لصقة جلدية لتوصيل الدواء إلى الجسم

تصمم بمجموعة من الإبر الميكروية

رقعة جلدية من إبر هلامية لتوصيل الدواء (جامعة باث)
رقعة جلدية من إبر هلامية لتوصيل الدواء (جامعة باث)
TT
20

لصقة جلدية لتوصيل الدواء إلى الجسم

رقعة جلدية من إبر هلامية لتوصيل الدواء (جامعة باث)
رقعة جلدية من إبر هلامية لتوصيل الدواء (جامعة باث)

طور باحثون في جامعة باث البريطانية لصقة جلدية لتوصيل الأدوية إلى الجسم دون ألم.

لصقة إبر جلدية

وقام الفريق العلمي بتطوير لصقة جلدية يسيرة التكلفة، توفر جرعة مضبوطة من الدواء مباشرة إلى الجسم، ما يلغي الحاجة إلى الحقن، أو الدواء عن طريق الفم.

وفي دراستهم بعنوان «إبر ميكروية من الهيدروجيل لتوصيل مضادات الميكروبات» التي نشرت في مجلة «Biomaterials Advances» المتخصصة بتطويرات المواد البيولوجية، قال الباحثون إنهم يأملون في إنتاج هذه اللصقة خلال الأعوام المقبلة.

رقعة هلامية مائية

وأضاف الباحثون في رسالة إلكترونية وصلت «الشرق الأوسط» أن ما يجعل هذه الرقعة ذات الإبر الدقيقة فريدة من نوعها هي أنها مصنوعة من الهيدروجيل، وهي مادة تشبه الهلام يشكل فيها الماء المكون السائل، مع تغليف العنصر النشط للدواء داخل هيكل الإبرة الدقيقة للهيدروجيل بدلاً من وضعه في خزان منفصل.

طريقة إنتاج اللصقة الجلدية بالإبر الميكروية (جامعة باث)
طريقة إنتاج اللصقة الجلدية بالإبر الميكروية (جامعة باث)

كما أن كلفتها ستكون يسيرة مقارنة مع الرقع ذات الإبر الدقيقة المتوفرة تجارياً، حيث سيتم إنتاجها من قوالب مطبوعة ثلاثية الأبعاد، وسيكون من السهل تخصيص القوالب المنتجة بهذه الطريقة، ما يخفض التكاليف.

إبر متمددة لحقن الجرعة

وتعمل اللصقة عندما تخترق الإبر الدقيقة الطبقات الأولى من الجلد دون ألم. ويؤدي التلامس مع السائل الموجود أسفل حاجز الجلد إلى تضخم الإبر «المحبة للماء»، مما يقود إلى وصول جرعة محددة من الدواء إلى الجسم. وفي التجارب التي أجريت على اللصقة في جامعة باث، لحالات التورم قدمت جرعات من المضادات الحيوية التي أثارت استجابة (رد فعل) قوية ضد اثنتين من البكتيريا المعروفة بأنها تسبب التهابات خطيرة - الإشريكية القولونية (إي كولاي) والمكورات العنقودية الذهبية.

استخراج سوائل الجسم لتحليلها

وتعمل اللصقة أيضاً بشكل عكسي، حيث تستخرج كميات صغيرة من السوائل من تحت الجلد بهدف تحليلها طبياً. قد يكون هذا مفيداً، على سبيل المثال، لمراقبة مستويات اللاكتات (أحد مكونات حمض اللاكتيك) والمواد الكيميائية الأخرى لدى المرضى المصابين بعدوى.

وقالت الدكتورة هانا ليس المهندسة الكيميائية في الجامعة -التي تواصل تحسين تصميم لصقة الجلد مع زملائها المهندسين طالب الدكتوراه جوزيف تورنر والبروفسور بيدرو إستريلا، وعالم الأحياء الدكتور ميسم لعبي - إن الرقع الجلدية المزود بالإبر الدقيقة هي نظام مثالي لتوصيل الأدوية ولها تأثير واضح، وفوائد أكثر من أساليب التوصيل التقليدية.

وأضافت: «إن الحقن واخزة ومكلفة، ولا تناسب الجميع. إذ يعاني الكثير من الأشخاص من رهاب الإبر ويترددون بشكل مفهوم في تلقي الدواء عن طريق الحقن حتى عندما تكون هناك حاجة للعلاج حقاً. كما أن الحقن لا تناسب البعض الآخر منهم - على سبيل المثال، المرضى المسنون ذوو الجلد الرقيق. كما أن استخدام الإبر في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى إدخال مسببات الأمراض، مثل البكتيريا، التي قد تسبب العدوى، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة».

بديل ممتاز لتوصيل الدواء

وتتابع الدكتورة هانا ليس أن الناس عموماً لديهم اعتراضات أقل على تناول الأدوية عن طريق الفم، ولكن هناك جوانب سلبية للأدوية عن طريق الفم أيضاً، فقد تكون لها آثار جانبية على الجهاز الهضمي؛ كما يوجد تأخير بين تناول الدواء ووصول الدواء إلى المكان المطلوب في الجسم؛ يجب أن تكون الجرعات أعلى لأن الكثير من التركيبة الدوائية تتحلل في الأمعاء، وإذا كان المريض يتناول المضادات الحيوية، فقد يساهم ذلك أيضاً في مقاومة البكتريا للأدوية.

