أصول طريفة لتسميات أشهر 15 دواء

أسماء علمية وتجارية مركَّبة تعبر عن مفعولها العلاجي

أصول طريفة لتسميات أشهر 15 دواء
TT

أصول طريفة لتسميات أشهر 15 دواء

أصول طريفة لتسميات أشهر 15 دواء

العقاقير مركبات كيميائية تُستَعملُ طبياً دواءً لعلاج الحالات المرضية أو الوقاية منها... ويكون للأدوية عدّة أسماء

مراحل تسمية الدواء

تمر التسميات تلك بعدة مراحل متسلسلة، هي:

- عند اكتشافه للمرة الأولى، يُعطى الدواءُ اسماً كيميائيّاً «علمياً» يصف التركيب الذري أو الجزيئي للعقار. وبذلك، يكون الاسم الكيميائي طويلاً وشديد التعقيد وصعباً للاستخدام العام.

- ثم يُعطى الدواءُ بعدَ الموافقة عليه من قِبَل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)»، مثلاً، اسماً «عاماً» رسمياً (Generic)، ويُحدَّد الاسم العام، في الولايات المتحدة، من قبل هيئة رسمية - مجلس الأسماء المعتمدة في الولايات المتحدة.

- ثم يُعطى اسماً «تجارياً» (Brand) مُسَجَّل المِلكِيَّة (Proprietary) أو ذا علامة تجارية (Trademark). ويُطوَّر الاسم التجاري من قِبَل الشركة التي تطلب الموافقة على الدواء، ويُحدَّد على أنَّه ملكية حصرية لتلك الشركة.

وعلى سبيل المثال، ولتوضيح مدى «التعقيد الشديد» في الأسماء الكيميائية للأدوية، و«بساطتها النسبية» في الأسماء العامة والتجارية:

- دواء «تايلينول» Tylenol اسم لـ«العلامة التجارية»، واسمه «العام» هو أسِيتامينوفين Acetaminophen، والاسم «الكيميائي» له هو «2 - Chloro - N - (4 - Hydroxyphenyl) Acetamide».

- دواء «الفاليوم» (Valium) اسم لـ«العلامة التجارية»، واسمه «العام» هو الديازيبام Diazepam، والاسم «الكيميائي» له هو: «7 - chloro - 1 - methyl - 5 - phenyl - 1.3 - dihydro - 2H - 1، 4 - benzodiazepine - 2 - thione».

- دواء «نيكسيوم» (Nexium) اسم لـ«العلامة التجارية»، واسمه «العام» هو «إيزوميبرازول» (Esomeprazole)، والاسم «الكيميائي» له هو «5 - Methoxy - 2 - [[(4 - methoxy - 3.5 - dimethylpyridin - 2 - yl)methyl]sulphanyl] - 1H - benzimidazole».

وعندما تكون الأدوية تحت حماية براءات الاختراع (Patent Protection)، تقوم الشركة بتسويقها بالأسماء التجاريَّة التي تختارها. أمَّا عندما تكون خارج براءات الاختراع Off Patent Protection (غير محمية ببراءات اختراع)، يجوز للشركة عندها تسويق منتجاتها؛ إمَّا تحت اسم عام أو اسم تجاري. ويجب على الشركات الأخرى، التي حصلت على موافقة تسويق الأدوية خارج براءات الاختراع، أن تستخدمَ الاسم العام نفسه، ولكن يمكنها استحداث اسم تجاري جديد خاص بها. ونتيجة لذلك، يمكن بيع نفس الدواء إمَّا تحت الاسم العام (مثل «إيبوبروفين» Ibuprofen) أو تحت أحد الأسماء التجارية العديدة (مثل «أدفيل» Advil أو «موترين» Motrin).

ويجب أن تكون الأسماء العامة والتجارية مميَّزة، لمنع حدوث خطأ مع دواءٍ آخر عند كتابة وصفة الأدوية، أو عندَ صرف الوصفات الطبية.

وثمة أسباب لطريقة انتقاء تسميات الأدوية، سواء الاسم العام أو الاسم التجاري. حيث تكون غالبية الأسماء العامة نسخة مختصرة من الاسم الكيميائي للدواء أو من تركيبه. وفي المقابل، يغلب على الأسماءِ التجاريَّة أن تكون لافتة للنظر؛ بأن ترتبط بالغاية من استعمال الدواء غالباً، كي تكون سهلة التذكُّر نسبيّاً.

