دراسة تربط بين المواد البلاستيكية النانوية ومرض باركنسون !

دراسة تربط بين المواد البلاستيكية النانوية ومرض باركنسون !
TT

دراسة تربط بين المواد البلاستيكية النانوية ومرض باركنسون !

دراسة تربط بين المواد البلاستيكية النانوية ومرض باركنسون !

توصلت دراسة جديدة أجراها علماء بجامعة ديوك إلى أن المواد البلاستيكية النانوية مرتبطة بالتغيرات في بروتينات الدماغ المرتبطة بمرض باركنسون.

فالمواد البلاستيكية تؤثر على بيئتنا وربما على صحتنا بطرق مثيرة للقلق، وقد تم الآن ربط أصغر القطع بالتغيرات في بروتينات الدماغ المرتبطة بأنواع معينة من الخرف، بما في ذلك مرض باركنسون.

فقد قام فريق بقيادة باحثين من جامعة ديوك في الولايات المتحدة بدراسة العلاقة بين المواد البلاستيكية النانوية المتحللة من البوليسترين وبروتين ألفا سينوكلين . حيث لوحظ سابقًا تراكم أشكال شاذة من هذا البروتين بأدمغة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون. ومن أجل المزيد من التوضيح، قال عالم الأحياء العصبية كبير المؤلفين أندرو ويست من جامعة ديوك «تشير العديد من خطوط البيانات إلى أن العوامل البيئية قد تلعب دورا بارزا في مرض باركنسون، ولكن لم يتم تحديد مثل هذه العوامل في معظمها». مضيفا «في ثلاثة أنواع مختلفة من التجارب (في المحاليل، وفي الخلايا المزروعة في المختبر، وفي الفئران المعدلة وراثيا) لتكون لديها استعداد لتطوير حالة مشابهة لمرض باركنسون؛ جذب وجود المواد البلاستيكية كتلا كبيرة بشكل غير عادي من ألفا سينوكلين. وكانت الروابط الكيميائية الوثيقة التي تشكلت بين الجسيمات النانوية من البوليسترين وبروتين ألفا سينوكلين ذات أهمية خاصة، وخاصة في الجسيمات الحالّة للخلايا، حيث تتم معالجة التخلص من النفايات. فهناك أدلة على أن البلاستيك يتداخل مع عملية التنظيف الطبيعية في الخلايا العصبية، وهو الأمر الذي يشير مرة أخرى إلى مرض باركنسون والأمراض المشابهة له». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «ساينس أدفانس» العلمية المرموقة.

ويضيف ويست «يجب أن نشير إلى أن هذه النتائج لا تزال مبكرة، ولم يتم إجراء أي اختبارات على البشر حتى الآن؛ فالعلاقة بين المواد البلاستيكية النانوية وألفا سينوكلين ليست واضحة بعد، ولا العلاقة بين مجموعة ألفا سينوكلين والخرف».

تجدر الإشارة إلى أنه يُعتقد أن ألفا سينوكلين يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية في الدماغ، ولا تبدأ المشاكل إلا عندما تصبح مشوهة أو غير مطوية. ومع ذلك، فإن تحديد ما إذا كان هذا سببًا أم عرضًا لأمراض مثل مرض باركنسون هو أمر صعب.

وفي هذا الاطار، فان ما تظهره الدراسة الجديدة هو أن المواد البلاستيكية النانوية لها تأثير على مستويات البروتين. أما الخطوة التالية فهي إلقاء نظرة فاحصة؛ وقد يتطلب ذلك تقنيات جديدة أكثر قدرة على مراقبة مستويات البلاستيك وتفاعلاتها الكيميائية على أصغر المستويات. لكن ما نعرفه بالفعل هو أن معظمنا يحمل بالفعل جزيئات مجهرية من البلاستيك بالدم. وإن معرفة كيفية تأثير ذلك على صحتنا سيكون مجالًا مهمًا للبحث في السنوات القادمة.

ويخلص ويست الى القول «بينما يتم تقييم الملوثات البلاستيكية الدقيقة والبلاستيكية النانوية عن كثب لتأثيرها المحتمل على السرطان وأمراض المناعة الذاتية، فإن الطبيعة المذهلة للتفاعلات التي يمكن أن نلاحظها في نماذجنا تشير إلى الحاجة إلى تقييم الملوثات البلاستيكية النانوية المتزايدة على مرض باركنسون والخرف».


