نقص هرمون الذكورة

استشارات

نقص هرمون الذكورة
TT

نقص هرمون الذكورة

نقص هرمون الذكورة

* أظهر تحليل هرمون الذكورة انخفاضاً في مستواه لدي... ماذا يعني ذلك؟ وما أسبابه؟

- هذا ملخص أسئلتك حول إظهار نتائج تحاليل الدم وجود انخفاض في هرمون الذكورة (التستوستيرون) لديك.

ولاحظ معي أنه وبغض النظر عن مقدار الانخفاض لدى رجل ما، فإن تشخيص نقص هرمون التستوستيرون بوصفه حالة مستقلة لديه، يتطلب أمرين:

الأول: وجود العلامات أو الأعراض التي تنجم بشكل مباشر أو غير مباشر عن نقص هرمون الذكورة.

الثاني: إظهار نتائج تحاليل الدم وجود ذلك الانخفاض في مستوياته.

أي أن تشخيص هذه الحالة لا يعتمد فقط على «أرقام» نتائج تحليل الدم. ولذا، وبخلاف ما يعتقده البعض، فقد يكون من «الصعب» تشخيص نقص هرمون التستوستيرون، وكذلك علاجه.

ولاحظ أيضا أن معدلات انتشار هذه الحالة، وفق ما تفيد به الإحصاءات الطبية، تبلغ بالمتوسط حوالي 20 في المائة بين الرجال، فيما بين الخمسينات إلى الثمانينات من العمر، وتحديداً ما بين 12 إلى 39 في المائة، وذلك باختلاف نتائج الدراسات في المجتمعات العالمية المختلفة. ومن الطبيعي انخفاض مستويات التستوستيرون بنسبة واحد في المائة تقريباً سنوياً بعد بلوغ الرجل العقد الرابع من العمر.

وللتوضيح في جانب العلامات والأعراض والأمراض المصاحبة - وهو الجانب الأول في تكوين التشخيص - فإن أعراض حالة نقص هرمون التستوستيرون غالباً ما تكون أعراضاً مرضية غير محددة، خصوصاً عند كبار السن من الرجال. وتشمل التعب وضعف الذاكرة وتدني قدرة التركيز. ولكن مع ذلك، فإن انخفاض الرغبة الجنسية، والاكتئاب، وعدم القدرة على الانتصاب، وتأخر القذف، وانخفاض نمو شعر الوجه والجسم هي مؤشرات أكثر تحديداً.

أما نتائج الفحص البدني التي يمكن أن تدعم التشخيص، فتشمل ضمور الخصية، ووجود كتل الخصية، ودوالي الخصية، والتثدي (تضخم الثدي)، ومحيط الخصر الكبير.

والواقع إكلينيكياً ملاحظة ارتباط كثير من الأمراض المصاحبة عادةً بحالة نقص هرمون التستوستيرون. وأوضحها هو السمنة، حيث يشير أطباء المسالك البولية في كليفلاند كلينك إلى أن ما يقرب من نصف الرجال الذين يعانون من السمنة يُلاحظ لديهم انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون. ولكن ثمة نقطة مهمة، وهي أن انخفاض «إجمالي هرمون التستوستيرون» الملحوظ لدى هؤلاء المرضى (من المصابين بالسمنة) قد يكون نتيجة لانخفاض مستوى بروتين معين في الدم، وهو «غلوبيولين الارتباط بالهرمونات الجنسية»، الذي مهمته الارتباط بالهرمونات الجنسية في الدم. ولذا قد تكون لديهم بالفعل مستويات طبيعية لـ«هرمون التستوستيرون الحر» (النشط بيولوجياً). أي أن «إجمالي هرمون التستوستيرون» قد يكون منخفضاً، ولكن مستويات «هرمون التستوستيرون الحر» قد تكون طبيعية.

ولأسباب غير مفهومة حتى اليوم، ثمة اختلاف يومي في مستويات هرمون الذكورة خلال ساعات اليوم، حيث تكون المستويات أعلى في الصباح (8 صباحاً)، وأقل في المساء (8 مساءً). وعند وجود اضطرابات في النوم عن السلوك الطبيعي، أي النوم المبكر في الليل والاستيقاظ المبكر في الصباح، تضطرب عمليات إنتاج هرمون التستوستيرون، وبالتالي تحصل اختلافات في نتائج تحاليل الدم لمستويات هرمون التستوستيرون. وكذلك الحال لدى وجود حالة «انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم».

ولا تزال العلاقات بين مستويات هرمون التستوستيرون وعدد من الأمراض المزمنة الشائعة غير واضحة، ولا تتخذ شكلاً متسقاً، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكولسترول والدهون، وأمراض الكلى المزمنة، وغير ذلك.