أصول أدوية شائعة الاستعمال

وإليك مجموعة من 15 دواء شائعَ الاستخدام، وأصل مكونات التسميات الخاصة بها:

1. «الأسبرين» (Aspirin). أحد أكثر الأدوية شيوعاً في العالم. ويتكون من حمض الساليسيليك. وكان يُطلق على حمض الساليسيليك اسم «Spirsäure» باللغة الألمانية في القرن التاسع عشر. وهذه الكلمة تأتي من «Spiraea» وهو اسم نبات الصفصاف الذي تم تنقية حمض الساليسيليك منه. وقام فيليكس هوفمان، الذي قام بتصنيع الدواء أثناء عمله في شركة «باير»، بإضافة حرف «A» للأسيتيل في مقدمة الكلمة الألمانية للحمض، وتم تسجيل براءة اختراعه باسم «الأسبرين».

2. دواء «البنسلين» (Penicillin). وهذه كلمة صاغها ألكسندر فليمنغ الذي نال جائزة «نوبل» لأبحاثه حول البنسلين. والاسم مشتق من فطر Penicillium notatum الذي لاحظ فليمنغ خصائصه المضادة للبكتيريا. ويأتي اسم هذا الفطر من شكله الذي يشبه فرشاة الرسم التي تعني باللاتينية (Penicillus).

3. دواء «غلوكوفاج» (Glucophage)، وهو دواء شهير جداً ضمن أدوية علاج مرض السكري وضبط مستويات سكر الغلوكوز في الدم. والشق الأول مأخوذ من الجلوكوز «Gluco»، والشق الآخر مأخوذ من كلمة «تناول الطعام» (Phage) باللغة اليونانية.

4. دواء «لازيكس» (Lasix)، وهو من أشهر أدوية القلب، حيث يعمل مُدرّاً للبول. والاسم مأخوذ من بداية كلمة «يستمر» (Last)، والشق الآخر من كلمة «6» (Six)، لأن مفعوله في إدرار البول يستمر لمدة 6 ساعات في الغالب.

5. دواء «المورفين» (Morphine). وهو من أشهر الأدوية المخدرة المُسكنة للألم الشديد على الإطلاق، والواسع الاستخدام طبياً لتلك الدواعي. وأصل التسمية من «مورفيوس» (Morpheus) إله الأحلام اليوناني.

6.دواء «وارفارين» (Warfarin)، وهو الأشهر على الإطلاق من بين الأدوية المميعة للدم والمانعة لتخثر الدم (Anticoagulation). ويأخذ الوارفارين اسمه من الاختصار (WARF)، أي «مؤسسة أبحاث خريجي ولاية ويسكونسن» (Wisconsin Alumni Research Foundation) حيث تم اكتشافه. والشق الآخر (Arin)، يأتي من نهاية كلمة «الكومارين» (Coumarin) التي هي فئة الأدوية التي ينتمي إليها «الوارفارين».

7. دواء «النيستاتين» (Nystatin). وهو من أشهر الأدوية المضادة للفطريات في الفم أو المهبل أو الجلد. والشق الأول (Nys) من الاسم مأخوذ من جملة «مختبر وزارة الصحة بولاية نيويورك» (New York State)، حيث تم اكتشافه فيها عام 1954. والشق الآخر من اسم فئة الأدوية المضادة للفطريات (Tatin).

8. دواء «بروتونيكس» (Protonix)، وهو أيضاً من أشهر أدوية خفض إنتاج المعدة للأحماض. ويستخدم على نطاق واسع في معالجة قروح المعدة والتهابات المعدة والمريء، عبر خفض نشاط مضخات البروتون المنتجة للأحماض في المعدة. (Proton Pump Inhibitors)، والشق الأول مأخوذ من مضخات البروتون (Proto)، والشق الآخر من كلمة «إلغاء» بالإنجليزية (Nix)، أي يلغي عمل المضخات المنتجة لأحماض المعدة.

9. دواء «سوناتا» (Sonata). وهو الاسم التجاري لعقار «زاليبلون» الذي يعالج الأرق ويسهل النوم. والشق الأول من الاسم مأخوذ من كلمة «سونا» (Sona)، وتعني «النعاس» باللغة البرتغالية.

10. دواء «فاليوم» (Valium). وهو من الأدوية الشهيرة، ويُستخدم بشكل واسع منذ عدة عقود في تسهيل النوم واسترخاء الدماغ والعضلات. والتسمية مأخوذة من كلمة «فالي» Vale، وهي كلمة لاتينية تعني «ليلة سعيدة».

تسميات مركبة

11. دواء «أكتيجال» (Actigall). وهو دواء يعمل على إذابة حصوات المرارة وعلى منع تكوينها في كيس المرارة. والتسمية تعني «يعمل على المرارة». والشق الأول أُخذ من كلمة «يعمل» بالإنجليزية (Act). والشق الآخر أُخذ من بداية اسم «المرارة» بالإنجليزية (Gallbladder).