مقالات ذات صلة

أطعمة تساعد على تقليل الالتهابات بصورة طبيعية

صحتك رجل يختار حبات من الفواكه في إحدى الأسواق (أرشيفية - رويترز)

أطعمة تساعد على تقليل الالتهابات بصورة طبيعية

يصف بعض الخبراء أحياناً الالتهابات بأنها شر لا بد منه، لأنها تعد الرد الأساسي من الجهاز المناعي للجسم حتى يبقى في دائرة الأمان ويشفى من الأمراض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات في سوق بسانتا روزا دي ليما في المكسيك (أ.ف.ب)

5 علامات تدل على أنك تعاني من نقص العناصر الغذائية بجسمك

إذا تساءلت يوماً عن سبب إصابتك بالمرض دائماً، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة طويلة وعميقة على نظامك الغذائي؛ فمن الممكن أن نكون عُرضَة إلى نقص العناصر الغذائية.

صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الخبر - المنطقة الشرقية)

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب
TT

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

عادة ما يثير الاتصال بالمواد الكيميائية السامة، والتلوث الناجم عنها، المخاوف بخصوص الإصابة بالسرطان أو مشكلات عصبية. إلا أنه بجانب ذلك، ثبت تورط المواد الخطرة في البيئة كذلك في السبب الرئيس للوفاة على مستوى البلاد، أمراض القلب والأوعية الدموية.

كشف حديث لدور الملوثات

في هذا الصدد، شرح د. فيليب لاندريغان، الأستاذ المساعد للصحة البيئية في كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، وزميل قسم الصحة العالمية والطب الاجتماعي في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن «إدراك أن الملوثات الكيميائية يمكن أن تساهم في أمراض القلب يعدّ أمراً حديثاً، لكنه حقيقي تماماً». وأوضح أنه حتى وقت قريب، كان خطر التلوث البيئي يتوارى تحت وطأة عوامل خطر كلاسيكية أخرى مرتبطة بأمراض القلب.

وأضاف: «حقّق أطباء القلب تقدماً غير عادي في تحديد ودراسة هذه المخاطر. واليوم، تراجعت معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب أكثر مما كانت عليه في خمسينات القرن الماضي. والآن، بعد أن انخفضت أعداد المدخنين، وأصبحت لدى مزيد من الناس قدرة أفضل على السيطرة على مستويات الكوليسترول وضغط الدم، بدأت خطورة التعرض للملوثات البيئية تحظى باهتمام أكبر».

مصادر التلوث

تتضمن الملوثات الكيميائية السموم الموجودة في الهواء والماء والتربة. وهنا، أوضح د. لاندريغان أن تلوث الهواء يعد التهديد الرئيس لصحة القلب والأوعية الدموية.

من بين الملوثات الأخرى المثيرة للقلق، المعادن الثقيلة، (خاصة الرصاص)، ومواد بيرفلورو ألكيل (perfluoroalkyl) وبولي فلورو ألكيل (polyfluoroalkyl)، المعروفة باسم الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS)، علاوة على المبيدات الحشرية، طبقاً لمقال نشرته دورية «سيركيوليشن ريسرتش» (Circulation Research).

والآن، أين توجد هذه المواد؟ وكيف يمكنها الإضرار بالقلب؟

• الرصاص. أوضح د. لاندريغان أن أي شخص ولد قبل منتصف سبعينات القرن العشرين، تعرض للرصاص عبر استنشاق عوادم السيارات، التي تعمل بالغاز المحتوي على الرصاص. علاوة على ذلك، تظل بقايا الطلاء المحتوي على الرصاص موجودة بالمنازل وغيرها من الهياكل التي بنيت قبل عام 1978.

كما يمكن أن يؤدي تآكل أنابيب الرصاص (خاصة بالمنازل التي يعود تاريخ بنائها في أميركا إلى قبل عام 1986) إلى تلويث مياه الشرب. أضف إلى ما سبق أن هوايات مثل الرسم الزيتي وصناعة الزجاج الملون، تُعرض الأفراد إلى الرصاص.

