دراسة: انخفاض هرمون التستستيرون لدى الرجال يضاعف خطر الوفاة

دراسة: انخفاض هرمون التستستيرون لدى الرجال يضاعف خطر الوفاة
TT
20

دراسة: انخفاض هرمون التستستيرون لدى الرجال يضاعف خطر الوفاة

دراسة: انخفاض هرمون التستستيرون لدى الرجال يضاعف خطر الوفاة

سلطت دراسة جديدة أجرتها جامعة غرب أستراليا ضوءا جديدا على العلاقة بين مستويات هرمون التستستيرون وخطر الوفاة لدى الرجال. وقد توصلت الى ان انخفاض هرمون التستستيرون، والذي يشار إليه غالبًا باسم «Low T»؛ هو حالة لا ينتج فيها الجسم ما يكفي من هرمون التستستيرون الجنسي الذكري. وفي حين أنه يرتبط عادة بانخفاض الطاقة والرغبة الجنسية، تشير دراسة حديثة إلى أن الآثار المترتبة على انخفاض هرمون التستستيرون تتجاوز هذه الأعراض المعروفة.

فقد كشف البحث، الذي قام بتحليل 11 دراسة سابقة شارك فيها أكثر من 24000 مشارك، عن وجود صلة قوية بين انخفاض هرمون التستستيرون وارتفاع خطر الوفاة.

وتشير النتائج إلى أن انخفاض هرمون التستستيرون يمثل مشكلة صحية حرجة، وأكثر خطورة مما تم الاعتراف به سابقًا؛ وهذا يستدعي إجراء تحقيق أعمق ومناقشة أوسع بين المهنيين الطبيين. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي، عن مجلة «حوليات الطب الباطني».

وكانت النتيجة الرئيسية هي أن الرجال الذين لديهم تركيز هرمون تستستيرون أقل من 7.4 نانومول / لتر (<213 نانوجرام / ديسيلتر) لديهم خطر أكبر للوفاة لجميع الأسباب، بغض النظر عن تركيز LH. اما الرجال الذين لديهم تركيز هرمون تستستيرون أقل من 5.3 نانومول / لتر (أقل من 153 ملغم / ديسيلتر) فزاد لديهم خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

IPD التحليل التلوي

وعلى عكس الأبحاث السابقة، استخدمت هذه الدراسة تقنية متطورة تسمى التحليل التلوي لبيانات المريض الفردية (IPD). حيث سمح هذا النهج للباحثين بالتعمق في البيانات الأولية من تسع من الدراسات المشمولة، وإعادة تحليل البيانات المجمعة للحصول على صورة أكثر وضوحًا.

وتبرز هذه الدراسة باعتبارها الأولى التي تجري تحليلًا تلويًا لـ IPD باستخدام دراسات أترابية مستقبلية رئيسية. فلقد استخدم قياس الطيف الكتلي لقياس هرمون التستستيرون، والذي يُعرف بأنه الطريقة الأكثر دقة. إذ تسمح هذه التقنية أيضًا بقياس دقيق لـ DHT والإستراديول.

إن استخدام قياس الطيف الكتلي، وهو أداة قياس دقيقة للغاية، يضمن تقييم مستويات هرمون التستستيرون بدقة. وهذا الاهتمام بالتفاصيل يعزز نتائج الدراسة ويضيف مصداقية أخرى إلى استنتاجاتها.

ومن المهم أن تتذكر أن انخفاض مستويات هرمون التستستيرون قليلاً لا يترجم تلقائيًا إلى عمر أقصر. وهذا البحث يثبت فقط وجود صلة بين انخفاض هرمون التستستيرون وزيادة خطر الوفاة. غير ان هناك عوامل عديدة، بما في ذلك الوراثة وخيارات نمط الحياة والظروف الصحية الأساسية، تؤثر جميعها على الصحة العامة وطول العمر.

