الأغذية المُصنّعة ترفع معدلات الوفاة المبكرة عالمياً

الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)
الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)
TT

الأغذية المُصنّعة ترفع معدلات الوفاة المبكرة عالمياً

الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)
الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)

حذّرت دراسة عالمية من أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمقرمشات والمشروبات المحلاة، يرتبط بارتفاع خطر الوفيات المبكرة على مستوى العالم.

وأوضح الباحثون، بقيادة معهد «أوزوالدو كروز» البحثي في البرازيل، في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الاثنين، بدورية «American Journal of Preventive Medicine»، أن الأغذية المُصنّعة مسؤولة عن نسب ملحوظة من الوفيات القابلة للتفادي في دول عدة، مما يسلّط الضوء على الحاجة الماسّة إلى مراجعة السياسات الغذائية العامة.

والأطعمة فائقة المعالجة هي نوع خاص من الأغذية المُصنّعة التي تتميز بأنها منتجات صناعية جاهزة للأكل أو التسخين. يتم تصنيعها غالباً من مكونات مستخلصة من أطعمة طبيعية أو مركَّبة صناعياً، مع إضافة القليل من المكونات الطازجة.

كما تُضاف إليها مواد صناعية مثل النكهات، والملونات، والمحليات، والمثبتات لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك، لكنها تحمل مخاطر صحية عالية عند الإفراط في تناولها. وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والحلويات الصناعية، ورقائق البطاطس، والمقرمشات.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات من دراسات تغذية وطنية وسجلات وفيات في 8 دول هي: أستراليا، والبرازيل، وكندا، وتشيلي، وكولومبيا، والمكسيك، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في استهلاك الأغذية فائقة المعالجة ضمن النظام الغذائي يرتبط بزيادة خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 3 في المائة.

كما أظهرت النتائج أن نسبة الوفيات المبكرة المنسوبة لهذه الأغذية تتراوح بين 4 في المائة في الدول ذات الاستهلاك المنخفض مثل كولومبيا، وصولاً إلى نحو 14 في المائة في الدول ذات الاستهلاك المرتفع مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وعلى سبيل المثال، قدّرت الدراسة أن استهلاك هذه الأغذية أدى إلى نحو 124 ألف حالة وفاة مبكرة في الولايات المتحدة فقط خلال 2018.

وربطت دراسات سابقة بين الاستهلاك المرتفع للأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بنحو 32 مرضاً مختلفاً، من بينها أمراض القلب والسمنة والسكري وبعض أنواع السرطان والاكتئاب، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقدير العبء الإجمالي للوفيات المبكرة المرتبطة بهذه الأطعمة في دول عده، وفق الباحثين.

وأشاروا إلى أن هذه المنتجات لا تضر الصحة فقط بسبب احتوائها على نسب عالية من السكر والدهون والصوديوم، بل أيضاً بسبب التغيرات التي تطرأ على الغذاء في أثناء التصنيع واستخدام مواد مضافة صناعية مثل الملونات والنكهات والمحليات والمثبتات.

وحذر الباحثون من أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، وإن كان مستقراً في البلدان ذات الدخل المرتفع، فإنه في ازدياد مستمر في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مما ينبئ بتفاقم العبء الصحي عالمياً في المستقبل.

وفي الختام دعا الفريق إلى تبني سياسات فعّالة للحد من استهلاك هذه الأطعمة، مع تعزيز الأنماط الغذائية التقليدية القائمة على الأطعمة المحلية الطازجة وقليلة المعالجة.


مقالات ذات صلة

12 خطراً يتعرض لها النحل تهدد مستقبل الغذاء العالمي

يوميات الشرق النحل يتعرض لتهديدات تؤثر على دوره في النظام البيئي (جامعة فلوريدا)

12 خطراً يتعرض لها النحل تهدد مستقبل الغذاء العالمي

كشف تقرير دولي عن وجود 12 تهديداً جديداً يتعرض لها النحل وأنواع الملقحات الأخرى حول العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)

آلية جديدة تكشف سبب التهابات القولون المزمن

توصل فريق بحثي دولي، بقيادة جامعة غراتس الطبية بالنمسا، إلى اكتشاف آلية جديدة تفسر أحد أسباب الالتهاب المزمن في مرض التهاب القولون التقرحي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تُظهر هذه الصورة التي قدّمها باحثون قرداً صغيراً من نوع عواء متشبثاً بذكر من نوع كابوشين بجزيرة جيكارون في بنما (أ.ب)

شاهد... فيديو نادر يوثّق اختطاف قرود لصغار من فصيلة أخرى

اكتشف العلماء أدلة مذهلة على ما وصفوه باختطاف القرود، وذلك في أثناء مراجعة لقطات فيديو من جزيرة بنمية صغيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

كشفت دراسة صينية عن أدلة قوية تشير إلى أنَّ الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الأخرى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق عالمٌ من الأسرار (غيتي)

القمر كان حيّاً قبل 120 مليون سنة والدليل من زجاج البراكين

أظهرت دراسة جديدة أنَّ القمر كان يضمّ براكين نشطة منذ نحو 120 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قادة البحث والابتكار العالميون يناقشون في الرياض تأثيرات الذكاء الاصطناعي

200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)
200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)
TT

قادة البحث والابتكار العالميون يناقشون في الرياض تأثيرات الذكاء الاصطناعي

200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)
200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)

انطلقت في الرياض، الثلاثاء، أعمال الاجتماع السنوي الثالث عشر لمجلس البحوث العالمي، بمشاركة 200 ممثل من 66 دولة حول العالم، بما فيهم 54 رئيساً للمنظمات البحثية، إلى جانب قادة وخبراء مؤسسات تمويل البحث العلمي والابتكار.

