ماذا يقول شكل البراز عن صحتك؟

يمكن أن يمنحنا لون البراز وشكله فكرة عما يحدث في الأمعاء والأعضاء الداخلية (أرشيفية - أبل)
يمكن أن يمنحنا لون البراز وشكله فكرة عما يحدث في الأمعاء والأعضاء الداخلية (أرشيفية - أبل)
TT

ماذا يقول شكل البراز عن صحتك؟

يمكن أن يمنحنا لون البراز وشكله فكرة عما يحدث في الأمعاء والأعضاء الداخلية (أرشيفية - أبل)
يمكن أن يمنحنا لون البراز وشكله فكرة عما يحدث في الأمعاء والأعضاء الداخلية (أرشيفية - أبل)

يعدّ شكل البراز ولونه إشارة إلى ما تسير عليه حالتنا الصحية.

وقد عمل العلماء على معرفة ما يعنيه شكل البراز، منذ أن تم تقديم مخطط «بريستول» للبراز - وهو التقييم المعياري للبراز المثالي - لأول مرة قبل 25 عاماً، ومنذ ذلك الحين، تعلم متخصصو الأمعاء وأطباء الجهاز الهضمي قدراً كبيراً من المعلومات حول عادات الأمعاء لدينا وما قد تعنيه.

ويمكن أن يظهر شكل البراز عدد كبير من الأمراض المختلفة، من قرحة المعدة إلى علامات السرطان. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور كورماك ماجي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفيات جامعة كوليدج لندن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية: «من الواضح أننا لا نستطيع رؤية ما بداخل أحشائنا بشكل طبيعي؛ فهو ليس مثل الجلد، حيث يمكنك رؤية ما يحدث؛ لذا فإن البراز يعطينا فكرة عما يحدث في أمعائنا والأعضاء الداخلية الأخرى».

مخطط «بريستول» للبراز (منصة ريسيرش جيت)

وفقاً لجولي طومسون، اختصاصية التغذية المدربة التي تعمل الآن مديرة معلومات في مؤسسة «جتس يو كي» الخيرية، تقول إنه يجب أن يكون البراز الطبيعي «سلساً، على شكل النقانق ولونه بني كستنائي».

ومع ذلك، يمكن أن يختلف اللون والسُمك بشكل كبير، اعتماداً على مزاجنا وعادات العمل والنوم وبالطبع ما نتناوله من طعام، وفقاً لمخطط بريستول للبراز، يمكن أن يكون البراز قاسياً وثابتاً مع الاحتفاظ بشكل معين، أو ليناً ومتشكلاً، أو فضفاضاً مثل اللبن المخفوق السميك، أو سائلاً وسيلاناً مثل الماء.

وأشارت دراسات الحالة المختلفة أيضاً إلى أن لون البراز يمكن أن يختلف أيضاً بشكل كبير، حيث يتحول من اللون البني القياسي إلى اللون الأخضر والأحمر والأصفر وحتى البرتقالي، حسبما أفادت صحيفة «تلغراف» البريطانية.

لا يعدّ أي من هذه الأشياء بالضرورة سبباً مباشراً للقلق، لكن الدكتور ماجي يقول إن الشيء الأساسي الذي يجب الانتباه إليه هو التغيير المستمر في عادات الأمعاء لديك والذي يستمر لأسابيع عدة. ويتابع: «تختلف حركات الأمعاء لديك من يوم إلى آخر اعتماداً على ما نأكله، وما قمنا به من نشاط، وعوامل مثل التوتر. إذا كنت تعاني من تغيرات مفاجئة تجاه الإمساك أو الإسهال لمدة يوم أو يومين ثم تعود إلى وضعها الطبيعي، فهذا أقل إثارة للقلق. ولكن إذا استمر الأمر لعدة أسابيع، فسيكون ذلك سبباً للتحدث مع طبيبك وإجراء فحص طبي».

