عدسات لاصقة «ذكية» لكشف أمراض العيون

العدسات اللاصقة قد تتحول إلى وسيلة لاكتشاف أمراض العيون (رويترز)
العدسات اللاصقة قد تتحول إلى وسيلة لاكتشاف أمراض العيون (رويترز)
TT

عدسات لاصقة «ذكية» لكشف أمراض العيون

العدسات اللاصقة قد تتحول إلى وسيلة لاكتشاف أمراض العيون (رويترز)
العدسات اللاصقة قد تتحول إلى وسيلة لاكتشاف أمراض العيون (رويترز)

طوّر باحثون صينيون عدسات لاصقة «ذكية» للكشف عن التّغيرات في ضغط العين التي تشير إلى احتمال الإصابة بمرض الغلوكوما.

وأوضح الباحثون في معهد بكين للتكنولوجيا، أن نموذجهم الأولي للعدسة الذكية، يمكنه قياس ضغط العين وإرسال إشارات لاسلكية إلى أجهزة الكمبيوتر، لتمكين الأطباء من الكشف المبكر عن الغلوكوما، وذلك حسب نتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، في دورية «الجمعية الكيميائية الأميركية».

ويؤثر الغلوكوما على نحو 70 مليون شخص عالمياً، وهو مرض يصيب العين ويمكن أن يسبّب فقدان البصر الدائم إذا لم يُعالج.

ووفق الباحثين، فإن نحو نصف المصابين لا يدركون إصابتهم بهذه الحالة، وغالباً لا تُكتشف إلّا من خلال الفحوصات الروتينية للعين، ويمكن أن يحدث هذا بعد وقوع الضرر بالفعل.

وتتطور الغلوكوما عندما يتضرر العصب البصري نتيجة لارتفاع الضغط داخل العين بسبب تراكم السوائل في الجزء الأمامي من العين.

وحسب الدراسة، يصعب الكشف المبكر عن المرض، نظراً لصعوبة مراقبة تغيرات ضغط العين بشكل مستمر، ولكنه مهم للغاية للحد من فقدان البصر.

وطور الباحثون نموذجاً أولياً لعدسات لاصقة قادرة على قياس ضغط العين بدقة، متجاوزة التحديات التي تفرضها تقلبات درجات الحرارة.

وهذه العدسات، التي تنقل الإشارات لاسلكياً، تتيح الكشف المستمر والمريح عن الزيادات الطفيفة في ضغط العين، وهي مؤشرات حاسمة لتشخيص الغلوكوما.

وتحتوي العدسات على دائرتين حلزونيتين صغيرتين، كلٌ منهما بنمط اهتزاز طبيعي فريد يتغيّر عندما يتم تمديده بمقادير ضئيلة، ناتجة عن التغيرات في ضغط العين وقطرها.

ووُضعت الدائرتان المتصلتان بجهاز الكمبيوتر لاسلكياً، بين طبقات من مادة «البولي ديميثيل سيلوكسان» وهي مركب سيليكون عضوي شائع في صناعة العدسات اللاصقة، نظراً لخصائصه؛ كالشفافية، والمقاومة للماء، والمرونة، ومقاومة الحرارة، ما يجعله مثالياً لصنع عدسات مريحة وآمنة.

وفي الاختبارات المعملية، وضع الباحثون العدسات الجديدة على 3 عينات من عيون الخنازير مع التّحكم في ضغط العين ودرجات الحرارة.

وراقبت العدسات اللاصقة الجديدة ضغط العين، ونقلت لاسلكياً بيانات الضغط من 50 إلى 122 درجة فهرنهايت.

ويقول الباحثون إن تصميم عدستهم اللاصقة الذكية قد يُساعد في الكشف المبكر الدقيق ومراقبة الغلوكوما، حتى في مجموعة واسعة من درجات الحرارة، وسيواصلون أبحاثهم لاختبار فاعلية وأمان تلك العدسات في الكشف المبكر عن أمراض العيون.


مقالات ذات صلة

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

يوميات الشرق هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان، أنّ الوصول إلى مستوى عين المريض عند التحدُّث معه حول تشخيصه أو رعايته، يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في العلاج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يركبون على ظهر عربة وهم يحملون أمتعتهم في غزة (أ.ف.ب)

غزة: تحذير من انتشار فيروس شلل الأطفال بين النازحين

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، من انتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض بين جموع النازحين في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق يستطيع الفنّ أن يُنقذ (إكس)

معرض هولندي زوّاره مُصابون بالخرف

لم تكن جولةً عاديةً في المعرض، بل مثَّلت جهداً متفانياً للترحيب بالزوّار المصابين بالخرف ومقدِّمي الرعاية لهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك خلال تدريب رياضي للأولمبياد في مرسيليا بفرنسا 25 يوليو 2024 (رويترز)

مخاطر صحية على الرياضيين والمشجعين في «أولمبياد باريس 2024»

