كيف يمكنك الحفاظ على صحتك بغض النظر عن عمرك؟

كيف يمكنك الحفاظ على صحتك بغض النظر عن عمرك؟
TT

كيف يمكنك الحفاظ على صحتك بغض النظر عن عمرك؟

كيف يمكنك الحفاظ على صحتك بغض النظر عن عمرك؟

تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن العمر أكثر من مجرد رقم، فبغض النظر عن عدد أعياد الميلاد التي احتفلت بها، فإن صحتك قد تعتمد على مرونة خلاياك وحيويتها، وهو ما يعرف بـ«الشيخوخة البيولوجية أو اللاجينية».

وبحسب ما ذكرت شبكة «إيه بي سي» الأميركية عن خبراء، فإن العمر البيولوجي ينظر إلى ما هو أبعد من التقويم ليقدم أدلة حول مدى صمود صحة شخص ما أمام اختبار الزمن.

وتقول إليسا إيبل الأستاذة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة كاليفورنيا «العمر الزمني هو ما يخبرنا به التقويم».

ويقوم الباحثون بتحليل التغيرات الكيميائية في الجينات، دون أي تغيرات في التسلسل الجيني الفعلي نفسه لأنها تعكس عمر الخلايا حيث تتشابك العوامل الوراثية مع العوامل البيئية، مثل الملوثات والسموم، وعادات نمط الحياة، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة، للتأثير على الخلية ووظائفها، والفكرة هي أن كل شيء يمكن أن يكون له تأثير على المستوى الخلوي، مما قد تكون له آثار على التنبؤ بالأمراض وطول العمر.

مراقبة الساعة

لاختبار العمر البيولوجي، يستخدم العلماء أدوات متقدمة تُعرف باسم الساعات اللاجينية التي تم تطويرها منذ ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمان على يد ستيف هورفاث، الباحث في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس.

وهي تستخدم عينات من الدم أو الجلد أو اللعاب لتحليل أنماط معينة في الحمض النووي، ثم مقارنتها بالعمر الزمني، بالإضافة إلى قاعدة بيانات تحتوي على معلومات من أفراد آخرين.

ومن خلال تقييم أجهزة الجسم المختلفة، وجد هورفاث أنه حتى الأنسجة السليمة بجوار ورم سرطان الثدي، على سبيل المثال، كانت أكبر بنحو 12 عاماً من بقية الجسم.

وقالت إيبل، وهي أيضاً مديرة مركز الشيخوخة والتمثيل الغذائي في سان فرانسيسكو: «لا يمكننا تغيير جيناتنا، ولكن يمكننا تغيير مدى تنشيطها أو إسكاتها، فهي مثل الأبواب المفتوحة أو المغلقة، تتغير بشكل كبير مع تقدم العمر».

ويمكن للساعات اللاجينية أن تقدم رؤى حول تغييرات نمط الحياة التي قد تساعد في إبطاء الشيخوخة البيولوجية، رغم أن الخبراء لا يزالون يقيمون دقتها وفائدتها.

إمكانية إعادة الزمن إلى الوراء

وجدت إيبل وفريقها مؤخراً أن النساء اللاتي اتبعن نظاماً غذائياً يحتوي على عناصر غذائية صحية مثل حمض الفوليك والمغنيسيوم، أظهرن علامات عمر بيولوجي أصغر، في حين وجد أن النساء اللاتي تناولن وجبات غذائية تحتوي على نسبة أعلى من السكر المضاف لديهن أعمار بيولوجية أكبر.

حيث إن تناول المزيد من السكر يعني تسارعاً في العمر البيولوجي، حتى لو كان النظام الغذائي العام للمرأة أكثر صحة، ولكن الالتزام بنظام غذائي صحي بشكل عام كان مرتبطاً بشيخوخة الخلايا البطيئة، حتى لمن تناولن المزيد من السكر المضاف.

وبالمثل، نظر فريق آخر من الباحثين في النظام الغذائي، من خلال دراسة لتوأمين مدتها 8 أسابيع، حيث اتبع أحدهما نظاماً غذائياً نباتياً بينما استمر الآخر في تناول اللحوم، وكان لدى التوأم «النباتيين» علامات عمر أقل في أنظمة الجسم المختلفة مقارنة بتوأمهما المتماثل آكل اللحوم، وانخفاضاً في أعمارهم البيولوجية.

التطلع إلى المستقبل

وحذرت إيبل من الاعتماد فقط على اختبار الشيخوخة البيولوجية لمعرفة المدة التي سيعيشها الإنسان لأنها تتغير نتيجة العادات اليومية التي يمكن أن تؤثر على الصحة وصولاً إلى وظائف الخلايا بمعنى أن أي خطوات، حتى ولو كانت صغيرة، نحو البقاء بصحة جيدة قد تكون لها فوائد.

وقد يفيد اختبار العمر البيولوجي في الحصول على بعض الأفكار حول مدى تقدم شخص ما في السن، ولكن أفضل طريقة للبقاء في صحة جيدة في الوقت الحالي هي إجراء الفحوصات واتباع توصيات طبيبك.


