مادة مقاومة للتسوس تضر بصحة الأجنة

الفلورايد يوجد بشكل طبيعي في بعض مصادر المياه (رويترز)
الفلورايد يوجد بشكل طبيعي في بعض مصادر المياه (رويترز)
TT

مادة مقاومة للتسوس تضر بصحة الأجنة

الفلورايد يوجد بشكل طبيعي في بعض مصادر المياه (رويترز)
الفلورايد يوجد بشكل طبيعي في بعض مصادر المياه (رويترز)

أوردت دراسة أميركية أن التعرض لإحدى المواد المقاومة للتسوس يمكن أن يؤثر في صحة الأجنة، وأشارت إلى أن استخدام الفلورايد أثناء الحمل يرتبط بزيادة خطر حدوث مشاكل سلوكية عصبية لدى الأطفال.

وأوضح الباحثون بكلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن الفلورايد مادة توجد بشكل طبيعي في بعض مصادر المياه، كما يُضاف الفلورايد لمعجون الأسنان لمقاومة التسوس والحفاظ على صحة الأسنان، وفق النتائج التي نشرت، الاثنين، في دورية «جاما نتورك».

ويتلقى ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان الولايات المتحدة مياه شرب تحتوي على الفلورايد، حيث يُضاف إلى المياه بتركيزات معينة، وهو أمر بدأ عام 1945 للمساعدة في منع تسوس الأسنان. لكن دراسات حديثة تشير إلى أن التعرض للفلورايد يمكن أن يسبب ضرراً للجنين إذا تم تناوله أثناء الحمل، وهي فترة حرجة لنمو الدماغ.

وخلال الدراسة، راقب الباحثون 229 زوجاً من الأطفال وأمهاتهم، من خلال حساب نسبة التعرض للفلورايد من عينات البول التي تم جمعها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

وتم جمع معظم عينات البول من النساء الصائمات، مما يحسن دقة الاختبارات الكيميائية.

بعد ذلك تم تقييم الأطفال في سن الثالثة باستخدام قائمة مراجعة سلوك الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، التي تعتمد على تقارير الوالدين لقياس الأداء الاجتماعي والعاطفي للطفل.

ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا لـ0.68 ملليغرام إضافية لكل لتر من الفلورايد في الرحم أثناء الحمل، أظهروا مشاكل سلوكية أكثر بنسبة 1.83 مرة.

وبشكل خاص، كان هؤلاء الأطفال يعانون من مشاكل أكثر في التفاعل العاطفي، والشكاوى الجسدية مثل الصداع وآلام المعدة، والقلق، والأعراض المرتبطة بالتوحد.

ونبّه الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها جديرة بالملاحظة، بالنظر إلى أن النساء في هذه الدراسة تعرضن لمستويات منخفضة جداً من الفلورايد.

ووفق الباحثين، تُضاف هذه النتائج إلى الأدلة الموجودة من دراسات سابقة أجريت على الحيوانات، كشفت أن الفلورايد يمكن أن يضر بالنمو العصبي للأجنة، بالإضافة إلى نتائج دراسات أجريت في كندا والمكسيك ودول أخرى على البشر تظهر أن التعرض للفلورايد قبل الولادة يرتبط بانخفاض معدل الذكاء في مرحلة الطفولة المبكرة.

وحالياً، لا توجد توصيات رسمية للحد من استهلاك الفلورايد أثناء الحمل في الولايات المتحدة، لكن الباحثين يأملون أن تساعد هذه النتائج في تحفيز التغيير.

ويأمل الباحثون أن تساعد النتائج الجديدة في نقل مخاطر استهلاك الفلورايد أثناء الحمل إلى صانعي السياسات ومقدمي الرعاية الصحية والجمهور.

وقال الباحثون: «هذه هي أول دراسة بالولايات المتحدة عن التعرض للفلورايد أثناء الحمل لدى البشر، وهناك حاجة ماسة لمزيد من الدراسات لفهم التأثيرات على جميع سكان الولايات المتحدة».

وأشاروا إلى أنهم سيواصلون البحث لاستكشاف كيف يمكن أن يؤثر التعرض للفلورايد أثناء الحمل على نمو دماغ الرضع.


مقالات ذات صلة

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

العالم العربي المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)

السمنة تزيد وفيات مرضى القلب في أميركا بنسبة 180 %

أظهرت دراسة أميركية أن وفيات أمراض القلب المرتبطة بالسمنة في الولايات المتحدة زادت بنسبة 180 % بين عامي 1999 و2020.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سيدة تخضع لفحص قياس ضغط الدم باستخدام جهاز القياس التقليدي (جمعية القلب الأميركية)

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

طوّر باحثون في اليابان أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنية تصوير الفيديو لفحص ضغط الدم ومرض السكري بسرعة ودون تلامس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)
المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)
TT

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)
المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والمساعدة في إنقاص الوزن، بل والتصدي لسرطان الأمعاء والخرف.

وفيما يلي أهم الفوائد الصحية المرتبطة بالمشي يومياً في المساء، بحسب ما نقلته صحيفة «التلغراف» البريطانية:

التقليل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

وجد باحثون من جامعة ريغنسبورغ في ألمانيا، نظروا في بيانات أكثر من 86 ألف شخص في المملكة المتحدة، أن النشاط، مثل المشي، في نحو الساعة 8 صباحاً و6 مساءً، كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 10 في المائة.