وبالنسبة لأحد أسئلتك، وهو ما أسباب نقص هرمون التستوستيرون؟ فإنه يمكن تقسيمها بالعموم إلى أسباب مكتسبة وأخرى خلقية. وتشمل الأسباب المكتسبة الشيخوخة، والسمنة، وتعرض الخصية لإصابات الحوادث المباشرة، أو استئصال الخصية لأي سبب، وأمراض الغدة النخامية في الدماغ (الورم البرولاكتيني)، والعدوى الميكروبية (فيروسات أو بكتيريا) في الخصية، وعدد من العوامل البيئية، وتعاطي المخدرات، وبعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب، وتلقي الغلوكوكورتيكويدات لتضخيم العضلات، وغيرها.

وحول الجانب الآخر في التشخيص، أي نتائج تحليل الدم، فإن الأساس الذي تدعمه رابطة المسالك البولية الأميركية لتأكيد تشخيص نقص هرمون التستوستيرون لدى رجل ما، هو أن يكون معدل هرمون التستوستيرون في الدم أقل من 300 نانوغرام / ديسيلتر. ولكن الأهم من «أرقام» هذه النتيجة لتحليل الدم، هو أربعة أمور، وذلك قبل «الاستعجال» في إبلاغ رجل ما بأن لديه نقصاً في هرمون الذكورة، وهي:

- الأمر الأول، أنه يجب أن تكون «الأعراض البدنية والنفسية ذات الصلة» موجودة، كما تقدم. وهناك أسباب عدة لهذا التأكيد الطبي على ضرورة وجود الأمرين، لا مجال للاستطراد في عرضها.

- والأمر الآخر المهم في تحليل قياس مستويات هرمون التستوستيرون، هو الوقت لأنه عنصرٌ حاسمٌ في التشخيص، أي وقت أخذ عينة الدم لإجراء التحليل في المختبر. وللتوضيح، ينبغي طبياً أخذ عينة الدم لقياس إجمالي هرمون التستوستيرون بين الساعة 7 صباحاً إلى الساعة 11 صباحاً. باستثناء الرجال العاملين في المناوبات الليلية، فإن لهم ترتيبا آخر يتم مع الطبيب (لأن اختلاف أوقات النوم تؤثر على تناسق الإفراز الطبيعي لهذا الهرمون الذكوري).

- والأمر الثالث، أن هناك حاجة إلى إجراء تحليلين وقياسين اثنين على الأقل، ويثبت أنهما يظهران انخفاض قيمة هرمون التستوستيرون. وتحديداً، يتم أخذ عينات منهما بفارق 2 إلى 3 أسابيع على الأقل، لتلبية معايير التشخيص المعتمدة لدى الهيئات الصحية العالمية. ولهذه الأسباب وغيرها، لا يتم «الاستعجال» في تفسير قراءة نتائج تحليل دم واحد.

- الأمر الرابع، إذا تم تأكيد وجود انخفاض هرمون التستوستيرون، فيجب قياس عدد آخر من الهرمونات ذات الصلة، وذلك في محاولة لتوضيح السبب. وهذه يشير إليها الطبيب المتابع، ولا مجال لعرضها.

والنقطة المهمة الأخرى، إضافة إلى كيفية قراءة نتائج الدم لهرمون الذكورة، ومعنى ذلك طبياً، هي «المعالجة». والمعالجة لنقص هرمون الذكورة مبنية بالأساس على حقيقة محددة وهي:

لا يتم علاج جميع منْ أظهرت تحاليل الدم أن لديهم نقصاً في هرمون الذكورة، بل تتطلب المعالجة:

- استيفاء معايير التشخيص كما تقدم.

- وجود الأعراض المصاحبة بدرجة مؤثرة على صحة الرجل.

- فهم المريض لمخاطر العلاج وفوائده.

لأن الهدف الأساسي من العلاج هو تخفيف الأعراض المصاحبة. ومع ذلك، هناك فوائد إضافية قد يوفرها علاج التستوستيرون للمرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة معينة. وعلى وجه التحديد، فإنه قد يحسن كثافة المعادن في العظام، والتحكم في نسبة الغلوكوز في الدم، وكتلة الجسم النحيل، وفقر الدم.

كما تجدر ملاحظة مهمة طبياً، وهي أن الرجال الذين يحاولون إتمام دورهم في عملية الحمل، يجب ألا يحصلوا على هرمون تستوستيرون خارجي، لأنه سيثبط محور الغدة النخامية والغدد التناسلية، مما يمنع تكوين الحيوانات المنوية. بالإضافة إلى ذلك، يجدر عدم البدء في علاج التستوستيرون لمدة فترة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر بعد الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بسبب احتمال حدوث نتائج أسوأ على صحتهم.

