8 سلوكيات صحية للقلب تساعد في إبطاء «الشيخوخة البيولوجية»

يمكن لممارسة قدر من النشاط البدني «الكافي» أن يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية (رويترز)
يمكن لممارسة قدر من النشاط البدني «الكافي» أن يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية (رويترز)
TT

8 سلوكيات صحية للقلب تساعد في إبطاء «الشيخوخة البيولوجية»

يمكن لممارسة قدر من النشاط البدني «الكافي» أن يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية (رويترز)
يمكن لممارسة قدر من النشاط البدني «الكافي» أن يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن بعض العادات المرتبطة بنمط الحياة، مثل الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني «الكافي»، قد تبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية.

وخلص البحث، الذي نُشر في شهر مايو (أيار) الماضي بمجلة جمعية القلب الأميركية، إلى أن الأشخاص الذين أعطوا الأولوية لــ«ثمانية سلوكيات صحية للقلب»، لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض القلب والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. وكانت هذه الفوائد أكبر للأشخاص الذين لديهم استعداد للشيخوخة البيولوجية بشكل أسرع.

ويشير العمر البيولوجي للشخص إلى حالة جسده وصحته، وليس إلى المدة التي عاشها، وفق ما ذكره موقع «هيلث»، المتخصص في أخبار الصحة والتغذية.

ويعاني الشخص، الذي يكون عمره البيولوجي أعلى من عمره الزمني، عملية تُعرَف بالشيخوخة المتسارعة، وقد يكون أكثر عرضة للإصابة بحالات صحية معينة، بما في ذلك مشاكل القلب والأوعية الدموية. ووجد البحث الجديد أن تغييرات بسيطة في نمط الحياة يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه المخاطر.

ووفق البحث، فبغض النظر عن حالة الشيخوخة البيولوجية، يمكن أن ننتبه إلى 8 «عادات صحية» يمكن أن تساعد في إبطاء الشيخوخة البيولوجية؛ وهي: «تناول الطعام بشكل أفضل، أن نكون أكثر نشاطاً، الإقلاع عن التدخين، الحصول على نوم صحي وكاف، التحكم في الوزن، التحكم في الكوليسترول، التحكم في نسبة السكر بالدم، والتحكم في ضغط الدم».

وقال الدكتور جيانتاو ما، كبير مؤلفي الدراسة والأستاذ المساعد بكلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية في جامعة تافتس الأميركية، إن هذه العادات «هي المفتاح للحد من خطورة الأمراض» المتعلقة بالشيخوخة البيولوجية.

وفي البحث الجديد، قام جيانتاو ما وفريقه بتحليل البيانات من أكثر من 5600 مشارك مسجلين في دراسة فرامنغهام للقلب، وهي دراسة لتتبُّع أمراض القلب يجري إجراؤها على سكان مدينة فرامنغهام بولاية ماساتشوستس، بدأت منذ عام 1948، ومستمرة حتى وقتنا الحالي، وهي الآن في الجيل الثالث من المشاركين.

وجرت متابعة المشاركين في الدراسة لمدة 11 إلى 14 عاماً، وقام الباحثون بتوثيق حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، أو الوفاة لأي سبب.

وأثبتت النتائج، التي جرى التوصل إليها، أن «نمط الحياة» يمكن أن يؤثر على العمر البيولوجي للشخص، ومن ثم يمكن أن يؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الوفاة.


مقالات ذات صلة

6 أطعمة تجعل قولونك العصبي في حالة «أسوأ»

صحتك أعراض «متلازمة القولون العصبي» تشمل الإمساك والإسهال والانتفاخ وتشنجات المعدة (أرشيفية)

6 أطعمة تجعل قولونك العصبي في حالة «أسوأ»

تُعد متلازمة القولون العصبي أمراً مؤلماً وصعباً، والأصعب أن كثيرين منا يجدون أنفسهم مصابين بها فجأة دون تعمد أو قصد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استئصال المرارة قد لا يقضي على آلام البطن (جامعة جونز هوبكنز)

هل استئصال المرارة الحل الأمثل لعلاج الحصوات؟

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة «رادبود» في هولندا أن استئصال المرارة قد لا يكون دائماً الحل الأمثل لعلاج حصى المرارة وآلام البطن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الإصابة بمرض مزمن في مرحلة الطفولة قد تؤدي دوراً في الإصابة بالأمراض العقلية في وقت لاحق من الحياة (رويترز)

