تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.


مقالات ذات صلة

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

صحتك الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شرب الكحول مرة أو مرتين في اليوم يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (أ. ف. ب)

دراسة جديدة تحذر… شرب الكحول مضر بالصحة

تُشير دراسة جديدة إلى أن الفكرة السائدة بأن الفرنسيين يتمتعون بمعدلات منخفضة نسبياً لأمراض القلب لأنهم يشربون النبيذ الأحمر هي فكرة خاطئة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

يجب أن نركز على توزيع الدهون والعضلات حول أجسامنا والعلاقة بين الاثنين، وفقاً لأحدث الأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة تعبيرية من بيكسباي

دراسة تقلب المعايير... اختلافات بين الجنسين في الصحة العقلية

اكتشف فريق من علماء الأعصاب اختلافات بين هيكل الدماغ لدى الذكور والإناث، في المناطق المرتبطة باتخاذ القرارات ومعالجة الذاكرة والتعامل مع المشاعر.

كوثر وكيل (لندن)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)
الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)
TT

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)
الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

عندما يبحث المتخصصون في الصحة العقلية عن علامات الاكتئاب، فإنهم يُقيّمون مفاهيم معروفة، مثل أنماط النوم المتغيرة وفقدان الشهية وعدم الاهتمام بالأنشطة اليومية والحزن ونقص الطاقة وتعاطي المخدرات والكحول وصعوبة التركيز والانسحاب الاجتماعي والأفكار الانتحارية، وغيرها من المؤشرات التي ترتبط بالاكتئاب السريري.

ولكن هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

ما الذي يسبب ماذا؟

كما هي الحال مع كثير من أعراض المرض العقلي، فإن تحديد الأسباب والآثار ليس بالأمر السهل عندما يتعلق الأمر بالارتباط القوي بين خلل الشم والاكتئاب.

هناك أدلة متزايدة على أن الروائح يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية، كما هي الحال عندما تُثير رائحة بسكويت طفولتك المفضلة ذكريات جميلة. كما أن حاسة الشم الصحية وحاسة التذوق المرتبطة بها مهمة للاستمتاع بالحياة.

ومن ثم، فإن ضعف حاستي الشم والتذوق يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى الاكتئاب. حتى إن بعض الباحثين أشاروا إلى أن أحد الأسباب التي تجعل حالات الاكتئاب تميل إلى الزيادة مع تقدم العمر هو أن حاسة الشم تتدهور أيضاً.

مع ذلك، قد يكون ما يجمع بين الشم والاكتئاب عبارة عن ترابط، أكثر من كونه علاقة سببية، وفقاً لباحثين آخرين. فالشم والمزاج لديهما أسس عصبية مشتركة في هياكل داخل الدماغ؛ لذلك، فإن التغيرات التشريحية في هذه الهياكل، مثل الضمور المرتبط بالإجهاد وزيادة الكورتيكوستيرويدات، يمكن أن تؤثر في الوقت نفسه على المزاج والشم، دون وجود رابط سببي مباشر بين الاثنين.

كما أن التهابات الجهاز التنفسي والحساسية، التي تعد من الأسباب الرئيسية لتدهور حاسة الشم، تؤدي أيضاً إلى الالتهاب، والذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً باضطرابات المزاج. وأظهرت دراسة حديثة أجريت على مرضى «كوفيد-19» الذين عانوا ضعف حاسة الشم ارتفاع معدل الإصابة بالاكتئاب لدى هؤلاء الأشخاص.

ومن ثم، قد ينشأ كل من الاكتئاب وخلل الشم من عامل ثالث مثل الإجهاد أو الالتهاب أو التغيرات التشريحية في البنى العصبية المشتركة، ولا يرتبطان سببياً ببعضهما البعض بطريقة أو بأخرى.

وحتى من دون معرفة العلاقة السببية بين الشم والاكتئاب، فإن الترابط بينهما قد يكون مهماً لتشخيص وعلاج المرض العقلي.

وإضافة وظيفة الشم إلى العلامات والأعراض المستخدمة لتشخيص الاكتئاب قد تسهل التشخيص المبكر لدى بعض المرضى، أو تساعد في تحديد شدة الاضطراب.