إذن... ماذا تعني هذه التغييرات المختلفة؟

وفقاً لطومسون، فإن هذا يدل على أن محتويات الأمعاء تنتقل بسرعة كبيرة عبر الأمعاء. في حين أن هذا هو رد فعل شائع للعدوى، أو بعض الأدوية أو عدم تحمل الطعام؛ لأنه آلية الجسم الداخلية لمحاولة التخلص من السموم في أسرع وقت ممكن، فإنه يمكن أيضاً أن يكون أحد أعراض المشاكل المزمنة مثل متلازمة القولون العصبي أو مرض التهاب الأمعاء.

وتقول: «الإسهال هو أحد أعراض ضعف صحة الأمعاء ويمكن أن يكون هناك مجموعة واسعة من الأسباب المختلفة من عدوى الأمعاء أو التسمم الغذائي، وهو قصير الأجل نسبياً، إلى مرض في الجهاز الهضمي، وهذا عادة ما يكون مزمناً».

البراز أصفر

ويقرّ الدكتور ماجي: «يمكن أن يصاب الأشخاص بالبراز الأصفر لأسباب مختلفة، ويمكن أن يصابوا به أحياناً في سياق الالتهابات الفيروسية، وبعض أنواع التسمم الغذائي». ويمكن أن يحدث هذا أيضاً لأسباب غير ضارة نسبياً، مثل تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على صبغة تسمى بيتا كاروتين، الموجودة في الجزر والبطاطا الحلوة وبعض الخضراوات الورقية.

ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن أحد الأسباب الشائعة لظهور البراز باللون الأصفر أو الدهني هو احتواؤه على الكثير من صبغة صفراء تسمى البيليروبين. في حين أن البيليروبين موجود بشكل طبيعي في البراز، فإن الكميات الزائدة منه يمكن أن تشير إلى مشاكل في الكبد والبنكرياس والمرارة، أو حالات مثل مرض الاضطرابات الهضمية، حيث يؤدي تناول الغلوتين إلى مهاجمة الجسم لأنسجته. وإذا كان البراز الأصفر مصحوباً أيضاً بألم في المعدة والتعب وعسر الهضم والإمساك، فقد يشير ذلك إلى مشكلات أوسع.

البراز أخضر

يعدّ هذا أمراً طبيعياً جداً عند الأطفال حديثي الولادة وعادةً ما يكون نتيجة انتقال مكونات الحليب الصناعي أو انتقال الأطعمة الخضراء إلى الرضيع عبر حليب الأم.

وعند البالغين، يمكن أن يكون نتيجة للمواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة أو المشروبات المصنعة والتي تمنحهم لوناً أخضر أو تناول الكثير من الخضروات الخضراء. ومع ذلك، يمكن أن يمثل أيضاً تأثير المضادات الحيوية على الأمعاء، أو عدوى الأمعاء المستمرة، أو مشاكل أكثر إثارة للقلق تؤثر على الكبد.

وتقول طومسون: «يمكن أن يكون سبب البراز الأخضر أيضاً حالة تسمى إسهال الحمض الصفراوي، والصفراء هي مادة يصنعها الكبد وتساعد على هضم الدهون من الطعام. في بعض الأحيان تكون هناك مشكلة في دوران الصفراء في الجسم؛ لذلك تبقى الصفراء في البراز دون إعادة امتصاصها، وبالتالي يتغير لون البراز. يمكن أن يحدث هذا إذا كان شخص ما يعاني مرض الكبد أو المرارة أو إذا كان الشخص قد خضع لعملية جراحية في الأمعاء أو اضطرابات في الأمعاء الدقيقة».

