عندما يتعلق الأمر بالصحة يبحث الجميع تقريبًا عن دفعة إضافية (لا سيما أثناء جائحة COVID-19). وقد ساعد هذا الأمر بنمو صناعة الفيتامينات والمكملات الغذائية لتصبح صناعة عالمية بقيمة 150 مليار دولار. فإذا كنت تفكر في تناول فيتامين ما يوميًا أو أنت ممن يتناولونه بالفعل، فمن المهم أن تعرف أن هناك أشياء واضحة يمكن للفيتامينات أن تفعلها وأشياء لا تستطيع فعلها، كما أشارت عقود من البحث. وإذا أخذتها بطريقة خاطئة فقد تكون ضارة، وذلك حسبما نشر موقع " eat this not that "، الطبي المتخصص، الذي أوضح عددا من الفوائد والأضرار لها جاءت على الشكل الآتي.
1 - يمكن أن تساعد في سد الثغرات الغذائية
إذا كنت مثل أي شخص آخر في العالم لا تأكل نظامًا غذائيًا مثاليًا كل يوم، فإن الفيتامينات المتعددة سوف تسد النقص الصغير الذي تعاني منه يوميًا، حسبما تقول كاثرين بولينغ طبيبة طب الأسرة العاملة بمركز "ميرسي" الطبي في بالتيمور.
2- قد تعزز المناعة
إذا كانت الفيتامينات المتعددة التي تتناولها يوميًا تحتوي في معظمها على فيتامينات C و D، فإن هذه العناصر الغذائية قد تدعم نظام المناعة لديك، حسبما يقول الدكتور أنتوني فاوتشي كبير المتخصصين في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الذي يضيف "إذا كنت تعاني من نقص في فيتامين (د) فهذا يؤثر على قابليتك للإصابة بالعدوى... لا أمانع في أن أوصي (وأنا أفعل ذلك بنفسي) بتناول مكملات فيتامين د
... اما الفيتامين الآخر الذي يتناوله الناس فهو فيتامين سي لأنه مضاد جيد للأكسدة، لذلك إذا أراد الناس تناول غرام أو نحو ذلك من فيتامين سي فسيكون ذلك جيدًا".
3 - قد تمنحك إحساسًا زائفًا بالأمان
قد تمحو الفوائد المحتملة من الفيتامينات إذا تناولت الصودا والوجبات الخفيفة السكرية أو استخدمتها كمبرر لكثير من الوجبات غير الصحية، وفق ما يقول الدكتور جوان مانسون أخصائي الطب الوقائي خلال مقابلة مع "هارفارد هيلث"، حيث يؤكد أن "المكملات ليست أبدًا بديلاً عن نظام غذائي متوازن وصحي... يمكن أن تشتت الانتباه عن ممارسات نمط الحياة الصحية التي تمنح فوائد أكبر بكثير".
4 - قد تسبب لك مشكلات صحية
إذا كان فيتامينك يحتوي على جرعات عالية من بعض العناصر الغذائية، فقد يتسبب ذلك في حدوث مشكلات. فمعظم الفيتامينات قابلة للذوبان في الماء؛ ما يعني أنها لا يمكن أن تتراكم في الجسم لأن أي فائض يتم التخلص منه عن طريق البول. لكن الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون - بما في ذلك A و D و E و K - يمكن أن تتراكم في الجسم وقد تكون خطيرة عند المستويات المرتفعة خاصةً A و E.
5- الفيتامينات والمكملات ليست وصفة سحرية
إذا كنت تتناول فيتامينات متعددة للحماية من الأمراض الخطيرة، فعليك أن تعلم أن العلم لم يعد يؤيد هذا الأمر؛ ففي عام 2018 حلل باحثون من جامعة "جونز هوبكنز" دراسات شملت ما يقرب من نصف مليون شخص. وخلصوا الى أن تناول الفيتامينات المتعددة لا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السرطان أو التدهور المعرفي أو الموت المبكر. وكانت نصيحتهم تتلخص بالآتي "لا تضيع أموالك على الفيتامينات المتعددة. احصل على الفيتامينات والمعادن التي تحتاجها من الطعام".
