3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

آلام والتهابات البطن والأحشاء ومخاطر تنظير المعدة

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي
TT

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

التبني السريع لأدوية فئة مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون GLP - 1، لعلاج السمنة وتنشيط فقدان الوزن، ونتائجها الرائعة في تحريك ركود هذه المشكلة نحو الأمام الأفضل، أدت إلى اهتمام مماثل لدى الأوساط الطبية حول جوانب علاقتها بالجهاز الهضمي، أي آثارها الجانبية المحتملة، وفوائدها الإيجابية.

وضمن عدد 17 يوليو (تموز) من مجلة «NEJM Journal Watch Gastroenterology»، عُرضت جوانب من تلك العلاقة بالجهاز الهضمي، وذلك بعنوان «ما الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي التي يجب أن يقلق بشأنها الأطباء الذين يصفون أدوية فئة GLP - 1؟».

تأتي أهمية هذا العرض من علوِّ كعب كاتبه في طب الجهاز الهضمي، وهو البروفسور ديفيد أ. جونسون، أستاذ الطب ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في كلية طب شرق فيرجينيا في نورفولك والرئيس السابق للكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، وأيضاً من أن مقالته العلمية كانت من النوعية المحايدة إكلينيكياً، والتي لخص الغاية منها بقوله: «فيما يلي ملخص لأحدث المعلومات حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى أفضل إرشاداتي للأطباء حول دمجها في الرعاية الإكلينيكية لمرضاهم».

آلام والتهابات الجهاز الهضمي

وسيُستخدم في هذا العرض الطبي، المختصر باللغة الإنجليزية GLP - 1 للإشارة المباشرة إلى «فئة أدوية مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون». وإليك الارتباطات الرئيسية الثلاثة التالية المطروحة لدى الأوساط الطبية:

1. الآثار الجانبية الضارة

أجرى باحثون من «مايو كلينيك» وجامعة «فلوريدا إيه آند إم» وجامعة ولاية داكوتا الشمالية، دراستهم المنشورة ضمن عدد 2 فبراير (شباط) الماضي من مجلة المستحضرات الصيدلانية Pharmaceuticals، بعنوان «الأحداث الضارة المرتبطة بالجهاز الهضمي لمستقبلات الببتيد - 1 الشبيهة بالغلوكاجون: تحليل مقطعي لمجموعة المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة». وخلالها أجروا تحليلاً رجعياً Retrospective Analysis لنتائج الاستخدام الجديد من أكثر من 10 آلاف شخص مصاب بمرض السكري-السمنة، لأدوية فئة GLP - 1.

وتَبين أن الأحداث الضارة الأكثر شيوعاً في الجهاز الهضمي في هذه المجموعة كانت آلام البطن (57.6 في المائة)، والإمساك (30.4 في المائة)، والإسهال (32.7 في المائة)، والغثيان والقيء (23.4 في المائة)، ونزيف الجهاز الهضمي (15.9 في المائة)، وشلل المعدة (5.1 في المائة)، والتهاب البنكرياس (3.4 في المائة).

وفي التفاصيل تبين أن الدولاجغوتيد Dulaglutide والليراغلوتيد Liraglutide كانت لديهما معدلات أعلى في التسبب بآلام البطن وشلل المعدة والإمساك والإسهال والغثيان والقيء، مقارنةً بالسيماغلوتيد Semaglutide والإكسيناتيد Exenatide. ولكن لم تكن هناك فروق كبيرة بين أنواع فئة أدوية GLP - 1 في خطر النزيف في الجهاز الهضمي أو التهاب البنكرياس.

ولاحظ تقرير صدر عام 2023 في مجلة JAMA أن خطر انسداد الأمعاء مرتفع أيضاً بين المرضى الذين يستخدمون أياً من أنواع فئة أدوية GLP - 1 لفقدان الوزن. والأسباب المحتملة لذلك غير معروفة حالياً على وجه الدقة.

ولذا هناك حاجة مُلحّة اليوم إلى مزيد من الدراسات، من أجل تحليل الاختلافات المحتملة في ملفات تعريف السلامة بين أنواع فئة أدوية GLP - 1. وذلك بغية توجيه اختيار الأطباء، وبطريقة رشيدة، من بين أنواع هذه الأدوية بشكل أفضل، خصوصاً في المرضى الذين يعانون من عوامل خطر في الجهاز الهضمي لحصول تلك الآثار الجانبية المحتملة. ومن ذلك المرضى الذين سبق لهم إجراء عمليات جراحية في أيٍّ من أجزاء الجهاز الهضمي، أو لديهم حالات مرضية نشطة أو مستقرة في أيٍّ من أجزاء الجهاز الهضمي، وغيره. علاوة على ذلك، يتطلب إثبات وجود علاقة سببية (السبب والنتيجة) بين أنواع فئة أدوية GLP - 1 وبين الأدوية المصاحبة الأخرى التي قد يكون الشخص يتناولها بالتزامن، مزيداً من التحقيق والدراسات الإكلينيكية.

