ملاحظة هذه العلامة على بشرتك قد تعني مشكلة في القلب

تكون أحياناً إشارة إلى انسداد الشرايين

شابة تجري فحصاً لدى طبيبة أمراض جلدية (أرشيفية - رويترز)
شابة تجري فحصاً لدى طبيبة أمراض جلدية (أرشيفية - رويترز)
TT

ملاحظة هذه العلامة على بشرتك قد تعني مشكلة في القلب

شابة تجري فحصاً لدى طبيبة أمراض جلدية (أرشيفية - رويترز)
شابة تجري فحصاً لدى طبيبة أمراض جلدية (أرشيفية - رويترز)

بالنسبة إلى الطبيب المتمرس، فإنه يمكن لشيء صغير، مثل بقعة أو كدمة أو علامة، أن يكشف عن الكثير في صحة الشخص. كما يمكن أن يكشف الطبيب عن «نمط يشبه الشبكة» على بشرتك، وفقاً لما كتبته «الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AADA)»، وفق تقرير لموقع «هوف بوست».

في كثير من الأحيان، لا تكشف العلامة على سطح البشرة عن شيء أكثر من حقيقة أنك تشعر بالبرد، وهي تظهر في الغالب على الساقين. تقول «هيئة الخدمات الصحية الوطنية» إن «الشبكة (العلامة)» التي يتحدثون عنها «تظهر على شكل (بقع حمراء أو زرقاء اللون على الجلد الأبيض، وبقع داكنة أو بنية اللون على الجلد الأسود والبني، وقد تختفي عندما يشعر الشخص بالدفء، أو قد تكون ناجمة عن الدواء الذي يتناوله».

«متلازمة انسداد الكولسترول»

ولكن «هذه العلامة الشبيهة بالشبكة يمكن أن تكون أيضاً علامة على مرض»، خصوصاً أمراض القلب والأوعية الدموية.

فإذا استُبعدت الإصابة بالبرد أو الآثار الجانبية للدواء، فقد يخفي «النمط (العلامة) الشبيه بالشبكة» أيضاً ما تسمى «متلازمة انسداد الكولسترول». تصف «هيئة الخدمات الصحية الوطنية» انسداد الكولسترول على النحو التالي: «لدى الأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين الشديد (الشرايين الضيقة الناجمة عن تراكم الكولسترول)، يمكن أن تنفصل قطع صغيرة من الكولسترول أحياناً عن جانب أحد الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انسداد الشرايين». وبدلاً من إدخال جلطة دموية في مجرى الدم، فإن «متلازمة انسداد الكولسترول» تضع قطعاً من لويحات الكولسترول في الأوردة.

يمكن أن تحدث حالة الجلد التي وصفتها «الجمعية الأميركية لأطباء القلب» التَّزَرُّق الشبكي، عندما تُسَدّ الشرايين الصغيرة. وإذا دخلت اللويحة إلى مجرى الدم، فقد تؤثر على قدرة الدم على الدوران. وغالباً ما تؤثر الانسدادات الكولسترولية على تدفق الدم إلى الكلى.

ماذا تفعل إذا لاحظت العلامة؟

مرة أخرى، خصوصاً إذا استُبعدت نزلات البرد أو الأدوية، تقول «الجمعية الأميركية لأطباء أمراض الكلى»: «من المهم زيارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان هناك مرض غير مشخص»؛ وذلك لأن «الانسداد يمكن أن يؤدي إلى تلف الأنسجة والأعضاء» إذا تُرك دون علاج.

تقول عيادة «مايو كلينيك» إنه «تجب زيارة الطبيب إذا:

- لم يختفِ الجلد متغير اللون والمتبقع بالدفء.

- كان يوجد جلد متغير اللون ومتبقع مع أعراض أخرى مقلقة.

- تكوّنت كتل مؤلمة في الجلد المصاب.

- تكوّنت تقرحات في الجلد المصاب.

- كانت هناك معاناة من حالة تؤثر على تدفق الدم في الأطراف.

- كانت الأعراض على الجلد جديدة ويوجد مرض في النسيج.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم في الغالب من البالغين فوق سن 60 عاماً المصابين بتصلب الشرايين وأشكال أخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية». كما أن الرجال والمدخنين وأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الكولسترول معرّضون للخطر بشكل خاص.


مقالات ذات صلة

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية (رويترز)

للوقاية من السكتة الدماغية الشديدة... عالج هذه المخاطر

يمكن أن تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية، لكن بعض هذه العوامل والسلوكيات تكون مخاطرها شديدة للغاية لتتسبب في سكتات دماغية حادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال