ما الذي يسبب سرطان القولون؟

يجري تشخيص أكثر من 41 ألف حالة جديدة من سرطان القولون في بريطانيا كل عام (إكس)
يجري تشخيص أكثر من 41 ألف حالة جديدة من سرطان القولون في بريطانيا كل عام (إكس)
TT

ما الذي يسبب سرطان القولون؟

يجري تشخيص أكثر من 41 ألف حالة جديدة من سرطان القولون في بريطانيا كل عام (إكس)
يجري تشخيص أكثر من 41 ألف حالة جديدة من سرطان القولون في بريطانيا كل عام (إكس)

يعدّ سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال، وثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لـ«جمعية أبحاث السرطان» في المملكة المتحدة، فإنه يجري تشخيص أكثر من 41 ألف حالة جديدة من سرطان القولون والمستقيم كل عام. ومع ذلك، فإن أكثر من نصف هذه الحالات يمكن الوقاية منها، كما أن أكثر من شخص واحد من كل شخصين يصاب بسرطان الأمعاء في إنجلترا، يتعافى لمدة 10 سنوات أو أكثر.

وفي حين أن سرطانات القولون والمستقيم أثرت تاريخياً على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2017 ارتفاعاً مثيراً للقلق في الحالات بين جيل الألفية (الذين ولدوا في الفترة ما بين 1981 و1996) الذين يواجهون الآن ضعف خطر الإصابة مقارنة بأولئك الذين ولدوا في عام 1950.

ويقول استشاري أمراض الجهاز الهضمي في «مستشفى ألفريد» بأستراليا، الدكتور زيد أردلان: «يمكن أن يُعزَى هذا التحول إلى تغييرات في نمط الحياة، مثل النظام الغذائي، والنشاط البدني، ومعدلات السمنة».

ما سرطان القولون؟

سرطان القولون هو السرطان الذي يبدأ في جزء من الأمعاء الغليظة المعروف باسم القولون. القولون، الذي يبلغ طوله نحو 5 أقدام، هو الأنبوب الطويل المسؤول بشكل أساسي عن نقل الطعام المهضوم إلى المستقيم ثم خارج الجسم في النهاية. يتطور سرطان القولون عندما تتكاثر بعض السلائل، أو الخلايا غير الطبيعية، داخل البطانة الداخلية للقولون، وتحوله تدريجياً من حالة غير سرطانية إلى حالة سرطانية.

عادة يتطور سرطان القولون تدريجياً ويتقدم عبر مراحل مختلفة على مدار سنوات عدة. ومع ذلك، مع التقدم في اختبارات الفحص وخيارات العلاج، يمكن للاكتشاف المبكر أن يمنع الأورام الحميدة من أن تصبح سرطانية، وحتى إذا تطور السرطان، فهناك كثير من العلاجات التي يمكن أن تساعد في السيطرة عليه.

ما الذي يسبب سرطان القولون؟

ينجم سرطان القولون، مثل كثير من أنواع السرطان، عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة. ويذكر أنه يؤثر على الرجال أكثر من النساء، والأفراد من العرق الأسود أكثر من المجموعات العرقية الأخرى. وبينما يصيب عادة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق، فقد كان هناك ارتفاع مطرد في الحالات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً، مع زيادة سنوية تبلغ نحو 1.5 في المائة.

مخاطر الإصابة

- اللحوم الحمراء والمصنعة: ثبت أن تناول كثير من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. في الواقع، ترتبط 13 في المائة من حالات سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة بتناول هذه اللحوم، وفقاً لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة. توصي الحكومة بعدم تناول أكثر من 70 غراماً من اللحوم الحمراء والمصنعة.

- نقص الألياف: في المملكة المتحدة، 30 في المائة من حالات سرطان الأمعاء ناجمة عن تناول كميات قليلة جداً من الألياف. يقول الدكتور أردلان إن «إحدى الطرق البسيطة لإدراج مزيد من الألياف في نظامك الغذائي هي تناول حصتين من الفاكهة و5 حصص من الخضراوات يومياً».

- التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان القولون.

- استهلاك الكحول.

- السمنة: تشير تقديرات «مؤسسة أبحاث السرطان» في المملكة المتحدة إلى أن 11 في المائة من حالات سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة ترتبط بزيادة الوزن أو السمنة. الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم أقل يقلل من المخاطر.

- قلة ممارسة الرياضة: ثبت أن النشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.

