هل علينا القلق من فيروس «كورونا» مجدداً؟

واجهة المقر الرئيسي لشركة «موديرنا» التي طورت لقاحاً ضد مرض «كوفيد-19» في كامبريدج ماساتشوستس بالولايات المتحدة في 18 مايو 2020 (رويترز)
واجهة المقر الرئيسي لشركة «موديرنا» التي طورت لقاحاً ضد مرض «كوفيد-19» في كامبريدج ماساتشوستس بالولايات المتحدة في 18 مايو 2020 (رويترز)
TT

هل علينا القلق من فيروس «كورونا» مجدداً؟

واجهة المقر الرئيسي لشركة «موديرنا» التي طورت لقاحاً ضد مرض «كوفيد-19» في كامبريدج ماساتشوستس بالولايات المتحدة في 18 مايو 2020 (رويترز)
واجهة المقر الرئيسي لشركة «موديرنا» التي طورت لقاحاً ضد مرض «كوفيد-19» في كامبريدج ماساتشوستس بالولايات المتحدة في 18 مايو 2020 (رويترز)

تشير بيانات جديدة من علماء وشركات «موديرنا» و«فايزر» و«بيونتك»، المصنعة للقاحات، إلى أن السلالة الجديدة شديدة التحور من فيروس «كورونا» المسبب لمرض «كوفيد-19» غير مثيرة للقلق كما كان يخشى بعض الخبراء عندما تم رصدها لأول مرة قبل أسابيع عدة.

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، ترصد منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها السلالة الجديدة، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «بيرولا»، وتحمل الاسم العلمي «BA.2.86» وهي سلالة متحورة من السلالة «أوميكرون».

ما الجديد بخصوص «كوفيد»؟

ترتفع معدلات الإصابة ودخول المستشفيات جراء الإصابة بـ«كوفيد» في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، لكنها أقل بكثير عن ذروات سابقة. وتباطأ المعدل الأسبوعي لدخول المستشفيات في الولايات المتحدة لثلاثة أسابيع متتالية في أغسطس (آب)، وفقاً لبيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس.

وحتى 30 أغسطس، قالت المراكز الأميركية إنه جرى رصد سلالة «BA.2.86» في 4 ولايات أميركية على الأقل، إما في مصابين أو في مياه الصرف. وأعلنت ولاية ديلاوير (الثلاثاء) أنها رصدت إصابة بالسلالة في مستشفى. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية رصد السلالة في 6 دول على الأقل.

ووفقاً لبيانات المراكز الأميركية فإن السلالة المتحورة الفرعية «‭‭EG.5‬‬»، المنحدرة من «أوميكرون» وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «إيريس»، وظهرت لأول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، تمثل نحو 20 في المائة من الإصابات الحالية بمرض «كوفيد-19» في الولايات المتحدة.

وتأتي في المرتبة الثانية سلالة متحورة تحمل اسم «فورناكس»، والاسم العلمي «‭‭FL.1.5.1‬‬» بنسبة 14.5 في المائة من الإصابات في الولايات المتحدة، وتمثل نسبة متنامية من الإصابات بـ«كوفيد-19» على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وتمثل مجموعة واسعة من السلالات الأخرى نسباً أقل من مجمل الإصابات، منها سلالة «‭‭BA.2.86‬‬» التي تمثل في الوقت الراهن أقل من واحد في المائة. ويرى الدكتور ديفيد داودي خبير الأمراض المعدية في كلية جونز هوبكز بلومبرغ للصحة العامة أن سلالة «‭‭FL.1.5.1‬‬» ستصبح الأكثر انتشاراً في الشهور المقبلة، لكنه يتوقع ألا تكون موجة العدوى مماثلة لتلك التي نتجت عن سلالة «أوميكرون».

