استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

ضغط الدم وفصل الشتاء

* لديّ مرض ارتفاع ضغط الدم. وحدثت عندي في الشتاء الماضي صعوبات في ضغط الدم رغم تناول الأدوية الموصوفة نفسها. ماذا أعمل لكيلا يتكرر هذا الأمر لديّ مع فصل الشتاء؟

- هذا ملخص أسئلتك عن مدى انضباط ارتفاع ضغط الدم لديك بتناول أدوية علاجه، خصوصاً اضطراب تلك المعالجة خلال الشتاء الماضي. ولاحظ معي تسلسل النقاط التالية:

- من المعروف طبياً أن ثمة اختلافاً موسمياً في مقدار ضغط الدم لدى الأصحاء من الناس، ولدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، في جميع مناطق العالم، وذلك بالارتفاع في فصل الشتاء البارد، مقارنة بفصل الصيف الحار. وهذه التغيرات في ضغط الدم المرتبطة بالطقس، تحدث بدرجة أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر.

- الوعي بهذا الأمر لدى الشخص يمكن أن يخفف من تلك الزيادة في ضغط الدم ويقلل من احتمالات الحاجة لإضافة أدوية جديدة لعلاجه.

- يُقدّر أن كل انخفاض بمقدار درجة واحدة مئوية في درجة الحرارة التي يتعرض لها الشخص، يرتبط بارتفاع 0.5 (صفر فاصلة خمسة) ملّيمتر زئبق في ضغط الدم.

- تربط المصادر الطبية هذا الاختلاف الموسمي في ضغط الدم بعدد من العوامل؛ مثل البرودة، وتدني مستوى ممارسة النشاط البدني، واختلاف مستويات التعرض للأشعة فوق البنفسجية الآتية مع أشعة الشمس، وعدد ساعات فترة النهار، ومقدار البعد عن خط الاستواء، وزيادة الوزن في الشتاء مقارنة بالصيف، وانخفاض مستويات فيتامين «دي» في الشتاء مقارنة بالصيف، وارتفاع مستويات هرمونات التوتر (استجابة لانخفاض درجات الحرارة)، وزيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي... وغيرها.

- قد يتسبب هذا الاختلاف الموسمي في صعوبات في ضبط ارتفاع ضغط الدم لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم. ولكن يحدث بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين لم يحدث لديهم من قبل ضبط لارتفاع ضغط الدم رغم وصف الأدوية لهم.

- من المهم متابعة هذا الاختلاف الموسمي لارتفاع ضغط الدم لدى المُصابين بأمراض شديدة في عضلة القلب، أو شرايين القلب، أو صمامات القلب، أو الذين سبقت إصابتهم بالسكتة الدماغية؛ التي هي بالأساس حالات تتطلب إبقاء مقدار ضغط الدم ضمن المعدلات المُستهدف الوصول إليها علاجياً.

- الحفاظ على الدفء والحد من التعرض للبرد أمر مهم لمرضى ارتفاع ضغط الدم؛ لأنه يمنع ارتفاع ضغط الدم. ويكون ذلك عبر التأكد من التدفئة الداخلية للمنزل، وارتداء الملابس التي تعطي الدفء داخل المنزل وخارجه. ويضاف إلى ذلك تجنب الخروج في الظروف شديدة البرودة، خصوصاً عندما يكون الجو عاصفاً في الخارج. وعند الخروج في تلك الظروف البيئية، يجدر ارتداء قفازات ووشاح من الصوف أو قبعة وحذاء؛ لأن هذا من شأنه أن يقلل من تعرض الجسم لدرجة الحرارة في الخارج.

- تساعد ممارسة مزيد من التمارين البدنية «متوسطة الشدة» في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، مع تجنب إجهاد وإرهاق الجسم أكثر مما هو مطلوب؛ أي عدم إجراء تدريبات رياضية عالية الكثافة وعدم رفع الأشياء الثقيلة وغيرها من الأنشطة المُجهدة للجسم والمتسببة في ارتفاع مستويات هرمونات التوتر.

- التغذية الصحية أمر ضروري لضبط ارتفاع ضغط الدم، وذلك بتناول الخضراوات، والفواكه، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وكميات محدودة من الحبوب الكاملة، والأسماك والدواجن، والمكسرات، مع خفض تناول الصوديوم (ليس فقط ملح الطعام؛ بل المنتجات الغذائية عالية المحتوى من الصوديوم).