تظهر مخاطر صحية على الرياضيين والمشجعين في أولمبياد باريس غير مخاطر السباحة بنهر السين هي حمى الضنك وغيرها من الالتهابات المنقولة التي تثير القلق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك توجد «المواد الكيميائية الأبدية» في عدد من المنتجات المصنعة مثل المقالي غير اللاصقة (أرشيفية - أ.ف.ب)

مرض في مطبخك... ما «إنفلونزا التيفلون»؟

في الوقت الذي ينتشر فيه استخدام الأواني غير اللاصقة حول العالم، ووسط هذا الإقبال، ربما لا نعلم ما تحمله من أمراض قد نتعرض لها باستخدامها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
TT

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)
أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية، في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة، في 3 أيام فقط.

قال صامويل آي ستوب، الذي قاد الدراسة المنشورة، الجمعة، في «مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية»: «تهدف العلاجات الحالية إلى إبطاء تقدُّم المرض أو تأجيل عملية استبدال المفصل».

وأضاف خبير الطبّ النانوي التجديدي، وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية في الجامعة: «لا خيارات تجديدية، لأنّ البشر لا يمتلكون القدرة على تجديد الغضروف في مرحلة البلوغ».

ووفق الدراسة، يمكن للمرضى الذين يعانون هشاشة العظام الشديدة، أن تتآكل الغضاريف لديهم لدرجة أن المفاصل تتحوّل بشكل أساسي إلى عظم فوق عظم؛ أي من دون وسادة بينهما. وليس هذا مؤلماً بشكل لا يُصدَّق فحسب، بل إنّ تلك المفاصل لا تكون قادرة على العمل بشكل صحيح. في هذه المرحلة، يصبح العلاج الفعال الوحيد هو جراحة استبدال المفصل، وهي عملية مُكلفة وتتطلّب تدخلاً جراحياً.

وتُعدّ هشاشة العظام «مرضاً تنكسياً» تتحلّل فيه الأنسجة في المفاصل بمرور الوقت، وهي مشكلة صحّية شائعة وسبب رئيسي للإعاقة. وبدءاً من عام 2019، كان نحو 530 مليون شخص حول العالم يعانون هشاشة العظام، وفقاً لـ«منظّمة الصحّة العالمية».

وكان باحثو جامعة نورث وسترن قد ابتكروا، في نوفمبر (تشرين الثاني)، 2021 علاجاً جديداً قابلاً للحقن، يستغل ما يُعرف بـ«الجزيئات الراقصة» سريعة الحركة لإصلاح الأنسجة وعكس الشلل، بعد إصابات شديدة في النخاع الشوكي.

والآن طبَّقت المجموعة البحثية نفسها الاستراتيجية العلاجية عينها على خلايا الغضروف البشرية التالفة. وفي الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أنه مع زيادة الحركة الجزيئية، زادت فاعلية العلاج أيضاً. وبعبارة أخرى، كانت حركات «الرقص» للجزيئات حاسمة لتحفيز عملية نمو الغضروف.

وقال ستوب، في بيان عبر موقع الجامعة: «عندما لاحظنا للمرّة الأولى التأثيرات العلاجية للجزيئات الراقصة، لم نجد ما يمنع من تطبيقها على الحبل الشوكي فقط».

وأضاف: «لاحظنا التأثيرات نفسها في نوعين من الخلايا منفصلَين تماماً بعضهما عن بعض؛ خلايا الغضروف في مفاصلنا والخلايا العصبية في دماغنا وخلايا الحبل الشوكي. وهذا يجعلني أكثر ثقة في أننا ربما اكتشفنا ظاهرة علمية يمكن أن تنطبق على عدد من الأنسجة الأخرى».

وتتألّف الجزيئات الراقصة، المُبتكَرة سابقاً في مختبر ستوب، من عشرات إلى مئات الآلاف من الجزيئات التي تُشكّل معاً أليافاً نانوية صناعية تحمل إشارات قوية للخلايا. ومن خلال ضبط حركتها الجماعية وفق بنيتها الكيميائية، اكتشف ستوب أنه يمكنها العثور بسرعة على المستقبلات الخلوية بالجسم، والتفاعل معها بشكل صحيح. فبمجرّد دخولها إليه، تصبح قادرة على التواصل مع الخلايا الطبيعية.

وشدّد على أنه «بعد 3 أيام، أنتجت الخلايا البشرية الطبيعية المعرَّضة للتجمّعات الطويلة من الجزيئات الراقصة الأكثر حركة، كميات أكبر من مكوّنات البروتين اللازمة لتجديد الغضروف».

وأضاف: «بالنسبة إلى إنتاج أحد المكوّنات الأساسية في مصفوفة الغضروف، والمعروف باسم الكولاجين الثاني، كانت الجزيئات الراقصة أكثر فاعلية من البروتين الطبيعي الذي يؤدّي هذه الوظيفة».