تأثير جيد على الكبد الدهنية

2. عدم وجود مخاوف كبدية

أثبتت أنواع فئة أدوية GLP - 1 أن لها تأثيراً كبيراً على وزن الجسم وعلى التحكم في نسبة السكر في الدم، فضلاً عن التأثيرات المفيدة في العلامات الإكلينيكية والكيميائية الحيوية والنسيجية، لدى المرضى الذين يعانون من «مرض الكبد الدهنية المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD)».

ويقول أطباء «مايوكلينك»: «أصبح مرض الكبد الدهنية غير الكحولي أكثر شيوعاً، خصوصاً في الشرق الأوسط والدول الغربية، حيث تزداد أعداد المصابين بالسمنة. وهو أكثر أشكال أمراض الكبد شيوعاً في العالم. وتتراوح شدة مرض الكبد الدهنية غير الكحولي ما بين التنكس الدهني الكبدي، المسمى الكبد الدهنية، وصولاً إلى شكل أكثر حدة من المرض يسمى التهاب الكبد الدهنية غير الكحولي. ويُسبب هذا الالتهاب الكبدي عند حصوله، تضخمَ الكبد وتلفه، وتندّب تشمّع الكبد، أو يؤدي حتى إلى سرطان الكبد.

ويفيد البروفسور ديفيد أ. جونسون بأن تلك التأثيرات المفيدة على العلامات الإكلينيكية والكيميائية الحيوية والنسيجية لدى المرضى الذين يعانون من «مرض الكبد الدهنية المرتبط بالخلل الأيضي»، تتجلى من خلال انخفاض علامات انحلال الكبد، أي معدلات أنزيمات الكبد (أسبارتات أمينوترانسفيراز AST وألانين أمينوترانسفيراز ALT). وقال: «قد توفر أنواع فئة أدوية GLP - 1 وظيفة وقائية من خلال تقليل تراكم الدهون الثلاثية في الكبد و(خفض) التعبير عن عديد من جينات الكولاجين. ويشير بعض البيانات الإكلينيكية إلى انخفاض خطر التطور إلى سرطان الخلايا الكبدية».

وواقعاً، يأتينا أحدث تقييم للحد من خطر تدهور مرض MASLD ضمن نتائج دراسة اسكندنافية نُشرت في عدد يونيو (حزيران) الماضي لمجلة أمراض الكبد Hepatology، أجراها باحثون من السويد والدنمارك والولايات المتحدة. وعند نظرهم إلى أكثر من 90 ألف مريض يستخدمون هذه الفئة من الأدوية، أظهر الباحثون أن هذا العلاج كان مرتبطاً بانخفاض كبير في حصول سرطان الخلايا الكبدية، بالإضافة إلى تليف الكبد.

ونظراً لهذه التأثيرات الكبدية الإيجابية المختلفة، فمن المرجح أن تكون بسبب عدد من العوامل. ولكن حتى اليوم، تجدر ملاحظة أن استخدام أي من أنواع فئة أدوية GLP - 1 غير معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لهذه الغاية، أي خفض احتمالات تطور الكبد الدهنية نحو التليف أو نشوء السرطان فيه.

تحذير من «التهاب الرئة الشفطي»

3. مخاطر مناظير المعدة

يحتاط الأطباء كثيراً من حصول «التهاب الرئة الشفطي Aspiration Pneumonia»، وهو التهاب أنسجة الرئة بفعل دخول كميات من محتويات المعدة إلى القصبة الهوائية، ومنها عميقاً إلى داخل الرئة، خصوصاً خلال إجراء منظار الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، أو التخدير الكلى للعمليات الجراحية، أو نتيجة لاستفراغ القيء غير المكتمل في إخراج مادة القيء عبر الفم ورجوعها بطريقة «الشفط» إلى داخل مجاري التنفس والرئة.

