فيروس جدري القردة... «الأخطر» حتى الآن

تسابق العلماء لاحتوائه قبل أن يتسبب في وباء عالمي

فيروس جدري القردة... «الأخطر» حتى الآن
TT

فيروس جدري القردة... «الأخطر» حتى الآن

فيروس جدري القردة... «الأخطر» حتى الآن

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية الصادرة بداية شهر يوليو (تموز) الحالي، إلى أن جدري القردة أصبح مصدر قلق كبير على مستوى العالم. وأعلنت المنظمة أن تفشي الفيروس يشكل حالة طوارئ صحية عمومية تثير قلقاً دولياً، ما يؤكد الحاجة إلى استجابة عالمية منسقة.

وأبلغت، في مايو (أيار) 2024، عن 646 حالة جديدة مؤكدة مختبرياً للإصابة بالجدري، و15 حالة وفاة من 26 دولة، ما يوضح استمرار انتقال عدوى هذا الجدري في جميع أنحاء العالم.

مرض فيروسي

جدري القردة (monkeypox) مرض فيروسي مُعدٍ يمكن أن يصيب البشر والحيوانات الأخرى. وتشمل أعراضه طفحاً جلدياً يشكل بثوراً ثم قشوراً، وحُمى، وتضخم الغدد الليمفاوية. وعادة ما يكون المرض خفيفاً، ويتعافى معظم المصابين في غضون أسابيع قليلة دون علاج.

وتشير تقارير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC) إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تعاني أكبر موجة تم تسجيلها من حالات الإصابة بجدري القردة من النوع الأول على الإطلاق. وقد أبلغت منذ 1 يناير (كانون الثاني) 2023 عن أكثر من 20 ألف حالة مشتبه بها، وأكثر من ألف حالة وفاة.

يستمر المرض في الانتشار في الولايات المتحدة، ولكن بمستويات أقل بكثير. وتسبب تفشي المرض عالمياً في عام 2022 في أكثر من 97 ألف حالة حول العالم، بما في ذلك أكثر من 32 ألف حالة، منها 58 حالة وفاة في الولايات المتحدة. ثم انخفضت الحالات في الولايات المتحدة بشكل كبير بسبب تنشيط المجتمع، وتغيير السلوك، وتناول لقاح «Mpox» من قبل الأشخاص المعرَّضين للخطر.

انتقال العدوى

• ما هو فيروس جدري القردة؟

أول شيء يجب أن يعرفه الجميع عن جدري القردة هو أنه في الواقع لا علاقة له بالقردة.

تم اكتشاف الفيروس المسبب لمرض الجدري، المعروف سابقاً باسم جدري القردة (Mpox)، لأول مرة في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وهناك دلائل على أنه شهد تغيرات في السنوات الثلاث إلى الأربع الماضية، مكنته من الانتقال بين البشر بسهولة أكبر.

تقول الباحثة ساجان فريانت (Sagan Friant)، عالمة الأنثروبولوجيا، في جامعة ولاية بنسلفانيا بأميركا: «تم اكتشافه لأول مرة في القردة في بيئة مختبرية بالدنمارك، وتم عزله؛ لكن القردة ليسوا الخزان (reservoir) الرئيسي للمرض».

تم تحديد سلالتين متميزتين: سلالة حوض الكونغو (وسط أفريقيا) ويتسبب في 10 في المائة من الوفيات بين المصابين به، وسلالة غرب أفريقيا، وهي تسبب عدوى بشرية أقل خطورة، ومعدل وفيات نحو 1 في المائة.

• كيف ينتقل بين البشر؟

ينتشر الفيروس بالملامسة الجسدية مع حيوان مصاب. تقليدياً، ينتقل بشكل رئيسي من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر مع الطفح الجلدي، وسوائل الجسم (مثل القيح أو الدم) أو من الملابس والفِراش والمناشف وأدوات الأكل والأطباق الملوثة بالفيروس، وفقاً للدكتورة مادلين بارون (Madeline Barron)، عالمة الأحياء الدقيقة بالجمعية الأميركية (ASM).

أيضاً، يمكن أن ينتقل الفيروس من المرأة الحامل إلى الجنين من المشيمة، أو من أحد الوالدين المصابين إلى الطفل خلال الولادة أو بعدها، من خلال ملامسة الجلد للجلد. وفقاً لمنظمة الصحة للبلدان الأميركية/ منظمة الصحة العالمية (PAHO/WHO).

تطورات المرض

منذ تفشي المرض الأولي في عام 2022، انتشر جدري القردة إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، بما في ذلك بعض البلدان في الأميركتين، وتم الإبلاغ عن مئات الآلاف من الحالات المؤكدة عالمياً حتى منتصف عام 2023.

أحدثت تطورات المرض التي ظهرت في عام 2023 قلقاً من احتمال تحور الفيروس، ليصبح أكثر قابلية وكفاءة للانتقال من إنسان إلى إنسان. في حين أن حالات التفشي الأولية كانت مرتبطة إلى حد بعيد بالانتشار داخل شبكات اجتماعية محددة.

أشارت الأبحاث الأولية إلى أن بعض الطفرات تزيد من ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية، مما قد يعزز قدرته على العدوى والانتشار، ما دفع إلى تكثيف جهود المراقبة الجينومية في جميع أنحاء العالم.

استجابة لذلك، قامت منظمة الصحة العالمية بتقييم مستوى التهديد، وتوجيه الاستراتيجية العالمية، ومنها تقييم فعالية اللقاحات والعلاجات الموجودة ضد المتغيرات الفيروسية الناشئة لتوفير حماية أوسع.

وبشأن المخاوف من التأثيرات المحتملة على المدى الطويل، سلط الباحثون الضوء على إمكانية توطن الفيروس في مناطق معينة، قد تؤدي إلى تفشي موسمي متكرر، واحتمال التسبب في مرض شديد لدى الفئات السكانية الضعيفة.

وخلال عام 2024، يظل وضع جدري القردة ديناميكياً للغاية، وتستمر المطالبة بالاهتمام الكامل من جانب السلطات الصحية العالمية لكبح انتشار هذا الفيروس، والتخفيف من عواقبه على الصحة العامة على المدى الطويل.

التشخيص العلاج

• كيف يتم التشخيص؟

نظراً لأن جدري القردة (Mpox) يعد نادر الحدوث، فقد يشتبه مقدم الرعاية الصحية أولاً في أمراض طفح جلدي أخرى، مثل الحصبة أو جدري الماء. لكن تورم العقد الليمفاوية عادة ما يميز جدري القردة عن أنواع الجدري الأخرى.

للتشخيص، يتم أخذ عينة من الأنسجة من قرحة مفتوحة، وترسل إلى المختبر لإجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) (البصمة الجينية)، وأيضاً عينة دم للتحقق من وجود فيروس الجدري أو الأجسام المضادة التي يصنعها جهاز المناعة.

• العلاج:

لا توجد علاجات محددة لعدوى فيروس جدري القردة. غالباً ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى العلاج.

وينبغي تحسين الرعاية السريرية بشكل كامل لتخفيف الأعراض، وإدارة المضاعفات، ومنع العواقب الطويلة الأجل. وبالنسبة للطفح الجلدي، من المهم العناية به عن طريق تركه حتى يجف، أو تغطيته بضمادة رطبة لحماية المنطقة.

كذلك يجب تجنب لمس أي تقرحات في الفم أو العينين. ويمكن استخدام غسول الفم وقطرات العين، مع تجنب المنتجات المحتوية على الكورتيزون.

وفي يناير 2022، تمت الموافقة على مضاد للفيروسات تم تطويره لعلاج الجدري (Mpox)، وهو تيكوفيريمات (tecovirimat)، الذي تم تسويقه باسم (TPOXX).

الوقاية

• اللقاح: اللقاحات التي تم تطويرها ضد مرض الجدري (smallpox).

• عدم الاتصال الوثيق مع شخص مصاب بالمرض. وتجنب ملامسة الفِراش والمواد الأخرى الملوثة بالفيروس.

• عدم ممارسة الجنس مع شخص مصاب. وممارسة الجنس الآمن، بما في ذلك استخدام الواقي الذكري.

• طهي جميع الأطعمة التي تحتوي على لحوم أو أجزائها الحيوانية بشكل جيد.

• تجنب الاتصال بالحيوانات المصابة أو المريضة أو الميتة.

