ازدياد حاد في ولادة التوائم في البلدان المتقدمة

ازدياد حاد في ولادة التوائم في البلدان المتقدمة
TT

ازدياد حاد في ولادة التوائم في البلدان المتقدمة

ازدياد حاد في ولادة التوائم في البلدان المتقدمة

ارتفع عدد التوائم الذين يولدون في البلدان المتقدمة بشكل كبير منذ عام 1970، حيث ازداد بنسبة 42 في المائة، مقارنة بزيادة عامة بنسبة 8 في المائة لجميع الولادات.

ذروة ولادات التوائم

وتُظهِر البيانات المستمدة من «قاعدة بيانات الولادات البشرية المتعددة» (HMBD)، التي توثق معدلات ولادة التوائم بأكبر قدر ممكن من الموثوقية في جميع أنحاء العالم، أنه منذ منتصف سبعينات القرن العشرين، تضاعفت معدلات ولادة التوائم تقريباً في العديد من البلدان ــ وبلغت ذروتها بين عامي 2010 و2015.

عوامل رئيسية لزيادة ولادات التوائم

هناك عاملان لهذه الزيادة: أولاً، تنجب النساء أطفالاً في وقت لاحق من حياتهن أثناء ممارسة مهنهن، ففي إيطاليا والسويد على سبيل المثال، يبلغ متوسط عمر الأمهات لأول مرة الآن 32 عاماً. وكما تشير HMBD، فإن احتمالية الحمل بتوأم تزداد مع عمر الأم.

وثانياً أن العمل والمساهم الأكبر في الارتفاع، هو الإنجاب بمساعدة طبية، والأكثر شيوعاً عن طريق تخصيب بويضة المرأة في المختبر (IVF)، الذي يمثل 87 في المائة من الزيادة. وتشير الإحصائيات إلى أن 40 في المائة من حالات الحمل عبر التلقيح الاصطناعي ستؤدي إلى ولادة توأم، مقارنة بـ2 في المائة فقط في عموم السكان.

وقد أثارت الزيادة في معدلات التوائم مخاوف بين الحكومات والسلطات الطبية لأن صحة التوائم تميل إلى أن تكون أضعف من صحة المولود المنفرد، حيث يولدون في كثير من الأحيان قبل الأوان مع انخفاض الوزن عند الولادة، وهو ما يمكن أن يعقد الولادات، ويؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد.

تقييدات قانونية

ومع ذلك، تعتقد HMBD أن الذروة في عام 2015 هي علامة على تحسن تقنيات التخصيب خلال السنوات القليلة الماضية، مع انخفاض معدلات الولادات المتعددة بشكل كبير بسبب التغييرات في القوانين التي تقلل متوسط عدد الأجنة المسموح بنقلها.

تشير البيانات الواردة من المملكة المتحدة إلى أن فرصة إنجاب توائم عن طريق التلقيح الاصطناعي (للأمهات تحت سن 35 عاماً) كانت 27 في المائة في عام 2007. واليوم، تصل النسبة إلى 6 في المائة.


مقالات ذات صلة

فرشاة الأسنان تقلل من معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب

صحتك فرشاة الأسنان تقلل من معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب

فرشاة الأسنان تقلل من معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب

اكتشف الباحثون أداة غير مكلفة أنقذت العديد من الأرواح في المستشفيات - وهي فرشاة الأسنان بشعيرات في إحدى نهاياتها. الالتهاب الرئوي وتنظيف الأسنان عمل باحثون…

د. عميد خالد عبد الحميد
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الكثير من الناس يتحدثون بصوت عالٍ مع أنفسهم (أ.ف.ب)

خبراء يؤكدون: التحدث مع ذاتك بصوت عالٍ يعزز صحتك النفسية

يتحدث الكثير من الناس بصوت عالٍ مع أنفسهم، وهو ما يُطلق عليه عادةً الحديث الذاتي الخارجي أو الحديث الخاص، فما مميزات أو عيوب هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
صحتك الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بدقة بحدوث تفاقم في الأعراض قبل ما يصل إلى 7 أيام من بدء ظهورها (رويترز)

الذكاء الاصطناعي قد يتنبأ بتفاقم أمراض الرئة قبل أسبوع من ظهور الأعراض

كشفت دراسة أن تحليل عينات البول باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يتنبأ بتعرض المصابين بالانسداد الرئوي المزمن لتفاقم أعراض مرضهم، قبل أسبوع من ظهور الأعراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فرشاة الأسنان تقلل من معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب

فرشاة الأسنان تقلل من معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب
TT

فرشاة الأسنان تقلل من معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب

فرشاة الأسنان تقلل من معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب

اكتشف الباحثون أداة غير مكلفة أنقذت العديد من الأرواح في المستشفيات - وهي فرشاة الأسنان بشعيرات في إحدى نهاياتها.

الالتهاب الرئوي وتنظيف الأسنان

عمل باحثون من مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد بالتعاون مع زملاء من معهد هارفارد بيلغريم للرعاية الصحية في ولاية ماساتشوستس الأميركية، على فحص ما إذا كان تنظيف الأسنان اليومي بين المرضى باستعمال فرشاة الأسنان مرتين في اليوم ولمدة دقيقتين كل مرة في المستشفى مرتبطاً بانخفاض معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب (التهاب ذات الرئة) في المستشفى.

