«أوزمبيك» وأخواته... العلاج السحري للبدانة؟

الأطباء لا يمانعون استخدامه لإنقاص الوزن... لكن بإشرافهم

إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن
إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن
TT

«أوزمبيك» وأخواته... العلاج السحري للبدانة؟

إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن
إبر «أوزمبيك» و«ويغوفي» تساعد على خسارة الوزن

لجأت رشا إلى علاج «أوزمبيك» (Ozempic) للتنحيف بعد أن فقدت الأمل بالحميات الغذائية وبالتمارين الرياضية. لا تعاني الشابة الثلاثينية من بدانة ظاهرة، لكن الكيلوغرامات المتراكمة بدأت تزعجها، فبحثت عن الحل الأسهل ووجدته في هذا الدواء الذي يوصَف في الأساس لمرضى السكّري. تقول رشا لـ«الشرق الأوسط» إنها ترددت قبل اتخاذ القرار وخافت من اللجوء إلى «أوزمبيك»، لكن «قدّ ما كنت مزعوجة من حالي ووزني، ما فكّرت كتير».

رشا "مذهولة" بالنتيجة

منذ أشهر والدواء يتصدّر محركات البحث و«الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أثنى المشاهير على مفعوله السحري، وشارك مؤثّرو «تيك توك» تجاربهم المذهلة معه. رشا كذلك مذهولة بالنتيجة، وهي تصف التجربة بالناجحة قائلةً: «خسرت وزناً كثيراً في البداية ولم أشعر بأي أعراض جانبية لأني انتبهت جيداً، بمعنى أنني أخذت عياراً قليلاً تحت إشراف طبيبة الغدد، ثم إنني لم آكل فوق طاقتي وتجنّبت السكّر».
أكثر ما يخيف رشا أن تتراكم الكيلوغرامات من جديد ما إن توقف العلاج، وهي لذلك صمّمت على معاودة الحمية والرياضة، «أما إذا لاحظت أن وزني زاد من جديد، فسأعود حتماً إلى أوزمبيك».

لا ترى الدكتورة إليزابيث أبو جودة مانعاً في أن يكون العلاج على المدى الطويل. توضح أخصائية الغدد الصمّاء والسكّري والبدانة لـ«الشرق الأوسط» أنه «عندما يتوقف الشخص عن تناول الدواء من الطبيعي أن يزداد الوزن. لذلك يجب الالتزام بحمية غذائية وبتمارين رياضية حتى يتجنب ذلك». وتضيف: «يُنصح بالاستمرار في العلاج قدر الإمكان لتفادي عودة عوارض البدانة».

كيف يعمل «أوزمبيك» و«ويغوفي»؟

عندما سُئل إيلون ماسك منذ فترة على «تويتر» عن سر رشاقته المستجدّة، أجاب: «الصيام وWegovy». لم يخجل رجل الأعمال الملياردير من الإفصاح عن لجوئه إلى عقاقير التنحيف، في وقتٍ نفى عدد كبير من المشاهير أن يكون الدواء هو السبب وراء خسارتهم الكبيرة للوزن.
https://twitter.com/elonmusk/status/1576367983051489281?s=20
«ويغوفي» مشابه لـ«أوزمبيك» وهما الإسمان التجاريان لدواء واحد هو «سيماغلوتيد» (Semaglutide). السيماغلوتيد دواء قابل للحقن يُستعمل لمعالجة مرض السكّري في الأساس، لكن الدراسات أظهرت أنه قادر على تخفيض الوزن. وفي عام 2021، صادقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA على استخدامه في معالجة السمنة، على أساس حقنة واحدة في الأسبوع.
أما الفرق بين «أوزمبيك» و«ويغوفي» حسب د. أبو جودة، فهو عيار الجرعة الخاصة بتخفيض الوزن، وهي ميليغرام واحد للأول و2,4 ملغ للثاني. توضح الطبيبة: «هذه الأدوية مشابهة للهورمونات التي تفرزها الأمعاء عندما يأكل الشخص السكّر. وحين تدخل إلى الجسم، تجعله يفرز كمية من الإنسولين إذا كان السكّري مرتفعاً، أما إذا انخفض فتتوقف عن العمل وتجعل الطعام يبقى مدة أطول في المعدة، فيشعر المرء بالشبع. إضافة إلى ذلك، هي تعمل على مركز الشهية في الدماغ لتخفيفها».