كانت على الدوام فنانة، تتمدَّد كمَن يُراقب الكون، وتحلُم. ألحَّ شعورٌ بالانسلاخ عن العالم والبحث المرير عن شيء مفقود تُطارده ويهرُب. فضَّلت التشكيلية اللبنانية زينة الخليل العزلة. طَرْحُ الأسئلة الصعبة نَبَت منذ الصغر: «مَن أنا وما معنى الحياة؟». تعجَّبت لانشغال رفاق الصفّ باللعب دون سيطرة الهَمّ. «لِمَ يلهون ولا ألهو؟»، تساءلت. تأمّلت من دون أن تدري ماهية التأمُّل، وفكَّرت في الوجود من دون علمها بأنها الفلسفة.
ولمَّا رسمت؛ فوجئت: «آه، إنني أرسم! لا أدري كيف ولكنني أرسم! أستطيع نقل الأشياء إلى الورق. ذلك يُشعرني ببهجة». الرسم ضمَّد جراح العقل. وجَّه طاقتها نحو شيء آخر غير البحث المُنهك عن شرح. ومن هنا بدأت.
تُخبر الفنانة زينة الخليل المقيمة في لندن «الشرق الأوسط» أنّ نشأتها في أفريقيا أتاحت الوقت الكافي للتفكير. شدَّتها الطبيعة، وراحت تشعر برابط بين الجسد الإنساني والأرض. وبالصلة بين جبّارين: الروح والتراب. تقول: «عبر النجوم والأشجار، حدث اتصالي مع الوجود. بالتأمّل والرسم، كتبتُ الفصل الأول من حياتي».
عام 1994 عادت إلى لبنان. كانت مدافع الحرب الأهلية قد هدأت، مُتسبِّبةً بعطوب وبرك دم: «كنتُ في الـ18 حين شعرتُ بأنّ شيئاً يجرُّني للعودة ويقذفني نحو بلدي المُثقل. أتيتُ وحيدةً، وعائلتي في نيجيريا. اليوم أتفهّم عمق العلاقة بالأرض والطاقة. تلك التي لاحت في الطفولة ولم أستقرّ على تعريف لها. جسَّدها شعور تجاه صخرة أو شجرة أو ورقة تتساقط. الصوت الذي ناداني للعودة، سمعتُه جيداً. لم أقوَ على صدِّه. ورغم هواجس العيش على أرض هشَّمتها الحرب، اخترتُ المجيء».
الفنّ عند زينة الخليل ليس للنفس فقط، وإنما للآخرين. وفي وقت واجهت التجارب القاسية في بلد شهد عقدين من احتدام المعارك، شعرت، بكونها امرأة، بالاعتداء المستمرّ عليها. مسلّحون يتجوّلون ومظاهر تفلُّت. ذلك يفسِّر ميل أعمالها المُبكرة إلى «النسوية المُفرطة»: «أردتُ إيجاد مكاني بوصفي امرأة والنضال للشعور بالأمان. لم أجسِّد الحركة النسوية المألوفة التي شهدتها أوروبا وأميركا آنذاك. مواجهة الميليشيا والإحساس بالخطر الفردي جعلا نسويتي تتجاوز حيّزها. راحت أعمالي تنتقد الحرب والأسلحة. وضعتُ فنّي بمواجهة هذه الإشكالية: هل حقاً يحتاج الإنسان إلى سلاح لإثبات نفسه؟».
ولمحت مُحرِّك العنف ومؤجِّجه: «البشر والدول يتقاتلون حول الموارد والثروات. العناوين الأخرى، منها الأديان، ذريعة. أدخلتُ مادة البلاستيك في أعمالي لإدراكي قوة العلاقة بين المُستهلك والمعركة. البلاستيك مصنوع من النفط، والنفط يُشعل الحروب. تجرَّد الإنسان من الحسِّ وأصبح العالم مُجمَّعاً تجارياً ضخماً. بتبنّي (الكيتش) في الرسم، سجّلتُ موقفي ضدّ تغليب القوة والحلول السريعة على وَضع استراتيجيات السلام. طغى اللون الزهريّ على رسومي مُجسِّداً البلاستيك والعلكة واللامعنى. شكَّل فنّي محاكاة للعبة الباربي بصورتها النمطية وما مثّلته من سطحية وانعدام العمق».