والمعروف أن التهاب ذات الرئة هو من أهم أسباب الوفيات في المستشفيات وخاصة في وحدات العناية المركزة.

مراجعة تجارب سريرية

جمع الفريق نتائج 15 تجربة سريرية عشوائية شملت أكثر من 2700 مريض ووجد أن معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفى كانت أقل بين المرضى الذين قاموا بتنظيف أسنانهم يومياً، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وكانت النتائج ملفتة بشكل خاص بين المرضى الذين يخضعون للتنفس الاصطناعي. ونُشرت نتائج تلك الدراسة في مجلة JAMA Internal Medicine الجمعية الأميركية للطب في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

السومريون والفراعنة وفرشاة الأسنان

ولنتعرف على تاريخ هذه الأداة التي أنقذت الآلاف الأرواح، فقد ذكرت كتب التاريخ أن أول من اكتشف فرشاة الأسنان كان السومريون، حيث وجد الباحثون قطعة من ساق الشجر تعود لعام 3500 قبل الميلاد حيث كان السومريون يعضون على نهاية الساق لتصبح مكتسية بألياف مشابهة لفرشاة الأسنان. وبعدهم جاء الفراعنة في 3 آلاف قبل الميلاد وتلاهم الصينيون في 1600 قبل الميلاد ليصنعوا ما يشبه الفرشاة من شعر الخنزير.

أول الفرشاة الصناعية

لكن أول محاوله مشابهة للفرشاة الحديثة تم تصنيعها في عام 1770 من قبل السجين البريطاني ويليام أديس، الذي أخذ عظمة من الوجبات وعمل فيها ثقوب ثم لصق فيها بعض الشعيرات من النايلون لتصبح أول فرشاة أسنان. ولكن عام 1938 هو العام الذي بدأت شركة «دي بونت» الفرنسية بإنتاج الفرشاة الحديثة كما نعرفها. وتطورت صناعة فرشاة الأسنان لنصل إلى الفرشاة الكهربائية التي أثبت العلماء أنها تقوم بتنظيف أفضل للفم مقارنة بالفرشاة العادية خصوصاً لكبار السن وممن يعانون من مشكلات في المفاصل.

انخفاض معدلات الوفيات في المستشفيات

وقال مؤلف الدراسة المذكورة البروفسور مايكل كلومباس، طبيب الأمراض المعدية في بريغهام، وأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد وأستاذ طب السكان في معهد هارفارد بيلغريم للرعاية الصحية: «الإشارة التي نراها هنا نحو انخفاض معدل الوفيات واضحة - إنها تشير إلى أن تنظيف الأسنان بانتظام في المستشفى قد ينقذ الأرواح». وأشار إلى أنه من النادر في عالم الطب الوقائي في المستشفيات العثور على شيء يكون فعالاً ورخيصاً في الوقت نفسه. وبدلاً من توظيف جهاز جديد أو دواء، تشير دراستنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تنظيف الأسنان يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً.

أجرى الفريق مراجعة منهجية وتحليل تلوي لتحديد العلاقة بين تنظيف الأسنان اليومي والالتهاب الرئوي. باستخدام مجموعة متنوعة من قواعد البيانات، جمع الباحثون وحللوا تجارب سريرية عشوائية من جميع أنحاء العالم قارنوا فيها تأثير العناية الفموية المنتظمة مع تنظيف الأسنان مقابل العناية الفموية دون تنظيف الأسنان على حدوث الالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفى ونتائج أخرى.

إزالة الجراثيم

وجد التحليل أن تنظيف الأسنان اليومي كان مرتبطاً بانخفاض كبير في خطر الالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفى والوفيات في وحدة العناية المركزة. بالإضافة إلى ذلك، حدد الباحثون أن تنظيف الأسنان للمرضى في وحدة العناية المركزة كان مرتبطاً بأيام أقل من التنفس الاصطناعي وأقل مدة إقامة في العناية المركزة، وذلك أن بعض الجراثيم التي تتجمع ما بين الأسنان قد يدفعها التنفس الاصطناعي نحو الرئتين لتزيد معدلات الإصابة بالتهاب ذات الرئة.

استكشفت معظم الأبحاث في مراجعة الفريق دور تنظيف الأسنان في البالغين في وحدة العناية المركزة. وكانت دراستان فقط من بين 15 دراسة شملها تحليل المؤلفين، قيّمت تأثير تنظيف الأسنان على المرضى غير الخاضعين للتنفس الاصطناعي. ويأمل الفريق أن يمتد تأثير الحماية لتنظيف الأسنان إلى المرضى غير الخاضعين للعناية المركزة، لكنه أشار إلى الحاجة لمزيد من البحث.

وقال كلومباس: «تؤكد نتائج دراستنا على أهمية تنفيذ روتين صحي فموي يشمل تنظيف الأسنان للمرضى في المستشفى». وأعرب عن أمله أن تساهم الدراسة في تحفيز السياسات والبرامج لضمان تنظيف المرضى في المستشفى أسنانهم بانتظام. وإذا لم يتمكن المريض من أداء هذه المهمة بنفسه، نوصي بمساعدة أحد أعضاء فريق رعاية المريض له.