الفئران وسرطان الغدّة

تتنوّع الآثار الجانبية المحتملة لعلاج «أوزمبيك» و«ويغوفي»، فيشكو البعض من غثيان وتقيّؤ وإسهال وانتفاخ في البطن ودقّات متسارعة في القلب. لكن ذلك لا يشمل الجميع والأمر مرتبط جداً بالعيار المعتمَد. «لتفادي الآثار الجانبية، نبدأ بعيار خفيف»، تقول د. أبو جودة، «ثم نزيده تدريجياً حسب قدرة تحمّل المريض». وفيما حُكي في الآونة الأخيرة عن رابط بين تلك العقاقير وسرطان الغدّة، لم تتضح مخبرياً بعد دقة هذا الأمر. وفي هذا السياق، تشير الطبيبة إلى أن الدراسات المخبريّة أظهرت ارتفاعاً في نسبة الإصابة بسرطان الغدّة الدرقيّة لدى الفئران التي خضعت للتجارب، أما الدراسات التي جرت على البشر فلم تبيّن أي زيادات في هذا النوع من السرطان.
رغم ذلك، فإن الأشخاص المصابين بسرطان الغدّة أو الذين لديهم حالات من هذا السرطان ضمن العائلة، لا يمكنهم استخدام «أوزمبيك» والعلاجات المشابهة له. ومن بين الأشخاص الذين يُمنع عنهم الدواء، مَن لديهم مشاكل في الأمعاء، ومَن سبق أن عانوا من التهابات في البنكرياس.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by LAUMCSJH (@laumcsjh)

وإذ تحذّر د. أبو جودة من «خطر استخدام حقن (أوزمبيك) أو (ويغوفي) من دون استشارة طبيب»، لا تنكر الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل «تيك توك» في التسويق للعلاج وتعريف الناس عليه. «لكن لا يكفي أن يعلن أي شخص مشهور أنه أخذ (أوزمبيك)، حتى يتهافت الناس عليه». تشدّد د.أبو جودة: «يجب أن تُحصَر الموافقة على الاستعمال بالطبيب، ولا يمكن للجارة أو الصديقة أو المؤثّرة على تيك توك أن تصف تلك الأدوية. مع الأخذ في الاعتبار أن الجرعة تكون صغيرة في البداية ثم تجري زيادتها تدريجياً».

ما هو Saxenda؟

عانى مرضى السكّري مؤخراً من أجل العثور على «أوزمبيك»، فقد انقطع الدواء من الأسواق جرّاء التهافت على شرائه من قبل الراغبين في إنقاص وزنهم. وفي وقت تعمل الشركة الدنماركية المصنّعة من دون توقف لملء رفوف الصيدليات من جديد، يبدو أن ثمة بديلاً من الشركة نفسها مخصصاً لإنقاص الوزن.
تشرح د. أبو جودة أن العنصر الأساسي في «ساكسندا» (Saxenda) هو دواء «ليراغلوتيد» (Liraglutide) المشابه لهرمون يفرزه الجسم طبيعياً ويعمل على الحدّ من الشهية. هذا العلاج الذي يأتي على هيئة قلم ويُحقن تحت الجلد، يختلف عن «أوزمبيك» و«ويغوفي» بأنه يُستعمل يومياً، فيما إبرة الدواءَين الآخرَين لا يمكن استخدامها أكثر من مرة في الأسبوع.


في المحصّلة، لا ترى الطبيبة الاختصاصية مانعاً من اللجوء إلى هكذا علاجات، معتبرةً أن «الدواء فعّال جداً لمشكلة البدانة المنتشرة بشكل كبير والتي تحوّلت إلى مرض مزمن سببه خلل في غدّة الشهية في الدماغ». لكنها تنبّه في المقابل إلى أهمية إجراء فحوص مخبرية قبل اعتماد علاج «أوزمبيك» وأخواته، للتأكد من أن ليست ثمة مسببات للبدانة من الممكن معالجتها قبل اللجوء إلى تلك الحلول.



كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.