والتستستيرون، على الرغم من أهميته، ليس سوى قطعة واحدة من اللغز. فإذا كنت قلقًا بشأن مستويات هرمون التستستيرون لديك، فمن الأفضل دائمًا استشارة طبيبك. يمكنه مساعدتك في تفسير نتائج هذه الدراسة في سياق ملفك الصحي الفردي والتوصية بالخطوات التالية المناسبة. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هذه الدراسة ركزت على الرجال الذين لديهم مستويات أساسية منخفضة من هرمون التستستيرون؛ أي أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة بشكل طبيعي بدلاً من تلك الناجمة عن عوامل خارجية مثل الأدوية أو الحالات الطبية.

الاتجاهات المستقبلية

في حين أن هذه الدراسة ألقت ضوءًا جديدًا على المخاطر المحتملة المرتبطة بانخفاض هرمون التستستيرون، إلا أنها فتحت أيضًا طريقًا جديدًا تمامًا للبحث.

ومن خلال تسليط الضوء على أهمية القياس الدقيق لهرمون التستستيرون والمنهجية الصارمة، فقد تم وضع معيار جديد للدراسات المستقبلية في هذا المجال؛ حيث يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من الأبحاث التي تستكشف العلاقة المعقدة بين هرمون التستستيرون والصحة في السنوات القادمة. كما سيؤدي هذا بلا شك إلى فهم أعمق لكيفية عمل هرمون التستستيرون في الجسم وكيف يمكننا تحسين مستوياته لتحقيق نتائج صحية أفضل.

أهمية الدراسة

تعد هذه الدراسة التاريخية بمثابة تذكير مهم بأن هرمون التستستيرون، مثل أي هرمون، حيث يلعب دورًا لا غنى عنه في صحة الرجال. فعلى الرغم من أنه غالبًا ما يتم وصفه كحل معجزة، إلا أن الحفاظ على مستويات هرمون التستستيرون المثالية لا يقتصر فقط على تعزيز الطاقة أو كتلة العضلات؛ ويتعلق الأمر بدعم سلسلة من العمليات الفسيولوجية التي تساهم في الصحة العامة؛ ويشمل ذلك الحفاظ على كثافة العظام وتنظيم الحالة المزاجية وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.

في هذا الاطار، يسلط البحث الضوء على المخاطر المرتبطة بانخفاض هرمون التستستيرون. ويظهر الحاجة إلى فهم تأثير هذا الهرمون على صحتنا ويدعو إلى اتباع نهج صحي استباقي. فيما تؤكد النتائج على أهمية التحدث بصراحة مع مقدمي الرعاية الصحية حول مستويات الهرمون. لأن هذه المناقشات حيوية لإدارة الصحة على المدى الطويل.

وبينما نواصل كشف أسرار هذا الهرمون الرائع، هناك شيء واحد واضح هو ان الحديث حول هرمون التستستيرون لم ينته بعد.


مقالات ذات صلة

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

صحتك البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

يُطلق على وجبة الفطور غالباً «الوجبة الأهم في اليوم»، إذ تساعد على تنشيط الأيض بعد صيام الليل. لكنَّ التخلي المتكرر عن الإفطار قد يخلُّ بإيقاع الجسم الطبيعي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك طالب يستخدم هاتفه الذكي في الولايات المتحدة (أ.ب)

هواتف ذكية للكشف عن سرطان الجلد... كيف تعمل التقنية؟

قررت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطاينا أن تبدأ بإجراء فحوصات سرطان الجلد باستخدام الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)

الصحة النفسية مرتع جديد للمعالجين المزيفين في فرنسا

يغزو أشخاص يدّعون أنهم «مدربون نفسيون» أو «مستشارون نفسيون» أو غير ذلك قطاع الصحة النفسية في فرنسا، مستغلين الطلب المتزايد وغياب التنظيم، ما ينذر بمخاطر كبيرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك 6 معلومات حول تناول البروتينات لبناء العضلات