الإصابة بمرض مزمن في الصغر قد تتسبّب بمشاكل عقلية في الكبر

أظهرت دراسة أجرتها جامعة «برمنغهام» البريطانية أن الإصابة بمرض مزمن في مرحلة الطفولة قد تلعب دوراً في الإصابة بالأمراض العقلية في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق توصيات بتبني استراتيجيات غذائية صحية للأطفال الذين يعانون من السمنة (جامعة موناش)

السِّمنة تُعرض الأطفال لأمراض جلدية خطيرة

كشفت دراسة أجريت بجامعة سيول الوطنية عن أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تسهم في تطور أمراض جلدية مناعية شائعة مثل الثعلبة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق التدخين يضر بصحة الأم والجنين (جامعة كولومبيا)

تدخين الأم سيجارة واحدة يومياً قد يُدخل المولود العناية المركزة 

حذّرت دراسة أميركية من أن تدخين سيجارة إلى سيجارتين يومياً قبل أو أثناء الحمل مرتبط بشكل كبير بزيادة حصول مخاطر صحية لحديثي الولادة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

أول علاج نفسي لضحايا التنمّر

أول علاج نفسي لضحايا التنمّر
TT

أول علاج نفسي لضحايا التنمّر

أول علاج نفسي لضحايا التنمّر

حسب أحدث دراسة نفسية نُشرت في نهاية شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في المجلة الدولية لاضطرابات الطعام «International Journal of Eating Disorders»، قام الباحثون في كلية الطب بجامعة ييل بالولايات المتحدة بتجربة أول علاج نفسي من نوعه موجه للأطفال ضحايا التنمر، وبشكل خاص التنمر المتعلق بالوزن.

ورغم أن هذا النوع من التنمر السبب الأساسي في حدوث اضطرابات الطعام والسمنة، فإن الجهود العلاجية السابقة كانت كلها موجهة نحو الحد من التنمر ومساعدة المدارس في منع حدوثه، بدلاً من علاج الأطفال الضحايا.

التنمر يعالج مثل الصدمة

تعامل الباحثون مع التنمر كما لو كان نوعاً من الصدمة التي تحدث للطفل نتيجة لتعرضه فقط للتنمر بعيداً عن العوامل الأخرى، وقاموا بتكييف العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمة trauma - focused cognitive - behavioral therapy. وقاموا بإجراء التجربة على 30 من الأطفال الذين تعرضوا للتنمر المرتبط بالوزن weight - related bullying بشكل خاص، سواء الزيادة المفرطة أو النحافة المبالغ فيها، وجميعهم يعانون من الضغوط التنفسية جراء ذلك، وكانت أعمارهم تتراوح بين 11 و17 عاماً.

بعد مرور ثلاثة أشهر من جلسات العلاج الأسبوعية، قام الباحثون بعمل مقارنة بين أعراض اضطرابات الطعام للمراهقين المشاركين قبل وبعد العلاج السلوكي المعرفي المرتبط بالمظهر، ولاحظوا انخفاضاً على المستوى الإكلينيكي في الحدة، كما تدنت المخاوف المرتبطة بصورة الجسد لمعظم المشاركين، حيث تُعد الصورة الخارجية للجسد واحدة من أكبر مشكلات التنمر المتعلق بالوزن، وكذلك المخاوف المتعلقة بتناول الطعام خوفاً من النحافة.

تحسن أعراض اضطراب الأكل

كانت أشهر أعراض اضطراب الأكل التي تحسنت هي المبالغة في تقدير الوزن (في بعض الأحيان نتيجة للتنمر يبدأ المراهق في التعامل مع نفسه كشخص بدين حتى لو كان ذلك غير حقيقي خاصة الفتيات). كما تحسن أيضاً الشعور بالرضا عن الشكل مقابل الوزن (في بعض الأحيان تعاني الفتاة من الشعور بعدم تناسق أجزاء جسدها مع شكلها العام حتى لو شعرت بالرضا عن وزنها وذلك راجع أيضاً للتنمر). والأمر نفسه يمكن أن يحدث للفتيان ولكن بنسبة أقل حدة بالطبع.