وأكّد الدكتور منير الدسوقي، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، نائب رئيس مجلس محافظي المجلس، أن استضافة السعودية لهذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الابتكار العالمي.

وأوضح أن استضافة هذا الحدث في «الكراج» تُعدّ رمزاً للتحول الذي تقوده «رؤية السعودية 2030» عبر استثمارها موقعاً لمواقف السيارات إلى أكبر حاضنة للتقنيات العميقة في المنطقة، التي تتيح الوصول لأكثر من 100 مختبر ومعمل وطني، ممكنةً القطاع البحثي من تحويل مخرجات البحوث التطبيقية من المختبر إلى السوق وتسريع الابتكار.

«الكراج» يحتضن نحو 300 شركة ناشئة حقَّقت قيمة سوقية تجاوزت ملياري دولار (واس)

وبيَّن الدسوقي أن مشروع «الكراج» يعكس التحول السريع الذي تشهده السعودية في مجال الابتكار، إذ يحتضن أكثر من 300 شركة ناشئة حقَّقت قيمة سوقية تجاوزت ملياري دولار، وخرّج 600 شركة خلال العامين الماضيين، ووفّر 7500 وظيفة.

من جانبه، نوّه الدكتور محمد العتيبي، المشرف العام على هيئة البحث والتطوير والابتكار، أن استضافة السعودية لهذا الاجتماع تعكس التزامها ببناء البنية التحتية البحثية عالمية المستوى، لافتاً إلى سعيها من خلال «رؤية 2030» إلى جذب المواهب، وتعزيز البيئة التمكينية لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، ودعم مبادئ العلم المفتوح وأطر الذكاء الاصطناعي الأخلاقية.

بدوره، ثمَّن الدكتور أليخاندرو آدم، رئيس مجلس محافظي «البحوث العالمي»، استضافة السعودية للاجتماع الذي يمثل فرصة فريدة لمناقشة التحديات العالمية، التي للبحث والابتكار دور حيوي في مواجهتها، بإجماع دولي، و«سينعكس ذلك على التزامنا بتحقيق التعاون العالمي المستدام».

الاجتماع يمثل فرصة فريدة لمناقشة التحديات العالمية للبحث والابتكار (واس)

إلى ذلك، شدّد الدكتور أورهان أيدين، رئيس مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية التركي «توبيتاك»، على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية، مثل التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات، لافتاً إلى أنه يُمكن عبر العمل المشترك تطوير حلول فعّالة للتحديات البيئية، وتشكيل مستقبل أفضل للبشرية والكوكب عبر الابتكار والبحث عالي الجودة.

وتضمن افتتاح الاجتماع استعراضاً لقصص ملهمة لشباب وفتيات أبرزوا قدرة المبتكرين السعوديين على المنافسة عالمياً، حيث طوَّرت المهندسة فجر الخليفي جهازاً هجيناً لتوليد الطاقة من الشمس والمطر، وابتكرت منال العسكري نظاماً متقدماً لالتقاط الطاقة الشمسية والحرارية بكفاءة عالية.

ونقل العلماء السعوديون تجربتهم في استثمار مخرجات البحوث التطبيقية إلى شركات ناشئة في التقنيات العميقة، تدعم الاقتصاد الوطني، وتحقق مستهدفات الرؤية في تعزيز تنافسية المملكة عالمياً، إذ نجح الدكتور علي الحسن في إنشاء شركة لتطوير تقنية نانوية لعلاج الأمراض الوراثية بتكلفة أقل، واستعرضت الدكتورة هدى الخلف شركة ناشئة تقدم حلولاً طبية متطورة باستخدام الخلايا الجذعية.

قصص ملهمة أبرزت قدرة المبتكرين السعوديين على المنافسة عالمياً (واس)

وشهدت أجندة الاجتماع العالمي مناقشات عن الأساليب المبتكرة لدعم البحث العلمي في ظل التحديات العالمية، قدّمها البروفسور تشيليدزي ماروالا مدير جامعة الأمم المتحدة، وأبرز الدكتور وليد الصنيع من «كاكست» أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومات البحث العلمي.

وركّزت الجلسات على مناقشة استراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي في البحث العلمي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار، وتمكين المجتمعات البحثية عبر التقنية الحديثة، كما استعرضت المبادئ الرئيسية لإدارة البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي.

وناقشت مجموعات العمل قضايا ترتبط بالابتكار العلمي في الأميركيتين، وآفاق التعاون البحثي في آسيا والمحيط الهادئ، وأولويات البحث في أوروبا، إلى جانب تطوير البنية التحتية للبحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.