مقالات ذات صلة

صحتك ماذا لو لم يكن جذر القلق نفسياً؟ (رويترز)

علاج القلق ليس نفسياً دائماً... انتبه لـ10 حالات طبية تشبه أعراضه

يمكن لعديد من الحالات الصحية أن تحاكي أعراض اضطراب القلق، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ محتمل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)

الجراحة المفتوحة تتفوق على التدخل بالمنظار في علاج سرطان عنق الرحم

يعد سرطان عنق الرحم الذي تصاب به نسبة كبيرة من النساء بين سن 35 و44 رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم وفق ما أظهرت دراسة امتدت 5 سنوات

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل تعرف مدى قوة قبضتك؟ (رويترز)

7 مقاييس للصحة... منها قوة القبضة

إذا طُلب منك مشاركة بعض الحقائق الصحية عن نفسك، فمن المحتمل أنك لن تذكر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التوتر في العمل يمسُّ صحّة القلب (جامعة بروك)

ضغوط العمل تضاعف خطر الإصابة بضربات القلب غير المنتظمة

الإجهاد المرتبط بالعمل قد يضاعف خطر الإصابة بضربات القلب غير المنتظمة، المعروفة بالرجفان الأذيني (AF أو AFib)، وهو اضطراب قد يكون قاتلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لماذا تشعر بالتعب الشديد بعد الخروج في الشمس؟

مشاة  يستخدمون المظلات لحماية أنفسهم من أشعة الشمس (أ.ف.ب)
مشاة يستخدمون المظلات لحماية أنفسهم من أشعة الشمس (أ.ف.ب)
TT

لماذا تشعر بالتعب الشديد بعد الخروج في الشمس؟

مشاة  يستخدمون المظلات لحماية أنفسهم من أشعة الشمس (أ.ف.ب)
مشاة يستخدمون المظلات لحماية أنفسهم من أشعة الشمس (أ.ف.ب)

يُعتقد أن البقاء في الشمس خلال فصل الصيف أمر شاق على عقلك وجسمك. حتى عندما تسترخي على كرسي الحديقة بجوار حمام السباحة أو على الشاطئ، ربما لاحظت أنك تشعر بالنعاس الشديد بعد البقاء في الخارج في الشمس لساعات. لماذا يحدث هذا؟

تقول هيذر دي روجرز، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة ومؤسِّسة «دكتور روجرز للعناية بالبشرة»، لصحيفة «هاف بوست»: «تُسبب الشمس عديداً من التغييرات التي تؤدي إلى حاجة أجسامنا إلى العمل بجدية أكبر، مما يؤدي إلى التعب».

جسمك يعمل باستمرار لتنظيم درجة حرارته

وحول كيفية تأثير الشمس على أجسامنا ولماذا يمكن أن تجعلنا نشعر بالإرهاق وما النصائح لتجنب التعب وقضاء الوقت في الخارج بأمان، أوضح الدكتور باتريك مولاروني، طبيب الطوارئ للأطفال والمدير الطبي للطب الرياضي في مستشفى «جونز هوبكنز للأطفال»: «حتى لو كنت في وضعية الاستلقاء بجانب المسبح... فإن جسمك يعمل باستمرار على خفض درجة حرارته إلى مستوى طبيعي... عندما تكون في الخارج في الحر».

وأوضح أن هناك ثلاثة أشياء يفعلها جسمك لمحاولة تبريد نفسه وسط الطقس الحار هي: التنفس بشكل أسرع، وزيادة معدل ضربات القلب، والتعرق أكثر.

وكل هذه الأشياء تتطلب طاقة إضافية من جسمك، مما قد يجعلك تشعر بالتعب.

وقال الدكتور شينجي ماو، طبيب الأمراض الباطنية في مركز «ويكسنر» الطبي بجامعة ولاية أوهايو: «في الحالات القصوى عندما لا تتمكن أجسامنا من التبريد بشكل فعال، يمكن أن يصاب الناس بارتفاع الحرارة أو الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة».

الإجهاد الحراري

ووفقاً لـ«مايو كلينيك»، فإن الإجهاد الحراري يشمل أعراضاً مثل التعب والدوار والغثيان والصداع. إذا لم يعالج الإجهاد الحراري، فقد يؤدي إلى ضربة الشمس، وهي أخطر الأمراض المرتبطة بالحرارة وتتطلب رعاية طبية طارئة.

بالإضافة إلى أن التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية، يسبب إجهاداً كبيراً لبشرتنا، وعندما نتعرض للأشعة فوق البنفسجية، يتعين على أجسامنا محاربة وإصلاح الضرر، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب ليس فقط على الفور ولكن أيضاً بعد ذلك».

ما الذي يحدث عندما يُتلف شعاع الشمس خلايا الجلد؟

أوضحت روجرز أن هذا يتسبب في حدوث طفرات في الحمض النووي ويجب تصحيحها حتى لا تموت الخلايا.