ورغم أن الجسم يتخلص من بعض الرصاص عبر البول، فإن جزءاً منه يترسب في العظام، حيث يمكن أن يبقى لعقود. ومع ذلك، تعمل أنسجة العظام على إعادة تشكيل نفسها باستمرار، ما يتيح إعادة إطلاق الرصاص المخزن مرة أخرى في مجرى الدم، مع تقدم الناس في السن. وعلى ما يبدو، يزيد الرصاص خطر الإصابة بأمراض القلب عبر إضعافه لوظائف الكلى، ما يسفر بدوره عن رفع ضغط الدم.

الملوثات الأبدية والمبيدات

• الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS). تعرف باسم الكيميائيات الدائمة (الأبدية)، لأنها تقاوم التحلل الكيميائي والبيولوجي. ويشيع استخدام هذه المواد في حياتنا اليومية، فهي تستخدم في تغليف عبوات الأطعمة والمشروبات وغيرها من المنتجات. وتستخدم الفاعلات بالسطح الفلورية كذلك على نطاق واسع في صناعتي الطيران والسيارات وغيرهما. وتعني النفايات الصناعية الناتجة عن هذه الصناعات أن الفاعلات بالسطح الفلورية غالباً ما ينتهي بها المطاف إلى مياه الشرب وإمدادات الغذاء. وارتبطت المستويات المرتفعة من هذه المواد الكيميائية بارتفاع معدلات الكوليسترول الضار، وتراكم اللويحات داخل الشرايين.

• المبيدات الحشرية. يواجه العاملون في الصناعات الزراعية والكيميائية المستوى الأعلى من المخاطر المرتبطة بهذه المواد الكيميائية. ويمكن كذلك للأشخاص الذين يعيشون بالمناطق الزراعية الريفية أن يتأثروا بانجراف رش المبيدات الحشرية. ويمثل استخدام المبيدات الحشرية داخل المنزل، لمكافحة الأعشاب الضارة والحشرات، سبيلاً آخر محتملاً للتعرض لهذه المواد الكيميائية، وقد يستهلك البعض بقايا مبيدات حشرية في الطعام.

مساهمة الملوثات في أمراض القلب أمر حديث لكنه حقيقي تماماً

خطوات لتقليل المخاطر

يمكن للخطوات الآتية أن تسهم في تقليل المخاطر:

• تفحص مياه الشرب. يلزم القانون الجهات البلدية المعنية بتوفير مياه الشرب، بإطلاع عملائها على تقارير جودة سنوية. وفي العادة، يجري اختبار المياه قبل خروجها من الجهة المعنية بإنتاجها. ونظراً لأن الرصاص يمكن أن يتسرب إلى المياه عبر الأنابيب التي تنقل المياه إلى منزلك، فإنه ينصح بتفحص مياه الصنبور جيداً. وفي هذا الصدد، توفر وكالة حماية البيئة الأميركية إرشادات تفصيلية.

وعليك الاتصال بالوكالة الصحية أو البيئية المحلية، إذا كانت المياه التي تستهلكها تأتي من بئر خاص.

وإذا كانت مياه الشرب تحتوي معادن ثقيلة، أو الفاعلات بالسطح الفلورية، أو ملوثات أخرى، فاعتمد واحدة من العلامات التجارية الرئيسية من مرشحات المياه، واحرص على استبدال المرشح طبقاً للإرشادات.

• اختر منتجات خالية من الفاعلات بالسطح الفلورية. قد تؤدي بقايا وغبار بعض المنتجات الاستهلاكية إلى تعريض أشخاص للفاعلات بالسطح الفلورية، وتتضمن:

- السجاد والمفروشات والأقمشة الأخرى المقاومة للبقع.

- الملابس والأحذية المقاومة للماء.

- منتجات التنظيف.

- منتجات العناية الشخصية، ومستحضرات التجميل، مثل الشامبو، وخيط تنظيف الأسنان، وطلاء الأظافر، ومكياج العيون.

ـ الدهانات والورنيش والمواد المانعة للتسرب.

ابحث عن عبارة «خالٍ من فاعلات بالسطح الفلورية» على الملصقات، وتجنب المنتجات التي تحتوي على مكونات بها اسم «بيرفلورو» أو «فلورو».

• تجنب المبيدات الحشرية قدر الإمكان. ابحث عن طرق بديلة غير كيميائية لمكافحة الآفات في المنزل. وفكّر في شراء الأطعمة العضوية، خاصة الأطعمة التي تتناولها بشكل متكرر.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».