أسباب الغثيان وعلاجه لدى الأطفال

منها الإفراط في الطعام والقلق والعدوى والالتهابات

أسباب الغثيان وعلاجه لدى الأطفال
TT
20

أسباب الغثيان وعلاجه لدى الأطفال

أسباب الغثيان وعلاجه لدى الأطفال

من المعروف أن الشعور بالغثيان من الأعراض الشائعة عند الأطفال. وخلافاً للتصور العام في أحيان كثيرة، فإنه لا يكون مصحوباً بالقيء.

وهو من الأعراض المزعجة جداً للأطفال. وفي الأغلب لا يستطيع الطفل وصف الإحساس الذي يشعر به على وجه التحديد. ويصف بعض الأطفال الغثيان على أنه ألم بسيط في الجزء الأعلى من المعدة أو البطن، أو مجرد عدم الارتياح ورغبة في القيء. وعلى الرغم من أن العرض يمكن أن يلازم الطفل فترة طويلة، ولكن مع تقدم الطفل في السن، في الأغلب تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها.

الأسباب

يوضح الأطباء أن الغثيان (Nausea) هو مجرد عرض وليس مرضاً في حد ذاته، لذلك تكون الخطوة الأولى في العلاج هي معرفة السبب الذي يجعل الطفل يشعر بهذا الإحساس. ويوجد كثير من الأسباب التي تجعل الطفل يشعر به، بعضها شائع، مثل: التسمم الغذائي، ودوار البحر (Motion sickness)، والقلق، والتوتر، والإفراط في تناول الطعام، وأيضاً: الإمساك، والجفاف الشديد، والحموضة الشديدة في المعدة، والالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، وبعض الأمراض المناعية في الأمعاء، مثل التهاب الأمعاء، مرض «كرون» (Crohn's disease)، ومتلازمة التهاب القولون (Irritable bowel syndrome). وهناك أسباب أقل شيوعاً تسبب الغثيان، مثل: وجود حصوات في الكلى، والتهاب المرارة، وكذلك التهاب البنكرياس، والتهاب الزائدة الدودية، وقرحة المعدة.

• الغثيان الحاد: يحدث في حالة الإصابة بعدوى معينة، مثل التهاب المعدة أو الأمعاء، سواء الفيروسي أو البكتيري، ولذلك يمكن أن يكون مصحوباً بالإسهال في هذه الحالات. وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي الالتهابات الحادة بعيداً عن الجهاز الهضمي -مثل التهاب المسالك البولية أو الالتهاب الرئوي- إلى الغثيان في بعض الأطفال. كما يحدث أيضاً نتيجة لالتهاب حاد في البطن، مثل التهاب الزائدة الدودية.

• الغثيان المزمن: يمكن أن يكون نتيجة لسبب معين واضح، مثل ارتجاع الحمض المعدي، نتيجة لقرحة في المعدة، أو التهاب المريء، أو التهاب الأمعاء، مثل مرض «كرون»، أو التهاب القولون. ولكن في الحقيقة في كثير من الأحيان لا يوجد سبب واضح للفترات الطويلة التي يلازم فيها الغثيان الطفل. وفي الأغلب يكون ذلك بسبب الحساسية الشديدة للجهاز الهضمي في بعض الأطفال.

وقد يحدث الغثيان المزمن أيضاً بسبب نوعيات معينة من الأدوية؛ خصوصاً أدوية العلاج الكيميائي، أو الذين يتلقون إشعاعاً على البطن، من الأطفال الذين يعانون من الأورام.

الأعراض الحادة والتشخيص

• أعراض مصاحبة: إذا تزامن الغثيان مع بعض الأعراض الأخرى، مثل ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 39 درجة مئوية؛ خصوصاً إذا استمرت لفترة تعدت الثلاثة أيام، وكذلك حدوث تصلب في الرقبة، أو مجرد آلام في الرقبة، والصداع الشديد، وحدوث تغير في درجة الوعي، وأيضاً تكرار القيء عدة مرات، وألم شديد في البطن، فإن الأمر يصبح مقلقاً، ويجب عرض الطفل على الطبيب مباشرة، حتى يتم استبعاد الأسباب الخطيرة لحدوث الغثيان، مثل وجود أورام في المخ.