توصيل اللقاحات ومراقبة الهرمونات

وستكون الخطوة التالية مواصلة تحسين منصة الإبر الدقيقة وإجراء الدراسات على الحيوانات قبل الانتقال إلى التجارب السريرية البشرية. ويتوقع الباحثون أن تكون اللصقة قادرة على توصيل الأدوية التي تنتشر في الجسم بأكمله والأدوية التي تحتاج إلى أن تظل موضعية أكثر - على سبيل المثال، عندما يكون هناك عدوى في جزء منفصل من الجلد.

كما أن هناك أيضاً مجال للصقات لتوصيل اللقاحات ومراقبة مستويات الهرمونات. وتقول الدكتورة هانا ليس: «يمكننا أيضاً أن نرى أن هناك دوراً لهذه اللصقات في المجالات الصحية عموما... أستطيع أن أتخيل اليوم الذي يحمل فيه الناس إبراً دقيقة تحت ساعاتهم الذكية للكشف عن التقلبات في هرمون التوتر، الكورتيزول».


مقالات ذات صلة

ممارسة مرضى السرطان للرياضة تقلل الآثار الجانبية للعلاج

صحتك التمارين الرياضية قد تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان (رويترز)

ممارسة مرضى السرطان للرياضة تقلل الآثار الجانبية للعلاج

يمكن للتمارين الرياضية أن تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك يُنصح بتناول المثلجات أو الآيس كريم عند الشعور بالتهاب الحلق (أ.ب)

لكل داء غذاء... ماذا تأكل عندما يصيبك المرض؟

أجسامنا تحتاج بالفعل إلى التغذية عندما نكون مرضى. فماذا نتناول عند كل مرض؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

المغنسيوم معدن أساسي يلعب دوراً محورياً في وظائف متعددة بالجسم، أبرزها تعزيز صحة العظام وتنظيم ضغط الدم ودعم عمل العضلات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك يقوم الكبد بكثير من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

7 علامات تدل على تلف الكبد

الكبد هو أحد أهم أعضاء الجسم، فهو المسؤول عن الحفاظ على خلوِّ سائر الأعضاء من السموم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لكل داء غذاء... ماذا تأكل عندما يصيبك المرض؟

يُنصح بتناول المثلجات أو الآيس كريم عند الشعور بالتهاب الحلق (أ.ب)
يُنصح بتناول المثلجات أو الآيس كريم عند الشعور بالتهاب الحلق (أ.ب)
TT
20

لكل داء غذاء... ماذا تأكل عندما يصيبك المرض؟

يُنصح بتناول المثلجات أو الآيس كريم عند الشعور بالتهاب الحلق (أ.ب)
يُنصح بتناول المثلجات أو الآيس كريم عند الشعور بالتهاب الحلق (أ.ب)

سواء كنت تعاني من صعوبة في البلع بسبب التهاب الحلق أو لا تستطيع الاحتفاظ بأي شيء في معدتك بسبب جرثومة المعدة، فإن تناول الطعام ليس دائماً من أولوياتك عندما تكون مريضاً.

ولكن، تقول طبيبة الأسرة الدكتورة شانون داولر، عضو مجلس إدارة الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة: «أجسامنا تحتاج بالفعل إلى التغذية عندما نكون مرضى، لذا لا تتجنب تناول الطعام».

في كثير من الحالات، يكفي تناول أي شيء يعجبك في تلك اللحظة لضمان حصولك على بعض العناصر الغذائية على الأقل وشرب الكثير من السوائل. ولكن إذا كنت قادراً على ذلك، فهناك بعض الأطعمة المحددة التي قد تخفف أعراضك بالفعل.

جرثومة المعدة

مع اضطراب المعدة، أو الإسهال، أو القيء، أو الثلاثة معاً، قد لا تشعر بالجوع أو العطش الشديد عند إصابتك بالتهاب المعدة والأمعاء. تكمن المشكلة في سهولة الإصابة بالجفاف، كما تقول أخصائية التغذية المُسجلة والمُعتمدة في تغذية الأورام، آمي براغانييني، المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية لمجلة «تايم» الأميركية. ويُمكن أن يكون الجفاف خطيراً، وقد يُسبب الصداع، والتعب، والدوار، وأعراضاً أخرى مزعجة، وفقاً لعيادة كليفلاند.

وتقترح براغانييني شرب الكثير من الماء، أو ماء جوز الهند، أو المشروبات المُشبعة بالإلكتروليت أثناء مُكافحتك لجرثومة المعدة. وتقول: «ابدأ ببطء، وأضف المزيد من السوائل حسب قدرتك على تحمّلها. تناول رشفات وملعقة بدلاً من ابتلاع كميات كبيرة من السوائل».

الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز تدعم صحة القلب بشكل عام (رويترز)
الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز تدعم صحة القلب بشكل عام (رويترز)

وفقاً للجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، عندما تكون مستعداً لتناول الطعام، احرص على تناول بعض الألياف القابلة للذوبان، والتي يمكن أن تساعد في زيادة حجم البراز الرخو دون إرهاق جهازك الهضمي، وينصح داولر بالتركيز على الأطعمة النشوية الخفيفة مثل البسكويت والموز والأرز وصلصة التفاح والخبز المحمص.

وتضيف براغانييني: «تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من الوجبات الكبيرة التي قد تزيد من سوء حالتك». وتضيف: «تجنب أي شيء غني بالألياف، مثل المكسرات والبذور والفواكه أو الخضراوات بقشرها، والتي قد يصعب هضمها في حالة الضعف، وكذلك المُحليات الصناعية التي قد تسبب الإسهال أحياناً». وتضيف داولر: «تجنب أيضاً أي شيء قد يزيد الجفاف أو الإسهال سوءاً، مثل الكافيين».

الإمساك

تقول براغانييني: «الترطيب عامل أساسي في عملية الهضم. في كثير من الأحيان عندما يعاني الأشخاص من الإمساك، فإن أمعاءهم لا تتحرك، لذا فإن الحصول على الكثير من السوائل أمر مهم».

ووفقاً للمكتبة الوطنية للطب، قد تُساعد المشروبات الدافئة تحديداً على تحفيز حركة الأمعاء. يقول براغانييني إن بعض الناس يُفضلون البرقوق أو عصير البرقوق، لكن العديد من الفواكه تُوفر الألياف وقد تُساعد على تحريك الأمعاء.

وعليك الانتباه أيضاً إلى إجمالي الألياف التي تتناولها في نظامك الغذائي. الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفاصوليا والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات يُمكن أن تُساعد في الوقاية من الإمساك في المقام الأول. فقط تأكد من إضافة المزيد من الألياف بحذر. يقول داولر: «لا يجب أن تُفرط في تناول الألياف بسرعة كبيرة». «إذا انتقلت فجأة من عدم تناول الألياف على الإطلاق إلى تناول كميات كبيرة منها، فقد يُفاقم ذلك الإمساك ويُسبب لك غازات وانتفاخاً شديداً».

نزلات البرد والإنفلونزا

ويمكن لالتهابات الجهاز التنفسي أن تُضعف شهيتك، خاصةً إذا كانت حاسة التذوق أو الشم لديك ضعيفة. فكّر في تناول أطعمة تجدها مُغذية ومريحة - مثل حساء مرق دافئ، أو البسكويت، أو الخبز المحمص، أو حبوب الإفطار، أو الأرز، أو الجيلي - والتزم بها، كما تقول براغانييني. وتضيف: «عندما تشعر بتوعك شديد... حاول تناول أطعمة لا تُهيّج أو تُفاقم أعراضك». وتضيف أن شاي النعناع أو الزنجبيل يُمكن أن يكون مُهدئاً. كما أن المرق والشاي مُرطبان.

التهاب الحلق

إذا كان البلع مؤلماً، فقد يصعب عليك تخيّل تناول الكثير من الطعام. تقول داولر: «اختر الأطعمة والمشروبات الباردة، مثل المصاصات المُجمدة، أو الآيس كريم، أو الزبادي، أو أي شيء آخر يُريح الحلق ويُهدئه».

وتضيف أن الحساء الدافئ يُمكن أن يكون مُريحاً أيضاً، ويحتوي على عناصر غذائية أكثر من مجرد الماء. كما يُمكن للشاي بالعسل أن يُهدئ التهاب الحلق، وقد يُخفف السعال أيضاً، وفقاً لمايو كلينك.

حرقة المعدة

تحدث حرقة المعدة أو ارتجاع المريء عندما لا يحافظ الصمام الواصل بين المريء والمعدة على مستوى حمض المعدة الطبيعي، وفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى.

شوكولاته مصنوعة يدوياً في بريطانيا (رويترز)
شوكولاته مصنوعة يدوياً في بريطانيا (رويترز)

أول ما يجب فعله هو تحديد ما إذا كنت تتناول أي أطعمة قد تزيد من حدة أعراضك. يقول براغانييني إن الحمضيات، والأطعمة الحارة، والأطعمة الحمضية (مثل الطماطم)، والشوكولاته، والكافيين، والنعناع، ​​كلها عوامل قد تُسبب حرقة المعدة، لذا تجنبها. وينصح داولر أيضاً بتجنّب تناول الطعام قبل النوم بوقت قصير، لأن الاستلقاء بعد تناول الطعام بفترة وجيزة قد يزيد من احتمالية ارتجاع حمض المعدة إلى المريء.

بدلاً من ذلك، أضف بعض الأطعمة الغنية بالألياف والغنية بالماء إلى نظامك الغذائي، مثل الخيار والخضراوات الورقية، كما يقول داولر. كما قد تُساعدك الأطعمة منخفضة الحموضة مثل الموز والقرنبيط على الشعور بتحسن أيضاً.