات الدم.

بدورها، تقول ليم «استخدمت دراسة سابقة واحدة فقط، نُشرت عام 2013، بيانات NHANES لتحليل العلاقة بين فيتامين (د) والصدفية. لقد تمكنا من إضافة المزيد من البيانات الحديثة، والتي زادت عدد حالات الصدفية التي تم تحليلها بأكثر من ثلاثة أضعاف، ما جعل نتائجنا أكثر حداثة وقوة وإحصائية من البيانات المتوفرة سابقًا».

وبعد تعديل البيانات لمراعاة عوامل نمط الحياة مثل العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم وعادات التدخين، وجد التحليل أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د) يعانون من الصدفية الأكثر حدة. أما أولئك الذين يعانون من المزيد من مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية فلديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د).

من ناحية أخرى، كلما كان جلد الشخص أقل تأثراً بالصدفية، كان متوسط مستويات فيتامين (د) أعلى.

وقد حلل تشو وزملاؤه بشكل منفصل النسبة المئوية للأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د)، والذي تم تعريفه على أنه أقل من 50 نانومول لكل لتر من الدم. وقارنوا ذلك بالمستويات الأربعة لمنطقة سطح الجسم المصابة بالصدفية.

فوجدوا أن المجموعة التي لديها أعلى مستوى من مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية كان 39 في المائة من الأشخاص يعانون من نقص فيتامين (د)، مقارنة بـ 25 في المائة في المجموعة التي لديها أدنى مستوى من مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية.

وتشير هذه العلاقة إلى أن فيتامين (د) قد يؤثر على كيفية تطور الصدفية.

جدير بالذكر، تم ربط نقص فيتامين (د) سابقًا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، في حين أن المكملات، عندما تكون المستويات غير كافية، قد تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وتخفف أعراض الاكتئاب.

وتتابع ليم «تشير نتائجنا إلى أن اتباع نظام غذائي غني بفيتامين (د) أو مكملات فيتامين (د) عن طريق الفم قد توفر أيضًا بعض الفوائد لمرضى الصدفية».

ولاحظ الباحثون أن الأشخاص المصابين بالصدفية يجب أن يتحدثوا إلى أطبائهم وأطباء الأمراض الجلدية قبل تناول مكملات فيتامين (د).

وفي حين ان تسمم فيتامين (د) غير شائع، لكن المكملات بدون استشارة طبية يمكن أن تكون خطيرة وتتعارض مع الأدوية الأخرى.

ورغم ان النتائج الأولية للدراسة لم تخضع بعد لمراجعة النظراء، تم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للتغذية 2023.


مقالات ذات صلة

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

صحتك الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

أكدت دراسة أميركية أن دواءً معتمداً للوقاية من الصداع النصفي يمكن أن يبدأ مفعوله فور تناوله.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تحديد وقت محدد لتمارينك سيساعدك على زيادة كثافتك وتركيزك (أرشيفية - رويترز)

4 ممارسات تساعدك على فقدان الوزن دون الذهاب لصالة الألعاب الرياضية

نصح مدرب لياقة بدنية بأن هناك أربع ممارسات سهلة يمكنك إجراؤها في يومك من أجل الحفاظ على حرق السعرات الحرارية لإنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تمكن العلماء أخيراً من تحديد الحد الأقصى لسرعة التفكير (رويترز)

ما مدى سرعة تفكيرنا؟ علماء يجيبون

تمكن العلماء أخيراً من تحديد الحد الأقصى لسرعة الدماغ في معالجة الفكر البشري، في تقدم يكشف سبب عدم قدرة أدمغتنا على معالجة العديد من الأفكار في وقت واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)

دراسة: الجراحة قد لا تفيد المصابات بسرطان القنوات الموضعي بالثدي

أكدت نتائج أولية لدراسة طبية أن التدخل الجراحي ربما لا يفيد معظم النساء المصابات بسرطان القنوات الموضعي، وهو نوع منخفض الخطورة من سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (تكساس)
صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

كشفت دراسة جديدة عن أن مرض ألزهايمر قد يكون ناجماً في بعض الأحيان عن فيروس الهربس الذي ينتقل من الأمعاء إلى الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
TT

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)

كشفت دراسة أجراها باحثون في إثيوبيا، عن أن معدل انتشار فقر الدم بسبب نقص الحديد بين النساء الحوامل يبلغ نحو 19 في المائة على مستوى العالم.

وأوضح الباحثون من جامعة «وولو»، أن منطقة شمال أفريقيا تسجل أعلى معدلات انتشار فقر الدم بسبب الأنيميا، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Clinical Nutrition Open Science).

وفقر الدم، أو الأنيميا، هو حالة شائعة بين النساء الحوامل، تحدث عندما ينخفض عدد خلايا الدم الحمراء السليمة أو مستوى الهيموغلوبين في الدم، مما يؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. ويُعد نقص الحديد السبب الرئيسي للأنيميا بين النساء الحوامل، حيث تزداد احتياجات الجسم للحديد خلال الحمل لدعم نمو الجنين.

ويؤدي فقر الدم إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها ضعف الجهاز المناعي، وزيادة خطر الولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود عند الولادة، لذا تُعتبر الوقاية والعلاج المبكر من خلال مكملات الحديد والتغذية السليمة أساسية للحفاظ على صحة الأم والطفل.

واستندت الدراسة إلى مراجعة بيانات من 39 دراسة شملت أكثر من 33 ألفا و869 امرأة حاملا من مختلف البلدان. وأظهرت النتائج أن معدل انتشار فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يبلغ نحو 18.98 في المائة عالمياً.

وسجلت منطقة شمال أفريقيا أعلى معدلات انتشار بنسبة 36.68%، مما يعكس حجم المشكلة مقارنة بمناطق العالم الأخرى، ويستدعي اهتماماً عاجلاً لمعالجتها، وفق الباحثين.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن العبء الأكبر للأنيميا كان في الثلث الثاني من الحمل بنسبة 27.8 في المائة، يليه الثلث الثالث بنسبة 5.44 في المائة، ثم الثلث الأول بنسبة 2.34 في المائة.

وأكد الباحثون أهمية تعزيز التوعية الصحية بين النساء الحوامل، وضمان حصولهن على التغذية السليمة والرعاية الصحية اللازمة لتجنب المضاعفات. كما أوصوا باتخاذ تدابير وقائية عاجلة، تشمل توفير مكملات الحديد بانتظام، وتقديم الدعم الغذائي الكافي، خاصة خلال الثلث الثاني من الحمل.

وأشار الفريق إلى ضرورة تكثيف الجهود في المناطق الأكثر تضرراً، مثل شمال أفريقيا، لضمان توفير الرعاية الصحية الفعالة للنساء الحوامل، وتحسين الوصول إلى المكملات الغذائية والموارد الصحية اللازمة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعاون الجهات الصحية وصانعي السياسات لتحسين صحة الأمهات والأطفال على المستوى العالمي.