أجازت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، استخدام لقاح ثانٍ للأطفال ضد الملاريا، المرض الذي يودي بمئات الآلاف كل عام.
وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحافي: «كوني باحثاً في الملاريا، كنت أحلم باليوم الذي سنحصل فيه على لقاح آمن وفعال ضده، والآن أصبح لدينا اثنان». وأضاف: «يسعدني أن أعلن أن منظمة الصحة العالمية توصي بلقاح ثان هو (R21/Matrix-M) للوقاية من الملاريا لدى الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالمرض».
ويصنع اللقاحَ ضد الملاريا مختبرُ «سيروم إنستيتيوت أوف إنديا»، واستخدامه مجاز حتى الآن في غانا ونيجيريا وبوركينا فاسو. وفي 2021، أصبح لقاح آخر هو «RTS.S» من إنتاج شركة الأدوية البريطانية العملاقة «جي إس كيه»، أول لقاح توصي به منظمة الصحة العالمية للوقاية من الملاريا لدى الأطفال، في المناطق التي تشهد انتقالاً متوسطاً إلى مرتفع للمرض.
وسمحت البرامج التجريبية للقاح «RTS.S» في 3 دول أفريقية -هي غانا وكينيا وملاوي- بتلقي أكثر من 1.7 مليون طفل جرعة واحدة على الأقل من اللقاح منذ عام 2019. وأدت حملات التلقيح في هذه البلدان الثلاثة إلى انخفاض كبير في أشكال الملاريا الخطيرة والمميتة، وتراجع معدل وفيات الأطفال. وعند استخدامه على نطاق واسع، من شأن هذا اللقاح إنقاذ عشرات آلاف الأرواح كل عام، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وما زالت الملاريا التي يسببها طفيل ينتقل عن طريق البعوض آفة خطيرة؛ لا سيما بالنسبة إلى الأطفال في أفريقيا؛ خصوصاً بسبب المقاومة المتزايدة للعلاج. ووفقاً لأحدث أرقام منظمة الصحة العالمية، تسببت الملاريا -وهي مرض يعود إلى العصور القديمة- في وفاة 619 ألف شخص حول العالم في 2021. ويعيش نحو نصف سكان العالم في منطقة معرضة لخطر الملاريا، غير أن معظم الإصابات والوفيات تسجَّل في أفريقيا.
وفي سياق متصل، قدمت منظمة الصحة العالمية توصيات جديدة بشأن لقاحات ضد «حمى الضنك» والتهاب السحايا، بالإضافة إلى تبسيط توصيات خاصة بالتلقيح ضد «كوفيد».