- قياس ضغط الدم في المنزل باستخدام جهاز قياس ضغط الدم الموثوق به، وتتبع قراءات قياس ضغط الدم في الوقت نفسه كل يوم أو كل أسبوع، وتدوين ذلك في جدول خاص. وسيوفر هذا الجدول الزمني لضغط الدم عرض أي تغيرات غير طبيعية فيه، بما ينبه إلى ضرورة مراجعة الطبيب واستشارته فيما يُمكن عمله لضبط ضغط الدم ضمن المعدلات المُستهدفة علاجياً.

- إبلاغ الطبيب المتابع للحالة بقياسات ضغط الدم في المنزل. وقد يرى الطبيب إجراء تغيرات في الأدوية أو رفع مقدار جرعات بعضها.

آلام حرقة المعدة

* أعاني من حالة تسريب أحماض المعدة إلى المريء، وأتناول أدوية خفض إنتاج المعدة للأحماض. كما أتناول الأسبرين بسبب مشكلة في شرايين القلب. ما الذي يمكنني فعله أكثر؟

- هذا ملخص أسئلتك. وأحماض المعدة لاعب أساسي في عملية هضم الطعام. وحمض الهيدروكلوريك هو الحمض الرئيسي الذي تفرزه خلايا بطانة المعدة، وذلك بكمية ملائمة لحجم وجبة الطعام، في أوقات تناولها.

ويتحكّم الجهاز العصبي وعدد من الهرمونات في عملية الإفراز تلك لكي تلبي الاحتياج دون أن تتسبب في ضرر. ولكن المعاناة تنشأ عند زيادة إفراز أحماض المعدة، وكذلك عند ارتدادها وتسريبها (ترجيع) إلى المريء وتسببها في تهييج بطانة المريء (غير المهيأة بالأصل لملاقاة الأحماض)، أي ما يُعرف باسم «مرض الارتجاع المعدي المريئي»، وهو اضطراب هضمي شائع.

وحُرقة المعدة هي ألم حارق في الصدر، خلف عظمة منتصف الصدر الأمامية مباشرةً، وغالباً ما يكون أسوأ بعد الأكل أو في المساء أو عند الاستلقاء أو الانحناء. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا التسريب للأحماض، إلى عدم الراحة في الصدر، والإحساس بطعم الحمض في الفم، أو الإحساس بالمرارة في الفم، أو صعوبة في البلع، أو الشعور بوجود كتلة في الحلق.

وإذا تفاقم التسريب في الليل، فليس من المستغرب طبياً المعاناة من السعال المستمر في الليل (أفاد بعض الدراسات بأن 30 في المائة من حالات السعال هي بسبب هذا التسريب الحمضي خلال الاستلقاء في أثناء النوم) أو البحة في الصوت نتيجة التهاب الحنجرة، أو تفاقم نوبات الربو، أو تسويس الأسنان.

والإشكالية الطبية ليست فقط في المعاناة من هذه الأعراض، بل مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن في المريء إلى تآكل أنسجة المريء، مما يسبب التهاباً ونزفاً وأحياناً قرحة مفتوحة.

يمكن للتلف الذي يتعرض له المريء السفلي بسبب حمض المعدة، أن يؤدي إلى تكوين أنسجة متندبة. وتؤدي الأنسجة المتندبة إلى تضيّق مسار الطعام، مما يسبب مشكلات في البلع وزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء.

ويعدّ وجود جرثومة المعدة، السبب المرضي الرئيسي في زيادة إنتاج المعدة للأحماض. وإضافة إلى التدخين والسمنة، قد تتسبب بحُرقة المعدة، سلوكيات خاطئة عدة في طريقة تناول الطعام، مثل عدم مضغ الطعام جيداً قبل البلع، وكبر حجم لقمة الطعام، واختلاف توقيت تناول وجبات الطعام، خصوصاً تأخير وجبة العشاء.