أخيراً، فقد بدأنا نسمع قصصاً عن جدري القردة باعتباره تهديداً ناشئاً يشكل تحدياً صحياً عالمياً كبيراً؛ لكنه مرض نادر ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق، مثل التقبيل والتلاصق وممارسة الجنس.

والوقاية منه سهلة وميسرة، تتم بتطعيم الفئات المعرضة لخطره، وتجنب الاتصال بالأشخاص المصابين، وممارسة طرق الوقاية العامة من الأمراض المعدية.

وبالمقابل، يتسابق الباحثون لدراسة تطور فيروس جدري القردة (Mpox) واستكشاف استراتيجيات جديدة للوقاية والعلاج. وهناك آمال في أن يؤدي تطوير الجيل التالي من اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات إلى تحسين الاستجابة عالمياً.

ومحلياً، فإن وزارة الصحة السعودية لديها جاهزية تامة للرصد والتقصي والتعامل مع الحالات، في حال ظهور أي حالة، كما أن جميع الفحوصات الطبية والمخبرية متوفرة، إضافة إلى خطة وقائية وعلاجية متكاملة، للتعامل مع مثل تلك الحالات في حال ظهورها.

أسئلة شائعة عن جدري القردة

• هل لقاح جدري القردة متوفر وفعال؟

تقول الدكتورة مادلين ويلسون (Madeline Wilson, MD) -دكتوراه في الطب، وكبيرة مسؤولي الصحة بالحرم الجامعي لجامعة يال (Yale) الأميركية- إن هذا اللقاح المكون من جرعتين، للحماية المثلى، يُسمى «Jynneos»، ويوصى به لأولئك المعرضين لخطر متزايد من التعرض لمرض الجدري، ولأولئك الذين تعرضوا للمرض في الأسبوعين الماضيين. وقد ثبتت فعاليته بنسبة 60- 90 في المائة، في الوقاية من المرض أو الحد من خطر الإصابة بالحالة الشديدة ودخول المستشفى. ولا يُنصح باللقاح للجميع.

• هل جدري القردة (Mpox) مميت؟

إنه نادر الحدوث؛ لكنه يكون مميتاً في بعض الأحيان، عندما يؤدي إلى مضاعفات، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ أو العينين، والتي يمكن أن تهدد الحياة، وفقاً لأطباء «كليفلاند كلينيك».

• لماذا تم تغيير اسم المرض من «جدري القردة» إلى «Mpox»؟

غيرت منظمة الصحة العالمية الاسم إلى «mpox» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022؛ لأن اسم «جدري القردة» يحمل وصمات عار، بما في ذلك تلك المتعلقة بالعرق البشري.

• ما الفرق بين جدري القردة (Mpox) والجدري المائي (chickenpox)؟

على الرغم من أن كليهما يسبب طفحاً جلدياً، فإن مسبب جدري القردة (Mpox) ينتمي لمجموعة «orthopoxvirus» التي تؤدي لتضخم الغدد الليمفاوية، بينما مسبب الجدري المائي ينتمي لمجموعة «herpes virus» وهو مُعدٍ للغاية، وينتشر بسهولة أكبر من «Mpox».

• ما الفرق بين جدري القردة (Mpox) والجدري (Smallpox)؟

يُعد كلاهما جزءاً من جنس «Orthopoxvirus»، ورغم ذلك فهما مختلفان. وبفضل اللقاحات الفعالة تم القضاء على الجدري (Smallpox) فلم يعد مرضاً منتشراً منذ عام 1980، بعد أن كان مرضاً شديد العدوى وينتشر بسهولة أكبر.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف (رويترز)

أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف

كشفت دراسة جديدة أن أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لتطوير علاجات مضادة للهرم

د. أنتوني كوماروف (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
TT

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

ووجدت الدراسة أن أنماط النوم غير المنتظمة تزيد من خطر الإصابة بأمراض، مثل السكتة الدماغية وفشل القلب، والنوبات القلبية، بغض النظر عما إذا كان الأشخاص يحصلون على قسط كافٍ من النوم بشكل عام.

وبشكل عام، فإن كمية النوم الموصَى بها للأشخاص الذين تتراوح سنهم بين 18 و64 عاماً تتراوح بين 7 و9 ساعات في الليلة، وبين 7 و8 ساعات لمن تبلغ سنهم 65 عاماً أو أكثر.

