كيف تغيرت مناعتنا تجاه كورونا؟

رجل يرتدى قناعاً واقياً في الصين (إ.ب.أ)
رجل يرتدى قناعاً واقياً في الصين (إ.ب.أ)
TT

كيف تغيرت مناعتنا تجاه كورونا؟

رجل يرتدى قناعاً واقياً في الصين (إ.ب.أ)
رجل يرتدى قناعاً واقياً في الصين (إ.ب.أ)

ارتفعت مؤخرا أعداد الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل أيام أن الفيروس ما زال يمثل قلقاً على الصحة العامة، داعية الدول لمواصلة مراقبته وتحليل التسلسل الجيني الخاص به وإبلاغ المنظمة لدراسة المتحورات الجديدة وتحديد مدى خطورتها.

لكن، على الرغم من هذا ارتفاع في الإصابات، فإن الناس أصبحوا أقل عرضة لدخول المستشفى أو الوفاة بسبب عدوى كورونا الآن، حيث تغيرت مناعتنا تجاه المرض بشكل ملحوظ، وأصبحت خطورته أقل مما كانت عليه من قبل، وفقا لما أكده عدد من الخبراء لشبكة «سي إن إن» الأميركية.

وأشار الخبراء إلى أن الخلايا البائية والتائية، التي تحافظ على ذكرياتنا المناعية، لم تعد تجهل هذا الفيروس، كما كانت عندما واجهناه لأول مرة في عام 2020.

وتقدر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن 97 % من الأشخاص في الولايات المتحدة لديهم بعض المناعة ضد كورونا من خلال التطعيم أو العدوى أو كليهما.

أطباء يحاولون إسعاف مريضة بكورونا في مستشفى بالصين (رويترز)

وبالإضافة إلى تطور مناعتنا تجاه الفيروس، فقد قام العلماء بتحديث اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات لاستخدامها إذا بدأت الحالات في الارتفاع بوتيرة أسرع من الوقت الحالي. كما أصبحت الاختبارات السريعة للكشف عن الفيروس متاحة في معظم المعامل حول العالم، وأصبح الأشخاص أكثر خبرة بكيفية تعقيم المنزل وتنقية الهواء وحماية أنفسهم من العدوى.

وقالت الدكتورة ميغان راني، طبيبة الطوارئ وعميد كلية ييل للصحة العامة: «في هذه المرحلة، وبسبب مناعتنا التي طورناها خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبح الخطر أقل، سواء فيما يتعلق بإصابة الناس بأعراض خطيرة للفيروس أو إصابتهم بكورونا طويل الأمد الذي تستمر أعراضه لأشهر».

وأضافت: «لا يزال كورونا أكثر خطورة من الإنفلونزا، لكن مستوى خطورته أصبح أقل من قبل. من المتوقع تماماً أن يصبح هذا الفيروس أشبه بفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، من حيث الانتشار الموسمي فقط».

وتابعت راني: «لكن، سيكون من الغريب حقاً أن يختفي كورونا تماما أو لا يتسبب في أعراض ظاهرة أو في دخول المستشفى والوفاة. إنه لا يزال (فيروساً) رغم كل شيء».

من جهته، قال الدكتور بيتر تشين هونغ، اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن الدراسات الحديثة تظهر على ما يبدو انخفاض معدل الإصابات بكورونا طويل الأمد بمرور الوقت.

وأضاف: «عندما تنظر إلى هذه الدراسات، ستجد فترة الإصابة بكورونا تنخفض بمقدار النصف».

لكن، على الرغم من ذلك، يحذر الكثير من خبراء الصحة من أنه، بالنسبة للكثيرين، فإن جهاز المناعة لا يعمل بالسرعة أو القوة التي ينبغي عليه أن يعمل بها.

وأوضح الخبراء أن وظيفة المناعة تنخفض بشكل طبيعي مع تقدم العمر، كما تتراجع بسبب بعض الأدوية والمشكلات الصحية، مثل السرطان والسكري والأمراض المناعية.

هذا بالإضافة لحقيقة أن بعض الأشخاص يكونون أكثر استعدادا للمرض من الناحية الوراثية.

وفي حين أن معظمنا لديه أجهزة مناعية يمكنها التعرف على الأجزاء الرئيسية من الفيروس الآن، فإن حتى تلك الذاكرة الخاصة بالعدوى تتلاشى بمرور الوقت. وكلما مر وقت أطول منذ إصابتك بالعدوى أو التطعيم، أصبح جهازك المناعي أكثر نسياناً، وفقا للخبراء الذين أكدوا الحاجة الدائمة إلى الحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ضد الفيروس.


مقالات ذات صلة

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
TT

دراسة جديدة تكشف عن مخاطر صحية لعدم انتظام مواعيد النوم

انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)
انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية (أرشيفية- رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمواعيد النوم المنتظمة، معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

ووجدت الدراسة أن أنماط النوم غير المنتظمة تزيد من خطر الإصابة بأمراض، مثل السكتة الدماغية وفشل القلب، والنوبات القلبية، بغض النظر عما إذا كان الأشخاص يحصلون على قسط كافٍ من النوم بشكل عام.