ماذا يقول العلماء عن سلالة «BA.2.86»؟

يراقب العلماء سلالة «BA.2.86»؛ لأنها تحمل أكثر من 35 متحوراً في أجزاء رئيسية من الفيروس مقارنة بسلالة «‭‭XBB.1.5‬‬»، التي كانت الأكثر انتشاراً لمعظم عام 2023. وأثارت التغيرات الواضحة، المماثلة للتحول الجيني الذي ظهر في سلالة «أوميكرون» مقارنة بالسلالة السابقة «دلتا»، مخاوف من أن السلالة الجديدة قد تسبب زيادة كبيرة في الإصابات.

هل ستكون اللقاحات واقية من المتحورات الجديدة؟

تشير دراسات الدكتور دان باروتش، مدير مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن، إلى أن اللقاحات التي جرى تحديثها ستثير استجابات الأجسام المضادة «إلى حد ما» ضد كل السلالات المنتشرة في الوقت الراهن، ومنها «‭‭BA.2.86‬‬». وقالت شركة «موديرنا»، (الأربعاء)، إن بيانات سريرية أظهرت أن لقاحها المعدل المضاد لمرض «كوفيد-19» تسبب في توليد ما يقرب من 9 أمثال الأجسام المضادة في أجساد البشر، وهي نسبة يمكنها تحييد سلالة «‭‭BA.2.86‬‬».

وأعلنت شركة «فايزر»، (الأربعاء)، أن نسختها المحدثة من اللقاح المضاد لـ«كوفيد» نجحت في تحييد سلالتي «‭‭BA.2.86‬‬» و«‭‭EG.5‬‬» في الدراسات التي أُجريت على الفئران. وتدرس إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية جرعات اللقاح المعدلة، ومن المتوقع أن تكون متاحة هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)
مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)
TT

الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)
مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)

حذر أطباء من أضرار الضوضاء على صحة الإنسان حيث إنها قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.

وبحسب وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» الأميركية للأنباء، خلصت دراسة إلى أن صحة القلب قبل وبعد التعرض للنوبة القلبية قد تتأثر بمدى ارتفاع صوت الضوضاء في الحي الذي تعيش فيه.

حيث وجدت دراسة أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية إذا كانوا يعيشون في منطقة صاخبة، بينما أظهرت دراسة أخرى أن تشخيص الناجين من النوبات القلبية كان أسوأ إذا كان ضوضاء الحي منزعجة.

وقالت ماريان زيلر المؤلفة الرئيسية للدراسة الثانية من جامعة بورغوندي ومستشفى ديجون في فرنسا: «توفر هذه البيانات بعض الأفكار الأولية التي تفيد بأن التعرض للضوضاء يمكن أن يؤثر على القلب».

وتم عرض الدراستين يوم الثلاثاء في لندن كجزء من الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب.

ويمكن أن تكون أبواق السيارات، وضوضاء الحشود مصدراً مزمناً للتوتر لسكان المناطق الحضرية، والتوتر هو عامل خطر بالنسبة للقلب.

ولتحديد تأثير الضوضاء على صحة القلب والأوعية الدموية، قام الأطباء في بريمن بألمانيا بتقييم مستويات الضوضاء في الحي لـ430 شخصاً تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أقل، الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية.

قال فريق بقيادة حاتم كيرنيس من معهد بريمن لأبحاث القلب والأوعية الدموية إن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من عوامل خطر القلب (مثل مرض السكري أو التدخين) كانوا أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية إذا كانوا يعيشون في حي صاخب.

وركزت الدراسة الثانية، التي قادتها زيلر، على النتائج للأشخاص الذين نجوا من نوبة قلبية، حيث نظر فريقها في بيانات المتابعة لمدة عام واحد لـ864 شخصاً نجوا من نوبة قلبية لمدة 28 يوماً على الأقل، كما قاموا بقياس مستوى الضوضاء في عنوان منزل كل مريض.

ووجد الفريق الفرنسي أن احتمالات تعرض الناجي من النوبة القلبية لشكل ما من أشكال الاضطرابات القلبية قفزت بنسبة 25 في المائة لكل ارتفاع بمقدار 10 في المائة في مستويات الضوضاء، حتى بعد استبعاد عوامل مثل تلوث الهواء أو الفقر.