12. مرهم «باكتروبان» (Bactroban). هو مستحضر على هيئة مرهم موضعي يعمل مضاداً للبكتيريا، ويُستخدم لعلاج الالتهابات الجلدية البكتيرية. وبداية التسمية مأخوذة من كلمة بكتيريا «Bactro»، والشق الآخر منها من كلمة «منع» بالإنجليزية (Ban).

13.دواء «إيمند» (Emend). وهو دواء يستخدم بشكل وقائي استباقي لمنع الغثيان والقيء الذي قد يحدث بسبب تلقي مريض السرطان للعلاج الكيميائي، وليس للمعالجة بعد حصول الغثيان أو القيء. والشق الأول من الاسم مأخوذ من بداية كلمة «قيء» بالإنجليزية (Emesis)، والشق الآخر مأخوذ من كلمة «نهاية» بالإنجليزية (End).

14.دواء «سيريباكس» (Serepax). وهو من الأدوية المُستخدمة لتهدئة القلق والاكتئاب. والشق الأول من التسمية (Sere) مأخوذ من كلمة «هادئ» بالإنجليزية (Serene)، والشق الآخر من كلمة «Pax»، بمعنى «سلام» بالإنجليزية.

15.دواء «فلوماكس» (Flomax). دواء يستخدم في علاج تضخم البروستاتا الحميد، وهي حالة تسبب محدودية تدفق كمية البول. والعنصر النشط في «فلوماكس»، «تامسولوسين» (Tamsulosin)، هو مانع مستقبلات ألفا. أي أنه الدواء الذي يعزز تدفق البول: «Flo» من Flow«، بأقصى حد Max من Maximum.

ماذا يهم المريض من اختلاف أسماء الأدوية؟

معرفة المريض بأسماء أنواع الأدوية التي يتناولها، ومقدار جرعة كل منها، وأوقات تناولها، وكيفية التصرف إن نسي تناول بعضها، من الأمور المعقدة، التي تتسبب بتداعيات سلبية حال عدم وضوحها للمريض، وفق ما تشير إليه عشرات الدراسات الطبية التي تم إجراؤها في أماكن مختلفة من العالم.

والأضرار الصحية الناجمة عن الأخطاء التي قد يقع المريض فيها من تلك الجوانب، قد تكون كارثية. رغم أنه يُمكن منع حصولها بشيء من الاهتمام والتوضيح للمرضى.

ومع ظهور أنواع تجارية مختلفة من الدواء ذاته، ومع تغير تزويد الصيدليات للمرضى بأنواع مختلفة في كل مرة لنفس المركب الكيميائي للدواء نفسه، يجد كثير من المرضى صعوبات جمة في معرفة أي منها عليهم تناوله. وهو ما تنبهت له الأوساط الطبية منذ عدة عقود، ولا تزال تتحدث عنه وعن أهمية تعامل الأطباء والصيادلة معه بشكل يُفيد المريض.

وكذلك أثبتت عدة دراسات إكلينيكية أن اعتماد المريض على الخواص الفيزيائية الظاهرية للدواء الذي تعود تناوله، مثل شكل القرص أو الكبسولة الدوائية، أو لونها، أو حجمها، أو شكل العبوة الكرتونية له، هو سبب مهم للغاية في حصول أخطاء تناول المرضى للأدوية. وذلك مقارنة بمعرفة المرضى بأسماء الأدوية الموصوفة لهم ومقدار جرعاتها بالأرقام.

ولذا، ووفق ما أفادت به دراسة قديمة لباحثين من جامعة نورث وسترن في شيكاغو، تم نشرها في ديسمبر (كانون الأول) 2013 بمجلة «Journal of Health Communication»، فإنه «يكافح العديد من المرضى من أجل تحديد جرعة الدواء الموصوفة لهم، بشكل صحيح؛ ما قد يؤدي إلى علاج أقل فعالية أو حتى ضرر. وأصبحت الوصفات الطبية العامة شائعة بشكل متزايد. وقد يتغير مظهرها، مما يزيد من التعقيد. وأولئك الذين اعتمدوا فقط على الخصائص الفيزيائية (الحجم والشكل واللون) لأدويتهم، كان التزامهم أسوأ، وكانت لديهم معدلات أقل بكثير للتحكم في ضغط الدم وزيادة خطر دخول المستشفى.

وقد تكون القدرة على تحديد الأدوية الموصوفة بالاسم مفيدة في الفحص والاستجابة للمرضى المعرضين لخطر أكبر لارتكاب أخطاء دوائية أو أن يكونوا أقل تفاعلاً مع نظامهم لأغراض الالتزام».

والحل الجذري لهذه المشاكل إحضار المريض لما لديه من أدوية يتناولها بانتظام في المنزل، عند توجه للصيدلية لتسلم إمداد جديد من تلك الأدوية. وهو ما يُتيح للصيدلي فرصة ذهبية لخدمة المريض بدقة وتوضيح جميع الأمور التي على المريض إدراكها حول تناول أدوية معالجة حالاته المرضية التي يعاني منها.