وبشكل عام، فإن كمية النوم الموصَى بها للأشخاص الذين تتراوح سنهم بين 18 و64 عاماً تتراوح بين 7 و9 ساعات في الليلة، وبين 7 و8 ساعات لمن تبلغ سنهم 65 عاماً أو أكثر.

ووفقاً للدراسة، فقد قام الخبراء بفحص بيانات 72269 شخصاً، تتراوح سنهم بين 40 و79 عاماً، شاركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، ولم يكن لدى أي منهم تاريخ من الأحداث الرئيسية المتعلقة بالقلب، مثل النوبة القلبية. وارتدى الأشخاص في الدراسة جهاز تعقب النشاط لمدة 7 أيام لتسجيل نومهم، ثم قام الخبراء بحساب درجة مؤشر انتظام النوم لكل شخص.

وقد رصدت هذه النتيجة التباين اليومي في وقت النوم، ووقت الاستيقاظ، ومدة النوم، والاستيقاظ أثناء الليل؛ حيث حصل الأشخاص على درجة تتراوح بين 0 (غير منتظم للغاية) و100 (نمط نوم واستيقاظ منتظم تماماً).

ووفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تم تقسيم جميع المشاركين في الدراسة إلى مجموعة نوم غير منتظمة (أقل من 71.6 درجة)، ومجموعة نوم غير منتظمة إلى حد ما (بين 71.6 و87.3 درجة)، ومجموعة نوم منتظمة (أعلى من 87.3 درجة SRI).

وتمت متابعة الأشخاص لمدة 8 سنوات، وخلال هذه الفترة قام الباحثون بتحليل عدد الأشخاص الذين عانوا من حالات، مثل: النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وقصور القلب.

ووجدت الدراسة التي نُشرت على الإنترنت في مجلة «علم الأوبئة والصحة المجتمعية»، أنه حتى بعد الأخذ في الاعتبار أشياء يمكن أن تؤثر على النتائج -مثل تناول القهوة ومستويات التمارين الرياضية- فإن الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم كانوا أكثر عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بسكتة دماغية أو قصور في القلب أو نوبة قلبية، من أولئك الذين ينامون بشكل منتظم. في حين كان الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم بشكل معتدل، أكثر عرضة بنسبة 8 في المائة للإصابة بذلك.

ووجد الباحثون أيضاً أن درجة مؤشر انتظام النوم كانت مقياساً مستمراً؛ حيث زاد خطر إصابة الأشخاص بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية كلما كانت أنماط نومهم غير منتظمة.

ووجدت الدراسة أن نسبة أكبر من الأشخاص الذين ينامون بانتظام (61 في المائة) استوفوا حصة النوم الموصى بها، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم (48 في المائة). ومع ذلك، لم يُحدِث هذا أي فرق في صحة القلب للأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم، والذين يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية نفسه، حتى لو كانوا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

وفي المقابل، شهد الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم انخفاض معدل الخطر، إذا حصلوا على قسط كافٍ من النوم.

وقال الباحثون، بما في ذلك من جامعة أوتاوا: «تشير نتائجنا إلى أن انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية، في تعديل مخاطر الأحداث القلبية الوعائية الضارة الرئيسية».

وقالت إميلي ماكغراث، ممرضة القلب الكبيرة في مؤسسة القلب البريطانية: «ليس من الواضح بالضبط كيف يفيد النوم القلب؛ لكن الأبحاث تشير إلى أن النوم المضطرب يرتبط بمستويات أعلى من بروتين يسمى (سي آر بي)».

وتابعت ماكغراث: «هذه علامة على الالتهاب، وهي العملية المرتبطة بأمراض القلب والدورة الدموية. ويمكن أن يكون للنوم أيضاً تأثير غير مباشر على صحة القلب، من خلال التأثير على خيارات نمط حياتنا».

وتابعت: «أشارت الدراسات إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤثر على الهرمونات التي تؤثر على شهيتنا، مما يزيد من رغبتنا في تناول الأطعمة السكرية. وعلى مدى فترة طويلة من الزمن قد يؤدي هذا إلى زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية».

وأردفت: «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتعزيز هذا الاكتشاف؛ لكن النتائج المبكرة تشير إلى وجود صلة مهمة بين النوم وصحة القلب والدورة الدموية».

وقالت إن الباحثين في جامعة برمنغهام يحققون في كيفية تسبب الأرق أو مشاكل النوم في حالة تسمى الرجفان الأذيني، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ووجدت دراسة منفصلة نُشرت في مجلة «علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي» أن الرجال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يعانوا من التدهور المعرفي قبل عقد من الزمان من النساء.