تسلُّل السخرية إلى الموضوع الجدّي محاولةٌ لجَعْل النقاش أقل غرابة. لسنوات واصلت الفنانة تبنّي هذا الأسلوب وبه عرفت. وباندلاع حرب 2006 في لبنان، تحوَّلت إلى تدوين الأحداث، وإنما الرغبة بمواصلة الرسم تأجَّجت: «دوري ناشطةً ومدوّنةً لم يُشبع نهمي. وذات يوم، عشتُ تجربة صوفية لا أملك شرحها. كأنني عدتُ إلى زينة في أفريقيا والرابط بين الوجود والإنسان. البعض يسمّيه النداء الروحي. فجأة، لم يعُد عالم المادة مهماً، وشعرتُ بحبل في داخلي يُقطَع. غمرني الشعور بألم الأرض، فلم أجد منزلاً لي. مسقطا أمي وأبي، كلاهما تألّم بتداعيات الحروب. سمعتُ نداء الأرض: (تعالي لنُشفى معاً!). كأنني كنتُ أتعرّف إلى وجعي من أوجاعها. كان نداء عميقاً. أمضيتُ الوقت في تلمُّس التراب. شعوري بأنني لستُ في منزل؛ لا أنتمي، ولا أعرف مَن أنا، جرَّ فنّي إلى مكان آخر. رسمتُ ولم أدرك ماذا أرسم. أجريتُ مراسم لشفاء الأرض، فأشعلتُ النار من أجلها ورفعتُ الصلاة. سألتُ الطاقة أن تتبدَّل. والأشياء العالقة في الكون أن تتّخذ مجراها. مثل مَن ماتوا بلا دفن لائق، وبلا جنازة ووداعات. طاقة هؤلاء ظلَّت عالقة. لم تحدُث المصالحة بعد الحرب. بزيارتي الأماكن حيث حلَّت مجازر، وإشعالي النار، حَدَث التواصل. كأنني أقول للموتى الذين أرسم أرواحهم بأنني هنا؛ أراكم وأعترف بكم. أنتم منسيّون بجميع الطرق. الدولة لم تعترف بكم، لم تُؤبَّنوا. أنا هنا لأراكم وأكون شاهدة. بهذا بنيتُ اتصالاً فريداً مع لبنان».
أرادت لفنّها التصدّي للعنف، فوظَّفت رماد النار التي أقامتها للمراسم مادةً للرسم. أنجزت مجموعات بتلك المادة السوداء ومن الحبر. وبدل الفرشاة، فضَّلت الأقمشة. بالكوفية مثلاً، لمست وحدة الشعوب، فأدخلتها في لوحاتها: «كل حفل شفاء أردتُه لنفسي وللبنان وللشرق الأوسط والكون. غمّستُها بالحبر ورسمتُ بها لنحو 10 سنوات. في الهند، درستُ الروحانيات ولمستُ اختفائي. الرسوم تتحوّل انعكاساً لروحي، كما أنّ روحي تُغذّي فنّي، فيتكاملان تماماً».
يأتي الألم بوعي مختلف لم يُعهَد من قبل ويتيح النموّ الداخلي. الألم أحياناً يختار المرء؛ يتعرّف إليه. ولا ينتظره. يُناديه ليخطَّ مساره. تقول: «بعد انفجار بيروت عام 2020، شاهدتُ الدخان والتصدُّع. سرتُ على شوارع يفترشها الزجاج. في تلك اللحظة، تجمَّد الزمن كأنه سينما. بحركة بطيئة، رأيتُ انهيار جانب ضخم من سقف منزل، ووجوهاً مُدمَّاة، وهلعاً. فكّرتُ أنها الحياة. كفَّ الوقت عن التحلّي بأي معنى. لمحتُ التقبّل المريع لفكرة أنّ العنف جزء من الوعي الإنساني. هنا شعرتُ بأنني فكرة تأتي وتعبُر. أو لحظة ونَفَس. جسدٌ مُعرَّض لانتهاء تاريخ الصلاحية، وجوهر واحد يُعبِّر عن نفسه بمليارات الطرق. فنّي إعلان للسلام الداخلي ولحقيقة أننا مُنتقلون. ألم الانسلاخ هو الأقسى. في موضع إحساسنا بالانفصال عن الكون، عن الهوية، وعن الفردية؛ تبدأ رحلة الشفاء».