جزيئات الذهب تسهم في اكتشاف سرطان المبيض مبكراً

يمكن علاج سرطان المبيض بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً (آي ستوك)
يمكن علاج سرطان المبيض بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً (آي ستوك)
TT

جزيئات الذهب تسهم في اكتشاف سرطان المبيض مبكراً

يمكن علاج سرطان المبيض بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً (آي ستوك)
يمكن علاج سرطان المبيض بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً (آي ستوك)

طوّر باحثون أميركيون، طريقة جديدة يمكن أن تكتشف سرطان المبيض مبكراً من خلال تحليل عينات البول باستخدام جزيئات الذهب النانوية. وأوضح الباحثون في جامعة فرجينيا كومنولث، أن الطريقة أثبتت نتائج واعدة تمهد لتطوير اختبار للكشف عن سرطان المبيض، وعُرضت النتائج، السبت، أمام مؤتمر الجمعية الفيزيائية الحيوية في فيلادلفيا بالولايات المتحدة.

وعند الإصابة بسرطان المبيض، تنمو الخلايا السرطانية في المِبيَضين، وتتضاعف سريعاً ويمكنها غزو أنسجة الجسم السليمة وتدمرها.

ويمكن علاج سرطان المبيض بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً، ومع العلاج المناسب بالجراحة والعلاج الكيميائي، يمكن للعديد من النساء أن يعشن حياة طويلة وصحية، لكن من الصعب تشخيص سرطان المبيض في مراحله المبكرة بسبب أعراضه الشائعة التي يمكن أن تُنسب لحالات مرضية أخرى، مثل الإمساك والانتفاخ وآلام الظهر.

علاوة على ذلك، لا توجد فحوصات روتينية لسرطان المبيض كما هو الحال مع أنواع السرطان الأخرى، مثل سرطان الثدي أو سرطان القولون.

وأظهرت أبحاث سابقة أن هناك آلاف الجزيئات الصغيرة، تسمى «الببتيدات»، في بول المصابات بسرطان المبيض. وفي حين أنه من الممكن اكتشاف تلك الجزيئات باستخدام تقنيات حالية، فإن هذه التقنيات مُعقدة وليست فعالة من حيث التكلفة.

لذلك سعى فريق البحث لاتباع نهج جديد لاكتشاف تلك «الببتيدات» بسهولة أكبر في عينات البول باستخدام جزيئات الذهب النانوية.

واستخدم الباحثون تقنية تسمى «المسام النانوية»، وهي تقنية حديثة تستخدم لتحليل «الببتيدات» وغيرها من المركبات البيولوجية والكيميائية على مستوى الجزيئات الفردية.

وتعتمد هذه التقنية على استخدام ثقوب نانوية صغيرة جداً في مادة صلبة؛ إذ يُمرر المركب المراد تحليله وهو عينة البول من خلال هذه الثقوب، ويؤدي ذلك لتغيير في تيار الأيونات أو التيار الكهربائي الناتج، ويتم قياس هذه التغييرات باستخدام أجهزة كهربائية حساسة، مما يسمح بتحديد خصائص المركب المار، وبالتالي تحديد هويته وتحليله.

ولتسخير هذه التقنية للكشف عن «الببتيدات» الموجودة في بول المصابات بسرطان المبيض، استخدم الباحثون جزيئات الذهب النانوية التي يمكنها سد المسام جزئياً، وبالتالي ستلتصق «الببتيدات» بعد ذلك بجزيئات الذهب، ما يسهل على الفريق تحديدها بسهولة.

وفي دراستهم حدد الباحثون بنجاح 13 من «الببتيدات»، بما في ذلك تلك المشتقة من بروتين يسمى «LRG-1»، وهو مؤشر حيوي موجود في بول مريضات سرطان المبيض. وأثبت الباحثون أن طريقتهم الجديدة قادرة على تحديد «الببتيدات» المتعددة في وقت واحد.

وبناء على نتائج الدراسة، أشار الباحثون إلى أن هدفهم النهائي هو تطوير اختبار يمكنه تحسين دقة الكشف عن سرطان المبيض في المرحلة المُبكرة في المستقبل.

