واحدة من كل أربع نساء قد تعاني من عدم انتظام ضربات القلب بعد انقطاع الطمث

جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)
جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)
TT

واحدة من كل أربع نساء قد تعاني من عدم انتظام ضربات القلب بعد انقطاع الطمث

جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)
جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن نحو واحدة من كل أربع نساء قد تعاني من عدم انتظام ضربات القلب بعد انقطاع الطمث، مع زيادة معاناتهن من الأرق والضغط النفسي.

وتُعرف هذه المشكلة الصحية باسم الرجفان الأذيني، وهو عدم انتظام ضربات القلب أو سرعة إيقاعها. ويحدث حين تنبض غرفتا القلب العلويتان (الأذينين) دون تناسق وانتظام، ودون تزامن مع غرفتي القلب السفليتين (البطينين)، وفقاً لمايو كلينيك.

ويقول الخبراء إن هذه الحالة لا تهدد الحياة ولكنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرها من المضاعفات المرتبطة بالقلب، لذلك فهي تحتاج إلى عناية طبية.

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قام مؤلفو الدراسة بمراجعة البيانات من الاستبيانات التي أكملتها أكثر من 83 ألف امرأة يبلغن من العمر 64 عاماً في المتوسط. وقد تم تجنيدهن في دراسة «مبادرة صحة المرأة»، التي أجريت في الولايات المتحدة بين عامي 1994 و1998.

وتناولت الاستبيانات التاريخ الطبي للمشاركات، والعادات الصحية، والأحداث الحياتية الضاغطة، والدعم الاجتماعي، وعادات النوم ومدى الشعور بالتفاؤل.

وشملت الأحداث الحياتية الضاغطة سوء المعاملة، وفقدان أحد أفراد أسرته، والمشكلات المالية، والطلاق والمرض.

وعلى مدى فترة متابعة استمرت عقدًا تقريبًا، وجد الباحثون أن 25 في المائة من النساء (أكثر من 23 ألف سيدة) أصبن بالرجفان الأذيني.

ولكل نقطة إضافية سجلتها النساء على مقياس تقييم الأرق التابع لمبادرة صحة المرأة، كانت هناك فرصة أكبر بنسبة 4 في المائة لتطوير الرجفان الأذيني، أما لكل نقطة إضافية على مقياس الأحداث الحياتية الضاغطة، فقد زاد احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 2 في المائة.

ويعتقد المؤلفون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد سبب تأثير الضغط النفسي والجوانب الأخرى من الرفاهية على خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.


مقالات ذات صلة

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

بيئة رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

تشير دراسة جديدة إلى أن موجات الحر قد تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب في ضربات القلب، إلى ضعفين أو 3 أضعاف، لا سيما إذا لم يكن القلب بصحة جيدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة (رويترز)

بحث يربط بين أمراض القلب الشائعة والإصابة بالخرف... ما العلاقة؟

كشف بحث علمي جديد، نُشر أمس (الخميس) من قبل «جمعية القلب الأميركية»، عن أن الحفاظ على حدة عقلك مع تقدمك في السن له علاقة كبيرة بصحة قلبك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك النقانق تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وقدر كبير من الملح (رويترز)

6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية

من الجدير معرفة الأطعمة التي يجب أن تحاول تقليل تناولها للحفاظ على ضخ قلبك بكامل قوته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الانسدادات الجزئية أو الكاملة للشرايين قد تسبب حالات مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية (أ.ف.ب)

التعرّض للمعادن الثقيلة قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

تضيف دراسة جديدة إلى الأبحاث الناشئة التي تُظهر أن التعرض للمعادن مثل الكادميوم واليورانيوم والنحاس قد يكون مرتبطاً أيضاً بالسبب الرئيسي للوفاة في العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك حليب الصويا قد تكون له فوائد عظيمة لصحة القلب (رويترز)

نوع من الحليب قد يحميك من أمراض القلب... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أن حليب الصويا قد تكون له فوائد عظيمة لصحة القلب، حيث إنه قد يحمي الأشخاص من أمراض القلب ومن عوامل الخطر المسببة لها.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

الكالسيوم وأمراض القلب: ما الصلة؟

الكالسيوم وأمراض القلب: ما الصلة؟
TT

الكالسيوم وأمراض القلب: ما الصلة؟

الكالسيوم وأمراض القلب: ما الصلة؟

كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية):جولي كورليس

*من بين الاختبارات التي يلجأ إليها الأطباء، لفهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب على نحو أفضل، فحص الكالسيوم في الشرايين التاجية، وهو نوع خاص من التصوير المقطعي المحوسب.

اختبار الكالسيوم

ويقيس هذا الاختبار كمية الكالسيوم في جدران شرايين القلب، لتحديد درجة (تركيز) الكالسيوم. وكلما ارتفعت الدرجة، زاد خطر الإصابة بنوبة قلبية.