6 معلومات حول تناول البروتينات لبناء العضلات

عضلات جسمك إما أن تستخدمها، فتحافظ على وجودها، أو تهمل استخدامها، فتفقدها.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

على الرغم من الشهرة الكبيرة التي تتمتع بها أدوية إنقاص الوزن، فإن المخاوف من استخدامها والتشكك في فاعليتها ما زالت كبيرة بين المراهقين الأميركيين

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)
البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)
TT
20

هل وجبة الفطور فعلاً مفتاح لحرق السعرات؟

البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)
البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب (رويترز)

يلعب الأيض دوراً أساسيّاً في تحويل الطعام إلى طاقة داخل الجسم، وما نأكله أو نتجنَّبه يؤثر بشكل كبير علينا.

يُطلق على وجبة الفطور غالباً «الوجبة الأهم في اليوم»، إذ تساعد على تنشيط الأيض بعد صيام طوال الليل. لكنَّ التخلي المتكرر عن الفطور قد يخلُّ بإيقاع الجسم الطبيعي، مما يؤدي إلى إحراق سعرات أقل على المدى الطويل، وزيادة الشعور بالجوع لاحقاً، وضعف تنظيم مستوى السكر في الدم.

تُبيِّن خبيرة التغذية آشلي كوف في حديثها عن تأثيرات التخلي عن الفطور يوميّاً على الصحة الأيضية، أن النتائج تختلف من شخص لآخر، لكن هناك خطوطاً عامة يمكن الانطلاق منها، وفق ما نقله موقع «شي فايندز».

«ما دمت تتناول سعرات في نهاية المطاف، فأنت تكسر صيامك خلال اليوم»، تقول كوف. إلا أنَّ توقيت ونوعية ما تتناوله بعد ذلك «لهما دور كبير في تحقيق أهدافك الصحية».

تشير كوف إلى أنَّ البدء بتناول السعرات بعد أكثر من ساعتين من الاستيقاظ قد يكون ذا فائدة في ظروف محددة، لكن إذا كنت تشرب القهوة أو الشاي مع الدهون أو تتناول المكملات، فإن الضغط المبكر على الجهاز الهضمي وفسيولوجيا الجسم يظهر بسرعة على شكل إجهاد واضطراب. وتعتمد الاستراتيجية إلى حدٍّ كبير على قدرتك على تأجيل تناول السعرات إلى ما بعد وقت مبكر جداً، لكن «غالباً ما تفشل هذه الخطة على المدى الطويل»، خصوصاً في تحقيق أهداف السيطرة على الوزن وتحسين حساسية الإنسولين.

يستفيد بعض الناس - خصوصاً الرجال الذين يتبعون صياماً متقطعاً - من تأخير الوجبة الأولى، إذ يساعدهم ذلك على تحسين حساسية الإنسولين، وضبط الوزن، وزيادة التركيز نتيجة تقليل تقلبات السكر. كما يُقلِّل استهلاكهم الإجمالي للسعرات، خصوصاً إذا كان ميلهم الأصيل هو الإفراط في الأكل ليلاً. بينما يعاني آخرون - لا سيما النساء - من اضطراب مستويات هرمونات مثل الكورتيزول والإنسولين عند تفويت الفطور، ما يترجم إلى تعب مبكر، ونوبات جوع قوية، وتقلبات مزاجية، وربما اختلال هرموني.

الحل الأمثل

إذا كنت لا تشعر بالجوع صباحاً، تنصح كوف بتحليل أسباب ذلك، مثل اضطرابات النوم أو نقص المغذيات. وتوصي باستخدام أجهزة مراقبة الغلوكوز؛ لتقييم استجابة الجسم، وتحديد النافذة الزمنية المثالية لتناول الطعام، مع مرونة التعديل حسب الظروف.

في النهاية، يعتمد تأثير تخطي الفطور على الفرد وأهدافه الصحية. استشر طبيباً قبل إجراء تغييرات غذائية جذرية، واختر الاستراتيجية المناسبة لجسمك دون تجاهل إشاراته.