وأضافوا أن البيانات السريرية تظهر تحسناً بنسبة 50-75 في المائة في البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات عندما يتم اكتشاف السرطان في مراحله المُبكرة.


مقالات ذات صلة

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأميرة كيت بجانب زوجها الأمير ويليام (أ.ف.ب)

كيت تعود للمهام العامة في احتفال يوم الذكرى... وكاميلا تغيب

حضرت الأميرة البريطانية كيت احتفالاً بيوم الذكري في لندن أمس (السبت) في أحدث ظهور لها بمناسبة عامة بعد خضوعها لعلاج وقائي من السرطان هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير البريطاني ويليام يتحدث مع متطوعين في كيب تاون (رويترز)

«الأصعب في حياتي»... الأمير ويليام يتحدث عن «عام مروع»

كشف الأمير ويليام إن العام المنصرم كان «الأصعب» في حياته بعد مرور العائلة البريطانية المالكة بفترة عصيبة شخص خلالها الأطباء إصابة والده وزوجته بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم قد يعاني أحد المرضى آفاتٍ في الوجه، تشبه لدغات الذئب

فكرة ألمانية «مجنونة» لعلاج أمراض المناعة الذاتية

يقول الأطباء إن مرض الذئبة لا يصيب اثنين من المرضى بالطريقة نفسها.

سارة تشانغ (واشنطن)

السمنة تزيد وفيات مرضى القلب في أميركا بنسبة 180 %

توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)
توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)
TT

السمنة تزيد وفيات مرضى القلب في أميركا بنسبة 180 %

توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)
توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)

أظهرت دراسة أميركية أن وفيات أمراض القلب الإفقارية المرتبطة بالسمنة في الولايات المتحدة، زادت بنسبة 180 % بين عامي 1999 و2020.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تعكس ازدياد خطورة السمنة بوصفها عامل خطر رئيسياً لأمراض القلب، وستعرض في مؤتمر جمعية القلب الأميركية 2024، الذي سيعقد في شيكاغو من 16 إلى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتعد السمنة من أبرز العوامل المؤدية إلى أمراض القلب، حيث تسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية مثل النوبات القلبية.

وتؤدي السمنة إلى تراكم الدهون في الجسم؛ ما يرفع مستويات الكوليسترول وضغط الدم، ويزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني واضطرابات النوم، وكلها عوامل تسهم في تدهور صحة القلب.

وخلال الدراسة، حلل الباحثون بيانات من قاعدة بيانات تابعة للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، والتي تغطي الفترة من 1999 إلى 2020، لدراسة الوفيات المرتبطة بأمراض القلب الإقفارية الناتجة عن السمنة.

ووجدوا أن معدل الوفيات بسبب هذه الأمراض زاد بنسبة 5.03 في المائة سنوياً، حيث ارتفع المعدل بين الرجال من 2.1 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في 1999، إلى 7.2 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في 2020، بنسبة زيادة بلغت 180 في المائة.

وكانت أعلى معدلات الوفيات بين الرجال في الفئة العمرية من 55 إلى 64 عاماً، حيث ارتفعت من 5.5 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في 1999، إلى 14.6 حالة وفاة في 2020. كما سجل الأميركيون من أصل أفريقي أعلى معدل للوفيات، حيث وصل إلى 3.93 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.

ووفق النتائج، شهدت الولايات الوسطى أعلى معدلات الوفيات، حيث بلغ المعدل في هذه المناطق 3.3 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، مقارنة بالولايات الشمالية الشرقية التي سجلت أدنى معدل (2.8 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص). كما كانت المناطق غير الحضرية تشهد أيضاً معدلات وفيات أعلى مقارنة بالمناطق الحضرية.

وأشار الباحثون إلى أن السمنة تشكل خطراً كبيراً على صحة القلب، وأن هذا الخطر يزداد بشكل سريع مع الزيادة المستمرة في معدلات السمنة.

وأكدوا أهمية اتخاذ خطوات لإدارة الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، من خلال تغييرات في نمط الحياة مثل تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والتعاون مع الأطباء لمراقبة صحة القلب.