صعب ومتكتل

يقول ماجي إن البراز المتكتل يمكن أن يكون مصحوباً في كثير من الأحيان بالإمساك، وهو أمر شائع جداً لدى بعض الأشخاص. ومع ذلك، إذا حدث ذلك فجأة ثم استمر لفترة من الوقت، فقد يكون ذلك علامة على تطور القولون العصبي أو شيء أكثر خطورة. ويتابع : «الشيء الذي يجب قوله هو أن كل شخص لديه عاداته المختلفة في الأمعاء». «قد يذهب بعض الأشخاص مرات عدة في اليوم، وبالنسبة للآخرين قد يكون ذلك مرة واحدة في اليوم. إنها التغييرات المفاجئة التي نبحث عنها. لذا؛ إذا أصيب شخص ما بالإمساك فجأة، فقد تشعر بالقلق بشأن شيء يسبب انسداداً داخل الأمعاء مثل السرطان».

براز أحمر

ويغير استهلاك الشمندر أو الأصباغ الحمراء في منتجات مثل مربى الفراولة أو كعكة المخملية الحمراء أو الكرز المعلب أو عرق السوس بالفراولة لون البراز إلى أحمر.

ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يعكس هذا وجود دماء جديدة، وهي علامة أكثر إثارة للقلق. وتقول طومسون: «قد يكون ذلك أيضاً تحذيراً من مرض في الجهاز الهضمي».

حبات من الشمندر (أرشيفية - رويترز)

ويتابع: «يجب إبلاغ طبيبك إذا لم يكن السبب هو تناول شيء واضح. يمكن أن تشمل أمراض الجهاز الهضمي مرض التهاب الأمعاء، أو النزيف بسبب الأورام الحميدة في الأمعاء، أو سرطان الأمعاء، أو ربما التسمم الغذائي الشديد. تسبب هذه الحالات وجود دم في البراز، ولكن قد يكون الدم الذي يغطي سطح البراز بسبب البواسير».

براز أبيض

كما هو الحال مع البراز الأخضر، يميل البراز ذو اللون الشاحب إلى الإشارة إلى وجود مشكلة في الطريقة التي يعالج بها الجسم المادة الصفراء، وهي المادة التي تعطي اللون عادة للبراز أثناء مروره عبر الجهاز الهضمي.

يقول الدكتور ماجي إن هذا يمكن أن يشير في كثير من الأحيان إلى وجود انسداد، وأحياناً حصوات في المرارة أو ربما ورم في البنكرياس يؤثر على تدفق الصفراء. في بعض الأحيان، يعني هذا أن البراز الشاحب يصاحبه بول داكن جداً؛ لأن الصفراء تنتهي في البول بدلاً من أن تتقدم إلى الأمعاء.

ويردف الطبيب: «إذا كان البنكرياس لا يعمل بشكل صحيح ولا ينتج الإنزيمات الطبيعية، فقد ينتهي بك الأمر أيضاً إلى براز دهني جداً؛ لأنك لا تقوم بتكسير الدهون في الأمعاء، وهذا يعني أن هناك مشكلة، ولكنها ليست بالضرورة سرطاناً».

متى يجب أن تشعر بالقلق؟

ويوصي الأطباء باستشارة طبيبك إذا لاحظت تغيراً ملحوظاً في عادات الأمعاء لديك خلال فترة زمنية لا تزول، أو تغيراً مفاجئاً وغير عادي. ومن أكثر العلامات المثيرة للقلق هو ظهور البراز باللون الأسود والقطراني؛ لأن ذلك يشير إلى حدوث نزيف في الجهاز الهضمي العلوي حتى في المعدة أو الأمعاء الدقيقة، وهو أمر يتطلب عناية طبية عاجلة.


مقالات ذات صلة

جسدية ونفسية... إليكم 7 فوائد مذهلة للاستحمام بالماء البارد

صحتك 7 فوائد مذهلة للاستحمام بالماء البارد (رويترز)

جسدية ونفسية... إليكم 7 فوائد مذهلة للاستحمام بالماء البارد

يفضّل معظم الناس الاستحمام بالماء الساخن أو الفاتر، إلا أن كثيراً من خبراء الصحة ينصحون بالاستحمام بالبارد منه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك كيف يعزّز شرب الماء بالليمون الصحة؟ (أ.ف.ب)

