لماذا يؤلمني ظهري؟

84 % من الأميركيين يعانون من آلامه في مرحلة ما من حياتهم

لماذا يؤلمني ظهري؟
TT

لماذا يؤلمني ظهري؟

لماذا يؤلمني ظهري؟

بعدَ أن حملتِ حفيدك البالغ وزنه 30 رطلاً (13.61 كيلوغرام) مراراً خلال عطلة نهاية الأسبوع، ها أنت تدفعين الثمن؛ أسفل ظهرك ينبض بالألم. مرحباً بك في منتدى كبير جداً: إذ يُعاني نحو 84 في المائة من الأميركيين من آلام أسفل الظهر في بعض مراحل حياتهم.

أعراض متفاوتة

في حين أن معظم حركاتنا الرئيسية تتعلق بالظهر، فإن آلام الظهر لا تأتي بالتساوي. يمكن أن تتفاوت الأعراض بشكل واسع؛ من الألم الخفيف المستمر، إلى الألم الحاد والشديد، أو التشنجات. في بعض الأحيان يمكننا تحديد بالضبط متى حدث ألم الظهر - مثل ما بعد الوقوع أو رفع جسم ثقيل - ولكن في كثير من الأحيان، لا يحدث شيء محدد لإثارة الألم.

يقول الدكتور جويرج إيرمان، طبيب الروماتيزم في «مستشفى بريغهام والنساء» التابع لجامعة هارفارد: «الأمر معقد قليلاً؛ لأنه في كثير من حالات ألم الظهر، لا نعرف حقاً من أين ينبع الألم بالضبط، لكن الرسالة المهمة هي أنه أمر شائع للغاية، ومن المرجح أن يتلاشى على مدى من أيام إلى أسابيع».

الألم الحاد والألم المزمن

إذا كان ألم الظهر لديك بدأ خلال الشهر الماضي، فإنه يُعدّ حاداً (قصير المدى). غالباً ما يُصنف الأطباء ألم أسفل الظهر بأنه غير مُحدد، وهذا يعني أنهم لم يتمكنوا من تحديد سبب أساسي لحدوثه.

* الآلام العضلية

وغالباً ما تكون آلام الظهر غير المحددة عضلية بطبيعتها. يعني ذلك أنك قد قمت بسحب أو إجهاد العضلات أو الأنسجة الرخوة الأخرى؛ مثل الأوتار والأربطة.

يحدث السحب والإجهاد عادة في لحظة واحدة، ويظهر على شكل ألم حاد فجائي يزداد عند التحرك أو الالتواء. قد تشعرين أيضاً بالتصلب والألم وتجدين صعوبة في الوقوف بشكل مستقيم. إذا كنت قد سقطت أو أصبت نفسك بطريقة أخرى، فقد يكون من الملاحظ وجود كدمات وتورمات في منطقة محددة من ظهرك.

*الآلام غير العضلية

عندما لا يكون الألم من النوع العضلي، فمن الممكن أن يكون السبب في آلام الظهر قائمة طويلة من الحالات التي غالباً ما تنشأ مما تسمى «المشاكل الميكانيكية في أقراص العمود الفقري» (وهي مُمتصات الصدمات بين فقرات العمود الفقري) أو، بشكل أقل شيوعاً، الالتهاب في العمود الفقري.

تؤدي هذه الحالات في الغالب إلى الألم طويل الأمد أو المتكرر. عندما يستمر الألم لأكثر من 3 أشهر، يُعدّ مزمناً. يقول الدكتور إيرمان: «إنه تمييز مهم؛ لأن أنواع المشكلات التي يمكن أن تسبب الألم الحاد أو المزمن في الظهر مختلفة».

تفتق الأقراص والالتهابات

وتشمل الأسباب غير العضلية:

-«الأقراص الفقرية المنفصلة (المنفتقة) herniated discs»، التي قد تضغط على الأعصاب الشوكية المحيطة.

- «التهاب المفاصل الوجيهية (المفاصل الناتئية) osteoarthritis of a facet joint»، الذي قد يُضيّق المساحة حول الحبل الشوكي.

-داء المفاصل التنكسي degenerative disc disease»، حيث تتقلص الأقراص ويصبح العمود الفقري أقل مرونة.

-«كسور في عظام العمود الفقري (الفقرات) fractures of spinal bones (vertebrae)».

-«التهاب المفاصل الفقاري المحوري (axial spondyloarthritis)»، وهو حالة التهابية في العمود الفقري، حيث يكون ألم الظهر عادة أسوأ في الصباح ويخف بالحركة.

يقول الدكتور إيرمان: «هناك بعض الأمور السيئة التي يمكن أن تسبب ألم أسفل الظهر، ولكن في معظم الحالات، يكون الظهور المفاجئ له نتيجة إجهاد عضلي أو إصابة».

أساليب العلاج

الوقت والعلاجات المنزلية تفي بالغرض في معظم حالات ألم الظهر الحاد. بينما قد لا تشعرين بالرغبة في الحركة إذا كنت في حالة من الكدر الشديد، يمكن أن يساعدك المشي القصير وتمارين التمدد اللطيفة في الحفاظ على استرخاء العضلات وتسريع عملية التعافي. وتشمل التدابير الأخرى تناول مسكنات الألم المضادة للالتهاب مثل إيبوبروفين (أدفيل، موترين) أو نابروكسين (أليف) والمناوبة في استعمال الحرارة والثلج.

فكري في زيارة طبيب عندما يكون ألم الظهر الذي هاجمك فجأة لا يزال مستمراً. يقول الدكتور إيرمان: «إذا استمر الألم بشكل كبير بعد أسبوعين، فإنك بحاجة إلى تقييم من قبل الطبيب».

بعد تخفيف الأعراض، قد يقترح طبيبك أيضاً العلاج الطبيعي الذي يتضمن التمدد وممارسة التمارين. يقول الدكتور إيرمان: «غالباً لا نقوم بالأشياء التي يستحقها عمودنا الفقري، التي تتضمن تقوية العضلات الأساسية التي تدعمه».

إذا كان ألم أسفل الظهر ترافقه أعراض إضافية، فقد تكون المشكلة أكثر خطورة. وتشمل الأعراض المثيرة للقلق الحمى والرعشة (القشعريرة)، وفقدان الوزن غير المُفسر، والألم الذي ينتشر إلى أسفل الساقين، ومشكلات الأمعاء أو المثانة، والضعف، والتنميل، أو الوخز في إحدى الساقين أو كلتيهما. ينبغي أن تحفزك هذه العلامات على إجراء التقييم الطبي الفوري.

يقول الدكتور إيرمان: «يعتمد الأمر على مدى سوء الأعراض لديك، ولكنك بالتأكيد لا ينبغي لك الانتظار إذا لم تتمكني من التبول، بل توجهي إلى قسم الطوارئ. ولكن إذا كنت تعانين من ألم حاد في ساقك، فالذهاب إلى الرعاية العاجلة في اليوم التالي قد يكون مناسباً لك».

* «رسالة هارفارد - مراقبة صحة المرأة» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.