وفي المقابل، ثمة عدد من الأطعمة التي يزيد تناولها من فرص ارتفاع إنتاج وإفراز المعدة للأحماض، مما يزيد من معاناة آلام حرقة المعدة. وغالبية هذه الأطعمة تؤثر أيضاً على تماسك انقباض العضلة العاصرة التي في أسفل المريء، والتي يضمن إحكام انقباضها عدم تسريب محتويات المعدة وأحماضها إلى المريء، والتسبب بالتالي في الآلام المزعجة، خصوصاً في فترة الليل. ولذا؛ فإن اتخاذ خيارات غذائية مستنيرة أمر ضروري لإدارة هذه الحالة بشكل فعال.

ومن تلك الأطعمة: الطماطم والصلصات، والمشروبات الغازية والكافيين، والنعناع والحلويات المحتوية عليه، والبصل (خصوصاً البصل البنفسجي)، والأطعمة الغنية بالتوابل والفلفل الحار (عند تناوله مع البذور، وليس اللحاء الأحمر أو الأخضر فقط)، والأطعمة المقلية والدهنية.

وإضافة إلى التنبه إلى هذه الجوانب متقدمة الذكر، تمكن مراجعة الطبيب للنظر في الاستبدال بالأسبرين أحد الأدوية المضادة للصفائح، التي تؤدي الوظيفة المطلوبة من الأسبرين دون أن تتسبب في مشكلات في المعدة. وأيضاً للتأكد من عدم وجود جرثومة المعدة. وأيضاً ربما لإجراء التنظير بمنظار للمريء والمعدة.


مقالات ذات صلة

صحتك انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
TT

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

وأوضح الباحثون في جامعة أركنسو للعلوم الطبية أن هذه النتائج تُبرز المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية على المدى القصير، ما يُثير القلق بشأن التأثيرات طويلة المدى لاستخدامها المستمر، ومن المقرر عرض النتائج، في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأشعة في أميركا الشمالية (RSNA) الأسبوع المقبل.

والسجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ«الفايب»، هي أجهزة تعمل بالبطارية تُسخّن سائلاً يحتوي عادة على نكهات ومواد كيميائية، مع أو بلا نيكوتين، لإنتاج رذاذٍ يُستنشق إلى الرئتين.

وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تُسوّق بوصفها بديلاً أقل ضرراً للتدخين التقليدي، نظراً لاحتوائها على مواد سامة أقل وغياب عملية الاحتراق، فإن الأدلة العلمية تُشير إلى مخاطر صحية متزايدة، إذ يؤثر التدخين الإلكتروني سلباً على وظائف الأوعية الدموية والرّئة، ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما أن انتشارها بين الشباب، بسبب النكهات الجذابة، يُثير القلق بشأن تأثيراتها على الأجيال القادمة.

وشملت الدراسة 31 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاماً من مدخني السجائر التقليدية والإلكترونية.

وأُجريت فحوص بالرنين المغناطيسي لكلّ مشارك قبل وبعد استخدام السجائر التقليدية أو الإلكترونية، سواء التي تحتوي على النيكوتين أو الخالية منه. كما قُورنت النتائج ببيانات 10 أشخاص غير مدخنين تتراوح أعمارهم بين 21 و33 عاماً. وجرى قياس سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي، بالإضافة لقياس تشبع الأكسجين في الأوردة، وهو مقياس لكمية الأكسجين في الدم الذي يعود إلى القلب بعد تغذية أنسجة الجسم. كما تم قياس استجابة الأوعية الدموية في الدماغ.

وأظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي بعد استخدام السجائر الإلكترونية أو التقليدية، مع تأثير أكبر للسجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين. كما تراجع تشبع الأكسجين في الدم لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية؛ مما يشير إلى انخفاض فوري في قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين.

وقالت الدكتورة ماريان نبوت، الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة أركنسو للعلوم الطبية: «تُبرز هذه الدراسة التأثيرات الحادة التي يمكن أن يسبّبها التدخين التقليدي والإلكتروني على الأوعية الدموية في الجسم».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «إذا كان للاستهلاك الفوري للسجائر الإلكترونية تأثيرات واضحة على الأوعية، فمن المحتمل أن يتسبّب الاستخدام المزمن في أمراض وعائية خطيرة». وأشارت إلى أن «الرسالة الأهم للجمهور هي أن التدخين الإلكتروني ليس خالياً من الأضرار، والامتناع عنه يظلّ دائماً هو الخيار الأفضل».