وتقول: «يأتي احمرار حروق الشمس من تمدد الأوعية الدموية في تلك المنطقة لجلب الأكسجين والمواد المغذية إلى الجلد التالف للمساعدة في عملية الإصلاح» .

ويمكن أن يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية أيضاً إلى إضعاف جهاز المناعة في الجسم وقدرة الجلد على حماية نفسه من العدوى، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية. ويؤدي ضعف جهاز المناعة إلى مزيد من التعب.

الماء والترطيب

«في الشمس، نفقد الماء بشكل أسرع بسبب الحرارة والتبخر، لذا نصبح أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، عندما نصاب بالجفاف، تعمل أجسامنا بجهد أكبر لأداء وظائفها الطبيعية، مثل ضخ الدم، مما قد يجعلنا نشعر بالتعب». وفقاً لما ذكره الدكتور شينجي ماو.

وأضاف أن شرب الكافيين يمكن أن «يُخلّ بتوازن الماء» ويجعلك أكثر جفافاً.

إذن كيف تعرف ما إذا كنت تعاني من الجفاف؟

لون البول يعد مؤشراً واضحاً للمعرفة، إذ يعني اللون الأصفر الفاتح إلى أنك تشرب كمية كافية من السوائل، ويمكن أن يشير اللون الأصفر الداكن أو البرتقالي إلى أنك تعاني من الجفاف.

جسمك يتخلص من التوتر

عندما تسترخي بجانب حمام السباحة أو الشاطئ، فقد يمنحك هذا الفرصة أخيراً للاسترخاء من التوتر. وقد يدرك جسمك أنه متأخر في النوم ويمكنه أخيراً التعافي، مما قد يجعلك تشعر بالنعاس، كما يقول المتخصصون.

لا يعني هذا أنه يجب عليك البقاء في الداخل بعيداً عن أشعة الشمس. فمن الممكن أن يكون الوجود في الشمس مفيداً جداً لك -إذا نفذته بشكل صحيح. على سبيل المثال، يساعد التعرض لأشعة الشمس جسمك على إنتاج فيتامين د، وهو أمر أساسي لجهاز المناعة وصحة العظام. كما ثبت أن أشعة الشمس تزيد من السيروتونين في دماغك وتعزز مزاجك، وفقاً لموقع WebMD.

تكمن المشكلة عندما لا نحمي بشرتنا، ولا نحافظ على ترطيبها ونتعرض لأشعة الشمس كثيراً. قال الطبيب مولاروني: «كما هو الحال مع أي شيء، فإن الإفراط في أي شيء جيد (يمكن أن يكون) سيئاً».

وفيما يلي بعض النصائح حول كيفية الاستمتاع بالشمس والبقاء آمناً، وفقاً للخبراء.

لا تنتظر حتى تشعر بالعطش لشرب الماء: قاعدة الطبيب مولاروني الأساسية للبقاء رطباً «اشرب الماء قبل أن تشعر بالعطش. وتذكر أن ترطب قبل أن تتعرض للشمس وكذلك طوال الوقت الذي تقضيه في الخارج».

احمِ بشرتك من حروق الشمس: استخدم واقي الشمس المصنف أنه واسع المجال (يحمي من أشعة UVA وUVB) وذو عامل حماية من الشمس SPF 30 أو أعلى، وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية. وعندما تكون في الخارج، أعد وضعه كل ساعتين أو بعد السباحة أو التعرق.

بالإضافة إلى واقي الشمس، ارتداء ملابس واقية ونظارات شمسية وقبعات وتجنب الخروج في الشمس في منتصف النهار بين الساعة 10 صباحاً و2 ظهراً، حيث يكون مؤشر الأشعة فوق البنفسجية مرتفعاً. هذا هو الوقت الذي يمكن أن تسبب فيه الشمس أكبر قدر من الضرر لبشرتنا وغالباً ما يكون أكثر أوقات اليوم حرارة، لذا فهذا هو الوقت المناسب لأخذ قسط من الراحة في الظل أو في الداخل.

برّد جسمك: ارتدِ ملابس خفيفة وفضفاضة، واشرب مشروباً بارداً، واسبح في المسبح، واستخدم مروحة محمولة وابحث عن الظل.

انتبه إلى العلامات التي تشير إلى أنك بحاجة إلى زيارة الطبيب: أفضل طريقة لتحديد ما إذا كنت تعاني من التعب فقط أو أعراض أكثر خطورة من الإجهاد الحراري هي معرفة شعورك بمجرد خروجك من الحرارة. انتقل إلى بيئة باردة واشرب الكثير من السوائل. إذا كنت لا تزال تشعر بالمرض في غضون 15 دقيقة، فيجب عليك طلب المساعدة الطبية. إذا بدا أن شخصاً ما في حالة ذهنية متغيرة، مثل التصرف بارتباك أو عدوانية، فقد يكون هذا علامة على ضربة الشمس، وفقاً لـ«مايو كلينك».