وكل أنواع فئة أدوية GLP - 1 تعمل على إبطاء خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء. وأثار هذا التأثير الأخير، كما يقول البروفسور ديفيد أ. جونسون، مخاوف لدى الأطباء من أن المرضى الذين يتناولون هذه الفئة من الأدوية، قد يكونون معرَّضين خلال عملية مناظير المعدة Endoscopy - Related Aspiration، أو التخدير للعمليات الجراحية، لخطر متزايد لحصول ما يُعرف بـ«التهاب الرئة الشفطي».

وكترجمة إكلينيكية لهذه المخاوف، أصدرت الجمعية الأميركية لأطباء التخدير (ASA) في يونيو 2023، توصيات تطلب من مقدمي الخدمات التفكير في حجب تلقي فئة أدوية GLP - 1 في المرضى الذين لديهم إجراءات اختيارية مجدولة. وكان التحديث الإكلينيكي السريع الذي أصدرته الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي في عام 2024 متسقاً مع تلك التوصية.

ولكن ثمة توجه طبي إلى عدم تضخيم هذا الاحتمال. وعلى سبيل المثال، قدمت دراستان حديثتان، عُرضتا ضمن «أسبوع أمراض الجهاز الهضمي Digestive Disease Week» هذا العام، طمأنينة إضافية بأن المخاوف بشأن الشفط بهذه الأدوية ربما كانت غير مبررة. وأظهرت الدراسة الأولى (التي نُشرت منذ ذلك الحين في المجلة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي The American Journal of Gastroenterology) أن معدل بقاء بقايا الأجزاء الصلبة من الأطعمة في المعدة هو أعلى بين أولئك الذين يتناولون فئة أدوية GLP - 1 مقارنةً بغيرهم (14 في المائة مقابل 4 في المائة على التوالي). ولكن المرضى الذين صاموا لفترة طويلة وشربوا سوائل صافية كانت لديهم معدلات بقايا أقل في المعدة، ولم يتم تسجيل أي حوادث لمضاعفات إجرائية أو التهاب الرئة الشفطي. وأظهرت الدراسة الأخرى أن الذين يتناولون فئة أدوية GLP - 1 تحصل لديهم إطالة لمدة 36 دقيقة في إفراغ الطعام الصلب من المعدة، وعدم وجود تأخير في إفراغ السوائل منها. وخلص المؤلفون إلى أن التأخير الطفيف في إفراغ الطعام الصلب سيتم تعويضه بفترات صيام أطول نسبياً، قبل الإجراء، مما قد يعني عدم ضرورة التوقف عن تلقي تلك الأدوية قبل مناظير المعدة.

رصد نسب قليلة لحالات شلل المعدة والتهاب البنكرياس

كيف يجري التعامل مع الآثار الجانبية لإبر إنقاص الوزن على الجهاز الهضمي؟

من بين مراجعة للدكتور هوارد إي. لوين، رئيس تحرير مجلة «هارفارد هيلث» للنشر الطبي، بعنوان: «الآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن ومرض السكري المرتبطة بهرمون GLP - 1: وجه أوزمبيك وأكثر»، نقتطف الجوانب التالية حول علاقة هذه الأدوية لإنقاص الوزن بالآثار السلبية على الجهاز الهضمي، وكيفية التعامل معها. ويقول: «الأعراض المعدية المعوية -الغثيان والقيء والإسهال والإمساك- هي الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لأدوية GLP - 1.

- يمكن التحكم في الغثيان عن طريق تجنب الروائح القوية وتناول البسكويت أو النعناع أو الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الزنجبيل، بعد نحو نصف ساعة من تناول أدوية GLP - 1.

- يمكن التحكم في القيء عن طريق البقاء رطباً جيداً بشرب الماء، وتناول وجبات متكررة بكميات أقل.

- يمكن التحكم في الإسهال عن طريق شرب كثير من الماء وتجنب منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالألياف حتى تختفي الأعراض.

- يمكن التحكم في الإمساك عن طريق الحصول على ما يكفي من الألياف في نظامك الغذائي وشرب كثير من الماء.

وللمساعدة في تجنب الآثار الجانبية المعدية المعوية لأدوية GLP - 1:

- تناولْ الطعام ببطء وتوقفْ عند الشعور بالشبع.

- تناولْ أجزاء أصغر.

- تَجنَّب النشاط المفرط بعد الأكل مباشرةً.

وتشمل الآثار الجانبية الأقل شيوعاً والأكثر خطورة لأدوية GLP - 1 ما يلي:

- التهاب البنكرياس، وهو التهاب يصيب أنسجة البنكرياس ويسبب آلاماً في البطن.