ووجدت الدراسة أن العلاج يحسن أيضاً الأعراض المرتبطة بالصدمة، مثل القلق والتوتر والمخاوف المتكرر وبشكل خاص اضطرابات الطعام، سواء الأكل العاطفي الذي يكون مجرد انعكاس للشعور بالإحباط وتدني صورة الذات، أو عدم تناول أي طعام على الإطلاق للدرجة التي تصل إلى القيء الإرادي المتكرر خوفاً من البدانة، ما يؤدي إلى احتمالية الحجز في المستشفى، وهو ما يعكس مدى خطورة التنمر على الوزن.

من المعروف أن استخدام العلاج السلوكي المعرفي الموجه للصدمة كان أساساً لعلاج الشباب الذين تعرضوا لتجارب حياتية مأساوية مثل الإيذاء الجسدي الشديد أو الاعتداء الجنسي أو التعرض لحروب ومجاعات وحوادث الاقتراب من الموت. لكن الباحثين بدأوا في إعادة تعريف جملة (كرب ما بعد الصدمة)، واعتبروا التنمر نوعاً من الصدمات المخففة المتتالية للطفل، ورغم أنه يحدث في مواقف منفصلة فإن تأثره التراكمي يؤدي إلى مستويات من القلق والمخاوف ترقى إلى الصدمة الحقيقية.

تأثير التنمر التراكمي

قال الباحثون إن التنمر في فترة المراهقة له آثار مؤلمة مضاعفة على الضحية؛ لأن عالم المراهقين بالكامل يدور حول أقرانهم وعلاقتهم، وذلك لأنها الفترة التي يبدأ المراهق فيها تدريجياً في البعد عن العلاقة اللصيقة بالأبوين الموجودة في فترة الطفولة، والتي توفر نوعاً من الحماية النفسية للطفل. وتبعاً للفئة العمرية يبدأ المراهق في الانخراط في العديد من الأنشطة المختلفة، سواء في المدرسة أو النادي، فضلاً عن بداية الإحساس بالمشاعر العاطفية تجاه الجنس الآخر ومحاولة نيل الإعجاب، وكل هذه الأسباب تجعل من التنمر نوعاً من الاعتداء العنيف جداً على المراهق.

أوضح العلماء أنهم استخدموا أسلوب علاج الصدمات نفسه مع المراهقين وتركوهم يسردون مشكلاتهم مع التنمر، بداية من الاعتراف بوجود مشكلة حقيقية تحتاج إلى علاج، إذ وفي كثير من الأحيان يعتقد ضحية التنمر أنه يستحق هذا بالفعل. وقالوا إن المشكلات المتعلقة باضطراب الطعام ليست إلا عرضاً للتنمر، وفي حالة علاج السبب الأساسي يصبح من السهل التخلص من العادات الغذائية الخاطئة المتعلقة بالطعام، لأن الضحية من خلال الجلسات يتعلم التكييف والتعامل الصحيح لمواجهة تلك الظاهرة.

التعامل مع التنمر المرتبط بالوزن كما لو كان نوعاً من الصدمة

عواقب التنمر

حذر الباحثون من خطورة التعامل مع التنمر المرتبط بالوزن باستخفاف خاصة في فترة المراهقة؛ لأن العواقب المترتبة على هذا النوع من التنمر وخيمة على المستوى العضوي والنفسي، وتجعل المراهق أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والشعور بفقدان القيمة، والإقدام على محاولة الانتحار، فضلاً عن المشاكل العضوية المتعددة المرتبطة بالطعام، مثل الإفراط في تناوله بشكل هستيري مما يسبب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية.

نصحت الدراسة بضرورة التصدي لظاهرة التنمر بشكل عام وعلاج ضحاياها وليس فقط منع حدوثها، وأيضاً طالبت بنشر الوعي الصحي المتعلق بالوزن المثالي للجسد الذي يحقق التوافق بين الصحة وجمال المظهر ونشر ثقافة الطعام الصحي. وشجعت الطلاب على مواجهة مشاكلهم النفسية المتعلقة بالتنمر نتيجة لوزنهم، واللجوء إلى الجلسات النفسية مع المختصين حسب النتيجة الإيجابية للتجربة. وكذلك نصح الباحثون الآباء بضرورة دعم المراهقين غير المشروط في هذه الفترة الحرجة من العمر، وقبولهم بغض النظر عن أوزانهم.

* استشاري طب الأطفال.