دراسة: جدري القردة قد ينتشر قبل ظهور الأعراض

رجل مصاب بجدري القردة في الكونغو الديمقراطية (أرشيف - رويترز)
رجل مصاب بجدري القردة في الكونغو الديمقراطية (أرشيف - رويترز)
TT

دراسة: جدري القردة قد ينتشر قبل ظهور الأعراض

رجل مصاب بجدري القردة في الكونغو الديمقراطية (أرشيف - رويترز)
رجل مصاب بجدري القردة في الكونغو الديمقراطية (أرشيف - رويترز)

أفادت دراسة جديدة أن أكثر من نصف حالات انتقال عدوى جدري القردة في التفشي الأخير للمرض في المملكة المتحدة حدثت قبل ظهور الأعراض.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نظر الباحثون في سجلات 2746 حالة من حالات جدري القردة في المملكة المتحدة تم تحديدها مؤخراً منذ بداية التفشي الأخير للمرض في شهر أغسطس (آب).
ووجد الفريق 79 زوجاً من الحالات المرتبطة وجهات الاتصال (المخالطين للأشخاص المصابين بالمرض)، وبناء على ذلك قاموا بتصميم مقياس يسمى «الفاصل الزمني التسلسلي»، والذي يعني الفترة الزمنية بين ظهور الأعراض لدى شخص ما وبدء الأعراض لدى شخص آخر بعد اتصاله به أو تعامله معه.

ووجد الباحثون أن أكثر من نصف حالات انتقال العدوى (53 في المائة) في التفشي الأخير للمرض في المملكة المتحدة حدثت قبل أربعة أيام من ظهور الأعراض الأولى على الأشخاص.
ولفتت الدراسة إلى أن هذه الأعراض الأولى تشمل الصداع والحمى وتضخم في الغدد الليمفاوية وآلاماً في العضلات وطفحاً جلدياً، والتهاب المستقيم.
وحالياً، تنص التوجيهات الصحية الرسمية على أنه لا يمكن للأشخاص نقل عدوى جدري القردة إلا بعد ظهور الأعراض عليهم.
ويقول بيل هاناغ، عالم الأوبئة بكلية «هارفارد تي إتش تشان» للصحة العامة، والذي شارك في الدراسة: «نتائجنا تقدم رسالة هامة مفادها أنك إذا كنت قلقاً بشأن جدري القردة، فلا يمكنك افتراض أن شخصاً ما تخالطه بكثرة ليس معدياً لمجرد عدم ظهور الأعراض عليه».
ولفت إلى أنه ليس من المعروف بعد مدى فعالية اللقاحات في الوقاية من العدوى.
وتم نشر الدراسة الجديدة في المجلة الطبية The BMJ.



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».