ولفت الباحثون إلى أن السبب وراء ذلك قد يرجع لحقيقة أن الحركة المسائية تؤدي إلى انخفاض الالتهاب المزمن، وهو العامل الذي قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

كما يساعد المشي في المساء، وممارسة الرياضة بشكل عام، «في تحفيز الخلايا المضادة للأورام بجهاز المناعة لدينا، والتخلص من الخلايا التي قد تصبح سرطانية قبل أن تتاح لها الفرصة لتكون ضارة»، كما يوضح الدكتور جيمس كينغ، المحاضر الأول في فسيولوجيا التمرينات بجامعة لوفبورو.

التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة لندن في عام 2016، أن المشي السريع لمدة ساعة يومياً يقلل من خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 40 في المائة.

وبينما لم تبحث هذه الدراسة في أفضل وقت للمشي، فإن تحديد موعد للمشي بعد العشاء «قد يكون وسيلة رائعة للحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم الذي يحدث بعد تناول وجبة الطعام - نتيجة لتحلل الكربوهيدرات في الجسم وتحولها إلى سكر، والذي يدخل بعد ذلك إلى الدم»، كما أشار البروفسور كولين غريفز، أستاذ تغيير السلوك الصحي بجامعة برمنغهام.

وترتفع مستويات السكر في الدم بعد نحو من 15 إلى 30 دقيقة من تناول الطعام.

وقال غريفز: «يعتقد بعض العلماء أن ارتفاع السكر بعد الأكل له تأثير مهم بشكل خاص على تطور مرض السكري من النوع الثاني، حيث إن ارتفاع نسبة السكر في الدم يتلف الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس».

وأكد الدكتور كينغ أن النشاط البدني المنتظم، مثل المشي في المساء، يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل الالتهاب وتراكم الدهون في العضلات والكبد والبنكرياس، التي يمكن أن تمنع الجسم من التعامل مع السكر والدهون بشكل صحيح.

خفض خطر الإصابة بالخرف

لا يوجد دواء على هذا الكوكب يمكنه خفض خطر الإصابة بالخرف إلى النصف، لكن الدراسات تشير إلى أن المشي قد يفعل ذلك.

ووجد باحثون في جامعة سيدني، حللوا أنماط الصحة والنشاط لنحو 80 ألف شخص، أن أولئك الذين ساروا 3800 خطوة يومياً (نحو ميلين) لديهم خطر أقل بنسبة 25 في المائة للإصابة بالخرف، مقارنة بأولئك الذين لم يمشوا كثيراً على الإطلاق، في حين أن أولئك الذين ساروا 9800 خطوة يومياً (نحو 5 أميال) لديهم فرصة أقل بنسبة 51 في المائة للإصابة بالمرض.

ويقول ديفيد ستينسل، أستاذ التغذية بجامعة لوفبورو: «أظهرت الدراسات التي استخدمت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المشي لدى كبار السن، خصوصاً لو كان في المساء، يمكن أن يمنع انكماش المخ، وربما يزيد من حجم الحُصين الأيسر والأيمن (مناطق المخ المعنية بالذاكرة)».

ويقول إن هذه التغييرات ترتبط بانخفاض التدهور المعرفي لدى كبار السن وانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

ومع ذلك، لتحسين الحد من مخاطر الخرف، يجب أن يكون المشي وأشكال أخرى من التمارين مصحوبة بسلوكيات صحية أخرى، مثل اتباع نظام غذائي متوازن وعدم التدخين والحد من استهلاك الكحول، كما يؤكد ستينسل.

تحسين صحة القلب

وجدت دراسة استندت إلى بيانات أكثر من 200 ألف شخص، وامتدت لأكثر من 7 سنوات، أن المشي 2337 خطوة فقط يومياً، يقلل من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كما لفتت إلى أنه، لكل 500 خطوة إضافية - أي ما يعادل نحو 5 دقائق من المشي - ينخفض ​​الخطر بنسبة 7 في المائة.

ويقول البروفسور ستينسل: «يمكن أن يخفض المشي في المساء ضغط الدم في اليوم التالي ويخفض استجابات الدهون في الدم (الدهون الثلاثية) للوجبات في اليوم التالي. وإذا تكرر بانتظام (مثل يومياً أو كل يومين) على مدى أشهر وسنوات، فقد يقلل هذا الأمر من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية».

إطالة العمر

تشير النتائج التي توصل إليها باحثون في جامعة ليستر، الذين فحصوا مستويات النشاط لدى نحو 70 ألف شخص، إلى أن الأشخاص غير النشطين فوق سن الستين الذين يضيفون 10 دقائق من المشي السريع إلى يومهم يمكن أن يطيلوا متوسط ​​أعمارهم - بنحو 11 شهراً للنساء و17 شهراً للرجال.

وكانت فوائد إطالة العمر أفضل إذا استمر المشي لمدة 30 دقيقة.

ويقول البروفسور غريفز: «إذا قمت بذلك في المساء بعد تناول الطعام وقبل الخلود للنوم، فستحسن من صحتك وتحصل على نوم جيد وتعيش لفترة أطول».