ارتفاع حاد في السكري ببريطانيا لمن دون الـ40 عاماً... ما السبب؟

ارتفاع بنسبة 39 % في حالات مرض السكري بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً (رويترز)
ارتفاع بنسبة 39 % في حالات مرض السكري بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً (رويترز)
TT

ارتفاع حاد في السكري ببريطانيا لمن دون الـ40 عاماً... ما السبب؟

ارتفاع بنسبة 39 % في حالات مرض السكري بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً (رويترز)
ارتفاع بنسبة 39 % في حالات مرض السكري بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً (رويترز)

أبلغت منظمة السكري في المملكة المتحدة عن ارتفاع كبير في حالات مرض السكري لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، بما في ذلك الأطفال. ولكن ما الأسباب الرئيسية؟

وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة مرض السكري في المملكة المتحدة نشرته شبكة «سكاي نيوز»، كان هناك ارتفاع بنسبة 39 في المائة، في حالات مرض السكري بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، مع وجود آلاف آخرين لم يتم تشخيصهم.

وقال مؤلفو التقرير إن حالات مرض السكري من النوع الثاني بين جميع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً ارتفعت بأكثر من 47000 حالة منذ 2016 - 2017. بزيادة قدرها 39 في المائة مقارنة بارتفاع بنسبة 25 في المائة لمن هم فوق 40 عاماً.

بداية، يُصاب الشخص بمرض السكري من النوع الثاني، عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الإنسولين، أو لا تتفاعل خلايا الجسم مع الإنسولين بشكل صحيح، وغالباً ما تساهم عوامل نمط الحياة في تطوره، وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

سوء التغذية والسمنة

وأشار تقرير السكري في المملكة المتحدة إلى أن سوء التغذية والسمنة هما المسؤولان إلى حد كبير عن زيادة الحالات، مؤكداً أن «التغيرات الجذرية» على مدى السنوات الـ25 الماضية في الطعام الذي يتناوله الناس والبيئات التي يعيشون فيها كان لها أثرها.

ارتفاع التكاليف يدفع نحو نظام غذائي أرخص

ووفق التقرير، يتعرض الأشخاص لما وصفه بأنه «قصف الإعلانات» عن أغذية أرخص وغير صحية.

وقال: «الأطعمة الموجودة على الرفوف تحتوي على نسبة عالية بشكل متزايد من الدهون والملح والسكر، كما أن ارتفاع التكاليف يجعل اتباع نظام غذائي صحي بعيداً عن متناول الملايين».

عوامل وراثية

وأوضح أن «هذه الظروف إلى جانب العوامل الوراثية والتفاوتات الصارخة تؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني».

وأشارت المؤسسة إلى أنه حتى 25 عاماً مضت، لم يتم اكتشاف مرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال في المملكة المتحدة، لكنها حذرت من أنه «يرتفع الآن بسرعة».

ووفق الدراسة، فإن «الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني تحت سن الأربعين هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة مقارنة بالأشخاص في الفئات العمرية الأكبر سناً».

ولفتت إلى أن «هذا واضح بشكل خاص لدى الأطفال»، مضيفة أن 81 في المائة من الأطفال المصابين بالنوع الثاني يعانون من السمنة.

ودعت المؤسسة الحكومة إلى «وضع اللبنات الأساسية للصحة لكل طفل وشاب، بما في ذلك الوصول إلى المساحات الخضراء، والغذاء الصحي بأسعار معقولة».

كما طالبت بفرض قيود مخطَّط لها على إعلانات الوجبات السريعة وبمواصلة العمل لتوسيع ضريبة السكر على المشروبات الغازية.

وقال متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا: «تؤدي السمنة إلى مجموعة من الحالات الصحية الخطيرة بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني، لذا فمن المثير للقلق ولكن ليس من المستغرب، أن نشهد زيادة في الحالة مع ارتفاع مستويات السمنة».

وأضاف: «لقد استثمرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بشكل كبير في الخدمات لمساعدة الأشخاص على الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وإدارته، بما في ذلك الدعم المحدد للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً - ولكن من الواضح أن عكس هذا الاتجاه يتطلب عملاً متضافراً عبر الصناعة، الحكومة والمجتمع لمعالجة السمنة».


مقالات ذات صلة

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الخبر - المنطقة الشرقية)
صحتك فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

مع بدء العام الدراسي، سلط العلماء في جامعة فلوريدا أتلانتيك، الضوء على أهمية ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية في مرحلة ما قبل الدراسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عند استخدام لغة الأرقام، فإن حالات آلام العضلات تمثل مشكلة صحية واسعة الانتشار.