كما أن الحل الآخر البسيط هو احتفاظ المريض بصورة «واضحة» لحروف الكتابات، يأخذها بكاميرا هاتفة الجوال، للعبوات الكرتونية أو العبوات القصديرية، لجميع الأدوية التي يتناولها، ويحتفظ بها ليبرزها للطبيب أو الصيدلي عندما يسأله عن أنواع الأدوية التي يتناولها بانتظام. ولكن يظل الأساس معرفة المريض من الطبيب أو الصيدلي مباشرة، لأسماء الأدوية، ودواعي تناولها، ومقدار جرعاتها، وأوقات تناولها، وكيفية العمل إذا نسي تناول أي منها.


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
TT

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

إذا كنت تعاني من التهاب في الحلق والزكام، فهل يعني هذا أنه يجب عليك إجراء اختبار «كوفيد-19»؟ على مر السنوات الماضية، تحول «كوفيد-19» من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً.

وعلى الرغم من أن «كوفيد-19» لا يزال «مميتاً» ويتسبب في أعراض طويلة الأمد لبعض الأشخاص، فإن معظم الناس يتعافون منه دون مضاعفات. وفي هذه المرحلة، ينظر الكثيرون إلى الفيروس على أنه مشابه للإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ونظراً لهذا التحول في التفكير، فمن المفهوم أن نتساءل عما إذا كان يجب علينا إجراء مسحة فيروس «كورونا» في كل مرة نشعر فيها بالمرض، أو أنه بإمكاننا افتراض إصابتنا بـ«كوفيد-19» دون إجراء الاختبار والمضي قدماً في حياتنا، وما الذي يوصي به أطباء الأمراض المعدية؟

أعراض كوفيد التي يجب التنبّه لها

قبل أن نتعمق في التوصيات المتعلقة بالاختبار، من المهم أن نكون على دراية بالأعراض التي يجب الانتباه لها في البداية. ويقول ويليام شافنر، اختصاصي الأمراض المعدية والأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت الأميركية، لمجلة «هيلث»: «إنها حقاً أعراض تشبه نزلات البرد... لكن معظم نزلات البرد لا تسبب لك حمى، أما كوفيد فيسبب الحمى».

بدوره، يقول توماس روسو، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية بجامعة بافالو في نيويورك: «مع السلالات المنتشرة الحالية، فإن التهاب الحلق شائع جداً، إلى جانب احتقان الجيوب الأنفية، كما سيصاب بعض الأشخاص بالسعال».

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، تشمل أعراض كوفيد الشائعة الأخرى ما يلي: فقدان حاسة التذوق أو الشم، الإرهاق وآلام العضلات أو الجسم، الصداع، الغثيان أو القيء، الإسهال، وقد يعاني الأشخاص الذين يصابون بحالات أكثر شدة من أعراض مثل صعوبة التنفس أو الألم المستمر أو الارتباك أو صعوبة البقاء مستيقظاً.

هل لا يزال الاختبار أمراً يوصى به؟

أصبح موقف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن الاختبار أكثر ليونة مما كان عليه في السابق، وفقاً لموقع «هيلث». وفي حين حثت الهيئة ذات يوم بإلزامية إجراء الاختبار، فإنها توصي الآن بإجراء الاختبار «للمساعدة في معرفة ما إذا كنت مصاباً بكوفيد أم لا حتى تتمكن من تحديد ما يجب عليك فعله بعد ذلك، مثل الحصول على العلاج لتقليل خطر الإصابة بنسخة أشد من الفيروس» دون إشارة لإلزامية إجراء الاختبار.

وكان الأطباء الذين تحدث إليهم موقع «هيلث» منقسمين حول هذا الموضوع. فبينما يذهب شافنر لعدم إلزامية إجراء الاختبار، يوصي روسو عموماً بأن يختبر الناس أنفسهم «لمعرفة ما يتعاملون معه»، ويقول: «لا يزال كوفيد أكثر فتكاً من الإنفلونزا».

من يجب أن يخضع لاختبار كوفيد؟

يرى شافنر أن بعض الأشخاص، على وجه الخصوص، يجب أن يخضعوا للاختبار إذا ظهرت عليهم أعراض كوفيد، ​​ويشمل ذلك الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن، وأولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، والأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الربو والسكري والسمنة والحمل.

ويوصي الأشخاص الذين يتعاملون مع الأفراد المعرضين للخطر، مثل أولئك الذين يعملون أو يعيشون مع كبار السن أو الأشخاص الذين لديهم أحباء مصابون بالسرطان، بأن يختبروا أنفسهم أيضاً إذا ظهرت عليهم أعراض.