ووفقاً للدراسة، فقد قام الخبراء بفحص بيانات 72269 شخصاً، تتراوح سنهم بين 40 و79 عاماً، شاركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، ولم يكن لدى أي منهم تاريخ من الأحداث الرئيسية المتعلقة بالقلب، مثل النوبة القلبية. وارتدى الأشخاص في الدراسة جهاز تعقب النشاط لمدة 7 أيام لتسجيل نومهم، ثم قام الخبراء بحساب درجة مؤشر انتظام النوم لكل شخص.

وقد رصدت هذه النتيجة التباين اليومي في وقت النوم، ووقت الاستيقاظ، ومدة النوم، والاستيقاظ أثناء الليل؛ حيث حصل الأشخاص على درجة تتراوح بين 0 (غير منتظم للغاية) و100 (نمط نوم واستيقاظ منتظم تماماً).

ووفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تم تقسيم جميع المشاركين في الدراسة إلى مجموعة نوم غير منتظمة (أقل من 71.6 درجة)، ومجموعة نوم غير منتظمة إلى حد ما (بين 71.6 و87.3 درجة)، ومجموعة نوم منتظمة (أعلى من 87.3 درجة SRI).

وتمت متابعة الأشخاص لمدة 8 سنوات، وخلال هذه الفترة قام الباحثون بتحليل عدد الأشخاص الذين عانوا من حالات، مثل: النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وقصور القلب.

ووجدت الدراسة التي نُشرت على الإنترنت في مجلة «علم الأوبئة والصحة المجتمعية»، أنه حتى بعد الأخذ في الاعتبار أشياء يمكن أن تؤثر على النتائج -مثل تناول القهوة ومستويات التمارين الرياضية- فإن الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم كانوا أكثر عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بسكتة دماغية أو قصور في القلب أو نوبة قلبية، من أولئك الذين ينامون بشكل منتظم. في حين كان الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم بشكل معتدل، أكثر عرضة بنسبة 8 في المائة للإصابة بذلك.

ووجد الباحثون أيضاً أن درجة مؤشر انتظام النوم كانت مقياساً مستمراً؛ حيث زاد خطر إصابة الأشخاص بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية كلما كانت أنماط نومهم غير منتظمة.

ووجدت الدراسة أن نسبة أكبر من الأشخاص الذين ينامون بانتظام (61 في المائة) استوفوا حصة النوم الموصى بها، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم (48 في المائة). ومع ذلك، لم يُحدِث هذا أي فرق في صحة القلب للأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم، والذين يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية نفسه، حتى لو كانوا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

وفي المقابل، شهد الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم انخفاض معدل الخطر، إذا حصلوا على قسط كافٍ من النوم.

وقال الباحثون، بما في ذلك من جامعة أوتاوا: «تشير نتائجنا إلى أن انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية، في تعديل مخاطر الأحداث القلبية الوعائية الضارة الرئيسية».

وقالت إميلي ماكغراث، ممرضة القلب الكبيرة في مؤسسة القلب البريطانية: «ليس من الواضح بالضبط كيف يفيد النوم القلب؛ لكن الأبحاث تشير إلى أن النوم المضطرب يرتبط بمستويات أعلى من بروتين يسمى (سي آر بي)».

وتابعت ماكغراث: «هذه علامة على الالتهاب، وهي العملية المرتبطة بأمراض القلب والدورة الدموية. ويمكن أن يكون للنوم أيضاً تأثير غير مباشر على صحة القلب، من خلال التأثير على خيارات نمط حياتنا».

وتابعت: «أشارت الدراسات إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤثر على الهرمونات التي تؤثر على شهيتنا، مما يزيد من رغبتنا في تناول الأطعمة السكرية. وعلى مدى فترة طويلة من الزمن قد يؤدي هذا إلى زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية».

وأردفت: «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتعزيز هذا الاكتشاف؛ لكن النتائج المبكرة تشير إلى وجود صلة مهمة بين النوم وصحة القلب والدورة الدموية».

وقالت إن الباحثين في جامعة برمنغهام يحققون في كيفية تسبب الأرق أو مشاكل النوم في حالة تسمى الرجفان الأذيني، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ووجدت دراسة منفصلة نُشرت في مجلة «علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي» أن الرجال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يعانوا من التدهور المعرفي قبل عقد من الزمان من النساء.