د. عبير مبارك (الرياض)

دراسة جديدة تحذّر من ارتفاع الإصابة بسرطان الأمعاء تحت سن 50 عاماً

استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان (أرشيفية - رويترز)
استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة جديدة تحذّر من ارتفاع الإصابة بسرطان الأمعاء تحت سن 50 عاماً

استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان (أرشيفية - رويترز)
استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان (أرشيفية - رويترز)

يعتقد أحد أطباء الأورام في ولاية كارولاينا الشمالية أن الارتفاع المذهل في حالات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً يرجع إلى الاعتماد المفرط على الوجبات السريعة بين الأجيال الأصغر سناً.

يقول اختصاصي الأورام في جامعة «ديوك»، الدكتور نيكولاس ديفيتو، إن جميع مرضاه الأصغر سناً لديهم مثل هذا النظام الغذائي، وهو يغيّر «ميكروبيوم الأمعاء»، مما يجعلنا عرضة للإصابة بالسرطان. ويضيف: «بينما تتراجع معدلات بعض أنواع السرطان، فإن عديداً من سرطانات الجهاز الهضمي آخذ في الارتفاع بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً».

ويتابع: «الأمر الأكثر إثارة للقلق، خصوصاً في سرطان القناة الصفراوية وسرطان المعدة، يزداد المعدل مع كل جيل أصغر سناً. ظهرت الأطعمة شديدة المعالجة، بما في ذلك الوجبات الجاهزة والوجبات الخفيفة المعبّأة والمشروبات الغازية والحبوب ومجموعة من العناصر الأخرى، بوصفها سبباً محتملاً لسرطانات الجهاز الهضمي».

وجد عدد من الدراسات أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs)؛ مثل: الوجبات السريعة، ورقائق البطاطس المنكّهة، والمشروبات المحلاة بالسكر، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي وسرطان البنكرياس. وترتبط الأطعمة فائقة المعالجة بأكثر من 30 حالة صحية، بما في ذلك السمنة، التي تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير. كما وجدت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة «ميلانو» أن السمنة تُسهم في ارتفاع معدلات الوفيات بسرطان الأمعاء في المملكة المتحدة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عاماً.

العلاقة بين صحة الأمعاء والسرطان

على الرغم من أن السرطان يُقبَل عموماً بوصفه مرضاً ناجماً عن خصائص وراثية وعوامل بيئية، فقد أظهرت الدراسات الأخيرة أن ميكروبيوم الأمعاء ومستقلباته قد تشكّل ما يقرب من 20 في المائة من حالات السرطان. ويلعب نظامنا الغذائي دوراً كبيراً في هذا، خصوصاً إذا اعتمدنا على الأطعمة فائقة المعالجة؛ مثل: رقائق البطاطس، والوجبات الخفيفة، والأطعمة السريعة التي لا قيمة غذائية منها.

تتضمّن إحدى النظريات التي تشرح دور الأمعاء في خطر الإصابة بالسرطان الارتباط بجهاز المناعة لدينا.

وتقول اختصاصية الأورام الدكتورة فرانكي جاكسون سبنس: «تعيش نسبة كبيرة من خلايا المناعة لدينا في الأمعاء؛ نحو 70 في المائة. لذا، إذا لم يكن الميكروبيوم في أفضل حالاته، ولم تجرِ تغذيته بجميع أنواع المواد الكيميائية الجيدة المختلفة من النباتات، فمن المحتمل أن جهاز المناعة لدينا لا يعمل في أفضل حالاته، وهو عامل خطر للإصابة بالسرطان».

يمكن أن تؤدي صحة الأمعاء السيئة أيضاً إلى زيادة الالتهاب واختلال التوازن في ميكروبات الأمعاء، والمعروفة باسم «خلل التوازن الجرثومي».

وتضيف جاكسون سبنس: «إذا لم يكن لديك ميكروبيوم معوي صحي، فإن بطانة الأمعاء لا تعمل بصورة مثالية، وبالتالي قد تكون أكثر عرضة للتهيّج من مسببات الأمراض الخارجية؛ الالتهاب هو مجرد جهاز المناعة لديك».

لكن خطر الإصابة بالسرطان مرتبط أيضاً بأسلوب الحياة. إذا نظرت إلى شخص يتناول نظاماً غذائياً يحتوي على نسبة عالية من «UPFs» - يستهلك الشخص العادي في المملكة المتحدة أكثر من 50 في المائة من نظامه الغذائي منها - فإنه عادة ما ينخرط في سلوكيات أقل صحية أخرى.

تقول الدكتورة جاكسون سبنس: «من المرجح أن تكون مصاباً بالسمنة، وهو ما نعرفه أيضاً أنه عامل خطر للإصابة بالسرطان».

وترتبط عوامل أخرى متعلقة بأسلوب الحياة؛ مثل: التدخين، وشرب الكحول، وعدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، وعيش حياة مرهقة، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ بارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.