ويجدر التأكيد على أن العلاج ببدائل التستوستيرون له فوائد متعددة، ولكن له بعض المخاطر المحتملة. ويعد العقم أحد المخاطر الأكثر خطورة التي يجب مناقشتها مع المريض. كما تشمل الآثار الضارة المحتملة الأخرى حب الشباب، واحتباس السوائل، وتفاقم انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وتفاقم أعراض المسالك البولية السفلية الموجودة المرتبطة بتضخم البروستاتا الحميد. ولكن يجب توضيح أنه لا يوجد حاليًا أي دليل عالي الجودة يربط بين علاج التستوستيرون وتطور سرطان البروستاتا.

وهناك عدة خيارات في المعالجات الدوائية لهرمون الذكورة التعويضي، وعدة خيارات في كيفية تلقيه (الحقن العضلي، والحقن تحت الجلد، وزرع الحبيبات تحت الجلد، والعلاجات الموضعية، والتناول بالفم، والرذاذ داخل الأنف). وتتم مناقشة هذه الجوانب المتعلقة بالمعالجة مع الطبيب المباشر لمعالجة الحالة.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

صحتك كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

يُطلق على «فيتامين د» «فيتامين أشعة الشمس»؛ نظراً لأن الجسم يمتصه نتيجة التعرض لأشعة الشمس التي تعد المصدر الطبيعي له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أشخاص يمارسون تمارين (رويترز)

كيف يمكن أداء تمارين التمدد بشكل مفيد؟

تساعد تمارين التمدد في جعل الجسم أكثر مرونة، وتحسن من حركة المفاصل، وتسبب شعوراً بالارتياح. وتختلف الآراء بشأن توقيت أداء تلك التمارين... هل الأفضل قبل أو…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان
TT

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل، وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان».

وكشف العلماء في مستشفى «جاي وسانت توماس» وكلية «كينغز» في لندن، عن أن هذه البكتيريا تلعب دوراً حاسماً في تحسين نتائج المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق.

وفقاً للدراسة، الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق ويحتوي سرطانهم على بكتيريا «الفوسوباكتيريوم»، لديهم نتائج أفضل بشكل ملحوظ.

وأوضح الدكتور ميغيل ريس فيريرا، المؤلف الرئيسي للدراسة والمستشار في سرطان الرأس والعنق، «أن وجود هذه البكتيريا داخل السرطان يمكن أن يساهم في تدمير الخلايا السرطانية».

وأشار فيريرا إلى أن الفريق كان مفاجأً بشدة لاكتشاف أن «الفوسوباكتيريوم»، الذي يوجد عادة في الفم، يمتلك القدرة على قتل بعض أنواع السرطان في مزرعة الخلايا.

وأضاف: «نكتشف حالياً الآليات البيولوجية الدقيقة وراء هذا الارتباط، ونتطلع إلى نشر ورقة بحثية جديدة قريباً».

تفاصيل الدراسة وأهميتها

قام العلماء بنمذجة لتحديد البكتيريا المثيرة للاهتمام لمزيد من التحقيق، ثم درسوا تأثير البكتيريا على الخلايا السرطانية في المختبر. كما قاموا بتحليل بيانات 155 مريضاً بسرطان الرأس والعنق من قاعدة بيانات أطلس جينوم السرطان، ووجدوا أن هناك تقليلاً بنسبة 70 في المائة إلى 99 في المائة في عدد الخلايا السرطانية القابلة للحياة بعد الإصابة ببكتيريا «الفوسوباكتيريوم».

تأثيرات إيجابية غير متوقعة

في بداية الدراسة، توقع الأكاديميون نتائج مختلفة؛ نظراً لربط «الفوسوباكتيريوم» سابقاً بتقدم سرطان الأمعاء، ولكنهم وجدوا أن وجود هذه البكتيريا في سرطانات الرأس والعنق كان مرتبطاً بتقليص بنسبة 65 في المائة من خطر الوفاة.

وقال فيريرا: «كان اكتشافاً مذهلاً عندما وجدنا أن هذه البكتيريا تقتل السرطان بسرعة كبيرة في غضون بضعة أيام».

آفاق جديدة للعلاج

يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى توجيه العلاج وتحسينه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق، وأعرب الخبراء عن أملهم في أن يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة وفعالة لسرطان الرأس والعنق، خصوصاً مع التقدم العلاجي المحدود في هذا المجال خلال السنوات الـ20 الماضية.

ويعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أفضل لعلاقة البكتيريا بالسرطان وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة هذا المرض الخطير وتحسين فرص البقاء للمرضى.