جدير بالذكر هنا أن الكالسيوم يشكل جزءاً ضئيلاً فقط من الترسبات الضارة (المعروفة باسم اللويحة plaque)، التي تسبب ضيق شرايين القلب. وفي هذا الصدد، أوضح د. راندرسون كاردوسو، اختصاصي أمراض القلب بمستشفى بريغهام والنساء، التابع لجامعة هارفارد: «تحتوي اللويحة كذلك على كوليسترول وخلايا التهابية وأنسجة ندبية». وفي التصوير المقطعي المحوسب، لا يكون الكوليسترول مرئياً، بينما من السهل رؤية الكالسيوم. ونظراً لوجود ارتباط وثيق بين كمية الكالسيوم وحجم اللويحة، فإن «درجة الكالسيوم» تعد مؤشراً جيداً على نوع اللويحة داخل الشرايين.

ومع ذلك، ربما يتساءل البعض - مثلما فعل مرضى د. كاردوسو وغيرهم - حول ما إذا كان تناول الكالسيوم في نظامك الغذائي، أو من المكملات الغذائية، يؤثر على درجة الكالسيوم لديك.

اللافت أن الأبحاث حول هذا الموضوع متضاربة إلى حد ما، لكن دراسة نشرت في عدد يوليو (تموز) 2024 من دورية الكلية الأميركية لأمراض القلب «أدفانسيز» تقدم إجابات أوضح.

تناول الكالسيوم يقلل تكلّس الشرايين

جاءت النتائج بناءً على دراسة 1914 شخصاً، في إطار جهود للتعرف على مخاطر تصلب الشرايين على المدى البعيد داخل المجتمعات المتنوعة. وتراوحت أعمار من شملتهم الدراسة بين 45 و64 عاماً، في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وتمكن الباحثون من تقدير كمية الكالسيوم التي يتناولها المشاركون عادةً، بناءً على استبيانات النظام الغذائي التفصيلية التي أجريت عند تسجيلهم للمرة الأولى، ومرة أخرى بعد 10 سنوات.

وبعد نحو 20 عاماً من بدء الدراسة، خضع المشاركون لفحوصات التصوير المقطعي المحوسب، لقياس حجم التكلس في الشرايين التاجية، وكذلك في الشريان الأورطي والصمام الأورطي والصمام التاجي، حيث قد يتراكم الكالسيوم كذلك.

وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين استهلكوا الكميات الأكبر من الكالسيوم، كان لديهم تكلس أقل بالشرايين التاجية (وكذلك في أجزاء من الشريان الأورطي والصمام الأورطي)، مقارنة بالأشخاص الذين استهلكوا الكميات الأقل.

وتتوافق هذه النتائج مع أبحاث أخرى كشفت أن الكالسيوم الغذائي مفيد، حسبما أفاد د. كاردوسو. وأضاف: «يساعد الكالسيوم على خفض ضغط الدم، ربما عبر تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية. ويعد هذا أحد الأسباب التي تجعل النظام الغذائي المعروف باسم «داش» DASH- Dietary Approaches to Hypertension (النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم)، يتضمن حصتين من منتجات الألبان قليلة الدسم والغنية بالكالسيوم يومياً».

جرعات الكالسيوم اللازمة

حسب استطلاعات النظام الغذائي، لا يحصل الكثير من الأميركيين (خاصة البالغين الأكبر سناً) لا يحصلون على مستويات الكالسيوم الموصى بها. وتشير أحدث البيانات إلى أن الأشخاص، الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر، يستهلكون في المتوسط 875 ملليغراماً فقط من الكالسيوم يومياً، بدلاً عن 1000 ملليغرام الموصى بها (للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و70 عاماً) أو 1200 ملليغرام (للنساء في سن 51 عاماً أو أكثر، والرجال الذين تبلغ أعمارهم 71 عاماً أو أكثر).

في هذا الصدد، قال د. كاردوسو: «أنصح مرضاي بالتأكد من حصولهم على كميات كافية من الكالسيوم من وجباتهم الغذائية».

جدير بالذكر أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الكالسيوم الغذائي يأتي من منتجات الألبان، والأطعمة التي تحتوي على منتجات الألبان، داخل الولايات المتحدة.

وشرح د. كاردوسو أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً، يستبعد منتجات الألبان والأطعمة الأخرى القائمة على الحيوانات، ربما ينبغي لهم استشارة اختصاصي تغذية للتأكد من حصولهم على ما يكفي من الكالسيوم. ومع ذلك، هناك الكثير من ماركات حليب اللوز أو حليب الشوفان أو غيرها من أنواع الحليب النباتي، مدعمة بالكالسيوم.

والآن، ماذا عن مكملات الكالسيوم، والتي غالباً ما يُنصح بها للنساء بعد انقطاع الطمث، للمساعدة في منع هشاشة العظام؟ رغم أن بعض الأبحاث تشير إلى وجود صلة بين مكملات الكالسيوم بجرعات عالية (1000 ملليغرام يومياً) وأمراض القلب، فإن أبحاثاً أخرى لا تشير إلى ذلك.

ومع ذلك، فمن الأفضل الحصول على الكالسيوم من الطعام، وتجنب المكملات الغذائية ما لم يوصِ بها طبيبك، وينصح الكثير من الخبراء بعدم تناول أكثر من حبة واحدة بجرعة 500 ملليغرام يومياً، مع الطعام لتحسين الامتصاص.

* رسالة هارفارد للقلب

ـ خدمات «تريبيون ميديا»