ما خيارات العلاج المتاحة؟

يختلف العلاج بناءً على حجم السرطان، وما إذا كان قد انتشر إلى أعضاء أخرى. قد تتضمن خطة العلاج النهائية الجراحة، والعلاج الكيميائي، و/ أو العلاج الإشعاعي، ويُستخدم بشكل انتقائي أو مجتمعاً.


مقالات ذات صلة

اختياراتك الغذائية قد تصيبك بأنواع مختلفة من السرطان

صحتك النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد قد يزيد خطر إصابته بالسرطان (رويترز)

اختياراتك الغذائية قد تصيبك بأنواع مختلفة من السرطان

تقدم دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأميركية للسرطان (ACS) رؤى جديدة حول العلاقة بين النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد وخطر إصابته بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك اللقاح مصمم لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (رويترز)

سرطان الرئة: لقاح مبتكر قد يحسن معدلات النجاة

يختبر العلماء لقاحاً جديداً لمكافحة سرطان الرئة لأول مرة على المرضى في المملكة المتحدة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هيمان بيكيلي «تايم»

مراهق صنع صابوناً للوقاية من سرطان الجلد يحظى بلقب «طفل العام»

مراهق أميركي ابتكر صابوناً يمكنه «تحويل علاج سرطان الجلد»، ليكون طفل العام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» (رويترز)

نظام غذائي قد يتصدى لسرطان البنكرياس... تعرف عليه

أشارت دراسة مبكرة إلى أن اتباع نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» ويقضي عليها بشكل فعال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل مريض بالسرطان (رويترز)

توقعات بارتفاع وفيات السرطان بين الرجال بنسبة 93 % بحلول عام 2050

توقعت دراسة جديدة ارتفاع إصابات ووفيات السرطان بين الرجال بحلول عام 2050، خاصة بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
TT

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

أظهر مسح جديد شمل 1563 شخصاً بالغاً، ونشر نتائجه موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

ويحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات مثل حل الكلمات المتقاطعة وتناول المكملات الغذائية لتجنب «الخرف» – وهو مصطلح يُطلق على مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية – لكن هل تأتي هذه الأساليب والاستراتيجيات بنتيجة؟

تُظهر الأبحاث أنه من الممكن منع أو تأخير 45 في المائة من حالات الخرف من خلال سلسلة من التغييرات الشخصية والمجتمعية، وفق «سيكولوجي توداي».

ويسلط تقرير جديد في مجلة «لانسيت» العلمية، نشر بتاريخ 31 يوليو (تموز) 2024، الضوء على عاملين جديدين «قابلين للتعديل» من عوامل الخطر التي قد تسبب الخرف، وهما فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول، ما يرفع إجمالي عوامل الخطر المعروفة إلى 14.

ووفقاً لتقرير عام 2024، الذي أعدته «لجنة لانسيت للخرف»، والذي يسلط الضوء عوامل الخطر المتعلقة بالخرف وكيفية الوقاية منها، فإن العوامل الـ14 هي: «قلة التعليم، وحدوث إصابة في الرأس، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول، وارتفاع ضغط الدم، والسِمنة، والإصابة بمرض السكري، وفقدان السمع، والاكتئاب، وقلة التواصل الاجتماعي، وتلوث الهواء، وفقدان البصر، وارتفاع نسبة الكوليسترول».

ووفق «سيكولوجي توداي»، فإن ضبط وتعديل جميع عوامل الخطر الـ14 من شأنهما أن يؤخرا أو يمنعا 45 في المائة من حالات الخرف، سواء كان الشخص يحمل جين «ألزهايمر» أم لا.

وتوصي «لجنة لانسيت» بعدة ممارسات للوقاية من الخرف أو تأخيره، مثل: «ضمان توفير التعليم الجيد للجميع، وتشجيع الأنشطة المحفزة للإدراك في منتصف العمر لحماية الإدراك، وجعل الأدوات المُعينة على السمع في متناول الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وتقليل التعرض للضوضاء الضارة، وعلاج الاكتئاب بشكل فعال، وتشجيع استخدام الخوذات، وحماية الرأس في الرياضات وعند استخدام الدراجة، وتشجيع ممارسة الرياضة، والحد من التدخين، والحفاظ على وزن صحي وعلاج السمنة، وجعل الفحص والعلاج لأمراض ضعف البصر متاحين للجميع، والحد من التعرض لتلوث الهواء».

وتوصي اللجنة بأنه يجب على الأشخاص وضع اعتبار جاد حيال الاهتمام بالوقاية من عوامل الخطر بدءاً من وقت مبكر من الحياة، وأن يظل هذا الانتباه مستمراً معنا طوال الحياة.