10 فوائد لشرب الماء بالليمون يومياً

يُعدّ بدء يومك بكوب من الماء والليمون إحدى أبسط الطرق وأكثرها فاعلية لتعزيز الصحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان (رويترز)

نجل كيم كارداشيان مصاب بالمرض... ماذا نعرف عن البهاق؟

أوضحت كيم كارداشيان أن البهاق، الذي يتسبب في فقدان بقع من الجلد للصباغ أو اللون، قد يكون وراثياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)

تؤذي أدمغتهم... دراسة تُحذر من عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم

وجدت دراسة حديثة أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم والنوم في أوقات متأخرة لهما أضرار على أجزاء مهمة من الدماغ تتعامل مع التوتر والتحكم في المشاعر السلبية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

ثمة علاقة تغلفها بعض الأوهام وبعض الحقائق بين ارتفاع ضغط الدم من جهة، والمعاناة من الصداع من جهة أخرى.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

تؤذي أدمغتهم... دراسة تُحذر من عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم

طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)
طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)
TT

تؤذي أدمغتهم... دراسة تُحذر من عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم

طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)
طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)

وجدت دراسة حديثة أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم والنوم في أوقات متأخرة، لهما أضرار على أجزاء مهمة من الدماغ تتعامل مع التوتر والتحكم في المشاعر السلبية.

وذكر موقع «كونفرزيشن» أن الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة «كولورادو» الأميركية أن الأطفال الأكثر فقراً هم أكثر عرضة لهذه الأضرار، بسبب عدم النوم بشكل كافٍ.

وعمل الباحثون على دراسة بيئة نوم عدة أطفال من مستويات مختلفة، وإجراء فحص بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم، لتحليل منطقة في الدماغ تُسمى اللوزة الدماغية وقوة اتصالاتها مع الأجزاء الأخرى من الدماغ.

وتلعب اللوزة الدماغية دوراً مهماً في معالجة المشاعر، وكمية المشاعر السلبية التي يمر بها الشخص، ويمكن أن تؤثر المواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان في وقت مبكر من الحياة على كيفية عمل اللوزة الدماغية.

ووجد الباحثون أن الأطفال في الأسر ذات الموارد الاقتصادية المنخفضة كانوا يحصلون على نوم أقل في الليل، وينامون في وقت لاحق مقارنة بالأطفال في الأسر ذات الموارد الاقتصادية الأعلى.

وفي المقابل، ارتبط عدم النوم جيداً بانخفاض حجم اللوزة الدماغية وضعف الاتصالات بينها ومناطق معالجة المشاعر الأخرى في الدماغ.

ووجد الباحثون أن هذا الارتباط بين الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، ومدة النوم وتوقيته، وحجم اللوزة الدماغية والاتصال لدى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات.

وتشير النتائج إلى أن كمية النوم وتوقيته مهمان لعمل أجزاء الدماغ المشاركة في معالجة المشاعر.

وأكد أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية والتأثير على التحصيل العلمي؛ إذ إن قلة النوم قد تجعل من الصعب على الأطفال التعامل مع التوتر وإدارة عواطفهم، وقد يكون الأطفال من الأسر أو الأحياء ذات الموارد الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة أكثر عرضة لخطر مشاكل الصحة العقلية المرتبطة بالتوتر، ويرجع ذلك جزئياً إلى الآثار السلبية لبيئتهم عليهم.

وقال الباحثون إنه خلال مرحلة الطفولة يتطور الدماغ بوتيرة سريعة؛ ولهذا السبب، يمكن أن تكون لتجارب الطفولة تأثيرات على وظائف المخ تدوم مدى الحياة. ويمكن أن تستمر المشاكل منذ الطفولة طوال الحياة.

وتعزز النتائج التي توصل إليها الباحثون أهمية ضمان حصول جميع الأسر على موارد اقتصادية كافية لإعالة أطفالهم حتى لا يتعرضوا لمشاكل صحية.