- شلل المعدة، حيث تتباطأ حركة خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء، أو تتوقف كلياً.

- انسداد الأمعاء، وهو انسداد يمنع الطعام من المرور عبر الأمعاء.

- نوبات حصوات المرارة وانسداد القناة الصفراوية.

ويجب عليك طلب العناية الطبية على الفور إذا كان لديك:

- قيء وإسهال شديدان.

- ألم شديد في البطن، أو أن يسبب لمس منطقة السُّرة وما حولها ألماً.

- عدم القدرة على إخراج الغازات أو البراز.

- اليرقان (لون الجلد الأصفر)».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
TT

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأدوية قد تقلل من خطر تدهور الكلى وفشلها، بغض النظر عما إذا كان الشخص مصاباً بمرض السكري أم لا.

ووفقاً للبحث، كان الانخفاض الإجمالي في خطر الفشل الكلوي وتدهور وظائف الكلى والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة.

وتُعرف هذه الأدوية باسم «محفزات مستقبلات (جي إل بي - 1)»، وهي تحاكي عمل هرمون يسمى «الببتيد» الشبيه بـ«الجلوكاغون 1»، والذي يحفز إنتاج الإنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم، وقد تم تطويرها في الأصل لعلاج مرض السكري.

ومؤخراً، ظهرت هذه الأدوية علاجات فعالة للسمنة، وإبطاء عملية الهضم، وزيادة الشعور بالشبع وتقليل الجوع.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة البروفسور سونيل بادفي، زميل معهد جورج للصحة العالمية وجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، إن الدراسة وسعت المعرفة الحالية حول الأدوية في مجالات رئيسة، بما في ذلك الفوائد للأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، والأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به.

وقال بادفي: «هذه هي أول دراسة تظهر فائدة واضحة لمستقبلات (جي إل بي - 1) في الفشل الكلوي أو مرض الكلى في المرحلة النهائية، مما يشير إلى أنها تلعب دوراً رئيساً في العلاج الوقائي للكلى والقلب للمرضى الذين يعانون من حالات طبية شائعة مثل مرض السكري من النوع الثاني، أو زيادة الوزن أو السمنة مع أمراض القلب والأوعية الدموية».

وتابع المؤلف الرئيس للدراسة: «هذه النتائج مهمة بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة. إنه تقدم يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلى، والمرتبط بالوفاة المبكرة، ومعظمها بسبب أمراض القلب. ولها تأثير كبير على نوعية حياة المرضى وتتسبب في تكاليف رعاية صحية كبيرة».

وفي الدراسة التي نشرت بمجلة «لانسيت»، أجرى الباحثون تحليلاً لـ11 تجربة سريرية واسعة النطاق لمستقبلات «جي إل بي - 1» شملت ما مجموعه 85373 شخصاً.

وتم التحقيق في 7 مستقبلات «جي إل بي - 1» مختلفة من بين التجارب، بما في ذلك «سيماغلوتيد» (semaglutide) بصفته دواءً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وجرى تسويقه لأول مرة باسم «أوزمبيك».

وأظهرت النتائج أنه مقارنة بالأدوية الوهمية، فإن مستقبلات «جي إلى بي - 1»، قللت من خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة، وتدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة.

وأكد التحليل أيضاً النتائج السابقة التي تفيد بأن الأدوية تحمي صحة القلب، مع انخفاض بنسبة 14 في المائة بخطر الوفاة القلبية، والنوبات القلبية غير المميتة، والسكتة الدماغية غير المميتة، مقارنة بالدواء الوهمي. وكانت الوفاة لأي سبب أقل بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين عولجوا بمستقبلات «جي إل بي - 1».

وقال البروفسور فلادو بيركوفيتش، زميل الأستاذ في معهد جورج، وعميد جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني والمشارك في الدراسة: «يُظهر هذا البحث أن مستقبلات (جي إل بي - 1) يمكن أن تلعب دوراً مهماً في معالجة العبء العالمي للأمراض غير المعدية». وأردف: «سيكون لدراستنا تأثير كبير على المبادئ التوجيهية السريرية لإدارة أمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به».

وتابع بيركوفيتش: «هناك حاجة الآن إلى مزيد من العمل لتطبيق نتائج هذه الدراسة في الممارسة السريرية وتحسين الوصول إلى مستقبلات (جي إل بي - 1) للأشخاص الذين سيستفيدون منها».