• التشخيص: الكشف عن السبب المسؤول عن الغثيان يتطلب معرفة التاريخ المرضي للطفل بشكل جيد، والسؤال عن وجود أعراض أخرى، مثل: الإسهال، أو وجود دم في البراز، أو فقدان الوزن، مع الفحص البدني الدقيق للبطن، لاستبعاد وجود التهاب في الزائدة الدودية أو المرارة. ويمكن عمل أشعة تلفزيونية على البطن والحوض (pelviabdominal us) لتأكيد التشخيص. وفي بعض الأحيان النادرة يمكن عمل أشعة مقطعية على البطن، ويمكن عمل بعض التحاليل المهمة، مثل قياس مستوى إنزيمات البنكرياس لتحديد التهاب البنكرياس من عدمه. وفي الحالات المزمنة يمكن عمل منظار للمعدة، لمعرفة إذا كانت هناك قرحة في المعدة؛ خصوصاً لو كان الغثيان مصحوباً بقيء دم أحمر.

إذا كان الطفل ينمو بشكل جيد، ولا يعاني من أعراض أخرى مصاحبة للغثيان، ففي الأغلب تكون الأعراض مرتبطة بشكل كبير بالحالة النفسية للطفل، وخصوصاً بعد عمل التحاليل والأشعات والفحص الطبي الدقيق، وثبات عدم وجود سبب عضوي. ولذلك يجب على الآباء أن يوفِّروا الدعم النفسي للطفل، والعمل على طمأنته، ومحاولة معرفة الشيء الذي يمكن أن يكون السبب في الضيق النفسي له.

العلاج

هناك بعض العلاجات المنزلية الطبيعية، والإجراءات البسيطة التي يمكن أن تخفف من حدة الغثيان، مثل تناول شاي الزنجبيل، أو شراب النعناع، أو استنشاق رائحة زيت النعناع العطري. ويمكن تعليم الطفل أن يقوم بأخذ النفس، بحيث يكون بطيئاً وعميقاً في الشهيق والزفير، ويفضل للأطفال الذين يعانون من قرحة المعدة والارتجاع الحمضي أن يبتعدوا عن تناول الأدوية المسكنة، وخصوصاً الأسبرين؛ لأنه يزيد من حموضة المعدة ويضاعف الألم، وكذلك عليهم أن يتجنبوا الإكثار من شرب الشاي والمشروبات الغازية، والكميات الكبيرة من الشوكولاتة والمأكولات الحارة الحادة التي يمكن أن تسبب التهاباً في المعدة، وبالتالي تزيد من إحساس الغثيان.

في الأغلب، يرفض الطفل تناول الطعام والشراب خوفاً من القيء ولكن يجب على الأم أن تنصح الطفل بضرورة تناول المشروبات بشكل خاص، حتى يمكن تجنب خطر حدوث جفاف للطفل، ويمكن أن يتم تناول كميات بسيطة من الطعام والشراب على فترات متقاربة، حتى يحتفظ الجسم بالرطوبة الكافية. وفي الحالات الشديدة يمكن تناول الأدوية التي تمنع الغثيان والمضادة للقيء، مثل عقار «دومبيردون» وأيضاً الأدوية التي تعالج الدوار، والأدوية التي تحافظ على جدار المعدة وتعالج القرحة، لمنع زيادة الحموضة مما يزيد من إحساس الغثيان.

* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

صحتك يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن معظم الأشخاص يشعرون بالقلق من نسيان الأسماء والعناوين، ما يثير قلقهم من إصابتهم بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة» ووزارة الخارجية البريطانية بياناً مشتركاً لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، يستفيد منه 3.5 مليون شخص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعاني كثير من المراهقين من مشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والضغط النفسي (رويترز)

5 طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين

نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن عدد من الأطباء النفسيين قولهم إن هناك 5 طرق يمكن للآباء اتباعها مع أبنائهم المراهقين لتعزيز صحتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)

الأغذية المُصنّعة ترفع معدلات الوفاة المبكرة عالمياً

حذّرت دراسة عالمية من أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمقرمشات والمشروبات المحلاة، يرتبط بارتفاع خطر الوفيات المبكرة على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بعض المشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا (رويترز)

من بينها «الشغف»... مشاعر جوهرية قد تؤدي إلى تدمير حياتك

الحياة مليئة بالتحديات، والتي ينبع بعضها عن مشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا، على الرغم من أن بعضها يبدو إيجابياً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)
تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)
TT
20

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)
تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)

أظهرت دراسة دولية جديدة أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد خطر الوفاة المبكرة، مما أثار دعوات متجددة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الأطعمة.

وتحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على مواد كيميائية وألوان صناعية ومُحلِّيات تُستخدم لتحسين مَظهر الطعام أو طعمه أو ملمسه، ومواد حافظة حتى يصبح صالحاً لفترات طويلة، ونسب عالية من الملح أو السكر، ما يسبب زيادة كبيرة في سُعراتها الحرارية. ومن أمثلة هذه الأطعمة اللحوم المصنّعة والمعجنات المعبّأة وحبوب الإفطار والشوربة سريعة التحضير ورقائق البطاطا والبسكويت والآيس كريم والزبادي بنكهة الفواكه والمشروبات الغازية.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة الجديدة في 8 دول هي: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل وكندا وكولومبيا وتشيلي والمكسيك.

ووجدت أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في تناول الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر وفاة الشخص قبل بلوغه سن 75 عاماً بنسبة 3 في المائة.

وقال الباحثون إن هذه الأطعمة ضارة بالصحة لدرجة أنها متورطة في ما يصل إلى واحد من كل سبع حالات وفاة مبكرة تحدث في بعض البلدان.

ومن أبرز الدول المتأثرة بهذا الضرر، الولايات المتحدة، والتي تتسبب هذه الأطعمة بـ124 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً بها، وإنجلترا التي يرتبط استهلاك هذه الأطعمة فيها بأكثر من 17 ألف حالة وفاة سنوياً.

وقال إدواردو أوغوستو فرنانديز نيلسون، الباحث الرئيسي في الدراسة، والتابع لمؤسسة أوزوالدو كروز في البرازيل، إن الإضافات مثل المُحلِّيات والنكهات تضر الصحة وليس فحسب المستويات العالية من الدهون والملح والسكر.

وأضاف: «في حين أن 4 في المائة من الوفيات المبكرة في كولومبيا، و5 في المائة في البرازيل، و6 في المائة في تشيلي، تُعزى إلى استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، فإن هذه النسبة تصل إلى 10.9 في المائة في كندا، و13.7 في المائة في الولايات المتحدة، و13.8 في المائة في إنجلترا. وهي نسب مُقلقة بكل تأكيد».

وخلص الباحثون إلى أن «الوفيات المبكرة الناجمة عن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة تزداد بشكل ملحوظ وفقاً لنسبة هذه الأطعمة من إجمالي الوجبة التي يستهلكها الفرد. ويمكن أن يؤثر تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة بشكل كبير على الصحة».

وحثّ المؤلفون الحكومات في جميع أنحاء العالم على اتخاذ تدابير جريئة لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك تشديد التنظيم الخاص بتسويق وبيع الأطعمة فائقة المعالجة في المدارس وأماكن العمل، فضلاً عن فرض الضرائب على هذه المنتجات للحد من مبيعاتها.

وتضيف هذه النتائج إلى مجموعة الأدلة المتزايدة التي تربط الأطعمة فائقة المعالجة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض محددة، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الكلى المزمنة.